أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الثرثارة : قصة قصيرة














المزيد.....

الثرثارة : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:36
المحور: الادب والفن
    



لم أظن يوما ان تهديدهم لي سوف يكون حقيقة ، حين اقول شيئا ، لايتفقون معي في جدواه ، او صحته
- سنقطع لسانك ، نشويه ونرميه للكلاب السائبة...
لم احمل وعيدهم ذاك على محمل الجد ، مضيت اقول ما اعتقد بصحته ، واعمل ما ارى انه يوافق نفسي ، ويتلاءم مع شخصيتي ، ولم تكن اقوالي بتلك القوة، التي تجعلهم يقدمون على تنفيذ ما وجههوه لي من وعيد.
- سوف نرغمك على الصمت.
ورغم كل شيء فأنا احبهم ، واجدهم قريبين جدا من نفسي ، وليس لي أحباب آخرين سواهم ، وان كانت كلماتهم الموجهة لي، تحمل بعض المداعبة القاسية ، فاني سرعان ما أتناساها ، فكيف يمكن للأحبة ان يسيئوا الى من يحبهم، ويحمل لهم في قلبه العواطف الجياشة ،والمشاعر الرائعة ، ومضت الايام تصاحبني ، وتبدي حيادها الشديد نحوي ، فلم اكن أحلم أن تريني وجها مبتسما دائميا ، ولقد قنعت بما يمنح لي من فتات الحنان ، ومن برودة ، وطنت عقلي على القبول بها ، لم أتوقع مزيدا ، لم أناقش او ابدي اعتراضا على قول معين ، او اشارة يبدو منها الهجوم القاسي ، كل ما افعله هو الابتسام بقوة ،أمام الادعاءات الكثيرة التي توجه ضدي ،

وجهت لي التهم المختلفة ، وحيكت الدسائس ونظمت الأقاويل ، ودبجت المزاعم، وما كانت تلك الادعاءات بقادرة على زعزعة نفسي ، والإساءة الى اطمئناني الداخلي ، فانا اعرف نفسي تمام المعرفة ، وأدرك ان اللائمين لا يتطلعون الى الصدق، في مزاعمهم المتنوعة ، والى الحقيقة فيما ذهبت اليه ظنونهم المتضاربة ، كل ما يطمحون اليه ان يروني لقمة سائغة في أفواههم ، يشكلونها وفق تطلعاتهم وبما يتناسب مع رغباتهم الكثيرة، في سلب الثقة من النفوس ، وجعل الإنسان يبدو صغيرا في نظر نفسه ، ليسهل عليهم إرغامه على فعل ما تشاء عقولهم..
انظر الى من يتهمني، ويصفني بصفة بعيدة كل البعد عن حقيقتي، نظرة ثابتة

، ، يجد التهام من يقف أمامه، قويا ، واثقا ، ليس من اليسير افتراسه بشتى التهم، والنعوت النائية عن المنطق ، سرعان ما تظهر عليه علائم الخيبة والشعور بالإحباط، ان ما خطط له من إثارة الآخر والانقلاب عليه، لم تأت اكلها ومرت كما تمر كل عاصفة هوجاء، فتهدأ الأمور ويعود كل شيء الى نصابه ، وكثيرا ما كنت اسمع ذلك التبرير الذي لايقنع طفلا:
- عذرا ، لم اصدق المزاعم الباطلة
وحين اطيل النظر إليه، عله يفصح عن السبب الواضح ،الذي حدا بمثله الى اطلاق التهم جزافا ، يسارع الى القول وكأنه يقرا دخيلة نفسي :
- انهم يزعمون بما قلت لك ، ولولا الصداقة الحميمية بيننا لم انقل لك ما يفترونه
وكل مرة ارى نفسي قوية ، لايمكن للاقاويل المختلفة ان تنال من عزيمتها ، ولا تقدر الاكاذيب ان تنطلي على كل الناس الذي احبهم ، واجد نفسي حريصة على الدفاع عن ذاتي امامهم ، و ألفي علامات التكذيب واضحة على محياهم ،اكتفي بان براءتي ظاهرة ، وان التهم مهما بلغت قوتها، فإنها غير قادرة على تبديد الثقة التي يمحضها الأصدقاء الأعزاء لي..
ولكن هذه المرة ، أجدها تختلف كثيرا عن المرات السابقات ، تهمة بسيطة توجه لي ، فانفعل أمامها وأثور، ويرتفع صوتي محاولة الدفاع ، دون أن أتمكن من احسان اقناع الاخرين بسلامة موقفي:
- انت ثرثارة وماجنة
من يعرفني يدرك، ان التهمتين بعيدتان عني كل البعد ، فلماذا اثور بهذا الشكل الفظيع ، واجد الغضب مسيطرا على انفاسي، سالبا منها هدوء اليقين ، والقدرة على الكلام ، وغالبا ما كنت أجابه بانني قليلة الكلام كثيرة الصمت ، لااحسن الحديث الا بعد اعمال الذهن، والتفكير جليا في عواقب الامور وتبعاتها ، فانصرف الكثيرون عن صحبتي ومل الاصدقاء عن معاشرتي
اجد نفسي اليوم مندفعة في محاولة نفي التهمة ، والتي لم تكن من التهم الجسام ،التي تسيء الى المرء او تفقده المروءة والعزيمة وحب الناس..
- انتم كاذبون تعساء ، تكيلون التهم للنفوس البريئة ،وتتعدون على من يؤثر السلامة منكم ،محاولا النأي عن اسالبيكم الجهنمية
تتدفق الكلمات ولا اجد في نفسي،مقدرة على الإمساك بلساني الراكض، او الحيلولة دون انطلاق الزمام الفالت ، فأحاول السيطرة على ما بدر مني من ضعف وتصحيح الحال ، وجعله ينقلب الى صالحي ، لكن الأمر بدا أكثر صعوبة، مما كنت أظن
تنطلق دعوة سريعة
- انها تهذي ، هاتوا اللجام
ماذا جرى ؟ هل يمكن ان تكون الكلمات، ذات مضمون حقيقي هذه المرة ؟ ، هل يسخرون مني ؟ أم إنها دعوة جادة هذه المرة ؟
- اللجام ؟ ولي أنا؟ قبحكم الله و أبعد عنكم الرحمة ، هل اللجام لي ؟
تتسارع الايدي ، يضعون اصابعهم على فمي ، يخرج احدهم ابرة كبيرة من جيبه ،وضعت في خيط طويل .
اسمع نداء اتيا من خلفي
- اخيطوا فمها ، عليها اللعنة ، كم تحب تزويق الكلام .
وقبل ان اتمكن من الدفاع عن نفسي، من أياديهم الكثيرة المسرعة الى تكبيلي اسمع صوتا صارخا
- عليك اللعنة ، تسكتين دهرا لتنطقي كفرا

صبيحة شبر
1 شباط 2009



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟
- دورالأسرة في التربية
- كاتم الصوت
- العدالة الاجتماعية وكيفية الوصول اليها
- الفضائيات العربية ومهمة بناء الوعي وتوجيه الرأي العام
- نصائح : ق ق ج
- أيتام
- هل يصنع النقد أدبا؟؟
- امرأة ام أنثى؟؟
- ( الحوار المتمدن) وتجربة الأعوام السبعة
- ( أعمامي اللصوص) مجموعة قصص تعري الواقع المنخور
- كفاءاتنا العلمية ،،،،، الى اين ؟
- دروس الثورة الاشتراكية
- حوار مع الناشطة المغربية فاطمة الزهراء المرابط
- محاورة مقامات عسقلاني
- قديما مثل هيباشيا
- ( ضفائر الغابة) ومضات ساطعة
- القصة القصيرة جدا في المغرب
- (من دون احتراس) مجموعة شعرية للشاعر حسين الهاشمي
- الانقلاب


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الثرثارة : قصة قصيرة