أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - عَوْدٌ على بدء - الرجوع إلى الفيزياء















المزيد.....


عَوْدٌ على بدء - الرجوع إلى الفيزياء


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تحدثت عن الفيزياء وقوانين الطبيعة في مقالي الأخير عن العلم واضمحلال قوة الإله، تبارى المعلقون الإسلاميون في الردود التي كان أغلبها عقيماً، يسأل عن الروح وعن القوى التي خلقت القوانين الطبيعية، وهذا بالطبع جدال بيزنطي عقيم لا يصل إلى نتيجة، تماماً كالجدال الذي دار في الماضي وما زال يدور حول هل جاءت الدجاجة أولاً ثم باضت، أم جاءت البيضة أولاً ثم فقست فصارت دجاجة. ومع ذلك سوف أكرس جل هذا المقال للرد على هذه التعليقات، إثراءً للنقاش والتزاماً بأدب "الحوار المتمدن".
أبدأ بالرد على السيد رمزي ميركاني، صاحب التعليق 6، والذي يقول "اسأل استاذ كامل لماذا لم يتكلم عن الموت و الروح عندما قال عز وجل-وسألونك عن الروح قل الروح من امرى ربى وما اوتيتم من العلم الا قليلا-ارجو ان تبين ما موقف العلم من مسألة الموت والروح ولماذا يموت الانسان،لأن المسألة ليست مرتبطة بالسن ولا المرض ولا الحوادث،هل استاذ كامل يقدر ان يهرب من الموت كما يقول عز وجل-يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة."
الموت هو النهاية الحتمية لكل كائن حي من حيوان أو نبات. والسبب في حدوث الموت هو تآكل الأعضاء الحيوية في جسم الحيوان أو النبات مع مرور الزمن. فالقلب تضمحل عضلاته مع مرور السنين، ولا يستطيع ضخ الدم اللازم لاستمرار عمل الدماغ والكبد والكلى وما شاكل ذلك. وحتى الدماغ نفسه تموت خلاياه بالتدريج ويضمحل حجمه مع سنوات العمر. وعندما يتعطل القلب أو الدماغ يموت الكائن. وحتى الآلات المصنّعه، مثل السيارة، تتآكل أجزاؤها المهمة مع مرور الزمن وتتوقف عن العمل وتموت. فالموت لا يتوقف على خروج الروح إذ ليس هناك روح. الروح مصطلح أطلقه الناس على شيء مبهم يبتغون من ورائه الخلود. وهو مصطلح عرفه البابليون والفراعنة والهنود الحمر، قبل أن يأتي الإسلام بقرون. هم كانوا يعرفون أن الإنسان يموت ويتحلل جسده وينتهي إلى لا شيء، ولكن رغبتهم في الخلود جعلتهم يأتوا بهذا المصطلح الذي يسمح لهم بالاستمرار في حياة أخرى.
العلم الحديث يستعيض عن الروح بمصطلح "وعي" .consciousness فإذا فقد الإنسان الوعي، يصبح كالميت الذي لا يعي ما حوله ولا يتفاعل معه ولا يستطيع إطعام نفسه. وإذا لم يتدخل الطب ويمنحه الأوكسجين والغذاء الوريدي والأدوية، فسوف يموت فعلياً في النهاية. فالمريض فاقد الوعي قد يكون قادراً هلى التنفس ويكون قلبه قادراً على ضخ الدم حول الجسم، لكن دماغه لا يعمل بالقدر المطلوب ليحفظ له وعيه. فهل مثل هذا الشخص ما زالت روحه بجسده؟ وإذا كانت روحه بالجسد، لماذا لا تعمل عملها المفروض عليها، وهو منح الحياة؟ وإذا كانت روحه قد خرجت من الجسد، فلماذا ظل القلب ينبض والرئتان تتنفسان؟ وأنا يمكنني أن أجري عملية جراحية لمثل هذا المريض وأستخرج قلبه من صدره وأوصل شرايينه و أوعيته الكبيرة بماكنة صناعية تقوم بضخ الدم حول الجسم، ومع ذلك يظل الإنسان فاقد الوعي ولا قلب له، فهل هو ميت أم حي يُرزق؟ وهل روحه ما زالت في جسده؟ والقلب الذي نُخرجه من مثل هذا المريض يمكننا أن نضعه في محلول طبي معين، ويظل ينبض. فهل تقسمت الروح ما بين القلب والجسد المسجى على السرير، أم أن القلب ينبض بلا روح؟

ثم أن محمد الذي أتى بالقرآن استعمل كلمة "الروح" دون أن يفهم ما هي. ولذلك عندما سأله المشككون به عن الروح، قال لهم: الروح من أمر ربي. والدليل الآخر أنه لم يكن يعرف معنى الروح أو النفس، هو اعتقاده بأن النائم تخرج روحه وتصعد للسماء ثم يردها الله له عندما يفيق، وقد جاء بآية في القرآن تقول (الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) (الزمر 42). فالروح مصطلح هلامي لا معنى محدداً له، ولذلك لا يستطيع العلم خلق الروح، كما تحدانا بعض المعلقين أن نخلق روحاً.
ثم أن القرآن عندما يتحدث عن تكوين الجنين يقول (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر) (المؤمنون 14). وقد اتفق جميع فقهاء الإسلام على أن الله يرسل ملكاً في الاسبوع الثامن عشر من خلق النطفة، فيدخل الملك إلى الرحم وينفخ في الجنين الروح ويحدد جنسه وعمره. ولذلك يمنع الفقهاء إجهاض الجنين بعد الاسبوع الثامن عشر لأن الروح تكون قد نُفخت فيه. ونحن نعرف أن الخلايا من البويضة ومن الحيوان المنوي تبدأ بالانقسام والتشكيل لأعضاء الجسم منذ الوهلة الأولى. فكيف تنقسم هذه الخلايا وتتزايد ازدياداً مضطرداً حتى تصل الاسبوع الثامن عشر وهي ليس بها روح؟ هل يجوز عقلاً أن تنقسم الخلايا الميتة وتتخصص لتصبح خلايا عصبية أو خلايا عضلية؟ فخلاصة القول أن الروح مثل الإله، محض خيال.
أما زياد السعودية صاحب التعليق 12، يقول " بالنسبه لكلامك عن المطر فأنت مع احترامي لعلمك ايضا تكلمت في القشور ولم تدخل في الجوهر فنحن نعلم ان هناك منخفظ جوي ومرتفع جوي والرياح تنتقل من المرتفع الى المنخفظ حاملة معها رذاذ الماء المتبخر من المحيطات ليتكثف ويتجمع وينزل مطر ولكن انت تجاهلت هذا الغلاف الجوي الذي تجري فيه الرياح محمله بالمطر لماذا لا ينتشر في الفضاء الخارجي الفسيح لماذ يبقى حول الارض كل مليارات السنين هذه من عصر الديناصورات الى الان اليس الجاذبيه الارضيه هي من يحافظ عليه من الضياع في الفضاء الخارجي هل تعلم وانت لا تجهلك مثل هذه الامور انه لو كانت هذه الجاذبيه اقل من هذا المستوى بقليل لتفرق هذا الغلاف الذي يحمل المطر في الفضاء الخارجي واصبحت الارض غير صالحه للحياه ولو كانت اعلى من هذا المستوى بقليل لأصبح هذا الغلاف الجوي ماده سائله بفعل الضغط واصبحت الارض ايضا غير صالحه للحياه طيب يادتور كامل الا تشك ان هناك من يعلم ان الجاذبيه بهذا القدر يجعل هذا الغلاف بهذا الشكل فجعل الجاذبيه على هذا القدر الملائم لبقاء الغلاف الجوي على ماهو عليه اليس اله يستحق العباده." انتهى
الجاذبية الأرضية تجذب الرياح نحو الأرض سواء أكانت الرياح محملة برزار المطر أو جافة. والجاذبية هي عبارة عن السرعة التي يسقط بها الجسم نحو مركز الأرض. وكل الكواكب والنجوم لديها جاذبية تعتمد على وزن وحجم الكوكب. وجاذبية الأرض 1g بينما جاذبية القمر تساوي 0.166 وجاذبية المشتري 2.36. والسبب في تكوين