أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد الخميسي - المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني














المزيد.....

المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 09:35
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


منذ عامين بالضبط طالب لويس أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، باعتقال الوزير السوداني أحمد هارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية على خلفية أحداث درفور، فلما رفض السودان تسليم الوزير، اعترف أوكامبو بأن المحكمة خططت بالتعاون مع دول لم يحددها لخطف هارون من على متن طائرة كان سيستقلها ! ثم طالب أوكامبو في العام الماضي باعتقال الرئيس السوداني بالتهم ذاتها ، وسئل في حينه عن السبب في أنه لا يحقق - مثلا - في جرائم الإبادة الجماعية في العراق وفلسطين فأجاب بأن تلك المناطق " لاتقع في نطاق صلاحياتي القانونية " ! أما الخطف فإنه من الصلاحيات " القانونية" للويس أوكامبو ربيب العمل الطويل في المؤسسات الأمريكية مثل بنك التنمية عبر أمريكا ، والبنك الدولي ، ومنظمة الأمم المتحدة . الآن تترقب الأوساط السياسية احتمال صدور قرار المحكمة الجنائية باعتقال الرئيس السوداني في الوقت الذي لم تجف فيه بعد الدماء التي أراقتها جرائم إسرائيل في غزة واستخدامها الأسلحة المحرمة واستهدافها الأطفال والمدارس ومقرات الأمم المتحدة . المحكمة التي لها صلاحية الخطف قانونا ، انبثقت من اتفاقية روما 1998 وتأسست على التنسيق مع الأمم المتحدة بهدف ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية . ولكن المحكمة لم تحقق عمليا إلا مع رئيس ليبيريا السابق شارل تايلور بعد اعتقاله وتكبيل قدميه ويديه بصورة مهينة ، ثم الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش ، وكانت التهم في الحالتين سياسية ، فتهمة شارل تايلور هي إقامة علاقة مع تنظيم القاعدة، وتهمة ميلوسوفيتش هي رفضه التقسيم الأمريكي ليوغسلافيا . أيضا فإن تهمة الرئيس السوداني الحقيقية هي رفضه لتقسيم السودان لصالح أمريكا وإسرائيل . العجيب أن أمريكا التي تحرك تلك المحكمة لم توقع لاهي ولا إسرائيل " ميثاق روما " لكي لا تلاحق المحكمة مجرمي الحرب في واشنطن وتل أبيب ! السودان أيضا مع معظم الدول العربية لم يوقع الاتفاقية ، لكن ذلك لا يحرم السودان متعة الملاحقة التي تشتمل على احتمالات الخطف " القانوني " ! وتأتي المطالبة باعتقال الرئيس السوداني ، كخطوة أخرى بعد الإعدام الإجرامي للرئيس العراقي ، والتهديدات التي استمرت طويلا للرئيسين الليبي والسوري . وفي كل ذلك تلوح قبضة الإرهاب الأمريكي وليس التحقيق مع مرتكبي جرائم حرب ، ولو كان الأمر " جرائم الحرب " فإن الأولى بالتحقيق معه هو وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد عن وحشيته في العراق وفي سجن جوانتنامو ، وهو جورج تينيت المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ، وهو الرئيس بوش ذاته ، وهم قادة إسرائيل الذين نفذوا مجزرة غزة ، ومن قبلها مذابح جنوب لبنان . وتطرح محكمة " لويس أوكامبو " شرعية مؤسسات المجتمع الدولي بدءا من الأمم المتحدة ، وانتهاء بالمنظمات التي تنسق معها ، أو تنبثق منها . فالأمم المتحدة لم تجد ما تقوله ، أو تفعله خلال مجزرة غزة سوى الصمت ، لكنها في حالة الرئيس السوداني تصرح على لسان الأمين العام لها بالدعوة إلي " ضمان أمن قوات حفظ السلام الدولية وحماية حقوق الإنسان لجميع السكان" إذا صدرت مذكرة باعتقال الرئيس البشير ! أي أن اعتقاله من عدمه لا يعني الأمم المتحدة حتى وإن كان السودان عضوا بها . فالأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ، ومحكمة العفو الدولية ، وأخيرا محكمة " لويس أوكامبو " لا تعبر لامن قريب ولا من بعيد عن أي ميل لإقرار العدالة ، أو عن أي قيم أو مصالح إنسانية عامة ، لكنها تكتفي بالتطابق مع سياسات ومصالح وأهداف القوى العظمى وأساسا أمريكا . وهو حال المنظمات التي ترتزق بحقوق الإنسان مثل " هيومن رايتس ووتش " التي صرح مسئول فيها بأن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية باعتقال الرئيس السوداني يعد " خطوة هامة نحو القضاء على الإفلات من العقاب على الجرائم المروعة المرتكبة في دارفور". هكذا اتخذت المنظمة التي تدعي الاستقلالية موقفا واضحا من قضية السودان ، وجزمت بوجود " الجرائم المروعة " ، أما بشأن غزة فإن المنظمة ذاتها لا تميز المجرم من الضحية وتصرح في 27 يناير : " لابد من إجراء تحقيق دولي محايد في مزاعم الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب من قبل إسرائيل وحماس " ! . يشعر الناس أن هناك ضرورة لظهور نظام عالمي جديد ، وأنه لايمكن تعليق الآمال على المنظمات الدولية الراهنة لأنها ليست سوى ظل كئيب للقبضة الأمريكية .
***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد الخميسي - المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني