أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)














المزيد.....

الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثالث
(مقهى المدينة)
( يجلس أربعة رجال في المقهى المطل على شارع الأمة ، يدخل أبو منتصر
عابساً )
أبو منتصر ( مخاطباً نفسه بنزق ): ما هذه الضوضاء ، هل نحن في عيدٍ أم في حرب ؟.
(يحضر النادل )
النادل (محيياً ) : أهلا بأبو منتصر ، لمَ أطلت غيابك عنا ؟.
أبو منتصر ( متأففا) : أهلاً ، أعذرني يا صديقي ، إنها مشاغل الحياة التي لا تنتهي .
النادل : أصبت يا أبو منتصر ، وحياتك لا تروق إلا بكوب من القهوة .
أبو منتصر : ولن تروق بغيره .
النادل : سآتيك به حالاً ( يخرج ) .
(يصيخ أبو منتصر السمع من حوله ، فيتنادى إلى أذنه همزاً ولمزاً مريباً )
الرجل الأول ( ينفث بالنرجيلة ) : يا ترى كيف أعدموهم ؟.
الرجل الثاني ( يحتسي الشاي) : سمعت أنهم أعدموا شنقاً .
الرجل الثالث ( يتصفح الجريدة ) : كيف يشنقوهم وهم قادة عسكريون؟.
الرجل الرابع ( يلوح بكفه ) : ربما لأنهم اعتبروهم خونة ، ولا فرق في إعدام الخونة.
الرجل الثاني : أجل لا فرق ( متضرعاً ) اللهم أرحمنا واسترنا يارب .
الجميع : آمين .. آمين .
الرجل الثالث ( يضع الجريدة جانباً ) : ليس مهماً كيف أعدموهم ، إن شنقاً أو رمياً بالرصاص ، لكن الأهم ماذا فعلوا ، لكي يتهموا بالخيانة ؟.
الرجل الأول ( يربت على كتف الرجل الثالث): حقاً إنه لأمر محير .
( يدخل النادل حاملاً معه القهوة )
النادل ( يضع القهوة إلى طاولة أبو منتصر): تفضل قهوتك يا بيك، نصرك الله على أعدائك جميعاً .
أبو منتصر ( يلتفت حوله ) شكراً .. شكراً ( يشير بيده إلى طاولة الرجال الأربعة) أتعرف هؤلاء الرجال ؟.
النادل ( باسماً ): إنهم ثلة من المثقفين ، وهم من رواد المقاهي .
ابومنتصر : وما وراء جلوسهم الطويل في هذا المقهى ؟.
النادل : لا هم لهم سوى نسج القصص والأقاويل .
أبو منتصر ( يهز برأسه ) : واضح .. واضح .
النادل : هل أقلقوك بشيء ؟.
أبو منتصر : لا .. لا ، شكراً لك .
( يدخل خمسة عناصر أمن مدجيين بالأسلحة إلى المقهى )
النادل ( مكفهر الوجه ) : وا مصيبتاه ( يتقدم نحوهم بقلق شديد) أهلاً .. أهلاً بسيادتكم تفضلوا .
العنصر الأول (مشيرا بيده إلى الرجال الأربعة ) ماذا يفعل هؤلاء الغوغاء هنا ؟.
(يحدق الرجال الأربعة ببعضهم البعض بهلع واندهاش كبيرين )
النادل ( مضطرباً ) : إنهم من رواد المقهى ، ولا علم لي بأمرهم يا سيدي .
العنصر الثاني ( يمسك بقميص الرجل الثالث ): هيا تفضل معنا وكفاك فلسفة .
الرجل الثالث ( ينهض متثاقلاً ) : ماذا فعلنا ( هلعاً ) وإلى أين ؟.
العنصر الثالث ( يشهر سلاحه في وجه الرجال الأربعة ) : تثرثرون بكل وقاحة وفجاجة ، أتظنون أنفسكم تتحدثون في بيوتكم ؟ هيا تحركوا معنا .
(يقف الرجال الأربعة باستعداد واضطراب )
الرجل الثالث ( متذمراً) : حسبنا الله ونعم الوكيل .
( يعتقل عناصر الأمن الرجال الأربعة )
النادل ( يتجه نحو أبو منتصر ) أرأيت بأم عينيك ما حصل ؟.
أبو منتصر ( يقف باسماً ) : لا تشغل نفسك كثيراً كي لا تحلق بهم (يضع حسابه على الطاولة ) شكراً . ( يخرج )
( يفقد النادل توازنه ، فيجلس إلى الطاولة بلا وعي ، يلتفت يمنةً ويسرةً ، يحاول الوقوف لكنه لا يستطع ، فيسقط مغشياً على الأرض ) .
* * *
-------------------------------
أبو منتصر : مخبر سري في جهاز أمن الزعيم



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وفاء سلطان علمانية ؟
- الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد
- سياسة التعمية في سورية
- جنبلاط : عودة الابن الضال


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)