أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - مفاهيم الديمقراطية














المزيد.....

مفاهيم الديمقراطية


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتمد كل أشكال السلطات على شرعيتها السياسية ومدى قبول الشعب بها ,لذا فان العملية الديمقراطية تتطلب درجة عالية من هذه الشرعية ,لان الانتخابات تقسم الناس إلى معسكرين احدهما رابح والآخر خاسر ,إلا أن الديمقراطية الناجحة هي وحدها التي تضمن قبول الخاسر بالانتقال السلمي للسلطة , لهذا نقول يمكن ان يختلف السياسيون ولكن لابد ان يعترف كل طرف للآخر بحقه الشرعي ,وهذا لم يحصل الا في المجتمعات التي تعرف التسامح والتعايش وبالتالي يعني ان كل الأطراف المتنافسة والمختلفة لابد ان تشترك في قبول القيم الديمقراطية ومفاهيمها ,أما المجتمعات التي لا تعرف التسامح فقد سادت فيها دساتير لا تحمل من
الديمقراطية سوى التسمية , ولهذا فان الكثير من الأنظمة كانت تمارس نوع من التحايل على مبادئ الديمقراطية ومفاهيمها ,كما حصل في ظل النظام السابق وكيف كان أتباعه يحشدون الناس ويجبرونهم على الذهاب للاستفتاء على مرشح واحد , وهكذا استمرت هذه المهازل في العديد من الأنظمة المذكورة ولدورات انتخابية عديدة بينما لا يبيح النظام الديمقراطي الحقيقي إعادة ترشيح المرشح لأكثر من دورتين انتخابيتين ,هنا نستطيع القول ان الدكتاتوريات ليست وحدها معادية للديمقراطية بل الفساد هو من ألد أعدائها كذلك, بالإضافة إلى عدم التسامح الديني والسياسي ,كما ان المجتمع لا يمكن ان يكون مستعدا لتقبل الديمقراطية في ظل وجود الفقر والبطالة والفساد المالي والإداري وغياب الأمن وتفشي الجريمة , ولابد للنظام الديمقراطي ان يكون مستعدا لمساعدة الطبقات الفقيرة وأتاحت الفرصة لها
للحصول على التعليم الأفضل والمعالجة المجانية واستتباب الأمن والضرب بيد من حديد على ايدي المفسدين , وهذا لم يتم بدون مساعدة المثقفين والمتعلمين من أطباء ومحاميين وصحفيين وأساتذة جامعات من خلال تفهم مسؤولياتهم على نحو أفضل , واستعداد هذه النخب لقبول المفاهيم الديمقراطية في قبول والاعتراف بالآخر المختلف , والعمل على تغيير الآليات الانتخابية التي تعطي أصوات الخاسرين الى المرشح الفائز الأقوى بدلا من إعطائها إلى أفضل الخاسرين كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات السابقة , وهذا يعني عدم قبول الآخر وعدم الاعتراف به ويعني بالتالي إفراغ العملية الديمقراطية من مفاهيمها .
ان أزمة الديمقراطية وصعوبة تحقيها في مجتمعاتنا العربية ليس بسبب الأنظمة الدكتاتورية فحسب بل بسبب المجتمعات التي تضع العراقيل أمام المثقف كذلك بل الأدهى من ذلك عندما يكون الأستاذ الجامعي من يشارك في وضع العراقيل في طريق الديمقراطية ,ففي ندوة حول الديمقراطية حاضر فيها المفكر العربي جورج طرابيشي في إحدى دول المغرب العربي حضرها نخبه من الباحثين وأساتذة الجامعات حيث طرح عليهم السؤال التالي: ان الديمقراطية تتضمن كشرط أساس من من شروطها حرية الرأي والتعبير ,فهل نحن كنخبة مثقفة على استعداد لتقبل لوثر مسلم وفولتير عربي وحتى نتمثل باسم احدث عهدا , هل نحن على استعداد لتقبل سليمان رشدي آخر في صفوفنا ؟ يقول طرابيشي ران صمت طويل قبل ان يرتفع صوت مدوي في القاعة ( أعوذ بالله ).
وهذا يعني ان ما يسمى بالنخب في مجتمعاتنا العربية لا تتحمل فكرا حرا لأنها لا تتقبل الفكر الحر وخاصة فيما يتعلق في الدين او الجنس , وهذا ما حصل في إحدى جامعاتنا العراقية عندما رفضت لجنة أطروحة الدكتوراه في شعر حسب الشيخ جعفر بحجة انتماءه الفكري والطائفي .وقد اصدر اتحاد الكتاب والأدباء في العراق بيانا أدان فيه هذا التصرف الطائفي المقيت والذي يصدر من مؤسسة علمية كان من الأجدر بها أن تنأى بنفسها عن التخندقات الطائفية البغيضة.
ان الديمقراطية وحدها تبيح للإنسان ان ينعتق من العقلية الطائفية كي يفكر وينتخب من يشاء على أساس عقله الذي يدله على من هو الاكفا والأجدر حتى لو كان من خارج طائفته او قوميته او مذهبه , ولا يخفى على احد كيف أدلى الناخبون بأصواتهم لأشخاص يمثلونهم دينيا او طائفيا وبعد تكرار هذه العملية الانتخابية توصل هؤلاء الناخبين إلى حقيقة ان الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق في ظل هذا الوضع الطائفي وإن الديمقراطية الحقيقية وحدها التي سوف تأتي بمن هو أفضل .




#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين الهلالي أسم حفر في ذاكرة المدينة
- أزمة حرية أم أزمة مفاهيم
- اثر الطائفية على العلاقة بين الدولة والمواطن
- اتحاد الأدباء والكتاب بين تعطيل الانتخابات والانتساب الزائف
- من يقف وراء التفجيرات الأخيرة
- كلمات في حسين الهلالي
- ديمقراطية الإعلام في دولة فاسدة
- كي لا تطل الدكتاتورية برأسها من جديد
- اثر مؤتمر لندن في اعمار البنى التحتية
- الإرهاب بين عنف الدكتاتورية وعنف إذنابها
- تداعيات الأزمة المالية على شبكة الإعلام العراقي
- فوز للثقافة العراقية
- سقوط الصنم في الذاكرة العراقية
- تعثر التجربة الديمقراطية
- الإعلام والسجالات الديمقراطية
- جذور الفساد وسبل معالجته
- حرية الإعلام هي الأساس لكل مجتمع ديمقراطي متطور
- اثر انتخابات مجالس المحافظات في الانتخابات
- أين الحكام العرب من جرائم الصهاينة في غزة
- الدستور ليس نصا مقدسا


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - مفاهيم الديمقراطية