أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - اجري اللازم -قصة قصيرة














المزيد.....

اجري اللازم -قصة قصيرة


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 10:05
المحور: الادب والفن
    



على حين غرة لعلع صوت الرصاص في داخل بناية وزارة ال(...) تحطمت الابواب الزجاجية لمدخل الوزارة وهي تتقييء عشرات الناس وهم يهرعون مرعوبين هربا وقد تناثرت الاوراق وبعض الحقائب النسائية والمحافظ الشخصية والعرائض المزكرشة بالوان واشكال من التواقيع والهومش ومئات النسخ الاصلية والمستنسخة والصور الملونة في المكان، تدحرج بعض الاطفال والنساء وكبار السن على سلم الخروج وداستهم الاقدام، بعد لحظات بدات الحان ومعزوفات واغاني بمختلف اللغات و((لطميات)) تسمع من اجهزة ((الموبايل)) المتناثرة وهي بالتاكيد صيحات استفسار ولهفة اطمئنان من اهل واصدقاء واقارب الموظفين والمراجعين والزائرين لمقر الوزارة ،بعد ان برز خبر عاجل ..عاجل باللون الاحمر على واجهات اجهزة التلفاز من قبل مختلف الفضائيات يشير الى حدوث انفجار وتبادل اطلاق نار كثيف بين حراس وارهابين مفخخين حاولوا اقتحام مكتب السيد وزير ال(( .....)) سنوافيكم بالتفاصيل حين ورودها من مصادرنا في محل الحادث.
كانت فوضى اصوات منبهات ((الموبايلات)) عارمة كانها تتناغم مع حجم فوضى الهلع والهروب الغير منظم وأصوات ازيز الرصاص .
بدات هذه الفوضى حينما صاح احد الحراس وهو يوميء صوب رجل افلت من بين يديه اثناء التفتيش بعد ان كشفه محتزما بحزام سميك:-
...مفخخ...مفخخ...امسكوه ..اخلوا الطريق... انبطحوا !!!
فانكشفت الممرات امام المفخخ وهو يهرول صوب غرفة كتب عليها مكتب السيد الوزير.
قف قف ..ترك...تررررررررررك انهالت طلقات الرصاص بغزارة نحو الهدف وامتلأ ت ممرات الوزارة برائحة البارود .
اصطبغ باب مكتب السيد الوزير بالدم المتدفق من ظهر ((المفخخ )) توارى راس الوزير العالي تحت سطح مكتبه الفخم!!!
هرعنا نحن مراسلو الفضائيات صوب مكتب السيد الوزير لتوثيق الحادث والاطمئنان على سلامته واعضاء مكاتبه بعد ان ابرقنا بخبر ((عاجل..عاجل)) الى قنواتنا الفضائية .
اطمئن سيدي اطمئن لم ينفجر شيء سوى راس ((المفخخ))!!!
استقام السيد الوزير وسط حشد سكرتيريه وسكرتيراته واعضاء حمايته الشجعان وكل منهم يروي بطولاته وكيف حال دون المخخ وسيادة الوزير...كلنا فداك سيدي ...يخسا الارهابيون القتله.
اخذ مديرمكتب السيد الوزير يعد لتنظيم مؤتمرا صحفيا للسيد الوزير ويتلقى مكالمات الاستفسار والاطمئنان والتهنئة بالسلامة ...وو..ووو..
...الحمد لله بخير وسلام استبسل رجال الحماية والحرس في انقاذه من موت محقق...
..نعم الارهابي سقط صريعا بنار الحرس الشجعان ..سنوافيكم بالتفاصيل عنه وعن الجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الاثم والعمل الجبان نحن بانتظار خبراء المتفجرات اللذين لازالوا يبحثون عن الحزام الناسف لتفكيكه!!!... اختلط صوته مع ضجيج طائرات الاباشي التي اخذت تدور محلقة فوق بناية الوزارة....
...لحد الان لم نعثر على الحزام رغم تعرية جثة ((الارهابي)) المجرم...ربما قد يجده الخبراء مخفيا تحت الجلد...انهاعملية نوعية خطرة.....طيط طيييييييييييييييييييط انقطع الاتصال!!!!
حاولت ان استغل انشغال الحمايات بالسيد الوزير لالتقط صورا للارهابي الذي بدى بدون راس حيث فجر الاطلاق جمجمته وقد تلطخ العلم المثبت خلف كرسي السيد الوزير بقطع من مخ((الارهابي)) القتيل.
لفت نظري ملف ضخم بيد الارهابي اليمنى الممتدة باتجاه كرسي الوزير وقد كان مطرزا بثقوب رمادية نتيجة لاختراق الطلقات المصوبة باتجاهه.
بدافع الفضول امتدت يدي والتقطت الملف من يد ((الارهابي))... كان الملف على شكل رزمة سميكة من الاوراق المتهرئة مكتوب على غلافها الخارجي ((معاملة اعادة المفصول السياسي ....)) فكانت الصفحة الاولى طلب اعادة مفصول سياسي ومذيلة ب:-
الاسم:......... .
التولد.........19.
المهنة:- استاذ فلسفة.
الطائفة:- فارغ.؟؟؟
القومية:- فارغ.؟؟؟.
الانتماء السياسي: من حزب ال((.....))؟؟؟؟.
مؤرخة بتاريخ يوم- شهر - 2004 والصفحة الاخيرة عريضة طويلة فيها الكثير من التفاصيل والتواريخ وارقام الكتب والاثبا تات المقدمة الى السيد الوزير باعتباره الامل الاخير لانصافه واعادته لوظيفته ورفع المظلومية عنه كما ورد في العريضة . تحمل تاريخ يوم-شهر-2009.. امسكت بالاضبارة وصوبت نظري صوب السيد الوزير الذي بدا مؤتمره الصحفي.. بالصلاة والسلام وتفانيه من اجل الشعب والديمقراطية والنظام وسوف لن تنال منه مثل هذه المحاولات الارهابية القذرة بفضل هذه العيون الامنية التي لاتغفل ولاتنام........!!
تناول الملف من يدي مبينا للمشاهدين بانه يباشر في عمله دون توقف وخط بقلمه ذو الحبر الاحمرامام الكاميرا على الصفحة الاخيرة من الملف ((اجري اللازم)) ؟؟!!!



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي في ميزان العصر
- أرض الزعفران - قصة قصيرة
- الانتخابات البرلمانية القادمة - المواطن لعراقي يفتش عن بديل
- من فوازير العولمة الراسمالية( ماهي المادة المحللة على الجار ...
- هل سيكون للعمال قائمتهم الانتخابية الموحدة؟؟؟
- المتقاعدون خارج القرعة؟؟؟!!!
- شوربة ((لبه))؟؟!!
- في اي قطار سيركب اليسار في الانتخابات القادمة؟؟؟
- ((غيرة ))كلب
- متى يولد حزب ألمتقاعدين؟؟؟
- ماكانوا يوما...ولن يكونوا
- حيوان مسعور او ارهابي مسحور؟؟؟
- لسنا بحاجة للمزيد من القيود
- لانريدها من دون ماء
- رحلة استكشاف المعنى عبر ثنايا نص رواية((الزمن الحديدي)) لعبد ...
- الموسيقا الموؤدة؟؟!!!
- بمناسبة الذكرى ال(46) لرحيل الشاعر المناضل ناظم حكمت -مقابلة ...
- ((المرعب السري))
- نفق التوافقية:- في بدايته فوضى وفي نهايته متاهة
- أمهلونا حتى نعد لكم ديكتاتورا جديدا؟؟!!!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - اجري اللازم -قصة قصيرة