أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - إسرائيل ودروس إنسانية ..















المزيد.....

إسرائيل ودروس إنسانية ..


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 01:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حري بنا دائما أن نتحدث عن الواقع المزري الذي يعيشه المواطن العربي في مجتمعاتنا أو ألإنسان عموما لكي لا يزايد علينا أحد آخر من القوميات ألأخرى الدكتاتورية المتسلطة على رقاب مواطنيها سواء كانت في دولة أو في إقليم والتي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق ألإنسان وهم منها براء براءة الذئب من دم يعقوب .
قد يشكل البعض علي ما سأطرحه خاصة بعد صدور تقرير غولد ستون الذي تظمن تحقيقا مفصلا في ألانتهاكات التي حدثت أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لقطاع غزة ومسؤولية الجانبين حماس+ إسرائيل في ذلك .
ولسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل التقرير وحيثياته وندور في حلقة مفرغة بان التقرير جاء في صالح هذا الطرف أو ذاك بل سنستسقي مثالين فقط حول ما وصل اليه حال المواطن الفلسطيني من حال يرثى له في ضل سياسات الشد والجذب بين السلطة المقالة من حماس وحركة فتح التي يترأسها السيد محمود عباس .
لقد تابعنا على شاشات التلفزة الفضائية قبل فترة ليست بالبعيدة خبرا ما مفاده أن سلطات الحكومة الإسرائيلية قامت بإطلاق سراح 20 امرأة فلسطينية كن معتقلات داخل سجونها بسبب قيامهن بأنشطة عدائية تجاه الدولة الإسرائيلية , هذا العدد من النسوة المطلق سراحهن جاء مقابل صفقة تبادل تسلم الجانب الإسرائيلي لشريط فيديو (فقط لا غير) مسجل لعدة دقائق يظهر فيه الجندي الإسرائيلي (جل عاد شاليط ) الأسير الوحيد لدى حركة حماس وحزب الله والأمة العربية القومية ذات رسالة خامدة وليست الخالدة بالتأكيد .
استطيع القول هنا وقد يختلف معي الكثير من القراء وقد يتفق آخرون مع طرحي هذا , بان إسرائيل أرسلت لمجتمعاتنا الإسلامية خاصة والدكتاتورية عموما (القصد هنا هو طبيعة أنظمة الحكم المتمثل بإسلام الحاكم ووعاظه والمنافقين من حولهم) رسالة غاية في الوضوح في قيمة الفرد والمواطن الإسرائيلي بالمقارنة لما يعيشه ألإنسان في هذه المجتمعات من انتهاكات عديدة لحقوقه والتعدي وسلبه ابسط حرياته والجهل والفقر المستشري نعزوها بالطبع لسبب أول وأخير إن مقدرات وخيرات بلداننا الكبيرة مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته ومن ورائهم جيشهم العرمرم من الفقهاء المنافقين الذين يدعون له في الصباح والعشي .
لقد بات المواطن داخل هذه المجتمعات بشكل عام رخيصا جدا وقد وصل إلى أدنى سعر للصرف له بالمقارنة لما تشهده البورصات العالمية متمثلة بدول ديمقراطية متحضرة كالولايات المتحدة وأوربا عموما التي تشهد ارتفاعا لقيمة الإنسان بل وحتى الحيوان الذي تراعى فيها كل حقوقه .
هذا التدني شيء بديهي توارثناه عبر التأريخ وسنة اتبعها أمراء المؤمنين في إيجادهم لأسواق النخاسة ومن قبيل شراء ألاف العبيد والجواري , وأستطيع القول أنها جارية ومستمرة على قدم وساق وان اختلفت الطريقة والإلية والأزمنة وللاماكن في استعباد ألإنسان وامتهان كرامته .
قد يعود بنا خبر استبدال شريط الفيديو للجندي ألإسرائيلي بعشرين امرأة فلسطينية بنا قليلا إلى الوراء قبل ما يناهز السنتين ونيف عندما شاهدنا على شاشات التلفزة امرأة فلسطينية من حركة حماس اعتقلت على أيدي الشرطة الإسرائيلية بعد أن وصلت بها الظروف والخطب الفارغة وعمليات غسيل الدماغ إلى أن تقوم بتفخيخ نفسها وهمت بتفجير حزامها الناسف تحت عباءتها ألإسلامية في وسط جمع من الإسرائيليين (نساء أم رجال أو عجوزا مدنيا أم عسكريا ) وشاءت الظروف انها فشلت في إكمال مهمتها المكلفة بها , وبعد اعتقالها من قبل الشرطة الإسرائيلية وسريان إجراءات الاعتقال وإجراء الفحوصات الطبية بحق أي سجين معتقل تبين أن المرأة تحمل في أحشائها جنينا في أشهره ألأولى من التكوين , هذا الكائن البريء الذي قدر الله ان يكون في أحشاء هذه الإرهابية من نطفة من زوجها الإرهابي الذي كان على علم مسبق بما تروم القيام به بل وحظيت بمباركة وموافقة منه .
يطرح سؤال نفسه هل أن المرأة لم تكن تعلم انها تحمل داخل أحشائها جنينها هذا ؟ وهذا ما لا أظنه وان بعض الظن إثم , إلا ان طبيعة المرأة في تقصي ذلك في مجتمعاتنا عموما لا يعكس ذلك , خصوصا ان جزءا من خطابات الحركات الإسلامية والمتشددة عموما يؤكد على زيادة أعداد الولادات والزيجات كذلك إن فسلجة جسم المرأة يتيح لها أن تكتشف حملها بعد مضي فترة ليست بالطويلة , وعسى ان أكون مخطئا استنادا للحكمة القائلة أن الناس اعداء ما جهلوا .
لقد تبين من خلال آخر استطلاع سكاني رقمي فقط للمسلمين أنهم يشكلون ربع سكان المعمورة ليبتهج المطبلون والناعقون على المنابر المختلفة متناسين مدى تفشي الفقر والجهل والظلم وانتهاك للحقوق لأقول هنا لقد حق القول في ان ينطبق نص الآية القرآنية علينا حرفيا (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ).
هل يتصور عقل ما أن يتحول الإنسان إلى مشروع لقتل نفسه وقتل أخيه الإنسان عموما , لا أشك قطعا ان هذه المرأة كانت تعيش أزمة عاطفية ونفسية بل وحتى ذهنية وعقلية , كما ونعلم أن أصحاب هذه الأجساد النتنة من الذكور خاصة التي تفجر نفسها في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والهند وإسرائيل وبغض النظر عن أهدافهم الخبيثة والتي قد ملئت رؤوسهم الفارغة بخطب وعظية وجهادية أو قومية وأنهم بالنهاية سيحظون بلقاء رسول الله وبمعيته أربعون من الحور العين كواعب أترابا .
ولكن ما خطر وطرق ذهني هو سؤال ماذا يبغين النسوة من حماس وغير حماس وفي العراق وغير العراق بأن تحلن أجسادهن وحتى أجنتهن وان تستغني روحها وعن الزوج والولد , لا اشك انهن قد وعدن أيضا من قبل المنافقين بجنة عرضها السموات والأرض بألاضافة إلى أربعين من الولدان المخلدين عوضا عن زوجها !!!
المفارقة هنا ان السلطات ألإسرائيلية قامت بتامين جميع وسائل الراحة للمرأة ألانتحارية ومولودها الجديد وتحت إشراف طبي في احدث مستشفيات إسرائيل لتصرح في حينه لإحدى الفضائيات العربية أن (الكيان الغاصب ألإسرائيلي ) قد انتهك حقوقها ومنع مرافقة أيا من أقاربها لها أثناء عملية الولادة ..
دروس ودروس لا نتعظ منها تؤكد على مدى تخلفنا العقلي وثقافة العبودية للحاكم والوعظ المنافق ونظرية المؤامرة التي تعشش في أذهان هؤلاء المتطرفين ... لقد سئمنا وشبعنا من دروس وخطابات طغاتنا وحكامنا والمتاجرة بالإنسان كسلعة رخيصة وحري بنا أن نتعلم بعضا من الدروس حول القيم ألإنسانية ومعانيها ولا ضير أن يكون درسنا ألأول من دولة إسرائيل.



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا ألإرهاب يبحثون عن براءتهم !!
- ماذا بعد حجب المواقع ألإباحية ؟؟
- منع ألآذان الشيعي هل هو إيذان بعودة البعث ؟؟
- ألأزمة ألإيرانية إلى أين ؟؟؟
- ألإسلام بين التنظير والتطبيق ..
- إيران بين الديمقراطية والتطرف ..
- تجربة العراق الديمقراطية ومساعي إفشالها ..
- ألاتفاقية ألأمنية و ألاختبار الصعب..
- رحلة أل 1000 مفسد بدأت بوزير..
- البرلمانيون سكارى وما هم بسكارى !!!
- العقلانية والتسامح في قراءة التأريخ..
- الطائفية بين تحرير العراق والكويت ..
- أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا المؤامرة !!
- هيئة الرئاسة وعلامات إستفهام كثيرة ؟؟؟
- فقراء مسالمون وأغنياء إرهابيون ..
- طيور الجنة أم طيور الجحيم ..
- ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!
- العد التنازلي لإنقراض البعث ..
- الدين داء ودواء..
- تحرير العراق آهات ونظرات وعبرات..


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - إسرائيل ودروس إنسانية ..