أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته














المزيد.....

تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 851 - 2004 / 6 / 1 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحيـة لك يا سيدي
إن مقالتك تدفعني لطرح السؤال التالي :
أين تكمن المشكلة : هل في كون مجتمعاتنا لا يمكنها أن تنتج سوى هكذا نخب ثقافية وفكرية تتحدث شفهياً عن الحداثة و تطرح الديموقراطية نظرياً لكنها في الواقع تمارس كل أنواع الإلغاء و القمع تجاه جميع الأطراف التي تختلف معها وهي ، أي النخب ، في معظمها تتعامل مع الشأن العام و مع قضايا الوطن فقط من خلال مصالحها الشخصية الضيقة .. وكثيرا ما تكون حتى غير أخلاقية في مواقفها و في سلوكها .. وهي تمارس النفاق الثقافي والسياسي ...
أم أن النخب هي ، ولكونها غير " نظيفة " القلب و لا تنسجم أقوالها مع أفعالها ـ لذلك فقد ابتلينا نحن بهكذا أنظمة سياسية دفعت الأمور في طريق نشوء مجتمعات تعتنق العنف مبدأً والقهر طريقاً في الحياة .. ؟
أم إن العنصرين مترابطان و متبادلا التأثير ديالكتيكياً ؟
بالفعل ، إنه لأمر يحتار المرء معه : لماذا نحن بقينا عاجزين عن إنتاج و ممارسة متطلبات الحداثة ؟ أليست المشكلة في الإسلام كتنظيم للدولة قبل أن يكون إسلام دين ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فما العمل كي نخرج من هذه الهاوية العميقة ؟. ذلك أن المثقفين كأفراد كثيراً ما يرفعون ثقافة الاختلاف والديموقراطية شعارا وهدفاً ، لكن عند أي احتكاك مع التجربة نظهر عقوقنا تجاه هذا الأسلوب في التفكير والحياة الذي من خلاله فقط تمكنت الأمم الأخرى ، والغرب خصوصاً ، من امتطاء ركب الحضارة التي نستهلك كل منتجاتها دون أن نتمثلها ؟!
يبدو لي ، يا سيدي ، أن اغلب مثقفينا يتخذون من مبدأ التقية أسلوب حياة وتفكير و ممارسة في تعاطيهم مع هموم الوطن ، ومع الشأن العام ، أي أن المثقف العربي يمتطي صهوة الثقافة إما لكي يشبع جوع " الأنا المتضخمة بشكل مرضي " . فيصبح هذا الإشباع هدفاً بذاته لذاته ، و إما لتحقيق مآرب ومصالح شخصية ضيقة وتافهة كموظف عند أية سلطة ترمي له بعض الفتات الثقافي أو المعنوي أو المادي .. و مرة أخرى ومن جديد لكي تتحقق الأنا المريضة ؟!!.
بكلمة إننا حتى الآن بحاجة لجهود كبيرة لمثقفين عمالقة منسجمين مع أنفسهم قولاً و فعلاً .. فجلّ المثقفين العرب عمل عند سلطان جائر أو شارك السلطة حاكماً غير عادل أو غير عاقل .. هذا راح يمجد ملكاً وذاك يفخّم برئيس دمر بلداً وشعباً .. وما زالت الأمور تسير على هذا المنوال منذ حوالي أربعة عشر قرناً .. أو حوالي ذلك ..
أم إن العقل العربي ببنيته و بآليات تفكيره لا يحتمل الصدق في التعامل مع الآخر ولا ينتظر منه سوى القتل وسوى الغدر ؟ أو إن العقل العربي لا يمكنه أن يسمح باي شكل من أشكال الاختلاف والتسامح ، و لا يقبل سوى الإيمان الأعمى و التعصب أسلوبا للحياة مما ينتفي معه العقل كأداة للتفكير ؟ أو ربما لأن الله في الإسلام لا يمكنه أن يقبل باي إلهٍ آخر إلى جانبه ، بينما الإله الهندوسي يقبل بوجود آلهة عدّة ؟ وهكذا كل مثقفٍ منا يحسب نفسه واحداً أحدا و يطالب أن لا يكون شريكاً له ؟
إن الأمر ، يا سيدي في كل ذلك .
فما العمل ؟
كيف الخروج من هذه العتمة الثقافية إلى النور المعرفي ؟
إنني اعتقد ، يا سيدي ، أن إلهَنا ، بل إلههم ، قد أوشك على النهاية .. و أن فجر إلهٍ جديد قد أوشك أن يبزغ ..
و إن يكن بعد حين .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمــة : نهايـــة أسطورة
- آنا آحمادوفا : قصـة حـرفٍ و مصـير
- العولمة اعلى مراحل الاستعمار
- مهد البشرية . . الشمالي؟ أو - صفحــة من التاريخ -
- بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليس ...
- الاول من ايار ـ هل عفا عليه الزمان ؟
- قمة الدول العربية القادمة و مشروع - الإصلاح الامريكي - :- سف ...
- بين بَطَر السلطة و بؤس المعارضة تضيع الاوطان- أنظمة - بطرانة ...
- احذروا دجوبولّلو أو قواعد الإمبريالية العشر
- مقال فــي الصحة النفسية
- - استعمار روسيا - حول دور روسيا في النظام العالمي الجديد
- وصــفة من أجل شباب دائم
- و في العـــراق ... قلقٌ و حزن
- معــاداة السامــية في روسيا :من ستالين حتى الطغمة المالية
- بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة
- الشاعر الروسي أوسيب إيملييفيتش مندلشتام قصة حياته و موته
- مــلاحظات حول موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري- ا ...
- يفغيـــني يفتوشينـــكو
- الوصية السياسية - لـ : فلاديمــير . إ . ليـــنين
- آنّا آحمادوفا .. عن نفسها


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته