أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - شدو العندليب في حضرة السيف














المزيد.....

شدو العندليب في حضرة السيف


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


كتابنا يناقشون أدب العقيد القذافي !

كتبت نشرة أخبار الكتاب الصادرة عن اتحاد الكتاب المصري في عدد أكتوبر الحالي أن مدينة سرت الليبية استضافت المؤتمر 24 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ،
وأقيمت خلال المؤتمر مائدة مستديرة حول " أدب الكاتب معمر القذافي " . الكاتب هو ذاته الرئيس الليبي . وقدم د. مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي بحثا في الموضوع بعنوان " قراءة نقدية في الكتابة الأدبية لمعمر القذافي " . بينما فضل الناقد شوقي بدر يوسف أن يتناول أدب العقيد معمر من زاوية أخرى فقدم بحثا عن " جماليات النص القصصي " لدي العقيد القذافي . وبالطبع مازلت أتمنى لو نشر الناقدان المصريان هذه الأبحاث القيمة في مجلاتنا الثقافية بالقاهرة ليستفيد منها كتابنا الشباب ويتعرفوا إلي " الكتابة الأدبية " و " جماليات النص " وليتعرفوا عامة إلي أدب العقيد ليكون ركيزة لهم في التطور والتجديد والإلمام بالأساليب الأدبية الحديثة . وقد سبق للتلفزيون الليبي أن نقل ندوة مماثلة تحدث فيها الكاتب فؤاد قنديل عن الموضوع ذاته . وأتساءل حين أقرأ أخبار ذلك النقد الأدبي : ترى ما الذي قد يغنيه العندليب في حضرة السيف ؟! . وما الذي يكسبه ناقد مصري من عمل كهذا ؟ وبالأحرى كم قد يكسب الناقد من عمل كهذا ؟! . ولا أظن أن العقيد يصدق ما يقوله أولئك النقاد ، ولا أن النقاد يصدقون ما يقولونه ، أما القراء فهم بالتأكيد لا يصدقون لا هذا ولا ذاك ، ويكتفون بمصمصة شفاهم حسرة على الأعمال الأدبية الجادة التي تظهر عندنا ولاتجد أدني التفات أواهتمام من النقاد أعضاء اتحاد كتاب مصر ، ولجان المجلس الأعلى للثقافة ، وغير ذلك . واهتمام " نقادنا " بأعمال العقيد قديم ، فقد نشرت هيئة الكتاب مجموعة القذافي القصصية المسماة : " القرية القرية الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء " وقدمها د. سمير سرحان رحمه الله في احتفالية كبرى عام 1997 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب . وغرام الرؤوساء بالأدب قديم ، لأن لدي معظمهم حلما بأن يصبح رب السيف والقلم معا ، وأن يمزج صوت الجلاد بصوت الضحية في لحن واحد ، وأن يغدو في الآن نفسه قلب الطائر الرقيق وفولاذ البندقية البارد . ومن قبل كتب هتلر كتابه " كفاحي " ، أما الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكاردستان فكان – حسبما نشرت الفيجارو الفرنسية - يفكر في كتابة رواية عن قصة حبه لأمرأة مجهولة . الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تجاوز التفكير إلي العمل وطبع بالفعل رواية بعنوان " عش الدبابير " . الملك فاروق اكتفى بهواية جمع الطوابع ، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كما قال هيكل ذات مرة فكر في كتابة رواية لكن مشاغله عاقته ، لأنه كان صادقا مع مشاغله الوطنية . السادات كتب جانبا من حياته في كتابه " البحث عن الذات "، ويكتب عدد كبير من الزعماء العرب القصائد بينما يمتطون الخيول في رحلات القنص . لكن أحدا لا يستطيع أن يدرج كل ذلك الهراء الرئاسي في خانة الأدب بحيث يحمل البعض حقائبه مسافرا إلي آخر الدنيا ثم يجلس ويقرأ بحثا عن شي من هذا . وقد حصل الرئيس السوفيتي السابق ليونيد بريجنيف على جائزة لينين في الأدب عام 1979 عن ثلاثة أعمال لم يكتبها هي " الأرض الصغرى " ، الانبعاث " ، و" الأرض البكر " ، هذا في الوقت الذي كان فيه الأديب العظيم سولجينتسين مطاردا ملاحقا . وبهذا تجاوز بريجنيف أحلام القياصرة التي انحصرت في شراء قلم الشاعر إلي دمج الشعر والمقصلة في بنيان واحد . لكن التاريخ الذي لا يرحم أحال بإيجازه كل تلك الأعمال الأدبية إلي مجرد نكتة ، كتلك النكات التي انتشرت في روسيا حين أعطى بريجنيف بنفسه لنفسه جائزة الأدب عن كتب لم يكتبها . وجاء في إحدى أشهر تلك النكت أن بريجنيف استدعي رئيس الوزراء السوفيتي وسأله عن رأيه في كتابه الأخير " الأرض البكر " ، فقال له رئيس الوزراء : كتاب عظيم يا رفيق . فنظر إليه بريجنيف متسائلا : إذن يستحق أن أقرأه ؟! . وفي حينه ألزمت الدولة المدارس والمؤسسات الحزبية والوزارات بشراء كتب بريجنيف حتى أن مكاسبه منها تجاوزت 15 مليون روبل ! وظهر في ذلك الزمن نقاد يجتمعون ويناقشون بجدية وبمصطلحات نقدية الجوانب الجمالية في إبداع الرفيق ، ويقدمون قراءات نقدية لأعماله ! أما التاريخ فلا يستبقي من كل ذلك سوى ابتسامة ساخرة . أسأل مرة أخرى : ما الذي قد يغنيه العندليب في حضرة السيف ؟

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]




#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأدب الحقيقي
- هل تتطور المرأة المصرية بالأوامر ؟
- فيلم الحكومة والشعب .. أين عمري ؟
- لماذا يعرض التلفزيون المصري مسلسلات أثناء الإعلانات ؟
- إيمى
- عالم مصر السفلى
- من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !
- ندم - قصة قصيرة
- كناري الصغيرة
- ماذا نعني بترجمة الأدب الإسرائيلي ؟
- نتنياهو - المهزلة والدراما
- الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة
- محمد الفضالي .. مبدع جديد
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - شدو العندليب في حضرة السيف