الجاذبية هو الدوران. كل جسم يدور حول نفسه بسرعة كبيرة يخلق قوة تجذب الأشياء نحو مركز الجسم. والطائرات الحربية الحديثة التي تطير بسرعة تعادل ضعف سرعة الصوت أو أكثر، عندما ترتفع في حلقة دائرية أثناء الاستعراضات العسكرية أو في القتال، تخلق جاذبية تعادل جاذبية الأرض مرتين أو ثلاثة مما يؤدي في بعض الحالات إلى إغماء الطيار لأن الدم لا يستطيع التغلب على الجاذبية ليصل إلى دماعه. فالجاذبية لم يخلقها الله وإنما خلقتها البج بانج Big Bang وقت الانفجار العظيم الذي جعل الأجسام تنتشر حول الشمس بسرعة هائلة وتدور حول نفسها نتيجة الانفجار. وعليه لا يستحق الإله الوهمي العبادة لأنه زعم أنه خلق الجاذبية. ويستمر السيد زياد، فيقول لي " انت هنا تهمش عقلك ولو استعملت عقلك لأخبرك انه ليس هناك اجابه الا ان يكون هناك من علم بذلك فجعل هذه الجاذبيه بهذا القدر فهو يستحق العباده." فيا سيد زياد! من فينا الذي همش عقله هنا؟
ثم يستمر زياد فيقول " طيب من الذي جعل طبيعة الماء بهذا الشكل الذي يسمح له بالتبخر مع الرياح ثم بعد ذلك يتكثف ويمطر على ارض في حاجته هل هو اله يعلم بحاجة اليابسه لهذا الماء فقدر ذلك ام هي صدفه." انتهى. الماء ما هو إلا أوكسجين وهايدروجين اتحدا فتكون منهما الماء. ,نستطيع الآن أن نجري تياراً كهربائياً في الماء ونرجعه إلى أصله – أوكسين وهايدروجين – فليس هناك من خلق الماء لأنه يعلم حاجة الأرض إليه. لو كان هذا هو سبب خلق الماء لما رأينا ثلث اليابسة عبارة عن صحارى قاحلة.
ويستمر السيد زياد على نفس المنوال ويسأل أسئلة تفترض أن الله هو الذي خلق هذه الأشياء، فيقول " طيب من الذي جعل هناك مرتفع ومنخفض جوي لكي تنتقل هذه الرياح بالماء الذي حملته من مكان لاخر هل هذه صدفه ايضا ام ان هناك من يعلم الحاجه لهذا المرتفع والمنخفض الجوي فكونها هل هي صدفه ايضا. اتمنى عليك سيد نجار ان تحترم عقولنا ولا تعطينا كلمه مبهمه هي عوامل فيزيائيه فقط وتترك القاري في حيره." انتهى. العوامل الطبيعية هي التي تخلق المنخفض الجوي الذي يتسبب في هطول الأمطار يا سيد زياد. والمنخص والمرتفع الجوي ما هو إلا تعبير علمي يرمز إلى ضغط الهواء في منطقة معينة تحددها حرارة الطقس وتمدد الهواء، ولا دخل لأي قوى وهمية في خلق المنخفض الجوي. وأنا لولا أني أحترم عقول القراء لما كتبت هذه المواضيع العلمية.
