رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 02:33
المحور:
الادب والفن
غدا سأذهب للخطوبة ، ويبدو أن حياتي الراهنة ستتخذ مسارا مغايرا لما عليه الآن أقصد أن حياة الهم الزائد والجد ستكون هي السائدة ، هي دكتورة في الطب البشري ، تكبرني بعامين أو عام، كنت قد نسيت ملامحها ، منذ أن كنا في الابتدائية .
ذات اتصال أخبرني قريب أنها غدت أقرب إلي من غيرها ، كونها تدرك أني غدوت قلما يؤلم الظلم ، ويغامر باجتياز الشائك والملغوم ،فكثيرا ما قرأت لك –هكذا قال.
لم يغريني ذلك بالفرح بقدر ما أشعرني أني مع الزمن غدوت أكثر توازنا وقدرة على إثبات أني سأستعيد توازني بعد تلك الحالة اللامتوازنة التي اجتاحتني إثر رحيل صباح مضيء لا يسكن في أحشاءه النور..!!
الفقر نقيصة تلاحق من يحب ويهوى ويتمنى ، وحين تحب امرأة لاتتفق ومركزك الاجتماعي وطبقتك الكادحة تغدو في حبك مثار شكوك وظنون ، مع أنك لم تحب الا بكل مشاعرك وما تحويه جوانحك كإنسان ، حتى من أحببتها تسحرها كلمات الناس ويستولي عليها وسواس الوهم الخادع بأنك ما أحببتها إلا لأنها كذا وكذا ،
غدا سأذهب بكل بساطتي أحمل قلما في جيبي وفي الأخرى كتاب-هكذا تعمدت- ووردة حمراء ودبلة ذهبية صفراء فاقع لونها يسر الناضرين وثياب مبثوث في " شنطة " كويتية أنيقة، أرتدي قميص "شميز" جينز نصف كم وبنطلون جينز أصفر ، أحمل أيضا جسد نحيل انتخبته هموم وطن منخور بالفساد والاستبداد ونفايات طائفية وقبلية تقليدية وطفيليات متسلقة وكائنات انتهازية ومهازل لا تنتهي ، سأذهب كي أثبت أني سأتزوج ..سيكون لدي حضن دفيء وامرأة ألوذ بحنانها حين يلفحني الواقع بقسوته ، ولطالما حلمت بذلك وأتمنى أن يكتمل حلمي ..غير أن ثمة مسافات تفصلني عن احتضانه هي قلة ذات اليد .
---------------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