أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )














المزيد.....

الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


المشهد الخامس
(منتدى العدالة )
( يجلس نضال وأبو ناطق في أقصى زاوية المنتدى بحضور خمسة عشر ناشطاً سياسياً ، وفي وسطهم يجلس أبو منتصر متنكراً )
نضال : أيها الإخوة الأعزاء ، بالوقت الذي يصادف الذكرى الخمسين ، لنيل بلدنا استقلاله ، الذي خطه آباؤنا وأجدادنا بدمائهم وأرواحهم ، ها هي سلطة الأمر الواقع ، تعتقل خيرة رجالنا ومثقفينا ، حقاً إنه لأمر مؤسف ، أن نشغل أنفسنا في قضايا ثانوية ، ونترك القضايا الكبرى جانباً لتطوى في دفاتر النسيان ، فيما العالم يحث الخطى نحو المستقبل ، هل فكرنا ذات مرة ، أن يكون لنا وطناً يتسع للجميع بلا استثناء ؟ وطنٌ يحمي أبناءه ويُعلي من شأنهم في شتى بقاع المعمورة ، أم أن مَن يُهون يسهل عليه الهوان .
أيها الإخوة الأعزاء ، بهذه المناسبة أتوجه بهذه العناوين الفرعية للاستاذ أبوناطق ليخوض فيها كعادته ، فليتفضل .
أبو ناطق ( يحدق في الحضور ) : شكراً لكم ولحضوركم الكريم ، قبل أن نفكر في بناء الوطن الذي نريد ، علينا أن نتأكد أولاً من شرعية السلطة القائمة ، فالأوطان لا تبنى على يد سلطة غاصبة مستبدة ، ولا تبنى بأيدٍ ملؤها الخوف ، لأن الوطن قيمة عليا ، لا تسمو عليها قيمة أخرى سوى قيمة الإنسان ، الذي يبنيه ، ولنسأل أنفسنا ثانية ، ما هي قيمة الإنسان في هذا البلد ؟ .
إن قيمة الإنسان هي التي تحدد سمات كل وطن ، فإذا كانت قيمته أن يعمل في هذه الحياة ليأكل وينام ، فإن هذه القيمة لا تحقق شيئاً من صفات الوطن ، أما إذا اعتقل على رأيه وفكره ، وكل ما ينطق به لسانه ، فإنه من حيث يدري أو لا يدري في سجن كبير يخيل له على هيئة وطن ، فأين نحن من هذا ؟.
الناشط الأول ( يقف محتداً ) : نحن نقتات فتات السلطة ، وعندما نكف عن هذا الهوس ، حينها من الممكن الالتفات إلى الوطن .
الناشط الثاني ( حانقاً ) : إن غياب مفهوم الوطن من قاموسنا اليومي ، سببه الرئيسي غياب الحرية وشيوع الاستبداد ، فلا وطن حر دون مواطنة حرة .
الناشط الثالث ( بانفعال) : إن قيمة الإنسان في هذا البلد ، لا تساوي ثمن الحبر الذي يستخدمه الزعيم في التوقيع على قرارات الإعدام والاعتقال .
الناشط الرابع : إلى متى سنبقى تحت رحمة جلادينا ، هل بتنا قطعاناً من الماشية ؟.
الناشط الخامس : فليعيدوا لنا كرامتنا المهدورة وحقنا المسلوب ، قبل أن يعيدوا أجزاءنا المحتلة ، فلا يُحرر الأرض سوى الإنسان الحر .
الناشط السادس : بعد أن أضحى الاستبداد والقمع والاعتقال دينهم الجديد ، فإننا نذكرهم بدين أجدادنا ، دين الحرية .
الناشط السابع : لا حرية دون وطن ولا وطن دون حرية .
( يخرج أبو منتصر )
نضال (باسماً): يسرني أن أقول لكم ، إن أبواب هذا المنتدى مفتوحة للجميع ليدلوا بآرائهم وأفكارهم ، ويقولوا ما حُرِم عليهم قوله .
أبوناطق ( يشير بيده إلى الحضور ) : أيها الإخوة ، دعوني في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً ، أن أرثي حالنا المزرية بهذه الكلمات البسيطة ( يصمت برهة ) .. أفيونٌ .. أفيونٌ
حياتنا كلها أفيون
شعارنا أفيون .. خطابنا أفيون
صباحنا أفيون .. مساؤنا أفيون
أفيوننا في كل مكان
في الشارع ، في المدرسة
وحتى في الحمام .
يا تجار الأفيون الكبار
ويا لاعقيه الصغار ..
ألم تملوا من ذات الشعار؟
ألم تعلموا أن الحياة استمرار؟
وأنها تفسد إذا انقطع المسار
لمَ بذرتم سموم أفيونكم
في عقول قومٍ لا يرون في الدنيا
إلا سجوناً وأسوار؟ ..
يا تجار الأفيون الكبار
ويا لاعقيه الصغار .. كفاكم
افتئاتاً على عقلنا الجبار .
أفيونٌ .. أفيونٌ
لمن كل هذا الأفيون ؟
لشعبٍ أكلته السنون..
أم لكرسيٍ صاحبه مجنون؟.
أفيون .. أفيون
لا ترمونا بالأفيون
رميتم شعبكم .. أرضكم ..
أولادكم .. أحفادكم .. لكن
لا ترمونا بالأفيون
تاجرتم بالمواقف .. أي مواقف ؟
ما أكثر مواقفكم !
وما أكثر سيارتكم ودباباتكم !
ليس غريباً أن تتاجروا بالأفيون.
أفيون .. أفيون
يا أنصار إبليس الملعون
يا سارقي الوطن المطعون
سئمنا عهركم وسكركم ..
نهبكم وهدركم
كفرنا .. بقمحكم وخبزكم ..
علمكم وجهلكم
أما كفانا نقول
أفيونٌ .. أفيونٌ.
( يصفق الحضور )
( يدخل أبو منتصر برفقة سبعة عناصر مدججين بالأسلحة إلى قاعة المنتدى )
ابومنتصر ( متجهماً ) : الكل رهن الاعتقال .
نضال ( يهمس لأبو ناطق ) : أرأيته قبل قليل ؟.
أبو ناطق ( مندهشاً ) : أجل رأيته .
أبو منتصر ( يشير إلى عناصره ) : ألقوا القبض عليهم جميعاً .
نضال ( يقف قبالة أبو منتصر ) : من فضلك دعنا نبحث الأمر بهدوء .
أبو منتصر (يدفعه بيده ) : أغرب عن وجهي ، أنت رأس الشر .
أبو ناطق ( يشهر سبابته بوجه أبو منتصر ) : إن أفعالكم المشينة لا تغتفر ، كيف تقتحمون المنتدى على أناس أمنين ، أنسيتم أننا نملك الترخيص الكامل ؟.
أبو منتصر ( عابساً ) : ابتداءً من هذا اليوم ، لن يبق هذا المنتدى على حاله ، الأوامر والتعليمات تقضي بإغلاقه بالشمع الأحمر إلى ما لا نهاية ( يشير إلى جنوده ) اعتقوهم حالاً .
( يصوب الجنود بنادقهم على الحضور ، يستسلم الجميع دون مقاومة )
أبو منتصر ( يحدق في أرجاء المنتدى ) : هيا تحركوا ..
( بينما يخرج نضال وأبو ناطق وباقي النشطاء برفقة عناصر الأمن ، يقوم أبو منتصر بإقفال المنتدى ) .
* * *
------------------
نضال : رئيس منتدى العدالة
أبو ناطق : ناشط سياسي



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس والاعتراف بمحمد
- الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
- الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
- هل وفاء سلطان علمانية ؟
- الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 5 ( منتدى العدالة )