أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 6 من 7














المزيد.....

سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 6 من 7


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل أن يصل إلينا هذا الساحر العجيب، الذي أسمه البريد الالكتروني، كانت عملية كتابة الرسالة بخط اليد وإرسالها بالبريد العادي، تشبه واجب التعزية بوفاة أحد الجيران. أما إذا كان "المُرَسل إليه" من ثقيلي الظل، فهذا معناه المشي وراء الجنازة. والمشكلة في الأمر لا تكمن في كتابة الرسالة فقط، مع أنها تحتاج إلى بعض الوقت وبعض المزاج، إنما تكمن في "رحلة" إرسالها. فأنت ، إذا كنت تسكن خارج، أو في أطراف مركز المدينة، عليك أن تذهب باكراً، تحسباً لمشكلة المواصلات وزحمة السير، ومن ثم تقف بالدور لكي تحصل على الطوابع البريدية، وبعدها تتزاحم مع حشود المُرسلين لكي تودع رسالتك فتحة ذلك الصندوق العجيب، الذي يشبه صندوق الدنيا. وعلى الرغم من أنك ستشعر بالراحة بعد أن تودّع دائرة البريد، على أمل أن لا تعود إليها قبل أقل من شهر، إلا أن قضية وصول أو عدم وصول رسالتك، سيظل احتمالا وارداً قد يؤرقك أسبوعاً آخر أضافيا.
طبعاً كان (وقد لا يزال؟) للطريقة التقليدية السابقة، في كتابة وإرسال الرسائل، بعض الحسنات، منها أنك قد لا تكلف نفسك الرد على رسالة وردتك من شخص ثقيل أو فضولي. ويمكنك الادعاء، إذا ما عاتبك ذلك الشخص يوماً، بأنك أجبت على رسالته فور ورودها، وقد يكون ردك ضل الطريق إليه! وهذا ممكن الوقوع في زمن البريد العادي، لكن في زمن البريد الالكتروني ليس هناك من حيص بيص، فالرسالة التي تبعثها ولا تصل ستعود إليك حتماً، لذلك فالمُرسل والمرَسل إليه يعرفان معاً حقيقة الأمر ولا مجال للأكاذيب.
قبل فترة قصيرة كتبتُ آخر رسالة (عادية) وقررت بعدها أن لا أراسل من ليس لديه بريداً إلكترونياً، لأنني أضعت نصف نهاري في عملية الوصول إلى دائرة البريد في المدينة، بسبب زحمة السير. لكن المشكلة التي واجهتني هي أن المرَسل إليه كان الصديق، الروائي الكبير، فؤاد التكرلي، الذي يصّر على المراسلة بخط اليد وبقلم الحبر "الباركر" حصراً، لأنه يؤمن بأن الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الحقيقية لا يمكن أن تنتقل عبر الألياف الألكترونية والأسلاك غير المرئية، بل عبر الحبر الصيني وتعرجات الخطوط وذبذبات الروح!.. والأستاذ العزيز فؤاد على حق، فأنا نفسي لا أزال أعتقد أن الرسالة، عبر البريد الإلكتروني، تبدو خالية من الإحساس، الذي تنقله الرسالة العادية المكتوبة بخط اليد. وكما أذكر أنني انزعجت مرة، وهذا قبل سنوات، من الصديق القاص عبد الله صخي، لأنه بعث لي برسالة شخصية مكتوبة على الآلة الكاتبة، إذ اعتبرت ذلك إهانة لصداقتنا!
وما دمنا بذكر الأستاذ فؤاد التكرلي، أنقل هنا مقطعاً من رسالة وصلتني منه بتاريخ 29 / 3 / 2002 رداً على سؤال عن الفارق بين روايته الشهيرة "الرجع البعيد" ورواية غائب طعمة فرمان "النخلة والجيران" فقال: (..الأمر المشترك بين "النخلة" و"الرجع" هو أنهما روايتان تستمدان مادتهما الخام من المجتمع العراقي وتحاولان أن تثبتا هوية هذا المجتمع، كل واحدة على طريقتها الخاصة. بعد ذلك تبدأ الاختلافات، فهنالك الشكل والتركيب الفني والرؤيا العامة، وكل قضية من هذه القضايا تحتاج لشروح نقدية ليس هذا مجالها...) وعن شعوره وهو يعيش في المنفى قال: ( أخي جمعة ...أنا، جسدياً، خارج العراق، لكني أعيش فيه بشكل من الأشكال. وما تغير مني، ربما، هو إمساكي بحدود طاقتي اللغوية، وهو أمر كان في غاية الأهمية).
يتبع



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟
- كل العتب على الطليان!
- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ...
- قوة المثقف... هادي العلوي نموذجاً
- المثقف عميلاً !
- بهدوء ... مع الأستاذ سعدي يوسف
- زنزانة رفعة الجادرجي !
- عن - أدب المنفى- وليس الخارج !
- كيف يمكن إعادة بناء الثقافة؟
- علي كريم سعيد... هل كان عليك أن تنتظر؟
- أزمة -العقل- أم -الفعل- العربي؟
- عشائر المثقفين!
- أمة بلا ذاكرة ... مثقفون بلا ضمائر
- بانتظار... المثقف!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 6 من 7