ثم يقول زياد "طيب بالنسبه للجنين انت كذلك مع احترامي لعلمك سطحي هنا جدا
في البداية من جعل الذكور ولاناث في الانسان وغيره ينجذبون لبعضهم هل هي الطبيعه ام ان هناك من كان يعلم ان هذا ضروري للتواصل بين الجنسين حتى يتم التلقيح. من الذي خص الرجال بالحيوانات المنويه والنساء بالبويضات لماذ لا يختلط الحابل بالنابل ويصبح هناك بعض الذكور لديهم بويضات وبعض النساء لديهن حيوانات منويه ام ان هناك من يعلم بوجوب اختلاف الذكور عن الاناث لكي تتم عملية التخصيب." انتهى. فإذا كنت أنا كطبيب درس علم الأجنة embryology، سطحياً، فأرجو أن تزودنا بما هو أعمق مما ذكرته أنا ولا تكتفي بالأسئلة البديهية. تكاثر النوع بدأ بالأميبا التي هي أقدم حيوان معروف لنا وتتكون من خلية واحدة فقط. تنقسم هذه الخلية لتكون أميبتين وكل واحدة بدورها تفعل نفس الشيء. ثم جاءت البكتيريا والفيروسات لتفعل تفس الشيء. والخطوة التالية كانت حيوانات مثل الهايدرا التي تحمل في جوفها البويضات والحيوانات المنوية أو ما يعادلها. وبعد مليارات من السنين تطورت الحيوانات وانفصلت إلى ذكر وأنثى. وهناك الآن أنواع من النمل لا تحتاج أنثاه إلى ذكر لتلد نملة صغيرة.
ثم يقول زياد " لو كان هناك شخص لا يوجد لديه حيوانات منويه نهائيا هل يعقل ان نستطيع جعله ينجب ابناء من صلبه ويحمل نفس صفات حمظه النووي. ولو كانت هناك امرأه ليس لديها بويضات بتاتا هل نستطيع جعلها تنجب على هذي السؤالين اترك الاجابه لك سيد نجار" انتهى. ونقول للسيد زياد حسناً فعلت بتركك الإجابة لي لأن المرأة العقيمة تكون عقيمة رغم وجود المبيضين الذين ينتجان البويضات، وليس لأنها لا تملك بويضات. هناك أسباب عديدة للعقم رغم وجود المبيضين، منها نقص في الهرمونات التي تساعد المبيض على إفراز البويضات، ومنها انسداد الأنبوب الذي ينقل البويضة من المبيض إلى الرحم، ومنها أورام حبيبة بالرحم. والطب الحديث يستطيع علاج كل هذه الحالات. ونفس الشيء ينطبق على الرجل. فالرجل الذي لديه خصيتان بالصفن ينتج حيوانات منوية ولكنها قد تكون ضعيفة الحركة أو بها تشوهات تجعلها غير صالحة لتخصيب البويضة. وهناك قلة من الرجال يمكن أن تفشل الخصيتان عندهم من النزول إلى الصفن وتظل الخصيتان بالبطن، وهذ يتسبب في موت الحيوانات المنوية نسبة لارتفاع حرارة البطن. فأسباب العقم كلها معروفة لدينا ونستطيع علاج أغلبها، ولا دور لإله السماء فيما نفعل.
ولا أدري من أين أتى السيد زياد بمعلوماته حينما قال " فقد اثبت العلم الحديث ان الكون كروي والكره لديها عدد لانهائي من الاقطار ولدي يقين انك تعلم ذلك. والى الان لم يستطيع احد الخروج من الكون بل لم يستطيع احد الوصول للمريخ القريب جدا من الكره الارضيه بالمقاييس الفلكيه ومن ذلك الاعجاز مستمر الى الان" انتهى. ونقول للسيد زياد إن الكون ليس كروي، ولم يثبت العلم الحديث ما قلته. الكواكب والنجوم كروية ولكن الكون مسطح ولا حدود له، وليس له أقطار. إذا كان العلم الحديث قد أثبت ما تقول فأرجو أن توافينا بمصادرك لذلك، ولا تردد كما يردد شيوخ الإسلام "وقد أثبت العلم الحديث". ثم أن المركبة الفضائية الأمريكية قد وصلت لإلى المريخ وأرسلت صوراً في غاية الجمال منشورة بالانترنت.
