أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمعة الحلفي - نظرية الفائض البشري !














المزيد.....

نظرية الفائض البشري !


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما اندلعت حرب الخليج الأولى (العراقية ـ الإيرانية) أعاد أحد المحللين الغربيين، أهم أسباب اندلاع تلك الحرب، إلى ما اسماه بالفائض البشري، قائلاً، ما معناه، أن العالم يتهدده الانفجار السكاني، ومثل هذه الحروب تساهم، بين وقت وآخر، في تعطيل أو تأخير موعد ذلك الانفجار، عبر تصريف بعض هذا الفائض من البشر في تلك الحروب. لهذا فالمؤسسات العسكرية والسياسية والاستخبارية، المعنية بإدارة الكرة الأرضية، تشجع، بل وتدفع أحياناً نحو اندلاع الحروب، هنا وهناك، من أجل هذا الهدف الكوني "الإنساني!" معتبراً أن آثار ونتائج مثل هذه الحروب، أقل ضرراً من نتائج ذلك الانفجار السكاني، إذا ما وقع "لا سامح الله"! وعلى رغم فانتازية هذا التحليل، جرى، يوم ذاك، تداول فكرة أو نظرية الفائض البشري تلك، بكل جدية، من قبل بعض المحللين العرب، ممن ينتظرون بلهفة، تلك الأفكار الحداثوية القادمة إلينا من الجهة الثانية للكرة الأرضية، كما ينتظر المؤمنون فتاوى المشايخ. ويومها طرح أحد هؤلاء المحللين السؤال التالي، على صاحب تلك النظرية: لماذا يجري التركيز على الدول النامية والفقيرة، لتصريف الفائض البشري، وهي الأقل سكاناً من الدول الغربية المتخمة بكل شيء؟ فرد عليه المحلل مذكراً إياه بالنكتة القديمة والشهيرة،التي تقول إن هناك أربعة سياسيين (روسي وألماني وأميركي وهندي) كانوا يستقلون طائرة خاصة، وقد أصيبت بعطل فني وهي في السماء، فأستوجب ذلك تخفيف الوزن من على متنها، فنهض الروسي وهتف قائلاً: باسم الاشتراكية والشيوعية أضحي بحياتي، ثم رمى بنفسه من باب الطائرة. وقام الألماني وهتف قائلاً: باسم الأمة الجرمانية الخالدة، ورمى بنفسه أيضاً. ثم نهض الأميركي وهتف قائلاً: باسم الأمة الأميركية العظيمة ومسك برقبة الهندي ورماه من الطائرة.
ونحن اليوم تنطبق علينا تلك النكتة حرفياً، حيث يمسك الجميع برقابنا، ويرمون بنا في أتون الحروب والموت والأنفجارات والسيارات المفخخة، باسم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وشريعة طالبان، وهو شيء يشبه تصريف الفائض البشري ولكن تحت لواء شعارات معتبرة وإنسانية تستحق التضحية بالغالي والنفيس (؟!) هذا ما يفعله ويقوله لنا اليوم جورج بوش وتوني بلير والزرقاوي وبن لادن، أما صدام حسين فقد أدى واجباته، بكل أمانة، وذهب الى مزبلة التاريخ، فهو رمى، قبل هؤلاء، بمئات الآلاف من العراقيين في جحيم الموت والقبور الجماعية، تارة باسم مبادىء الحزب والثورة، وأخرى باسم البوابة الشرقية للأمة العربية، وثالثة باسم أسوار بغداد، التي سينتحر عندها مغول العصر، كما صرح قبل أن يذهب لينام في حفرة الجرذان!!
وهكذا تظل فكرة، أو نظرية الفائض البشري، على فنتازيتها، هي القانون السائد في عالمنا، لكنها لا تطبق إلا في رؤوس اليتامى.. أقصد رؤوسنا!



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة متأخرة للأندلس !
- الى سعدي يوسف ... تصبحون على وطن !
- من دفاتر المنفى ... عربانة النواب 5 من 5
- من دفاتر المنفى ... عربانة النواب 4 من 5
- من دفاتر المنفى ... عربانة النواب 3 من 5
- من دفاتر المنفى.. عربانة النواب 2من 5
- من دفاتر المنفى ... عربانة النواب 2 من 5
- من دفاتر المنفى عربانة النواب 1من 5
- في تفاصيل التكوّن
- المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟
- البحث عن الوطن في أزقة المنافي !
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟


المزيد.....




- برشلونة يقيل تشافي وتوقعات بتعيين فليك خلفا له
- هل ستواجه الاحتجاجات الطلابية في بريطانيا مصيرا مشابها لنظير ...
- في أول زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عام ...
- مصر.. شاب ثلاثيني يرتكب جريمة مروعة بحق معلّم بسبب إعطائه -د ...
- بعد مزاعم قناة فرنسية عن -فاغنر- في جربة .. السفارة التونسية ...
- كندا مستعدة لدعم أوكرانيا على حساب الفوائد على الأصول الروسي ...
- روسيا والبحرين: شراكة براغماتية متزايدة
- هل تواصل إسرائيل عملية رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية؟
- ردود على إعلان إسبانيا والنرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية ...
- حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية ونصر الله يتوعد نتنياهو


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمعة الحلفي - نظرية الفائض البشري !