أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - الديمقراطية بين القطيع والنخبة














المزيد.....

الديمقراطية بين القطيع والنخبة


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ان الديمقراطية تمثل حلا راديكاليا لمشكلة تحجر السلطة الا انها تستلزم بنى ثقافية قادرة على خلق نمط خلاق من المسوؤلية الاجتماعية لان ممارسة الديمقراطية في وسط يفتقر الى مستوى ثقافي جمعي سيكون حتما قادرا على ان يعمق روح الوطنية والالتزام الحقيقي ازاء الاخر اذ ان تطبيق الديمقراطية بصورة سائبة يمنح الكثير من لواقفين على هامش الحياة من محدودي الافق الى ان يركبوا الموجة فيصبحوا اغطية ثقيلة تخنق القدرات الخلاقة بل ان الديقراطية في مجتمع جاهل اقرب ماتكون الى عملية رفع الغطاء لتنطلق الصاصير في اتجاهات عشوائية لان المجتمع الذي يفتقر الى قواعد ثقافية حقيقية لايمكنه ان يخطو على نحو استراتيجي لافت لافقاره الى الرؤية اصلا اذ كيف نتصور ان اميا يمكنه ان يفرق بين المتغيرات على نحو استراتيجي ليختار من بينها ،وكلما كانت امكانيات المجتمع الثقافية محدودة كلما كان اقرب الى القطيع لان الثقافة التنظيمية التي تمثل تراكمات جمعية لمجمل نشاط المجتمع ممثلا بقواه المختلفةتمثل البوصلة التي تحدد مساراته واختياراته ولذلك فان التردي الحقيقي لاي مجتمع يكمن في الجهل الذي تكون الديمقراطية معه وبالا واداة لتحليل المجتمع الى مكوناته الاثنية والقومية والطائفية ومن ثم تبدأ كوامن الصراعات في التوقد ليشتعل اوارها ويتحول المجتمع الى شرذام ولعل هناك من يفسر ذلك باحقية المجتمعات المتحضرة في فرض الوصاية على المجتمعات الاقل تحضرا الا ان مثل هذا التفسير مغالاة في التعامل مع حقائق الانسانية لانه اصلا لايمكن التسليم بالجهل المطبق في اي مجتمع الا عندما تكون السمة الحضارية له موغلة في التخلف عن ركب الانسانية وهذا يعني بدائية المجتمع وعندها لاجدوى اصلا في الحديث عن الديمقرطية او الاوتوقراطية لان هكذا مجتمعات لها انظمتها ، اذن باستثناء المجتمعات البدائية فان في كل مجتمع قياداته التاريخية ورموزه الوطنية التي تمثل طليعته المثقفة والتي تؤسس على نحو تاريخي لثقافة شاملة اذا ما اتيحت لها فرصة القيادة عندها يكون الحديث عن ديمقراطية النخبة اقرب الى الواقع الموضوعي ورغم ان ذلك محفوفا بالمخاطر لانه قد يقود الى تبني مفاهم كارزمية بحيث تغدو النخبة نموذجا اجتماعيا يتمتع بامتيازات فائقة الا ان من الناحية الميدانية فان المسوؤلية الاجتماعية التي تخلق شعورا جمعيا بالوطنية وتؤسس لبناء دولة الديمقراطية لاتتوفر على نحو عياني الا في الطليعة المثقفة والتي بدورهاتؤسس البنى التحية التى اذا ماتحققت بعد حين سوف تتغير منظومة العلاقات والقيم نتيجة لتغير فنون الانتاج وعلاقاته مما يؤدي في النهاية الى سيادة النمط الديقراطي المسوؤل بدلا من نمط الديمقراطية الهوجاء فقد قدمت لنا تجربة التطبيقات الديمقراطية في العراق نموذجا رديئا كان هدفه الاسمى هو تجميل الاحتلال ومازاد عن ذلك فهو نواتج عرضية اقتضتها اليات التطبيق اصلا وقد ادت هذه التطبيقات المشوهة الى بروز ظاهرة الطائفية وتقافر الواقفين على ارصفة النكرات الى مواقع قيادية ادت بالتالي الى شيوع الظواهر الاجتماعية الضارة كان من ابرزها الفساد المالي والاداري وظهور بعض الزعامات الدينيةكرموز سياسية ساهمت وبشكل فعال تخبط القرار وتكريس نزعة القسيم الاثني فضلا عن الصراعات القومية التي غذتها تلك التطبيقات لذلك فان الحل المنطقي لاشكالية الديمقراطية هو ان تكون هناك طليعة مثقفة قائدة وهي في ذات الوقت بمنئى عن الاثنية والعرقية




#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - الديمقراطية بين القطيع والنخبة