أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -














المزيد.....

الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصر أوائل يونيو ستقف في استقباله اعتبارات عديدة : الدبلوماسية ، والمصالح التجارية ، والاهتمام بتوطيد العلاقة خاصة بعد تأكيد وزير الدفاع الأمريكي أن المعونة الأمريكية السنوية لمصر التي تقدر بملياري دولار سوف تستمر، مع آمال أوساط عربية ودولية في تنشيط الحوار بين أمريكا والعالم العربي بديلا عن المدافع والغزو . اعتبارات كثيرة ستكون في استقبال أوباما ، وسيكون الضمير المصري أحد مستقبلي الرئيس الأمريكي حتى لو لم يكن ظاهرا في الصورة . الضمير الذي وقف ضد الهيمنة الأمريكية قبل وصول أوباما للحكم ، وضد الحروب الأمريكية على العراق، وغيره ، وضد الدعم المطلق لإسرائيل ، وضد وجود معتقل جوانتانامو قبل أن يصدر أوباما أمره بإغلاق المعتقل خلال عام وضد الفظائع التي ارتكبت في معتقل أبي غريب ببغداد . هذا الضمير وغيره من ضمائر الشعوب الأخرى هو الذي يدفع أوباما – مع فشل السياسة الأمريكية – إلي مراجعة السياسات السابقة ، وإلي التفكير في إلقاء خطاب من القاهرة موجه للعالم الإسلامي يعتزم فيه أوباما على حد تصريحاته أن يؤكد للعالم الإسلامي أن الأمريكيين ليسوا أعداء المسلمين . وقد اتخذ الضمير المصري صورا وأشكالا شتى قبل وصول أوباما للحكم ، وتجلى في المظاهرات الشعبية التي استنكرت غزو العراق وتدميره ، وفي مقررات النقابات ، بل وفي الأعمال الثقافية والفنية . ولعل أحد أهم الأعمال التي تبرز في إطار حركة الضمير الثقافي المصري مسرحية " فضيحة أبو غريب " الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة تأليف الكاتب والمترجم المعروف د . يسري خميس والتي لم تعرض، كما لم يلتفت إليها الكثيرون . وقد لمع اسم يسرى خميس في الستينات حينما انشغل قسم من الحركة المسرحية بمسرحيات العبث لصمويل بيكيت ويونسكو فقدم يسري خميس عام 1967 ترجمة لمسرحية " مارا – صاد " للكاتب الألماني المعروف بيتر فايس ، فأثارت ضجة بقدر ما أعادت الانتباه إلي النماذج الثورية مثل " جان بول مارا " . وتركت المسرحية أثرها في حركة التأليف المصري كما يقول د. حسن عطية ، فظهرت بعدها محاولات للاستفادة من المسرح التسجيلي لدي عبد الرحمن الشرقاوي في " وطني عكا " ، ولدي ألفريد فرج في " النار والزيتون " وغير ذلك . وفي الدراما التسجيلية " فضيحة أبو غريب " يقدم يسري خميس نفسه كاتبا مبدعا تستوقفه هموم وطنه والعالم . وقد اعتمد الكاتب في عمله على مواد كثيرة منها التقرير الرسمي للتحقيق الذي قام به الجنرال " أنطونيو تاجوبا " لتقصى الحقائق بشأن الجرائم المرتكبة في " أبو غريب " ، وانتهى فيه إلي وقوع " انتهاكات إجرامية " . ويتألف العمل المسرحي ليسري خميس من أحد عشر مشهدا ، ويضم اثنتي وعشرين شخصية ، أربع شخصيات منها من المعتقلين العرب ، والبقية أطراف أمريكية منها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد ، وجانيس كاربنسكي مديرة السجن ، وطبيب أمريكي ، وغيرهم . وتعتمد المسرحية على تحقيق يجريه " أنطونيو تاجوبا " مع المسئولين الأمريكيين مثل وزير الدفاع رامسفيلد – في المشهد الأول - معتمدا على تصريحات وأقوال أولئك المسئولين الرسمية ، وعلى فضيحة الصور التي بثتها إحدى القنوات الأمريكية للتعذيب هناك، وعلى وقائع الجرائم المعروفة التي ارتكبت مثل ما فعلته المجندة ليندي إنجلاند التي نشرت صورتها وهي تجر معتقلا من رقبته بطوق كلب ، ولا تجد " ليندي " ما تقوله تفسيرا لما فعلته سوى أنها قامت بذلك " على سبيل التسلية " . ولعل أحد أقسى مشاهد المسرحية هو المشهد الذي يحقق فيه الجنرال " أنطونيو تاجوبا " مع مدرب كلاب معتقل أبو غريب ، وفيه يقول المدرب إنهم كانوا يطلقون الكلاب على المعتقلين فتنتزع أعضاءهم الجنسية ويتركونهم ينزفون حتى الموت . لقد وصف أوباما ما سمي بمكافحة الإرهاب في عهد بوش بأنها " فوضى مبنية على الخوف " ، وقد نبه الضمير المصري لحقيقة هذه الفوضي ومعناها وجذورها بأشكال عديدة منها ذلك العمل المسرحي البديع للدكتور الشاعر يسري خميس . وعلى أية حال سيكون الضمير المصري في استقبال أوباما ، الضمير الذي رفض السياسات الأمريكية الاستعمارية ، ويرفضها ، مهما تجملت بالعبارات الدبلوماسية.
***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]





#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة
- محمد الفضالي .. مبدع جديد
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -