أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر الناشف - إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي














المزيد.....

إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 18:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يعد السؤال المطروح على الساحة اليوم ، لماذا لم توقع حماس على اتفاق المصالحة الوطنية ؟ لأن الخوض في أعماق المشكلة السياسية لم تنته فصولها بين الفلسطينيين أنفسهم ، بل المطروح الآن ، هل تخلت حماس عن مبادئها الإسلامية مثلما تخلت عن مبادئها الوطنية ، عندما ضربت بالمصالحة والجهود المصرية عرض الحائط ؟.
من الواضح أن الوضع الراهن في غزة رغم ما يعانيه الإنسان هناك من حصار وإغلاق ، لا يعني حماس من الناحية الإنسانية بقدر ما يعنيها من الناحية السياسية لجهة المتاجرة والمزايدة وتقديم الأوراق مجاناً لسلة اللاعبين الإقليميين ، وهما الأكثر متاجرة بقضايا المسلمين ( إيران ) وبالقضايا العربية ( النظام السوري ) .
والسؤال الآن ، لماذا جرى هذا التخلي المريع عن المبادئ الإسلامية والوطنية ؟ فإذا كان لقاء المتاجرة الإقليمية بدماء الشعب الفلسطيني ، فإن حماس شريكة وضالعة في هذا العبث وتلك المتاجرة ، ويشترك معها أيضاً إسلامها السياسي الذي لطالما تلطت وتلحفت بغطائه في كل صولاتها وجولاتها منذ عام 1988 بذريعة أن المقامة تحتاج إلى غطاء سياسي ، غير أن هذا الغطاء السياسي ، سرعان ما تكشف زيفه وبطلانه ، عندما دقت ساعة الاستجابة لنداء القضية ، نداء المصالحة .
إنه لمن العبث أن تتحول القضية الفلسطينية برمتها إلى قضية مصالحة ، فالاستحقاقات التي تنتظر الفلسطينيين أكبر من مسألة المصالحة ، فلم يعرف التاريخ قط ، أن شعباً يرزح تحت الاحتلال ، يتكالب على نفسه ، أكثر مما يتكالب عليه الآخرون .
يبدو أن مصيبة أهل البيت الفلسطيني أشد وأسوأ من مصيبة الاحتلال الإسرائيلي ، الذي من المفترض أن يوحد ويؤلف بين قلوب الإخوة .
إن متاجرة ما يسمى بمحور " الممانعة " بمأساة الفلسطينيين لا يعفي حماس ومن وقف خلفها واصطف معها وهتف لها مؤيداً ومؤازراً من عموم الإخوان المسلمين في العالم ، بمن فيهم قيادة الإخوان في مصر التي هللت لممانعة النظامين السوري والإيراني ، ونسيت أو تناست معاناة هذين البلدين ومعهما شعوب المنطقة جراء تلك الممانعة المتدثرة بأوهام النصر ، وهو لا يعفي حماس من المسؤولية ، بل أن خطوط محور الممانعة ، تتقاطع سياسياً ومالياً وعسكرياً مع خطوط محور المقاولة بزعامة حماس وحزب الله .
أما المستفيد من كل هذا العبث الدامي باسم الإسلام المقنع والعروبة المزيفة بأسراب الصمود والتصدي ، إسرائيل التي تشاهد غيرها ينفذ ما كانت تنوي تنفيذه أو يمهد لها الطريق نحو استكمال مشاهد فيلم الرعب الذي تحتاجه لتغذية مخاوف شعبها ، وبذات الوقت تشحذ الهمم وتحشد الرأي العالم نحو جولات صراع أخرى لا يدفع ثمنها ، سوى الأرض والإنسان في لبنان وفلسطين .
بما أن حماس ، أسقطت بسلوكها المشين الذي تجلى بأبشع صوره في الانقلاب الدراماتيكي على النفس أولاً وعلى الإخوة ثانياً في غزة عام 2007 ، المشروع الوطني الفلسطيني ، فإن اشتراكها بالمتاجرة الإقليمية المفضوحة ، فضح وعرى حقيقة إسلامها السياسوي ، إن لم نقل أسقطه في بازار المزايدات الرخيصة وفي المزاد العلني المفتوح لمن يدفع أكثر ، فلم يعد إسلامها إسلاماً سياسياً ذو مشروع أممي ، بقدر ما أصبح إسلاماً تجارياً مسجلاً في بورصتي الممانعة والمقاولة .
الإسلام التجاري ، هو العنوان العريض والقاعدة الصلبة، للمرحلة القادمة ، التي على ما يبدو باتت تتطلب من كل الأطراف ممارسة سياسة الأخذ والعطاء ، بمقابل أو من دون مقابل ، فإذا كان البعض يفضل أن يمارس السياسة تحت شعار الإسلام كدليل على الطهر والنقاء ، فإن البعض الآخر في حماس وأخواتها لن يتردد في ممارسة الاتجار باسمه تحت عناوين الشرف والعفة .
هذا العبث المقيت، ليس من مشيئة الأقدار، بل هو من مشيئة الإنسان العابث بممانعته ومقاولته، حيث لم يعد يهمه ما يعانيه أخيه الإنسان على مذبح تلك القضية.
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور 7 ( المعارضة )
- الديكتاتور6 ( القصر- مكتب الزعيم )
- الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )
- ماركس والاعتراف بمحمد
- الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
- الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
- هل وفاء سلطان علمانية ؟
- الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر الناشف - إخوانية حماس : عبث الإسلام السياسي