أم زياد العربي صاحب التعليق 13، يقول بكل بساطة وعفوية " النيازك تحيط بالأرض من كل جانب وتضرب سماء الأرض وتخترقها ولكنها تسقط في الأماكن غير المأهولة... لماذا؟" انتهى. يا سيد زياد العربي! أولاً الأرض ليس لها سماء حتى تضربه النيازك وتخترقه رغم الآية التي تقول (والسماء بنيناها بأيدٍ). فليس هناك بناء وليس هناك سماء صلبه تخترقها النيازك. ثانياً: هناك في العلم الحديث قاعدة اسمها قانون الاحتمالات probability lawوهذا القانون له معادلة نستطيع بواسطتها أن نحسب احتمال حدوث أي شيء. فمثلاً في إنكلترا عندما يشتري الشخص تذكرة لوتري، حسب العلماء فرصة كسبه الجائزة الأولي وقالوا إنها واحد في 13 مليون فرصة. وعليه، بما أن أكثر من 60 بالمائة من سطح الأرض تغطيه المحيطات، وتغطي الصحارى الخالية من البشر ثلث اليابسة، يكون احتمال سقوط النيزك في منطقة مأهولة، نسبة ضئيلة جداً.
ثم يقول زياد العربي " لنتأمل هذه الآية الكريمة: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59]. ولو شاء لأسقط هذه الحجارة على البشر ولكنها رحمة الله بعباده فهو القائل: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65]. إن هذه النتيجة تدل على أن العملية لا تحدث بالمصادفة ولو كان الأمر كذلك لما استطاعت هذه النيازك التمييز بين المناطق المأهولة أو غير المأهولة، ولكن الله تعالى الذي خلق هذه الحجارة وقدر لها أن تسبح في الفضاء وقدر لها أن تدخل الغلاف الجوي، هو الذي سخر لنا سماء لتحفظنا من شر هذه النيازك! والحقيقة هذه الظاهرة والتي تثير عجب العلماء لا تثير العجب لدينا نحن المسلمين لأننا نعلم أن الله تعالى هو الذي سخر كل شيء لخدمتنا، وليست المصادفة المزعومة." انتهى.
يمكن لأي شخص أن يزعم أنه قادر على أن يفعل أشياء عديدة، ولكن الحقيقة تظهر عندما ينفذ الشخص أو الإله ما يقول. إله محمد قال إنه أرسل حجارة من سجيل عن جيش أبرهه الحبشي، وأرسل الحجارة على قوم عاد، لكنه فشل في إرسال نفس الحجارة على جيش الحجاج بن يوسف حينما دك الكعبة. ولو كان قد سخر لكم سماء تحفظكم من النيازك، كيف سقط الحجر الأسود بالقرب من مكة، وهو حجر نيزكي؟ وأنا أوافقك بأن المسلمين لا يثير عجبهم شيء، وهل يتعجب من لا يفكر؟
السيد عبد الله بوفيم، صاحب التعليق 23، يثني على زياد السعودية ويقول " اخونا الكريم, لقد اجبت الدكتور كامل النجار بما يفي لأدعانه لرب العالمين, وإني لجد موقن أن كامل النجار يقر بوجود الله الخالق له ورغم أنفه" انتهى. وأنا أشكر السيد عبد الله الذي جعلني مؤمناً رغم أنفي، وهو هنا يعكس عقلية كاتب القرآن الذي يقول (له أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون) (آل عمران 83).
ثم يقول " لم يفصل لنا النجار من خلق بصمته المخالفة لبصمات جميع البشر السابقين واللاحقين" انتهى. يا سيد عبد الله البصمات لم يخلقها الله ليساعد الشرطة على التعرف على الجاني. البصمات تكونت تدريجياً والغرض منها زيادة مساحة سطح الأصابع لأنها عبارة عن نتوءات فوق سطح الجلد وهي بالتالي تزيد مساحة السطح ليتمكن الأصبع من القبض على الأشياء الملساء دون أن تنزلق من اليد، وكذلك زيادة مساحة الجلد في الأيادي تؤدي إلى زيادة الرقعة الجلدية التي تعرق لتبرد الجسم عندما يتبخر العرق. ولأن الإنسان نشأ في إفريقيا الحارة وكان يركض خلف حيوانات الصيد كان يحتاج إلى التبريد بواسطة العرق في الأيدي والوجه لأن بقية الجسم كان يغطيه شعر كثيف. فالبصمات نتجت عن حاجة الإنسان إليها. وكون البصمات مختلفة فهذا يرجع إلى الجينات وقانون الاحتمالات. فنحن لا نستطيع أن نقول إن البصمة المجودة في مسرح الجريمة تطابق أصابع هذا الشخص ولا أحد غيره، وإنما نقول إن هذه البصمة تطابق أصبع هذا الشخص، واحتمال أن تطابق أصبع شخص آخر هو واحد في 10 مليون، مثلاً.
وبرع السيد عبد الله عندما قال " اعجب لعقلك يا دكتور كامل النجار, لو تدبرت نفسك وبدنك حقا لأدركت أنه لم يخلق عبثا ولو كنت طبيبا كما ذكر الأخ الكريم زياد فانت بلا شك حاقد وطبع على قلبك, لأن مستواك يمكنك من دراسة خلية واحدة من جلدك لترى أنك لو جمعت عقول العالمين كلها ما استطاعوا أن ياتو بمثلها, فلترفق بنفسك دكتور وإني اراك جاحدا بل وجاهلا أو متجاهلا تدعوا للكفر البواح رغم كونك ربما تعلم الحقيقة" انتهى. وهذا مستوى من يزعمون أن الإسلام يحث على الحوار وعلى استعمال العقل.
أما السيد مجدي فقد برع في تعقيباته التي فاقت طول المقال الأصلي، ومثله مثل كل المسلمين، بدأ بالسؤال التقليدي " انا لا يهمني باقي ما جاء في المقال ولكن شيء واحد حكم وفيصل في كل ما قيل. الخلية الاولي النطفة الاولي من اين اتت. الروح هل يستطيع ان يصنعها انسان
وبالتالي اين تذهب بعد موت الجسد واين هي في الجسد اين يتم رصدها داخل الجسد او داخل اي نواة وخلية اولية لاي شيء حي" انتهى. وطبعاً الرد البديهي على مثل هذه الأسئلة هو "ومن خلق الله، وماذا كان قبله؟" وكل تعليقات مجدي تدور حول نفس الأسيلة الغيبية التي لا جواب لها، وبما أن مجدي لا يهمه ما جاء في المقال غير الروح، فأنا لا تهمني أسئلته البيزنطية.
أما جائزة التعليقات فتذهب إلى السيد أحمد صاحب التعليق 24، الذي عنوانه "مسكين" ويقول فيه " يا نجار افهم قبلا ماهية العلم وبعدها اكتب ما بدا لك طالما الكى بورد يحوى كل الحروف
لم اسمع او اقرأ لاحد من العلماء الطبيعيين ان قال هذه الترهات. يانجار انك سوى متفرج اصبت بصدمة حضارية هزت كيانك. فعلا وبصدق مسكين" انتهى. وأنا أربأ بنفسي وعلمي من النزول إلى مستوى شخص صفيق لهذه الدرجة ولا يعرف أدب الحوار.
وأعتذر للقراء عن طول المقال، وأشكر كل الذين اتفقوا معي فيما ذهبت إليه والذين أثنوا على المقال، وآسف أني لا استطيع ذكرهم بالاسم حتى لا يطول المقال أكثر من اللازم.





#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ترك العلم لإله السماء؟
- تعقيباً على القراء
- إله أم صنم؟
- ماذا أراد عائض القرني من نشيده؟
- ملحد أم لا ديني؟
- لماذا نقد الإسلام دون غيره؟
- تفنيد أركان الإسلام الخمسة
- ردود على القراء
- مرة أخرى أعتذر
- متى ينتهي هذا الصلف؟
- يا نهدها
- إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2
- الحبُ في مدينةِ الزحام
- إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 1
- أفتخر بأني أنثى
- إجابات للقراء عن موضوع الدفاع عن القرآن
- السيد المرداني ودفاعه البائس عن القرآن
- الصحوة التي تسبق الموت
- مع القراء مرة أخرى
- من هو كامل النجار


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - عَوْدٌ على بدء - الرجوع إلى الفيزياء