أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - من دفاتر المنفى.. عربانة النواب 2من 5














المزيد.....

من دفاتر المنفى.. عربانة النواب 2من 5


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


من دفاتر المنفى
عربانة النواب
2من5

جمعة الحلفي

كنتُ أمثل في مسرحية العربانة، التي كتب نصها الشاعر مظفر النواب، دور (الأستاذ حلمي) لكن كيف حدث هذا وما الذي أغواني وجعلني أدفع "العربانة" من سوق ساروجة حتى مسرح الحمراء بالصالحية، وأنا خارج هذا السرب أصلا؟
كانت الفكرة صغيرة، أول الأمر، ثم كبرت مثل كرة الثلج. كنا في مقهى الروضة بدمشق عندما قال باسم قهار لمظفر النواب: " أبو عادل لا أتستطيع البقاء عاطلاً عن المسرح كل هذا الوقت.. هل يمكن أن نعمل سوية… أنتَ شاعر وكاتب معروف وأنا مسرحي شاب…" وفي اليوم التالي اخبرنا مظفر أنه عاكف على كتابة نص مسرحي يتحدث عن حياة سجناء عراقيين. بدأنا، بعد أيام من ذلك التاريخ، نأخذ من مظفر ما ينجزه صفحة صفحة ونذهب به فوراً لتصويره بالفوتوكوبي، كي يقرئ في جلسات التأمت على عجل في ساحة المنتدى الثقافي العراقي بمنطقة العفيف. كنتُ متحمساً لأن ينجز باسم قهار، المخرج المتألق والحائز على جوائز في العراق، عملاً مسرحياً عراقياً في سوريا، فكيف إذا كان صاحب النص مظفر النواب؟ كانت الفكرة مغرية من نواح عدة. جمعنا الممثلين من مشارب شتى ومهن لاصلة لها بالمسرح والتمثيل على الأطلاق: إبراهيم الطاهر مدرس تاريخ وجغرافية، هارب للتو من العراق. صباح قادر بائع متجول في دمشق. ريما حرب سورية صاحبة ورشة خياطة. شوقيه العطار المغنية السياسية المعروفة. حميد الدرقاوي مغربي بائع جاكيتات. شكر خلخال صحفي. موسى الخافور شاعر، بالإضافة الى عدد محدود من المسرحيين المحترفين عراقيين وسوريين.
واجهتنا في البداية مشكلة كبيرة ومشاكل صغيرة متناثرة… الكبيرة كانت التمويل، فالنص فيه مالا يقل عن عشرين شخصية والديكور المتصُور يتضمن، الى جانب عربانة الباكله، التي سحلتها في حارات دمشق، سجناً كبيراً مسقوفا يجب أن يبنى من الخشب الصاج ليتحمل ثقل عشرة ممثلين في الأقل، فمن أين نأتي بكل هذا مضافاً أليه أجور نقل وسندوتشات يومية للعشرين ممثلاً؟ أما الصغائر من المشكلات التي واجهتنا فكانت تظهر هنا أو هناك مع استمرار القراءات الأولى للنص، ومنها، أو أبرزها كان النقص في الممثلين، فالشباب الذين تنادوا للمشاركة طوعاً تنقصهم الخبرة والتجربة، ومنذ الأيام الأولى، شعر باسم قهار (كما شعرنا جميعاً) بأنه مقبل على مهمة عسيرة، فكيف يمكن أن يقدم عرضاً مسرحياً بهذا الحجم والأهمية، بحشد من الممثلين لا يفرقون بين الديكور والإكسسوار؟ (حدثت، لهذا السبب، طرائف وحكايات كثيرة سأعود أليها لاحقا ) ثم من منهم يمكن أن يمثل أدواراً رئيسية مركبة ومعقدة؟ المهم، بعد أسبوعين من المداولات والاتصالات، حُلت مشكلة التمويل جزئياً بفضل تبرعات فاعلي الخير، كما حُلت مشكلة النقص بالممثلين ولكن بطريقة أكثر تعقيداً، كما وجدتها أنا… ففي سهرة دردشة، في بيت النواب، قال لي باسم قهار: لدي مشكلة في ممثل واحد وقد وجدت لها الحل.. قلت له كيف ومن هو الممثل؟ فرد عليّ مظفر النواب قائلاً: أنتَ .. أنت من سيمثل دور الأستاذ حلمي! تطلعتُ من حولي فلم أجد أحداً يضحك فضحكت أنا واعتبرت الأمر مجرد مزحة.. لكن الأمور سارت بعد ذلك كما أراد القهار والنواب. لا أعرف كيف اقتنعت بهذه المهمة العسيرة لكنني بدأتُ أتمرن مع الشباب وأنا غير مصدق بعد، ليس لأنني لا املك في المسرح غير موهبة المشاهدة، بل لأنني كنت، وأنا الذي يضرُب المثل بخجلي وحيائي، أحسد الممثلين المسرحيين على جرأتهم حين يقفون على خشبة المسرح أمام الجمهور!
(يتبع غداً)



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفاتر المنفى ... عربانة النواب 2 من 5
- من دفاتر المنفى عربانة النواب 1من 5
- في تفاصيل التكوّن
- المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟
- البحث عن الوطن في أزقة المنافي !
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟
- كل العتب على الطليان!
- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ...
- قوة المثقف... هادي العلوي نموذجاً
- المثقف عميلاً !
- بهدوء ... مع الأستاذ سعدي يوسف
- زنزانة رفعة الجادرجي !


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - من دفاتر المنفى.. عربانة النواب 2من 5