أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة















المزيد.....

الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي ان الوجود الانساني وعلى مدى الحقب التاريخية يعد نموذجا للتفكير العقلاني لانه يعبر عن قدرة ابداعية للبقاء والتطور في الوقت الذي تضاءلت فيه الكثير من نماذج الحياة وانقرض بعضها الاخر ولعل السبب الاساسي هو القدرات الواعية لدى المجتمع البشري في خلق تكوينات اجتماعية قادرة على اشباع الحاجات الانسانية وفي مقدمتها الامن الانساني وان اختلفت سبل هذه الكيانات خلال حلقات التاريخ الاان الجامع لها هو انها تتخذ من الانسان هدفا واداة في ذات الوقت الا ان هذه االثنائية تختلف من مرحلة الى اخرى بحيث ان الانسان الهدف يبدو فردا او نخبة فينشأ تعارض المصالح الذي يتطور ليغدو حيويا عندها ياخذ الصراح شكله الحاد فيبدأ تآكل المرحلة ويختل توازن الصراع في لحظة استراتيجية وحيده غير قابلة للتكرار هذه اللحظة هي لحظة الحسم الثوري الذي يستند الى قوى ومصالح تمثل جوهر الصراع وهى في ذات الوقت تكتنف نظم مختلفة من الاتصال في حدود مكانية- زمانية تنعكس في شبكات معقدة من العلاقات لاتدار بشكل عفوي او تحدث بصورة عشوائية بل تتحق بصورة منتظمة لانها تعبر عن حيثيات المرحلة واذا ماكانت العولمة النموذج المتطور للراسمالية فان هذا النموذج جزءا من مرحلة اخذ فيها الصراع شكلا عالميا بحكم تجاوز الشركات متعددة الجنسية لحدودها الوطنية واعتمادها على وحدات العمل الاستراتيجية التي اقتضتها ضخامة راس المال الجامح الذي لم تعد حدوده الوطنية كافية لنشاطه الامر الذي استلزم توفر نظام مصرفي يقوم على معايير الملائمة وتحديد لمستويات المخاطرة ولذلك فان النظم المصرفية الوطنية وبحكم التغيرات في بيئة المهمة وجدت نفسها امام تحديات قوية تستلزم منها الخروج من قمقم الصرفة التقليدية في الوقت الذي تكون فيه اليات السوق من التعقيد الذي لايمكن ان تجاريه الادوات البسيطة لذلك النمط من الصيرفة الذي كان من اهم مميزاته محدودية الخدمة نوعا وانتشارا ولذلك كانت لابد ان يستجيب من خلال اعادة التنظيم التدريجي اعتمادا على مفاهيم الجودة الشاملة والتي دفعت بهذا النشاط من التقليدية الى الصيرفة الشاملة لكي يتمكن ان يكون حاضنة لنشاط راس المال الضخم والذي اصلا يتطلب ادوات جديدة وبالتالي لم تعد مهمة المصارف تحقيق العوائد الناجمة عن الائتمان وما يؤدي اليه من تنظيم السيولة والتحكم في حجم الكتلة النقدية بل تحقيق العوائد الناجمةالتعاملات المصرفية يكون فيها الائتمان مجرد رقما صغيرا الى جانب الارقام العديدة من دراسات الجدوى الى الاستثمار بانواعه المختلفة بما يجعل من المصرف منظمة بمستوى واسع من الطاقة اي بمعنى اخر الخروج من استراتيجية التخصص الضيقة الى استراتيجية التنوع الواسعة لكي تستطيع ان تبقى وتنمو في بيئة عالمية معقدة محكومة بالتغيرات الشديدة التي تجعل منها بيئة عدم تاكد تزخر بالعديد من الادوات وتتجاوز قيود الجغرافية الوطنية لان راس المال المتدفق عبر الحدود يتطلب حاضنات قادرة على المخاطرة بما يحقق امانه الذي يعتبر عاملا حيويا في استراتيجية النشاط العالمي ولكي تكتمل الصورة لابد من توفر نظام اتصالات عنكبوتي يمكنه ان تعقب حركة الاسواق صعودا وهبوطا لسبب جلي هو تعددية الادوات ومن ثم تنوع الصفقات الناجم عن ضخامة راس المال ومايستتبع ذلك من منافسة شديدة تتطلب تعقب نشاط السوق وحركة راس المال في رحلة الاستثمار البعيدة ولذلك لابد من نظام اتصال يجعل العالم قرية صغيرة ويكون عاملا هاما في تحقيق وحدة السوق واذا ماكان راس المال الكثيف يتجول بحرية في اصقاع الارض المربحة فان ثمة عاملا ينبغي اخذه بالحسبان ذلك هوالموارد البشرية الضرورية لتشغيل راس المال وفي مقدمتها راس المال الفكري التي-الموارد البشرية-ينبغي ان تكون قادرة على الانتقال بدون قيود متبعة حركة راس المال مع ضمان حقوق الملكية الفكرية الى جانب توفير السبل الكفيلة بتحفيز المهارات والاطر على الانتقال وفقا لمقتضيات حركة راس المال حتى وان تعارض ذلك مع مفاهيم السيادة بالنسبة للدول الحاضنةللاستثمارات او لوحدات العمل الاستراتيجية وبذلك تاخذ العولمة شكلا عالميا للصراع وتعارض المصالح بين الشعوب المستغلة وبين راس المال المستغل ولان هذا الصراع عالميا فانه يحتاج الى ضخامة الالة العسكرية القمعية التي تمسك بقبضة من حديد خنا ق الشعوب