أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - William Blake















المزيد.....


William Blake


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


قصائد الشاعر البريطاني William Blake و. ب. (1757-1827م):أغاني البراءة 1789 Songs of Innocence، قصائدَ مثل: الحَمل The Lamb، سعادة الطِّفل Infant Joy، أغنية الضَّحك Laughing Song، وأغاني التجربة 1794 Songs of Experience
، قصائدَ مثل: النّمر The Tyger، حزن الطِّفل Infant Sorrow، الوردة العليلة The Sick Rose، لندن London. يقول D. G. Gillham :
"رغم تمتعنا بكلتا المجموعتين على انفراد، فيحتمل أنَّنا لانستطيع أن نعي كلَّ مضامينها إلاَّ إذا وضعناها في سياقها ومقارنتها مع أختها الثَّانية"!. قصائد ( W. Blake ) حريّ برحابها تحري الإنسان في مضمون قرارة نفسه، إذ تتماهى والوعظ وتتمظهر عبر رؤية ورؤيا، يلفقها عن Prophetic :Swedenborg Books ويعقوب بوهم Jacob Boehme، عبر الماضي والحاضر والمستقبل، تضمَّنت: " كتاب ثِل"(1789)، " The Book of Thel" و"زواج الجنَّة والجحيم"(1970)، "The Marriage of Heaven and Hell" و"الثَّورة الفرنسيَّة"(The French Revolution"(1791" و"أميركا "(1793)، (America) و"أوربَّا"(1794) (Europe)، و"كتاب أوريزون"(1794)، "The Book of Urizon"، و"كتاب لوس"(1795)، (The Book of Los) و"ميلتون"(1804-1808)، "Milton"، و"القدس"(1804-1820) "Jerusalim".

وُلدَ W. Blake (ونشأ) في لندن لتاجر جوارب ذواقة، شجعه على السفر ثلاثة أعوام إلى Felpham، لإعداد رسوم وسائل الإيضاح & Cowper
Milton سِفر أيُّوب The Book of Job. في الرَّابعة عشرة تعلَّم على الحفَّار "James Bassire" حتَّى عام 1778، ليلتحق بالأكاديميَّة الملكيَّة رغم تمرُّده. رسم لوحةً للكاهنِ الوقور Reverend John Trusler، الذي اتهمه بالغموض، فعاجله برسالة جاء فيها: "تقول أنت إن أعمالي بحاجة لمن يفسِّرها وأفكاري لمن يشرحُها، لكن عليك معرفة أنَّ الأمور العظيمة حريّ بها أن تكون عصيَّةً على البسطاء. والواضح للأحمق لا أحفل به البتة. إذ اعتبر القدماء الأشدُ حكمةً، مثل موسى وسليمان وعيسوب وهومر وأفلاطون أن ما ليس جلياً جداً لأحرى بالدرس لعسره.
أرى أنا دنيا الرُّؤية والرُّؤيا. كلُّ ما أرسم في هذه الدنيا. وتختلف رُّؤية الأمور من امرىء لآخر؛ فالدينار لدى البخيلِ أجمل من الشَّمسِ، ومحفظةٌ باليةٌ لكثرة استعمالها للنُّقود لهي أجمل لديه من داليةٍ ملأى بالعنب. والشَّجرةُ الَّتي تفيض لها دموعُ الحبورِ لدى البعضِ لدى آخرين محض شيءٍ أخضرٍ قائم على الطَّريق. ويرى البعضُ الطبيعةِ سُّخرية والبشاعةِ- هؤلاء لا أقيم معهم علاقة - بيد أن سواهم يرونَها لماماً. لكنَّها لدى إنسانٍ مخيال بذاته خيال. فكلُّ يزن الأمور بمخيلتهِ، وبقدر ألفه"!.
عام 1782 اقترَن بـ"Catherine Boucher" فعلَّمها القراءة والكتابة والرَّسم فلازمته. باكورة منجزه الشعري إسكتش 1783 Poetical Sketches

Cradle Song
Jerusalem
The Little Black Boy
Love s Secret
Mad Song
Night
A Poison Tree
The Sick Rose
Songs of Innocence
The Tiger
To Spring
To the Evening Star
To the Muses
Hear the Voice

أغاني البراءة
المقدّمة
بينما أنا أعزفُ على مزماري
في قفرِ الوديانْ
أعزفُ ألحاناً لأَغانٍ
مفْرِحةِ الأنغامْ
أبصرتْ عينايَ صبياً
في إحدى الغيماتْ.
قال الطِّفلُ بمحيً ضحوكٍ:
"اعزفْ أغنيةً عن حملٍ "
فعزفْتُ بحابة صدرٍ.
قالَ:
"اعزِفْ يا زامرُ،
ثانيةً، تلك الأغنيَّة"
فعزفتُها ثانيةً.. فبكى.
قالَ:
"اتركْ مزمارَكَ،
ذاكَ المزمارَ المبهجَ،
وغنِّ أغانَي السرور".
فطفقْتُ اُغنِّي
أغنيتي ثانيةً
أيضاً بكى
لكن بحبورْ.
قالَ:
"اجلسْ يا زامرُ واكتبْ،
في سِفرٍ بمكنة الجميعِ قراءتُهُ".
وتوارى عن باصرتي.
فقَلَعْتُ قصبةً جوفاءْ
وصنعْتُ يراعاً ريفيّاً،
وبدأتُ أُكدِّرُ صفوَ الماءِ
وأكتبُ ألحاناً
لكلِّ أغاني الفرح
علَّ الأطفالَ
إن استمعوا لي يمرحونْ
***

تناهى لي صوتٌ
سمعت صوت المغني!
الذي يرى الحال، والأمس، والغد
وأذنه صخت ْ لقدسية الكلمة ،
التي نمت ْ إلى شجر موغل في القدم ،
يناجي رجع الروح،
يجهش في ندى الأماسي
المسير لثريا اشتبكت بالنجوم
يسكب النور ثانيةً
ردي يا أرض
توهجي بالعشب الندي
فالليل رث و هار،
ويعلو ضحى بين جمع وسنان.
فلا صد
لمَ منكَ الصدود؟
فإن الفِناء المفروش بالنجوم،
ولشاطئ الماء،
مزجاة لك حتى مطلع الفجر.

Hear the voice of the Bard,
Who present, past, and future, sees;
Whose ears have heard
The Holy Word
That walk d among the ancient trees;
Calling the lapsèd soul,
And weeping in the evening dew;
That might control
The starry pole,
And fallen, fallen light renew!
O Earth, O Earth, return!
Arise from out the dewy grass!
Night is worn,
And the morn
Rises from the slumbrous mass.
Turn away no more;
Why wilt thou turn away?
The starry floor,
The watery shore,
Is given thee till the break of day.

حلم:

نسجَ حلُمٌ مرَّةً طيفاً
فوقَ سريريَ
المحروسِ بالملاك
بأنَّ نملةً ضيَّعت طريقَها
على العشبِ
حيثُ خلتُ نفسي مستلقياً،
وأنَّ الظَّلامَ
الَّّذي أرهقَهُ السَّفرُ
-مرتبكاً وقلقاً-
راح يداهمُ المكانْ.
وفوق غصنٍ متشابكٍ
سمعتُها بقلبِها المنكسرِ
تقولْ:
"آهٍ يا أطفالي!
هل همُ يصرخون!
هل هم يسمعونَ
تنهُّدَ أبيهم!
تُراهمُ الآن ينظرون إلى الخارجِ
تُراهمُ يعودونَ
للبكاءِ من أجلي".
شفقةٍ عليهم، أرقتُ دمعةً.
لكنَّني شاهدْتُ على مقربةٍ
سراجَ اللَّيلِ الَّّذي أجابَ:
"أيُّ كائنٍ ينتحبُ،
عليهِ أن ينادي
على حارسِ اللَّيلْ.
فأنا مهمَّتي أن أنيرَ الأرضَ،
بينما تدور الخنفساءُ دورتها.
فاتبعوا الآن همهمةَ الخنافسِ،
يا أيُّها الهائمونَ الصِّغارُ
وحثُّوا الخطى إلى البيتْ.
***
عن حزن الآخرين
كيف لي أن أدركَ
محنةَ الآخرينَ ولا أحزنْ!
كيف لي أن أدرك
حزنَ الآخرينَ
ولا أفتِّشُ عمَّا يفرجُهم!
كيف لي أن أرى
تساقُطَ الدُّموعِ
ولا أشعرُ أنَّني
شريكُ أحزانها!
وهل يستطيعُ أبٌ أن يرى
طفلَهُ باكياً
دون أن يكونَ مترعاً بالحزنْ!
وهل لأمٍّ أن تسمعَ
أنين طفلٍ خائفٍ
وتقعدُ عنهُ!
لا.. لا.. أبداً
لا يمكنُ أن يكونْ..
أبداً.. أبداً
لا يمكنُ أن يكونْ..
وهل يستطيعُ
الباسمُ للجميعِ
أن يسمعَ
النُّمنمةَ الصَّغيرةَ حزينةً،
والعصافيرَ أسيَّةً مهمومةً،
والأطفالَ وهم يتحمَّلونَ الويلاتِ
ولا يجلسُ على أعشاشِها
يغدقُ الرَّحمةَ على صدورِها،
أو قربَ مهودِ الأطفالِ
يبكي على دموعِها دموعاً،
أو يمكثُ اللَّيلَ والنَّهارَ
ينشِّفُ دموعَنا!
لا.. لا.. أبداً
لا يمكنُ أن يكونْ..
أبداً.. أبداً
لا يمكن أن يكونْ..
فالَّذي يمنحُ البهجةَ للجميعْ،
والَّذي يصيرُ طفلاً صغيراً،
والَّذي يصيرُ رجلَ الملمَّاتِ،
يشعرُ أيضاً بالأسى،
فلا تظنّ أنَّكَ
تتنهَّدُ تنهيدةً
دونَ أن يكونَ خالقُكَ قريباً.
ولا تظنّ أنَّكَ
تبكي دمعةً
دونَ أن يكونَ خالقُكَ قريباً.
فهو الَّذي يمنحُنا الفرحَ
يقضي به على أحزانِنا
يبدِّدُها حتَّى تتلاشى.
وهو الَّذي إلى جوارنا
يجلسُ وينتحبْ.
***

