أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد محسن الغالبي - حين حزمنا اصبر














المزيد.....

حين حزمنا اصبر


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 11:34
المحور: الادب والفن
    



الحمائم التي تصطفق اجنحتها في سماء الرماد ..تتوهج من حولها غلالات الذكريات حيث روؤس الجبال الغرابيب تنغض من بحر الغيم الابيض ,حين حزمنا افرشة العذاب.. وظلت يافطات الحزن تهفهف في مهب الوجيف وحريق الفراق.. الذي يسجر بين ثنايا القلب ..ملئنا اوعية الصبر التي تشدها الاحزمة العسكرية الخضر ..وحسييس اوراق الخريف التي تحطمها اقدام الثعالب التي يحملها المكروالفضول فتئيد اخر الليل طريا لم ينقضي بعد رغم ضجيج عربة الموت ...القينا علب اللحم المعلب لروناك الصغيرة ...هناك افراس الجحيم تركب بعضها وتدك اجساد الرجال ..اذكريني ايتها الزهرة الوحشية حين تهوي نحوك نجمة العشاء..ويطلق البوم نعيبه في خرائب الجند الذين ااخترقتهم نصال الذل في صباحات التدريب.. والرجل الذئبي الذي اثقل كتفه البرازملتاعا بالزعيق ..كان التاريخ يقبض على سليمان بن عبد الملك مصرا على تقبيل عضو مطربه الذي شدى اخر الليل .. وصاحب الزنج الذي يمالىءبين القصب نار الحرب ..الحجاج يقطع الاوصال وينثرالرؤس في الطرقات..وروناك الحلوة حافية القدمين بين شعاب جبا ل الدم ..وقوافل الرحيل التي تدور بين الاودية المجللة بالسوسن دون ان تجد بارقة امل عن رجل الثأر الذي يجيء خلسة.. فتضيءقناديل السلطان وتدق طبول الغضب بين مضارب ازمر...وتحت شجرة جوارته الهائلة الهرمة تمدد التعب الجنوبي عصيا على سطوة القرية الفاسدة.. جمر العيون يملىءالقلب وردا ..وفوق جوارته كان الجبل ..يجلس من عمق الزمن الموغل بالثلج ..يمد لسانه الاسفلتي فيسل لعابه الفضي.. يترقرق بين ثنا يا العصيان ..الذي يتدفق نحو مدن الشمس والمستنقعات ..ينغل باجساد الزهد ..يصير رقما والواحا طينية ..تنشر اشرعة الحياة في غياهب الظلمات.. وفي جسد جوارته .. عروق الجبل ازقة تستغور الحقب ..ترف بصباحات المروج التي انبئتنا طيورها الخضر.. ان رعونة الريح مزقت ردائها الخلق فتبدت عورة الجلاد ..امطرها الصغار بلفائف الثلج ...من ينكر طراوة الصبح الذي كان يدلق برده الوردي على وجنات روناك ..وهي تدلف الى مدرسة الكبرياء التي تتوسد الحواري ذراعيها ...وذلك الليل المرير الذي تشحط بدمه في دوارة الرصاص.. التي تذرو فتشق الارض اليباب في مفاوز المهجرين..تهوي اجساد العذارى...تمتلىء عيون الصغار بالرعب وذعر التراب الذي تهيله افواه الظلم وجرارات الحقد.. تنتق عروق البردي تميل جفون الارض الوديعة ..تبين عشتارهيفاء لمتيم الهورالذي ينتفض ذراعه فينطلق الاباء ويحملها الى قمم الغيث...في خلوات الطراد التي اوحشها الجلاد ..تنهمر الالفة الجنوبية .. تربو لوعة الطين..من يقتل ثور الخبث ..الذي يسحق بركات الارض ويلقى رجيعه فوق غلالات الطهر .. قذفنا الفالة تلو الفالة تلوى ..تهاوى .. تراءت لنا فتنة الزيف ..من يذبح فينا جحود السنين..التي حملها الموج من ماوراءالبحار..من يذبح هذا الطاغوت ..متى نذبح هذا الطاغوت....وهل نحمل تمر الاعراب ودبيب النمل يغضن جسد الارض...؟ ..الصباح مانفكك يلقي ملاءة الهزيع الاخير فيبدو نظرا فوق بحيرة دربندخان التي تبزق مائها الهلامي بافواه المغاور.. فتطفو العقارب السود ..كنا ننظر في مرايا الفجرفتتماوج وجوهنا وتختلط في مدورة الموج حين تسقط حمم الدمار فتمتلى الملابس الكاكية بالوحل والهلع ...تتطاير الاسلاك الشائكية ..تنغمس في اديم الاجساد.. كانت دموع روناك تهدر في بوابة النفق.. يصرخ زمناكو بوحشية لاحشاءه التي تنقرها عقبان الحديد المتوهجة ....لم يكن لحظتها في نهر جاسم المندرس قطرة مياه واحدة ..يتمطى فيه الموت متخما ..يتجشأ ..يمتلىء المدى برائحة الجثث التي مزقتها الكلاب... على باب الحسين جلست روناك ..تطايرت في هواءالتكفير.. كانت ثيران الطاغوت تدوس نصب الحرية..وفضائيات الاعراب تغدق على جلاسها نفاق الصحراء ..
مجيد محسن الغالبي
ذي قار- العراق
21/3/2008



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد محسن الغالبي - حين حزمنا اصبر