أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مجيد محسن الغالبي - هل ثمة ربان في سفينة الطوفان














المزيد.....

هل ثمة ربان في سفينة الطوفان


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 00:55
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لعله من الواضح ان الارث التاريخي لاي مجتمع يمكن ان يكون مؤشرا الى حد ما على منحى التفكير الجمعي للمجتمع والى جانب معطيات الحاضر فان الصورة الكليةعن ذلك المنحى يمكن ان تكتمل والحقيقة الاخرى هي ان الدورة الحضارية يمكن ان تشكل عاملا اضافيا مؤثرا في نمط الاتجاه ا الجمعي ونفصد بذلك ان الحضارة بوجه عام ليست حكرا على مجتمع ولكنها من الناحية الاخرى لاتقوم الا بمجموعة من الممكنات ما ان تنعدم جزئيا او كليا حتى تنتقل ريادة الحضارة الى مكان اخر تتوفر فيه الخصوبة الحضارية اللازمة وهكذا انتقلت الحضارة عبر الازمنة من شعب الى اخر والذي يهمنا هنا هو ان المجتمعات الي غادرت موقعها الريادي الحضاري قدمت الافضل من الابداع الانساني في حدود المرحلة التاريخية ولذلك فما زالت ينهد فيها الحنين المضطرد لاستعادة تلك الامجاد ولعل اهم عامل في تطوير المجتمع واطلاق امكانياته هي القيادة الاسترتيجية التي تملك فهما حاسما للمرحلة وتستند الى رؤية عيانية وبصيرة نافذة قادرة على استشراق المسقبل وهي بذلك تتضمن شرطا مهما هو حريتها الواعية وتاتي السيادة في اهم مقدمات ذلك وعليه فان القيادة الاسترتيجية من حيث المبدأ حاجة اجتماعية وضرورة تاريخية لتطور أي مجتمع بل ولقيادته نحو الوجهة الملائمة ولايعننى هذا اشارة الى الراعي والقطيع بل انها صيرورة اجتماعية تتفاعل على نحو ايجابي مستمر وتستمد مقومات وجودها منه وهي بذلك ناتج طبيعي لحاضنة كبرى اسمها المجتمع ولذلك فان المكنون الكارزمي حتى وان كان تعبير عن القدرات الذاتية فان مصادره الاساسية هي المجتمع وهنا يبرز مستوى الوعي العام كمحدد في تقديم نمط القيادة التي قد لاتكون استرتيجية طالما ان هناك تدنيا في الوعي أي بمعنى اخر ان القيادة لازمة اجتماعية ولكنها قد لاتكون استرتيجية عندما نجد انماط التفكير ومستوى الوعي السائد متدنيا بمعنى اكثر وضوح فان المجتمع هو الذي يجد قياداته فاذا كانت رؤيته غير واضحه فان الفرصة سانحة لبروز اماط قيادية انتهازية وهزيلة وهي بذلك لاتعدو عن كونها تدير مصالح مجتمعها بطريقة لاتتجاوز حدود ماتراه العين المجردة وليس بالبصيرة واتساع الافق لانها اصلا لاتملك ذلك من هنا فان المجتمع يتحمل المسؤولية الكبرى خصوصا اذا كان ذلك وفقا لاليات الديمقراطية وياتي الزعماء الروحيون وحملة الفكر والتكنو قراط والادباء وصناع المعرفة في مقدمة ذلك لانهم ضمير المجتمع وكيانه الحيوي الذي ينبغي ان يمثل جزئيات الوجود الحقيقة التي تنأى بالمجتمع عن مطبات الركود والتردي التي تجعله متخلفا عن ركب الحضارة ونائم في شمس الصباح رغم دؤب الانسانية الزاخر بالحياة ولكن عندما يتوقف ذلك الكيان عن حيويته ويتخلى ولو ضمنا عن ممارسة ادوره فان الفراغ الناجم عن ذلك سوف يدفع بالنتيجة الى تبني سياقات العشوائية وعندها يتسلل الحالمون بمقود السلطة لكي ينحدروا نحو اصقاع احلامهم
ان انتوقف عن اداء الضمير الاجتماعي لايحدث الا عندما تنعدم الطليعة المثقفة المسؤولة في المجتمع وليس الطليعة المثقفة فحسب وبذلك فان المجتمع يلتفت الى زعاماته القبيلية الذين يزاحمهم المتدينون وليس الدينيون لان الزعماء الدينيون اكثر نئيا وانصرافهم ولايتقدموا اليها الا بصدور عارية في مواجهة الطغيان والجور على البلاد او العباد لان ذلك جزء من اخلاصهم وفيما عدى ذلك فان زعامتهم الروحية تنصرف الى الرقابة وحماية الحقوق من هنا نجد ان الصبغة الدينية التي يتاجر بها نخاسوا السلطة ليس سوى تكالب محموم عليها لايختلف عن توجه زعامة القبيلة واستغلال بشع للدين يكون المجتمع احد دوافعه الرئيسية وتربة خصبة لنمو بذوره عندما لاتكون هناك طليعة مثقفة مسؤولة او عندما تموت تلك الطليعة بسبب تخلفها عن مسؤوليتها التاريخية في ادائها لدور الضمير الحي عندها لايبقى في سفينة الطوفان ربان حقيقي







#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما الى ربوةالعلم والطاهرين
- حين رأيت وجهه الحجري
- يوم احترقت بابل
- كل عالم وغزة بخير...!
- حواجز الديمقراطية وقوى اليسار
- الدولة الدينية بين الايمان والنفعية
- البعد الاخر
- العولمة واستراتيجية البؤرة الرخوة
- خطاب لرجل الاحذية
- عيون الحريق
- قوى اليسار والقيادة الاستراتيجية
- حين حزمنا اصبر
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مجيد محسن الغالبي - هل ثمة ربان في سفينة الطوفان