التي تفتقرالى امكانات التكافؤ في الصراع بما يجعل لحظة الحسم الثوري اقرب للامنية ولذلك لم تعد طروحات الطبقة العاملة القادرة على التغيير موضوعية لان من الناحية المبدئية هناك كثيف راس مال وليس كثيف عمل بل ان الموارد البشرية التي تنظم ذلك على درجة كبيرة من المهارة والمحدودية بما يجعل منها راس مال فكري وان الحديث عن الطبقةقائدة التغيير لايتفق مع العولمة لان الصراع لم يعد طبقيا بل اصبح صراعا عالميا بين شعوب لاتشبع من الرفاهية وشعوب اخرى تدفع فواتير الرفاهية اي انه عودة لعصر الاستعمار ولكنه بطريقة اكثرخبثا واكثر عتواوان مفاهيم السيادة والحدود الوطنية التي حققتها الشعوب خلال نضالها الطويل ابتلعتها الية تكامل السوق العالمي غير المتكافئة وازاء هذالتنوع والاتساع في الانشطة فان استرايجيات الطاقة اخذت تحتل موقعا جوهريا في تخطيط ابل ان الالة العسكرية لاتتورع عن ازالة اية منظمة وصولا الى مستوى الدولة اذا ما اقتضت مصلحة راس المال ذلك وهكذا اعيدت الكثير من الكيانات والدول الى حضرة السيد العتيق الذي لازال لهيب سياطه حارقا الذي طالما استند الى فلسفة الرجل العظيم ورغم ان العولمة هى نتاج التطور الراسمالي فان وجهها الاخر هو انها باعتبارها ثمرة هذا التطور فان الوجة المضيء اذا جاز التعبير يتمثل فيما قدمته من ادوات حضارية مختلفة في متناول الشعوب ولكن من الناحية الاخرى فان ثمن ذلك يكاد ان يكون باهضا بدءا من تقويض البنى الثقافية للشعوب والعمل على تاسيس ثقافة تابعة وصولا الى تحقيق التبعية الكاملة التي تجعل من الفرد في تلك الشعوب منسلخا عن ارثه الحضاري ومتغاضيا عن ثروته وبائعا لجهده بثمن بخس.
ان استراتيجية الاحتلال هي واحدة من الاستراتيجيات الفرعية للطاقة وهي في حقيقة الامر الاستراتيجيةالاشد ضراوة خصوصا عندما يقتضي الامر احكام القبضة على العقد الحرجة لمصادر التوريد طويلة الاجل والتي تعد مخرجاتها مدخلا حيويا قد يؤدي توقفه الى الانهيار الكامل لنظام العولمة بمعنى اخر ان هناك رؤية واحدة لاستراتيجيات الطاقة وهى تقوم على التوجه نحو العرض في المدخلات لتحقيق اقل مايمكن من التكاليف والتوجه نحو جانب الطلب في المخرجات لتحقيق المنافسة الكاملة وتبوء ميزة تنافسية دائمية فماذا ينبغي على الشعوب ان تعمل ازاء كيانات اقتصادية ضخمة والات عسكرية هائلة وخبرات علمية فريدة ومعقدة وهي لاتملك الا جوعها وضعفها لاشك ان الجواب على ذلك لايتعدى حدود الركون الى الهوية الوطنية واذكاء روح التعلق بالارث الحضاري للشعوب بما يخلق تعبئة جماهرية شاملة وهذا ليس سهلا لانه يتطلب نضالا شاملا اذ لابد من تثوير الشعوب وتهيئتها الى لحظة الحسم الثوري وهنا يبرز دور العامل الانساني الفذ الذي يستطيع ان يقود اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وهذا العامل لاينحصر في اطر فردية ضيقة بل لابدمن توفر القوى الوطنية الفاعلة التي تدير وتحكم النضال بدءا من النضال الاجتماعي الذي يذكي المشاعر الوطنية ويحارب ظواهر التخلف والفردية والانقسام مرورا بالنضال الاقتصادي لتحرير الثروات وتقوية البنى التحتية باعتماد المقارنات المرجعية واعادة التنظيم وخلق الفرص لتوجيه الموارد واشاعة المناخ الاستثماري لملائم وتمكين راس المال البشري والارتقاء به الى مستوى راس المال الفكري واعتماد استراتيجيات الجودة الشاملة في الاداء لتجاوز الميزة النسبية الى الميزة التنافسية الكاملة من خلال تحديد عوامل النجاح بما يؤدي الى الاندماج غير الضار بالسوق العالمي حتى النضال السياسي الذي ينطلق الى شتى الافاق والمحافل ليؤكد شرعية الكفاح وبطلان الاستغلال ويؤطر كل من النضال الاقتصادى والاجتماعي ويسعى الى تبني استراتيجيات السيادة بالدرجحة الاولى بما تكتنفه من تنوع في البدائل والخيارت والادوات .
ان الالة العسكرية من العتو والامكانيات بحيث انها لديها قدرات تدميرية هائلة ولعل تجربة هيروشيما ونكازاكي ووفيتنام والعراق شواهد على حجم الدمار الذي الحقته هذه الالة بالشعوب لايمكن تدميرها وهنا تجد الشعوب نفسها امام خيارالبقاء الذي لامناص من التفكير به في ظل صراع مرير وان هذا الخيار هو القوة الكامنة التي تشتمل على كل الممكنات التاريخية والحضارية للشعوب والتي تدفعها الى المقاومة بمختلف السبل التي تجدها قوى الطليعة التي تقود النضال مخرجا وطنيا ملائما يستجيب للتحديات



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة