أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي شكشك - مايعجز الكلام














المزيد.....

مايعجز الكلام


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 20:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



لم يكن لا يعرف, ولكنه كان شرطاً لما سيأتي, يؤسس لمرحلة واعدة, باطنها أكبر من استعداد الوعي للقبول, وعنفُها أشرسُ من احتمال صفحات التاريخ, ممسكاً ومستأنساً بضمير شعبه في غربة الوحدة وفارق القوة وثقل التاريخ والأسطورة وواقعية الحلم, متجاوزاً آلامَ المنفى وحُبُكَ اشتباك أثقال المأساة, ينتقل بتؤدة في سيرورة التجاوز لمرحلة العلو اليهودي, ومحاولاً إحراج المشترك الإنساني بين الشرق وبين والغرب, لابتزاز حيّزٍ في الضمير أو علمٍ ونشيدٍ في الوجدان, فقط ربما يكفي الآن أن نثبّت صرختنا في الهواء أو أن نُشهر جرحنا في السماء, ونعرف أنّ حروباً كثيرة ستكون لا مفرَّ منها لتعبّد الطريق إلى أيِّ حارة في القدس, ودون أن يغرق في التحاليل والتنظير, فهي أكثرُ سطحية من باطن النور والنار واشتباك الزمان والمكان والإنسان في تلك الذروة من مكنون اضطرام الحب والحقد والغيرة وغرائز وأشواق الدنس والطهارة والعلو والإفساد, لامتلاك الكون المجسد في فلق الأشياء, عند الأبعاد الأخرى في الأرض التي باركنا فيها للعباد,
فالمرحلة مشتبكة مع وعد نابليون وكيمياء حركة الفكر والتنوير من مجاهل العصور الوسطى ومصالحة العهد القديم والجديد ومماحكات التنويريين والبيوريتانيين وتعقيدات القديسين ومعارك الفكر الأوروبية وتراتيل الكنائس البروتستانتية, وكراهية الجيتوهات اليهودية ونزق الملوك, أين تذوب النبوءة بالأسطورة ويتعانق النزوع للمجد والقداسة والطموح للألفية السعيدة برائحة الدم والنفط وثقافة العالم الجديد,

حين يتحول الهندي الأحمر إلى مجرد فروة رأس تباع مقابل عشرة دولارات, وحين يشير ريجان إلى حقيقة الوعد بأنّ القدس سوف تُدنّس تحت أقدامِ العامّة إلى أن ينتهي وقت هذه العامّة, وأنّ هذه النبوءة قد تحققت عام سبعة وستين عندما أُعيدَ توحيدُ القدس تحت العلم الإسرائيلي, وصحيح أنّ حزقيال قد تنبّأ بانتصار جيوش إسرائيل وحلفائها ضد قوى الظلام ولكن المسيحيين المحافظين لا يسمح لهم التطرف الروحي بأن يأخذوا هذا الانتصار كمسلمات ولذا فإنّ تقوية قوى الحق لتربح هذا الصراع المهمّ هو في عيون هؤلاء الرجال عمل يحقق نبوءة الله انسجاماً مع إرادته السامية وذلك حتى يعود المسيح مرة ثانية ليحكم الأرض ألف سنة", وحين يكون محور نقاشات بيجين مع ممثلي الكنائس الإنجيليكانية هو تأجيل تحول اليهود إلى المسيحية إلى وقت لاحق والتركيز الآن فقط على شروط عودة المسيح بدعم تهويد القدس وإعادة بناء الهيكل, وحين يقول رابين لياسر عرفات "إنه بالإمكان مجازاً التنازل عن يافا وحيفا, أما يهودا والسامرة فمن المستحيل الحديث عنها وهي التي تتمركز فيها كل الدعاوى والحجج التاريخية بصدد المقدسات والممالك اليهودية القديمة والتي يقوم عليها المشروع الإسرائيلي",

وحين يكون الجرح الفلسطيني هو المحصلة النهائية لاجتهادات تفاعلات الحروب ورحلات لورانس وآلاف الجمعيات والمؤسسات التي انتشرت كالجراد تمهد المناخ في جسد المنطقة وتحفر وعيه بالطاعون, وتكبله بالحاجات واليأس والاستشراق والابتسامات, فإنه لا مناص من اقتناص منطقة الشِّعر العميقة في أحلام الملايين, تلك التي أحد مفرداتها الثورة, إذ يصبح لا مجال إلا أن تقلب كلّ الأمور لينفرطَ الافتعالُ الطارئ بالترتيب والعسف, وتستقرَّ الأشياءُ بسجيّتها على جُوديّ الأشياء, ولذا كان ياسر عرفات اجتهادَ البداهة ضدّ أعقد أشكال المكر والمؤامرة في التاريخ, البداهة المنسجمة مع جوهر الحق وتلقائية الميل للعدل, فكان الأب قبل أن يكون الرئيس, وكان يكفي أن يبتسم في الحصار لينفرط الحصار, وكان يكفي أن يرفع يده بشارة النصر في وسط الخراب لتنبت في قلوب شعبه الأزهار, فقد كان يعرف الطريق, وحين كان كلينتون في كامب دافيد يحاولُ إقناعه بأنْ يدعَ القدس لليهود سأله: قل لي بصدق فأنت رجل مؤمن وقد رأيتك تصلي, ألا تؤمن بالهيكل؟, فردّ أنهم قد فتشوا وحفروا ما حفروا ولم يجدوا, وهل تؤمن أنت به؟, فأقسم كلينتون أنه يؤمن, وكان هذا ذروة سياسة الأسطورة,
وقد عاد بعدها إلى مكنون الوطن وهو يعرف ما سيكون, ويؤسس لمرحلة واعدة, باطنها أكبر من استعداد الوعي للقبول, وعنفها أشرسُ من احتمال صفحات التاريخ, مستأنساً بضمير شعبه في غربة الوحدة وفارق القوة وثقل التاريخ والأسطورة وحتمية الحلم, وليقول لكلينتون - ما بقي له من أيّام - ما يَعجزُ الكلامُ أن يقول.

[email protected]



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر
- صوت الضمير
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح


المزيد.....




- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي شكشك - مايعجز الكلام