قل لي ماهو الطعام الذي تحب اقول لك من ستنتخب

عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 00:44
المحور: كتابات ساخرة
    

بين الأنتخابات والطعام علاقة وثيقة ، فكل صنف من اصناف الطعام يشير الى ثقافة آكله ، والى حالته الاجتماعية والنفسية ، وقد تعميك بطنك عن رؤية الحقيقة ، حيث قال اسلافنا العظام اقوالا كثيرة عن الطعام منها ( البطون تعمي العيون )، لذا فاني اظن - وبعض الظن فطنة - ان الاحزاب الديمقراطية الكبرى في عراقنا الحبيب ستوزع الطعام بدل البطانيات في الانتخابات القادمة .
وبناء على هذا المبدأ العملي والعلمي فاني استطيع التنبؤ باسم مرشحك اذا اخبرتني أي طعام تحب.
وقبل الدخول في التفصيلات اعلم - اخي الناخب - انك اذا كنت تحب ( الدسومات ) والحلويات وتشعر انك في عز نشاطك الجنسي رغم اقترابك من الستين فاعلم انك عموما (يميني)، وستعطي صوتك للاحزاب اليمينية ( الدينية - الطائفية ) التي تدّعي احتكار تمثيل طائفتك ، يدفعك الى ذلك القول الماثور : المؤمنون حلويون دهنيون جنسيون.
اما اذا كنت من اصحاب الرجيم ( التخسيس وليس الشيطان ) ومعاديا لاقوام بني كلسترول فانك عموما ستنتخب الليبراليين واليساريين باعتبار انهم جوعيون ومستفلسون بعد ان منع عنهم الماعون الملك سام ابن كاوبوي.
والان نستغرق في التفاصيل :
أذا كنت محبا لل(قيمة) فحتما انك ستنتخب اطول رادود في دائرتك الانتخابية ،هذا في حال كون القائمة مفتوحة ، اما اذا كانت القائمة مغلقة فستنتخب قائمة شهيد المحراب بعد ان اختبرت كفاءتهم في طبخ قيمة السلطة في قدور البرلمان على نار الوعود الساخنة ، وحتى عندما( شاطت) القيمة وفاح دخانها ظلوا( يسوطون) بقدورها غير عابئين( بقرقرة) بطون اللطامة.
اما اذا كنت محبا للفسنجون فستهرع لانتخاب البدريين فهم من ادخل الفسنجون الى مطبخ السياسة العراقية حتى شاعت ثقافة الفسنجون الحامضية في كل مفاصل الدولة العراقية بما فيها مفاصل القوات الامنية ( بعد دمج القوات الامنية في الميليشيات).
اما اذا كنت تحب ( المخيجيجة ) - وهي اكلة شعبية تطبخها النساء (الغشيمات في الطبخ) ، حيث تضع ربة البيت (الغشيمة ) كل انواع الاطعمه المتيسره لديها في القدر، فتجد البامياء والسمك والفاصولياء واللحم والقرنابيط والبيض ...الخ في قدر واحد - فانك ستجد صعوبة في اختيار من يمثلك في البرلمان، وسوف لاتدري ان كان عليك ان تعطي صوتك لعلماني ابدى مهارة فائقة في تصدرمواكب اللطم والمشي ، ام لمعمم يحث الناس على اللطم وهو لايلطم فالاثنان مياههم( خابطة) كمرقة المخيجيجة .
هذا في حال كانت القائمة مفتوحة ، اما اذا كانت مغلقة فانك ستحتار ايضا ولاتدري لمن ستعطي صوتك ؟ هل ستعطيه للائتلاف الوطني ام لائتلاف دولة القانون فكلا الائتلافين يشبهان ( المخيجيجة) في تركيبتها السحرية.
اذا كنت تحب البقوليات فستنتخب احد انواع حزب الدعوة حسب نوع البقول الذي تحبه ، فاذا كنت تحب( الحمص- اللبلبي ) فستنتخب حزب الدعوة الخزاعي لأن الحمص اصبح مادة رئيسية في التغذية المدرسية التي ازدهرت بعد تولي عشيرة خزاعة سقاية ورفادة وتغذية طلاب العراق.
اما اذا كنت تحب الفاصوليا ( اليابسة ) فستنتخب حزب الدعوة المالكي باعتبار أن منجزات هذه العشيرة بعد استلامها لرئاسة الوزراء (يابسه) على تمن.
اما اذا كنت تفضل شوربة العدس المدنية على شوربة الماش العسكرية فانك ستنتخب حزب الدعوة الشقيري كون العدس اشقر ايضا ، وفي هذه الحال سينطبق عليك المثل القائل (اللي يدري يدري واللي مايدري عباله قضبة عدس ) فانت ستظن ان هذه العشيرة الشقراء انشقت عن عشيرتها( الملحاء) لاسباب ايدلوجيه في حين انها انشقت لاسباب جاجيكيه.
اذا كنت مولعا باكل الطماطة ستهرع الى انتخاب السيد الجلبي الذي يشبه الطماطة في شكله وطبعه ، فهو يصلح لفسنجون بدر ولزلاطة العلمانية في آن واحد ، ويدخل في أي طبخة حتى لوكانت ( مصموطة).
اذا كنت من محبي اكل السمك فستهرع الى انتخاب الشيوعين لان قلوبهم كقلب السمكة ولانهم (مأكولون، مذمومون) كالسمك تماما .
اذا كنت تحب اكل الباجه بصورة عامة فانت ستنتخب البعثيين لانك ستتذكر بيت صالح مهدي عماش :
بعث تشيده الجماجم ( أي الباجات ) والدم
تتحطم الدنيا ولايتحطم
فاذا كنت تحب الباجة (مهلوسة ) بالزرنيخ والنورة فانك ستنتخب احمد اليونس أو نائبه العاني.
اما اذا كنت تحب الباجة مع الكراعين والمصارين وكل هذه ( البلاوي ) فستنتخب علاوي
اذا كنت تحب الباجة مشوية على الطريقة السعودية فستنتخب الدوري ونائبه المطلك
اما اذا كنت تحب الباجة ( ماصخة ) فستنتخب السامرائي او الهاشمي .
اما النباتيون الذين لايقربون اللحوم لشفقتهم على اولاد عمومتنا ابناء الحيوان فهؤلاء سوف لن يذهبوا الى الانتخابات اصلا لان عزومة الانتخابات كلها شحم ولحم وذبح وصلخ.
ومن يرغب بمزيد من المعلومات عليه الاتصال على رقم هاتفنا : سته صريفة خمسه بارية مكعب مطّال.
ورحم الله امريء عرف قدر نفسه فجب الغيبة عنها.

#عودة_وهيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل