أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عداء السامية لنا














المزيد.....

عداء السامية لنا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 07:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"في 26 مارس الحالي تكون قد انقضت ثلاثون سنة على توقيع اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية ، وفي حينه علق الرئيس السادات على التوقيع بقوله " لقد انتهى عهد المعاناة ". لكن إسرائيل لم ترد على السلام مع أكبر دولة عربية بسلام مماثل ، وعلى العكس ، فإنها على مدى ثلاثين عاما لم تتخل عن شبر من الجولان السورية ، ولا مزارع شبعا اللبنانية ، ولم تمنح الفلسطيننين شيئا أي شيء على الإطلاق سوى التهامها لمزيد من أرضهم وتهويد مدنهم وغرس المستوطنات والغزاة فيها ، وضربت عرض الحائط بكل المقررات الدولية مستهزئة بها . وخلال ثلاثين عاما من السلام شنت إسرائيل حربا بمعدل حرب كل أربعة أعوام ، وبلغ مجموع حروبها ثمانية : ثلاث حروب ضد الفلسطينيين ( قمع انتفاضة 1987 – وقمع انتفاضة عام 2000 – ومحرقة غزة في 2009 ) وشنت حربين على لبنان ( عام 1982 – وعام 2006 ) ، وشاركت في ضرب العراق سابقا ، ثم شاركت في تدريب القوات الأمريكية على حرب المدن عند الغزو ، وأخيرا شنت غارتين على السودان . وإذا كانت إسرائيل في ظل السلام تشن على بلدان المنطقة حربا كل أربعة أعوام ، فما الذي يمكن أن تفعله بنا في ظل الحرب ؟ . والسؤال الأهم في كل ذلك هو " الطبيعة الداخلية " التي تملي على تلك القاعدة الاستعمارية سلوكها . فإذا كانت إسرائيل تتذرع بقصص الصراع العربي الفلسطيني في كل ذلك ، فما الذي دفعها للمشاركة في عمليات عسكرية أمريكية في أوسيتيا بجيورجيا ؟! . وقد لخص إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق تلك الطبيعة حين صرح بقوله : " إسرائيل تضرب في أي مكان .. سواء أكان قريبا أم بعيدا . وما من مكان في العالم لا يمكن لإسرائيل أن تصل إليه " ! . هناك " طبيعة داخلية " لكل نبت ، وكل حيوان ، وكل إنسان ، وهناك طبيعة داخلية لإسرائيل بصفتها قاعدة استعمارية دورها الأساسي أن تضرب . ولا يمكن للعقارب ألا تلدغ ، لأنها بحكم تكوينها لا تعرف لا الطيران ، ولا العوم ، ولا شيء سوى اللدغ . وجزء كبير مما يحدث في دارفور والسودان يتعلق أساسا بالمساعي الإسرائيلية للسيطرة على منابع المياه التي تعيش عليها مصر ، ويتفق ذلك الهدف الإسرائيلي مع الأطماع الأمريكية في البترول المكتشف هناك حديثا . وفي العديد من أساطير شعوب العالم تشيع بصور مختلفة أسطورة الوحش الذي تحوله قبلة العاشقة إلي أمير جميل وتفك السحر عنه، وقد وقعت مصر اتفاقية مع الوحش بأمل أن تحوله قبلة السلام إلي ذلك الأمير الوسيم ، لكن ما يصلح حلا في الأساطير ، لا يصلح بالحتم كحل لمشكلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي . وهكذا عندما حلت الذكرى الثلاثون لتوقيع معاهدة السلام لم تجد مصر ما تحتفل به ، ولم تر في المشهد سوى آثار الحرائق ودخان الحروب وجوا خانقا من التهديدات الإسرائيلية والأكثر من كل ذلك غياب أي أفق لحل فعلي لقضايا الأراضي العربية المحتلة ، ولقضية الشعب الفلسطيني . ولهذا صرح الناطق بلسان الخارجية المصرية إن الحكومة المصرية لن تقيم احتفالا بهذه المناسبة . المؤكد أن إسرائيل لم تستطع – بحكم تكوينها – أن تنتهز فرصة ثلاثة عقود من السلام لتثبت للشعوب العربية أن السلام فكرة تراودها، فلم تقدم أي شيء لذلك السلام ، وعلى العكس قوت شوكتها العدوانية ، وزاد بطشها ، وتضاعف أطماعها . والثمرة الوحيدة التي جنتها إسرائيل فعليا هي المزيد من كراهية الشعوب العربية لها ، والشعب المصري خاصة ، والشعور بأن تلك " الدولة " لن تغير سياستها التي كانت السبب في نشأتها وقيام كيانها في المنطقة غصبا وزورا . ومع ذلك كله يجد البعض الجرأة للحديث عن " عدائنا للسامية " ، بينما الأولى أن نتحدث عن " عداء السامية لنا " الذي لم يترك فرصة إلا ووجه ضرباته إلينا ، وها هو يصرح لنا الآن بأنه ما من مكان في العالم بعيد عن ضرباته !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية


المزيد.....




- بالصور.. مسيرة -+LGBTQ- في تحد لحظر السلطات في المجر
- أكثر من 17 مطعماً حصلت على نجمة ميشلان في هذه المدينة الأمري ...
- سمعا زقزقته من داخل فتحة صرف صحي.. شاهد ما فعله رجلان لإنقاذ ...
- زفاف بيزوس وسانشيز.. شخصيات بلقطات باذخة سرقت الأضواء بأزيائ ...
- -أوبيتيري-: حين تصبح الصحفية قاتلة متسلسلة من حيث لا تدري
- وكالة الطاقة الذرية ترجح عودة إيران للتخصيب -خلال أشهر-
- كيف قرأ الإيرانيون خطابات خامنئي قبل وبعد الحرب؟
- 71 قتيلا في هجوم إسرائيل على سجن إيفين الإيراني حيث يقبع موا ...
- ترامب يدعو مجدداً لوقف محاكمة نتنياهو ويهدّد بقطع المساعدات ...
- في ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية ف ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عداء السامية لنا