أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - من دفاتر المنفى عربانة النواب 1من 5














المزيد.....

من دفاتر المنفى عربانة النواب 1من 5


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 835 - 2004 / 5 / 15 - 05:50
المحور: الادب والفن
    


... "العربانة" التي أتحدث عنها، هنا، من خشب ومسامير، لكننا بحثنا أياما عدة، في سوق ساروجه الدمشقي، حتى عثرنا عليها في خان للسكراب. صاحب العربانة، أو الوسيط (لا أدري) كان يحاول ابتزازنا لأنه تصور أننا نريد استخدامها لبيع أشياء ثمينة، كالكتب مثلاً (هل هي ثمينة ؟) خاصة وأننا كنا من ذوي النظارات الطبية السميكة والحقائب الصغيرة المنتفخة بالصحف والمجلات. انتهت المجادلات وحُسم الأمر فاشتريناها بألفي ليرة، لكن المشكلة التي واجهتنا هي كيف ومَن يوصل "العربانة" الى مسرح الحمراء وسط دمشق؟
باسم قهار، المخرج، لاذ بالحارات الدمشقية القديمة، ما أن أخرجتُ محفظة النقود لأدفع للبائع، وفاروق صبري، الممثل العراقي، ظل يبحث، دون جدوى، عن سيارة تحمل مثل هذه "العربانة" الأشبه بمدرعة حربية.
المهم، في لحظة حماس، وضعت حقيبتي الصغيرة السوداء في قلب "العربانة" ورحت أدفع بها مخترقاً بسطات الخضار والفواكه وسلال الزيتون والشنكليش، ودكاكين بيع السمك واللحوم بسوق الهال، ماراً بالمرجة والسويكة وعين الكرش وحارة الورد، متجنباً نظرات الدهشة والاستغراب… حتى بلغتُ، مرهقاً أتصبب عرقاً، مسرح الحمراء بالصالحية.
في مساء ذلك اليوم، وكنتُ قد جئت نشطاً بعد أن تحممت من شعثاء رحلة "العربانة" استقبلني الممثلون بالتصفيق والزغاريد إذ لم يصدقوا أن عربانة حقيقية من خشب ومسامير، أصبحت جاهزة للتمرينات فوق خشبة المسرح. فقبل ذاك كنا نتخيل عربانة وهمية، كانت عبارة عن طاولة ندفع بها حيثما يرشدنا باسم قهار، حتى تمزقت ملابسنا وتفصخت أرجل الطاولة.
"العربانة" نص مسرحي كتبه مظفر النواب، يتحدث عن حياة سجناء عراقيين مختلفي الطباع والأفكار والانتماءات و..التهم، تجمعهم مظالم السجن وبؤسه. الشخصيات الرئيسية في النص (أبو سكيو) بائع فول( باكله ) مسجون بتهمة شجار مع أحد أشقياء الحارة، سببه منافسة عاطفية تدور حول امرأة معشوقة يهيم بها أبو سكيو. (الأستاذ حلمي) سياسي مهزوم داخل السجن يحاول أن يلعب دوراً انتهازياً في الخارج. (أبن تتو) شخصية شرسة "شقاوة" تستخدم العنف لإذلال أبو سكيو والأستاذ حلمي معاً، كاشفة ضعفهما أمام المرأة والسلطة. وهناك شخصيات أخرى مركزية من بينها ضابط الشرطة في السجن، الذي يغتصب (أثناء التحقيق) إحدى المومسات اللواتي يتم اعتقالهن، والجنرال (مدير السجن أو الديكتاتور) الذي يحكم بالموت على السجناء بسبب احتجاجهم على ظروف السجن، وهناك شخصيات كثيرة تتمايز أدوارها بين مشهد وآخر مثل شخصية عواد، السجين الجنوبي المستوحد مع آلامه الدفينة وبكائياته الكربلائية. كل هذه المخلوقات التي وجدت نفسها مرمية في الإهمال والنسيان والضياع داخل السجن، تنتقل بين الواقع المرير الذي تعيشه يومياً وبين حلم الخلاص والأمل بالتغيير، في خضم صراع بين بالوعة السجن (رمز للقذارة ولقوى الظلام) التي ما أن تطفح بالأوساخ حتى تمتص الأحلام، وبين عربة بائع الفول (الباكله) التي ترمز للحركة والاستمرار والمقاومة، والتي يحتشد وراءها كل هؤلاء في محاولة لحسم الصراع ضد عالم البالوعات السائد.
( يتبع غداً)



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تفاصيل التكوّن
- المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟
- البحث عن الوطن في أزقة المنافي !
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟
- كل العتب على الطليان!
- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ...
- قوة المثقف... هادي العلوي نموذجاً
- المثقف عميلاً !
- بهدوء ... مع الأستاذ سعدي يوسف
- زنزانة رفعة الجادرجي !
- عن - أدب المنفى- وليس الخارج !
- كيف يمكن إعادة بناء الثقافة؟


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة الحلفي - من دفاتر المنفى عربانة النواب 1من 5