أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة كنجي - الاحتجاج قصة قصيرة















المزيد.....

الاحتجاج قصة قصيرة


جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 12:36
المحور: الادب والفن
    



حدجه الموظف بنظرة استخفاف، ثم انكبَّ على الأوراق وهو يقول بلا مبالاة:
ـ ليس لدينا درجات شاغرة الآن، وسوف ننظر في أمر إعادتك للخدمة في السنة المقبلة.
بهذه البساطة حسموا الموضوع معه. وفي وقت متأخر جدا ً خرج من الوزارة وقلبه مثقل بالحنق والحزن والأسف، منذ عشرين يوما ً وهو يتنقل من دائرة إلى دائرة:المجلس العسكري العرفي المنحل. التحريات الجنائية. التجنيد. التقاعد. الادعاء العام. التربية. المستشفى. أنهكوه في سبيل إنجاز المعاملة، وإذا بذلك الفرد الجالس خلف المنضدة يطرده بدون اكتراث.
وعندما خرج إلى الشارع، لفحت وجهه حرارة الظهيرة. فكر في العودة إلى قريته، ولكن سرعان ما عدل عن رأيه، إذ تذكر أن المبلغ الذي تبقى لديه لا يغطي نفقات رجوعه.. وامتدت يده إلى جيبه لتحصي ما فيه من نقود. ماذا؟ دينار ونصف؟ أهذا هو كل ما تبقى لديه؟ . لقد نفذ المبلغ الذي إستدانه هدرا ً في هذه المرة أيضا ً. لماذا يورطون الناس؟ أجل. لماذا استدعوه إلى بغداد- مثلما استدعوا آخرين- ثم تراجعوا أخيرا ً دون أن يعيروهم أي اهتمام؟..
ـ تفوا!!
بصق في الهواء بحنق، ثم علت وجهه مسحة من الغضب الدفين. نظر حواليه بخجل، واطمأن حين أدرك أن أحدا ً لم يره. الحر في بغداد لا يُحتمل. الشارع قد أقفر من المارة والسيارات. الناس يفرون إلى بيوتهم. إنهم الآن ينعمون بالراحة. أما هو فأين يذهب؟ مفلس ومطارد ومفصول. جسمه يكاد يتهالك على الأرض من فرط الإعياء. أيعود إلى الفندق؟ كلا..! غرفه قذرة وضيّقة وخانقة. أي صدف سيئة ساقته إلى ذلك الفندق الحقير؟ ( فندق السعداء). هكذا أسماه صاحبه. فيا للمهزلة!... صاحبه الملعون يعرف مع من يتعامل، فأكثر النزلاء هم من المشردين والأفاقين والعاطلين. وقبل أيام، حين ساقته الصدف إلى هذا الفندق، تأمله صاحبه بنظرة خبيرة، ثم لم يلبث أن ابتسم في وجهه ابتسامة قواد، وقال يوجه توصياته للخادم:
خذ الأستاذ إلى الغرفة رقم 18 وأبدل له الشراشف والبطانيات. وحين قاده الخادم في ممرات الفندق الضيقة والرطبة، أدرك بأنه قد تورط في النزول به، وانتابه إحساس غامض بأنه قد أصبح واحدا ً من نزلائه الضائعين. وطيلة أيام بقائه فيه، ظلَّ يفكر في الانتقال إلى فندق آخر. ولكن لم يكن يملك المبلغ الذي يؤهله للنزول حتى في الفنادق المتوسطة. ها هي نقوده تنفذ. نفذت نقوده وهو ما يزال مديناً لصاحب الفندق بأجور عشرة أيام . كيف سيكون موقف صاحب الفندق لو عرف بأنه مفلس فعلا ً؟ وكيف يمكنه الخروج من المأزق؟؟.. لا بدّ من أن يقصد أحد أصدقائه ليقترض منه. واستعرض في ذهنه صور بعض الأصدقاء الذين يمكن أن ينجدوه.
كان الحر قد اشتدَّ إلى درجة لا تُحتمل. وأزعجه لزوجة جوربيه المتعرقين. اسند جسده المنهك إلى عمود مظلة توقف الباص. اعتمد في وقفته على رجله اليسرى. وأحس بقطرات من العرق تنساب تحت إبطيه. امتدت يده إلى جيبه لتحصي من جديد المبلغ المتبقي لديه- توقف بالقرب منه صبي صغير، وقال بتوسل:"تصبخ؟" فهزَّ رأسه بالنفي. وحين انصرف الصبي، امتلأ قلبه حزنا ً وقال في نفسه: لماذا يتجرع الأبناء مرارة أخطاء الآباء؟.
وما لبث أن استند على رجله اليمنى في محاولة لإراحة اليسرى. أغمض عينيه نصف إغماضه. متعب. ما أحوجه إلى فترة من الراحة.. لحظات قصيرة من النوم قد تعيد إلى نفسه الهدوء. ولكن أين يذهب؟ الفندق قذر وغير مبرد، ووجوده فيه يزيد آلامه، والأصدقاء- باستثناء قلة منهم- يتحاشونه، ولهم العذر. إنها مسألة رزق. الناس يتفاوتون في موضوع استعدادهم للتضحية.. ولقاؤه معهم يجلب عليهم الويلات فعلا، فاسمه في السجلات الرسمية مدرج بين العناصر الخطرة جداً..!
عضَّ على شفتيه بغضب، وقال لنفسه: " ليتهم يعرفون من هم الخطرين على سلامة الوطن".
قفزت إلى ذهنه فكرة. لماذا لا يعود إلى الفندق ويبلغ صاحبه بحقيقة إفلاسه؟. لن يستطيع أن يفعل به أي شيء. المفلس في القافلة أمين- قد يبتسم في وجهه ذات الابتسامة الداعرة، ويطلب منه باستهزاء تسديد المبلغ فيما بعد. وقد يثور ويغضب، ويهدده باستدعاء الشرطة، أو قد يعمد إلى حجز أمتعته التافهة.. وعندئذ فقط سيقدم له الساعة، والخاتم ، وقلم البار كر، ويطلب منه عرضها في المزاد العلني بين نزلاء الفندق، فإذا رفض فسيودعه خلسة على الطريقة البرجوازية.
انتبه إلى انه قد استسلم لأحلامه، فقرر أن يتصل مساءً بصديق معين ليحل له مشكلته.
لكن أين يقضي وقته إلى حين أن يحل المساء؟ الوقت ثمين، لكنه ليس كذلك بالنسبة لمفصول مثله. خطر له أن يذهب إلى السينما. قد يكون الفيلم تافها ً لكن الصالة ستكون مبردة.. الفيلم لا يهمه كثيرا ً، كل ما يهمه هو أن يحل المساء، سيحزم أمتعته ويغادر بغداد عائدا ً إلى قريته. الصغار ينتظرونه الآن بلهفة. في هذه المرة سيعود إليهم بلا هدايا، فبماذا يتذرع؟
أحس بالدموع تطفر إلى عينيه، فاضطرمت في أعماقه موجة من السخط الدفين.
كان بعض الموظفين قد بدؤوا يغادرون الوزارة، وكره، وكره أن يلتقي بذلك القرد الذي طرده قبل لحظات، فمضى مبتعدا ً ليتحاشى اللقاء به. أين يذهب؟ وأي سينما يقصد؟.. حفلة العصر لن تبدأ إلا ّ بعد ساعة، وجسده يكاد يتهالك على الأرض من شدة التعب. جائع. لمَ لا يتناول وجبة رخيصة في احد المطاعم الصغيرة؟
واصل سيره دون أن ينتبه إلى رجل بدأ يتعقبه عن كثب.
أمام بوابة عمارة تباطأ في مشيه. هبّت من الداخل نسمة باردة منعشة. أصغى إلى الراديو يذيع نشرة الأخبار من محل قريب. لا شيء جديد. الصهاينة يرفضون الانسحاب. والدول العربية تناقش أكثر مما تعمل.. وعلى مسافة غير بعيدة لمح أعمى يتسول وهو يرتل الآيات القرآنية:(كنتم خير امة أخرجت للناس). نظر إلى وجه الأعمى المجدور، تأمل حفرة عينيه المغلقتين، أحس باشمئزاز فظيع، اندلعت في أعماقه موجة عارمة من الغضب.. نسي همومه الشخصية، ومضى وهو يفكر في أمور أخرى.
بدت الأرصفة خالية من الناس في قيظ الصيف اللاهب، وكأن المدينة تغط في نوم عميق. وعندما عبر الرصيف الآخر، شعر بالرجل الذي بدأ يتعقبه. نظر إليه بزاوية عينه، الملابس تنتفخ على عجيزته في موضع المسدس بالضبط، الوجه عابس، والرجل يتظاهر بعدم الاكتراث برغم يقظته الشديدة. لكنه يعرف كيف يفلت من شباكهم في الوقت المناسب!
شرع يسير على مهل. الرجل يتعقبه كظله. مشكلة جديدة. كيف يتخلص منه؟
لحق به، وقال بلهجة مؤدبة:
ـ أتسمح لي بهويتك؟
حملق في وجهه ، وقال باستياء:
ـ هاك.. هذه هويتي!
ألقى عليها نظرة خاطفة ثم أعادها إليه وهو يعتذر له.
وقفل عائدا ً، في حين عرج هو إلى أول مطعم صادفه..
حين دخل صالة السينما، لم يكن فيها أي متفرج غيره. كان ذهنه ما يزال مشغولا ً بالرجل الذي لاحقه. لماذا تتبعه؟ أبحكم الواجب؟ مهزلة..!
ودلف إلى الصالة بضعة شبان اتجهوا نحو الزاوية. صدحت الموسيقى فجأة.. أغنية ثائرة.. صوت فيروز يردد بانفعال وحماس:"الآن.. الآن العودة وليس غداً" حزيران كان كابوسا ً ثقيلا ً، يوم كانت تدور المعارك، كان هو في سجن نقرة السلمان الصحراوي.
طرق سمعه صوت بائع المرطبات ينادي: " بارد. سفن. كولا. أورنج!".
أحسَّ بالانتعاش بعد أن تناول المرطب. نزع حذاءه، فتح أزرار قميصه. وجد نفسه في وضع مريح تماما ً أغمض عينيه، ومن جديد بدأت فكرة الحصول على نقود تقلقه. ماذا يفعل إذا لم يعثر على من يقرضه مبلغا ً؟.. استعرض في ذهنه صور أصدقائه في بغداد.. وشيئاً فشيئا ً أخذ النعاس يسيطر عليه. متعب. هاهي فيروز تتوقف عن الإنشاد. والأغنية الآن لأم كلثوم. ابتدأت من الوسط: " اعطني حريتي، أطلق يديَّ". ما أسم الأغنية؟ ما أسمها؟!.
واستسلم للنعاس قبل أن يتذكر اسم الأغنية. ثمّ أفاق بعد لحظات على أثر ضجّة. فتح عينيه.. حسنا ً! لقد ابتدأ العرض.. أدار أنظاره في أرجاء الصالة، ثمة عدد من الشبان يتناثرون في الصالة. كانت مقدمة فيلم الأسبوع المقبل عن فيلم من أفلام رعاة البقر، شيء ممل يثير الضجر والغثيان، نفس الحكاية.. البيض يهاجمون الهنود الحمر، يبيدونهم باسم الحضارة.العار لكل حضارة تمتهن كرامة الإنسان!. وغالبه النعاس مرة أخرى، فالمقدمة التافهة لم تثره.
وأجفل على صرخة استغاثة تقطع نياط القلب. كان المشهد يمثل أقبية تعذيب: جماعة من العسكريين يحاولون استنطاق رجل أصلع متين البنيان. الفيلم إذن من أفلام الكفاح؟؟ وملامح المتهم تدل على انه مناضل جريء؟ ولكن.. ما أسم الفيلم؟ وأين تدور أحداثه؟ آه .. اللعنة كان ذهنه مشغولا ً فلم يقرأ عنوانه عند دخوله السينما.
شرع يلبس حذاءه، ويغلق فتحة قميصه ثم اعتدل في جلسته ليتابع أحداث الفيلم.
لا بدّ وأن يكون الفيلم عن الجزائر..
الممثلون خليط من العرب والأجانب. والمشهد يمثل إعدام مواطن، ومن أعماق زنزانته الرهيبة يهتف بصوت مجلجل: " أموت و تحيا الجزائر" وتستمر الثورة تقدم الشهداء، ويحقق الثوار النصر تلو النصر، يمرغون سمعة الاستعمار في الوحل، ويرتفع علم الجزائر مرفوعا ً في سماء صافية زرقاء.
عندما انتهى العرض، صفق للثورة، وصفق آخرون، ثم غادر السينما وهو ممتلئ بالرضا والفرح رغم محنته.
كان الشارع ما يزال مقفرا ً، عجبا ً، لا سيارات، ولا سابلة، ولا حوانيت مفتوحة؟ وثمة مدنيين يحملون العصي بأيديهم، ويتنقلون من مكان لآخر في قلق وارتباك، صراخ وضوضاء، ماذا يحدث؟.. طفر إلى عرض الشارع، غير بعيد منه كانت كتلة بشرية تملأ الشارع، مظاهرة؟!.. اقشعر جسده للمفاجأة، هاهي براكين الحقد تلتهب في وجوه الطغاة، تذكر أيام السجن والجوع والحرمان، فانفجرت في أعماقه ثورة مدمرة من الغضب، اندفع يعدو باتجاه المتظاهرين طرق سمعه صوت يأمره بالتوقف، ولكنه استمر في اندفاعه، ومن بناية مجاورة انهمر عليه الرصاص، فسقط مضرجا ً بدمائه، ودوى صوته عاليا ً وهو يهتف:
ـ عاش الشعب!
ردّ صوت يقول في الميكرفون:
-ننذركم بالتفرق حالا ً.
فاهتز الشارع لدوي آلاف الحناجر:
ـ يسقط الاستعمار وأعوانه.
واستمرت المظاهرة تتقدم بثقة واعتداد. عوت بضع أطلاقات أخرى فوق رؤوس المتظاهرين. سرى الهياج في نفوس الجماهير المحتشدة وكدوّامة كبيرة في بحر هائج استمرت الكتلة البشرية تتقدم. كان هو ما يزال منكبحا ً على وجهه في عرض الشارع ودماؤه تنزف، أخذت المظاهرة تقترب منه، حملته عشرات الأذرع عاليا ً، واهتز الشارع مجددا ً لآلاف الحناجر وهي تهتف بصوت واحد مدوي:
ـ المجد للشهداء!
جمعة كنجي



#جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في دائرة البيطرة .. قصة قصيرة
- العلاج الديني للأمراض لدى اليز يدية
- الأشجار لا تموت
- العقاب العادل
- السمكة الفضية
- الثيران لا تستحق الرحمة !
- الطوفان
- الشمس والثلج والجبل
- الينبوع الحزين
- الديك في مملكة الثعالب
- لماذا هرب الحصان ؟
- البيضة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة كنجي - الاحتجاج قصة قصيرة