الرَّاعي
ما أجملهُ!
قدرُ الرَّاعي، ما أجملهُُ!
كلَّ نهارٍ
يشردُ منذ طلوعِ الفجرِ،
ويرجعُ بعد غيابِ الشَّمسِ؛
عليهِ بأن يتبعَ أغنامَهُ
كلَّ نهارٍ
وعباراتُ الشُّكْرِ
تفيضُ على شفتيهِ
لأنَّهُ يَستمتعُ بسماعِ
نداءاتِ الحملِ العفويَّةِ،
وثغاءاتِ النَّعجةِ حينَ تردُّ
بكلِّ حنانٍ،
وهو الرَّاعي المتيقِّظُ
كي تسرَحَ أغنامُهُ بأمانٍ،
وهي إذ تشعرُ بدنُوِّهِ منها
ترعى باطمئنانْ.
***

الملعب راد ُ الصَّدى
وتشرقُ الشَّمسُ،
فتفرحُ السماواتُ،
وتُقرعُ أجراسُ الفرحِ،
ترحيباً بقدومِ الرَّبيع.
القبَّرةُ والسُّمُّنةُ
وعصافيرُ الشُّجيراتِ
تصدحُ في الجوارِ
تجاوبُ الرَّنينَ المفرحَ للأجراسِ،
بينما ألعابُنا تلوحُ
فوقَ الملعبِ راد ُ الصَّدى.
بشَعرهِ الأبيضِ "جانُ" الكبيرُ
يضحكُ بوقارٍ
بعيداً تحتَ شجرةِ البلُّوطِ،
يتوسَّطُ أقرانَهُ المسنِّينَ
وهم يضحكونُ على لهوِنا
قائلين:
"هكذا.. هكذا كانَ المرحُ
عندما كنَّا في غمرةِ الشَّبابِ
فتياناً وفتياتٍ نلوحُ
فوق الملعبِ راد ُ الصَّدى.
وحينما من التَّعبِ
يعجزُ الصِّغارُ
عن أن يكملوا المرحَ،
تهبطُ الشَّمسُ إلى المغيبِ
وتدركُ النَِّهايةَ ألعابُنا،
وحَولَ أحضانِ أمَّهاتِهم
يدورُ الأخوةُ والأخواتُ
كالعصافيرِ حولَ أعشاشِها
وهي تستعدُّ للخلودِ إلى الرَّاحةِ
ولا يعودُ لهوُنا يُرى
في الملعبِ المكسوِّ بالظَّلامْ.
***

الحَملُ:
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
مَن كوَّنَكْ؟
ألَستَ حقّاً تعلمُ
مَن كوَّنكْ؟
من الَّذي وهبَكَ الحياةَ
وقدَّم إليكَ الطَّعامَ
على ضفافِ جدولٍ
وفوق مرجٍ أخضرٍ؟
مَن الَّذي ألبسَكَ المرحْ،
كساكَ ثوباً فاتناً
من أنعمِ الأصوافْ
أعطاكَ عذبَ الصَّوتِ
كي تصطخبَ الحقولْ؟
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
مَن كوَّنَكْ؟
ألستَ حقّاً تعلمُ
مَن كوَّنكْ؟
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
سوفَ أُخبرُكْ،
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
سوفَ أُخبرُكْ:
باسمِكَ يُنادَى؛
إذ أنَّهُ يسمِّي
نفسَه الحملْ.
ولأَنَّهُ حليمٌ
ولأنَّهُ وديعٌ
طفلاً صغيراً صارْ.
فأنا طفلٌ..
وأنتَ حَملْ..
ونحنُ كلانا
باسمِهِ نسمَّى
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
ليُبارِكْكَ اللهْ!
أيُّها الحَملُ الصَّغيرُ
ليُبارِكْكَ اللهْ!
***

الفتى الزّنجي:
في القفرِ جنوباً
قدْ ولدتني أمِّي
زنجيَّاً؛ لكنْ آهٍ..
روحي أبيضْ.
والطِّفلُ الإنجليزي
إذ يولَدُ-
أبيضُ.. أبيضُ مثلُ ملاكْ.
وأنا زنجيٌّ وكأنِّي
محرومٌ من وهجِ النُّورْ.
في ظلِّ شجرةٍ
كانت أمِّي
تجلسُ أيَّامِ القيظِّ،
تعلِّمُني...
تأخذني بينَ ذراعيها
وتقبِّلُني،
وتشير إلى قبَلِ الشَّرق
قائلةً:
(اُنظرْ، ولدي،
في الشَّمسِ المشرقةِ
هنالكَ يحيا اللهُ،
ويمنحُ وهجَهُ
للأشجارِ وللأزهارِ
وللوحشِ الضَّاري والنَّاسِ،
ليرتاحوا إن بزغَ الفجرُ
ويبتهجوا بحلولِ الظُّهرْ.
لن نبقى في الأرضِ طويلاً
لكنَّ بقاءَنا، يا ولدي
قدْ يكفينا حتَّى نتعلَّمَ
كيف نبثُّ إلى الدُّنيا
إشعاعَ الحبِّ.
وليسَت هذي الأجسادُ السَّوداءُ
وهذا الوجهُ الدَّاكنُ
سوى غيمةَ ضيفٍ،
بستاناً ينعمُ بالظِّلِّ؛
فإن علَّمنا أرواحَنا
أن تبعثَ دفئاً،
سوفَ ينقشعُُ الغيمُ
ونسمعُ صوتَهُ لما يقولُ:
"اخرجوا من تلكَ الأيكةِ
أحبابي وهمِّي
والتفُّوا حولي
وأحيطوا خيمتَي الذهبيَّةَ
واصطخبوا مثلَ الحملانْ!")
هذا ما قالتْ
-وهي تقبِّلُني- أمِّي.
وأنا للطِّفلِ الإنجليزيِّ أقولُ
بأنَّا إنْ حرَّرْنا أنفسَنا
من غيمتيَ السَّوداءِ أنا،
وهو البيضاءِ،
ورحنا نمرحُ كالحملانِ
نحيطُ بخيمةِ ربِّ العرشِ،
فسوف أظلُّ أظلِّلُهُ
حتَّى يتحمَّلَ أن ينحنَي
سعيداً في حضرةِ والدِنا
وسأنهضُ عندئذٍ
وأظلُّ أمسِّدُ شعراً فضِّيّاً
جلَّلَ هامتَهُ،
حتَّى أُصبِحَ مثلَه.
عندئذٍ، لا شكَّ بأنَّهُ
سوف يقابلُني بالحبْ.
***
الوردة:
طوبى طوبى
أيُّها الباشقُ
فهنالكَ تحتَ الأوراقِ الخضراءِ
الوردةٌ سعيدةٌ ترنو إليكَ
وأنت كسهمٍ منطلقٌ
باحثاً عن مهدِكَ الضَّيِّق
قربَ صدري.
جميلٌ.. جميلٌ
أبا الحنَّاءِ
فهنالكَ تحتَ الأوراقِ الخضراءِ
وردةٌ سعيدةٌ تسمعُكَ
يا أبا الحنَّاءِ الجميلِ.. الجميلِ
وأنتَ تنشجُ بالبكاءِ
قربَ صدري.
***

منظِّف المداخن:
لمَّا ماتَتْ أمِّي
كنتُ صغيراً جدَّاً.
وحين تخلَّى الوالدُ عنِّي
كان لساني يعرفُ، بالكادِ،
بأن يبكي؛
"واءٍ!" "واءٍ!" "واءٍ!" "واءْ!"
وها أنذا أنظِّفُ مداخنَكمْ،
وأنامُ على قدري الأسودْ.
كانَ "توم دايكرُ" الصَّغيرُ،
يبكي وهم يحلِقُون له
شَعرَهُ المتجعِّدَ كفروِ الحَمَلْ.
فقلْتُ لهُ:
"اصمتْ يا "تومُ" الصَّغيرُ،
ولا تأبهُْ؛
لأنَّ رأسَكَ الحليقَ
يمنعُ السُّخامَ من
أن يفسدَ شَعرَك الأشيبْ".
فكفَّ عن بكائِهِ
واخلدَ للسكينةِ ْ.
وفي اللَّيلةِ اللَّيلاءِ ذاتِها
شاهَدَ في المنامِ
آلافاً من المنظِّفين؛
"ديك" و "جو" و "نِد" و "جاك"
قد أُقفِلَ عليهمُ
في نعوش ٍ سوداء.
وشاهدَ ملاكاً
يمرُّ في الجوارِ
يحملُ مفتاحاً لامعاً،
يفتَحُ الَّنعوشَ
ويحرِّرُ الجميعْ.
وبعدها توزَّعوا
في المرجِ يمرحونْ،
يغتسلونَ في مياهِ النَّهرِ،
يلمعونَ تحتَ أشعَّةِ الشَّمسِ،
يعتلونَ ناصيةَ الغيومِ
تاركينَ خلفَهم
حقائبَ عاريةً بيضاءَ،
وفي مهبِّ الرِّيحِ يعبثونْ.
واستفاقَ (تومُ)
بعدَ أن أخبرَه الملاكُ
بأنَّهُ إن أصبحَ غلاماً طيِّباً
فإنَّ الإِلهَ
سيمنُّ على والدِه بالرَّحمةِ،
ولن يحرمَهُ من السَّعادةْ.
استفقنا جميعاً
وكان الظَّلامُ يلفُّ المدى،
حملنا حقائبَنا ومكانسنَا
ورحْنا نشقُّ دروبَ العملْ.
على الرُّغمِ من بردِ ذاكَ الصَّباحِ
فقد كان "تومُ" سعيداً ودافئاً.
وكذا.. إن أنجزَ الجميعُ ما عليهم
فلن يظلَّ داعٍ
للخوفِ من أيِّ أذىً.
***

ضياع الفتى الصَّغير:
أبي.. أبي..
إلى أين ذاهبٌ أنتَ ؟
لا تمضِ مسرعاً
تكلَّم أبي
مع أبنِكَ الصَّغيرِ
وإلاَّ سأضيعْ.
اللَّيلُ كانَ مظلماً
ولا أبَ هناكَ،
مبلَّلاً بالنَّدى كان الطِّفلُ
والسَّبْخةُ عميقةً
والطِّفلُ راحَ يبكي
وفي البعيدِ انتشرَ البخارْ.
***

إيجاد الفتى الصَّغير:
الفتى الصَّغيرُ التَّائهُ
في المستنقعِ المهجورِ،
المُنقادُ للضَّوءِ الجوَّالِ
بدأ يصرخْ.
لكنَّ اللهَ القريبَ أبداً
ظهرَ له مثلَ أبيهِ، برداءٍ أبيضٍ،
قبَّلَهُ،
ومن يدهِ قادُهُ لأمِّهِ
الشَّاحبةِ فرط الأسى
الباحثةِ باكيةً
في الوادي المهجورِ
عن فتاها الصَّغيرِ.
***

اُغنية الضَّحِك:
عندما تضحكُ الغابةُ الخضراءُ
بصوتِ السَّعادةِ،
والجدولُ الغامزُ القريبُ
ينسابُ ضاحكاً،
وعندما يكركر ُ الهواءُ
مع مرحِنا الواعي،
والتِّلالُ الخضراءُ
تضحكُ مع ضجيجهِ،
وعندما المروجُ تضحكُ
مع عشبِها المفعمِ بالحياة،
ويضحكُ الجندبُ
في المشهدِ المرِحْ،
وعندما (ماري)
و (سوزان) و (إميلي)
بأفواههنَّ المدوَّرةِ يغنِّينَ
ها.. ها.. هي..
وعندما الطُّيورُ الملوَّنةُ
تضحكُ في الظِّلِّ
حيثُ مائدتُنا
عامرةٌ بالجوزِ والكرزِ،
عندها تعالَ وعِشْ
وكنْ مرحاً وانضمَّ إليَّ
نغنّي سويَّةً
ككورسٍ جميلٍ
ها.. ها.. هي..
***

تنويمة:
نمْ هانئاً
يا طفليَ الحبيبْ
فالأحلامُ الحلوةُ
تطوفُ فوقَ رأسِكْ.
نمْ حالماً بجداولِ السُّرورِ
تمرُّ بالأنوارِ الحالمةِ السَّعيدة.
نمْ هانئاً
فاللَّمسة النَّاعمةُ
تحوكُ من جبينها
تاجاً طفوليَّاً لكَ.
نمْ هانئاً
فالملاكُ الوديعُ
يرفرفُ حولكَ
يا طفليَ السَّعيدْ.
بسماتٌ لطيفةٌ في اللَّيلِ
ترفُّ فوقَ بهجتي.
بسماتٌ لطيفةٌ،
بسماتُ أمَّهاتٍ
تلاعُبُكَ طولَ اللَّيلْ.
نشيجٌ رقيقٌ
كتنهُّدِ اليمامةِ
لا يطردُ السُّباتَ من عينيكْ.
نشيجٌ رقيقٌ
وبسماتٌ أرقُّ
تلهيكَ عن نشيجٍ
كتنهُّدِ اليمامة
نمْ.. نمْ..
يا طفليَ السَّعيدْ
فكلُّ من عليها
قد نامَ وابتسمْ.
نمْ.. نمْ.. قريرَ العينِ
فأمُّكَ تبكي حواليكَ.
في وجهِكَ يا طفليَ الجميلَ
أستشفُّ صورةً مقدَّسةْ.
وذاتَ مرَّةٍ يا طفليَ الجميلَ
خالقُكَ استلقى
وبكى من أجلي
بكى من أجلي وأجلِكَ
وأجلِ الجميعِ
عندما كان طفلاً صغيراً.
وأنتَ دائماً تبصرُ صورتَهُ
وجهاً سماويَّاً يبتسمُ لكَ،
يبتسمُ لكَ ولي وللجميعِ
ذاكَ الَّذي أصبحَ طفلاً صغيراً.
بسماتُ الطفلِ هي بسماتُهُ
الَّتي تستميل الأرضَ والسَّماءَ
إلى برِّ السَّلامْ.
***

الصُّورة اللازورْديَّة:
للرَّحمةِ والشّفقةِ
والسَّلامِ والحبِّ
يصلِّي الجميعُ في حالةِ الأسى
ولتلكَ الفضائلِ النَّبيلةِ
يردُّونَ امتنانَهم.
للرَّحمةِ والشَّفقةِ
والسَّلامِ والحبِّ
وجودُ اللهِ
-أبينا العزيز
والرَّحمةُ والشَّفقةُ
والسَّلامُ والحبُّ
هو الإنسانُ- طفلُه وعنايتُهْ
للرَّحمةِ قلبُ الإنسانْ
للشَّفقةِ وجهُهُ،
والحبُّ هيئتُهُ السَّماويَّةُ
***

خميس الإسراءِ:
وكان في خميس الإسراءِِ
أطفالٌ بوجوههِم البريئةِ
يمشونَ زوجانِ زوجانِ
بالأحمرِ والأزرقِ والأخضرْ.
وكان أمامَهم
يسيرُ شَّماسونَ
برؤوسِهم الرَّماديَّة
وصولجاناتِهم البيضاءِ كالثَّلجِ
حتَّى دلفوا
مثلَ تدفُّقِ نهرِ (التَّايمز)
إلى القبَّةِ العاليةِ
لكنيسةِ القدِّيسِ (بولُس).
أوه .. ما هذهِ الحشودُ
من أزهارِ لندن
تجلسُ مجموعاتٍ
بكلِّ تألُّقِها!
هنالكَ همهمةُ حشودٍ
لكنَّها حشودٌ من خراف؛
آلافٌ من الفتيةِ
والفتياتِ الصِّغارِ
يرفعونَ أيديهم البريئة.
وها هم الآن
مثل ريحٍ صَرِصَرِِ
يرفعونَ بالغناءِ
أصواتَهم إلى السَّماءْ،
أو مثلَ رعدٍ متناغمٍ
يرفعونَ عروشَ السَّماءْ.
ودونَهم يجلسُ الكهولُ؛
الحرَّاسُ الحكماءُ للفقراءْ.
عندها..
عليكَ أن تضمرَ الرَّحمةَ
مخافةَ أن تطردَ ملاكاً
من أمامِ بابِكْ.
***

ليل:
تميلُ الشَّمسُ إلى مغربِها،
وفرقدُ المساءِ تألقْ.
والعصافيرُ صامتةً
تكنكِنُ في أعشاشِها،
وأنا ليس أمامي
إلاَّ أن أبحثَ عن عشِّي.
يعرِّشُ القمرُ –كزهرةٍ-
في السَّماءْ،
يتربَّعُ مبتسماً على عرشِ اللَّيلْ،
وداعاً.. أيَّتُها الحقولُ الخضراءْ!
وداعاً.. أيَّتُها الصحارى السَّعيدة!
كم راقَ للقطعانِ
أن تمرحَ في ثناياكِ!
وللحملانِ
أن تتقافزَ في جنباتِك!
وكم أقدامُ الملائكةِ النَّيِّرةُ
بخطوِها الخفيِّ
بخطوِها الخفيِّ
أغدقتِ البركةَ والبهجةَ
دونما انقطاعٍ
على كلِّ برعمٍ
وكلِّ زهرةٍ مثمرةٍ،
وكلِّ حضنٍ يخلدُ للنَّومْ.
وكم عرَّجتْ،
على أعشاشٍ منسيَّةٍ
تنعمُ بالدِّفءِ زرازيرُها!
وكم زارتِ الوحوشَ في الكهوفِ
تبعِدُ عنها شهوةَ الأذى!
وكم جلسَتْ
إلى سريرِ من رأتْهُ باكياً
عاندَهُ الرُّقادُ
ونثرتْ على جبينهِ
زهرَ الوَسَن!
وكم بكَتْ، مشفقةً،
حينَ التقَتْ
بعضاً من الذئابِ والنُّمورِ
تبحثُ في القفارِ عن فريسةٍ،
علَّها بالدُّموعِ
تثنيها عن غريزةِ العدوانِ
وعلَّها تنقذُ الأغنامْ!
وحينَ كانَ سعيُها
يبوءُ بالفشلِ
كم كانتْ بحذرٍ شديدٍ
تستجلبُ الأرواحَ الوديعةَ
كي تُنشئَ للآتينَ
دتيا جديدة!
في ذلك العالمِ الجديدِ
ستفيضُ عيونُ الأسدِ المتورِّدةُ
بدموعٍ ذهبيَّةٍ،
بعدَ أن يفيضَ قلبُهُ بالرَّحمةِ
وهو يتجوَّلُ حولَ الحظيرةِ
منتحباً بحنانٍ يقولْ:
"لعلَّ قصاصي
في الضَّعفِ والخنوع
يكونُ خلاصاً لصحَّتي
من وطأةِ المرضِ
ومعيناً لي في الدُّخولِ
إلى زمنِ الخلودْ!"
"والآنَ..
أيَّتُها الحملانُ الثَّاغيةُ،
ليَ أن أجلسَ
أو أن أنامَ إلى جواركِ
أحميكِ من كلِّ الَّذينَ
لا يروقُهم سماعُ اسمِكِ،
أرعاكِ وأبكي لأجلكِ،
لأنَّ لُبْدَتيَ المغسولةَ
في نهرِ الحياةِ
ستبقى أبدا
تبرقُ كالذهبِ
إذا أنا واظبْتُ
على حراسةِ الحظيرةْ.
***

الرَّبيع:
هلهلْ أيُّها "الفلوت"
لماذا أنتَ صامتٌ!
فالعصافيرُ فرحةٌ
في اللَّيلِ والنَّهارِ
والعندليبُ في الوادي
والقبَّرةُ في السَّماءِ
بمرحٍ.. بمرحٍ..
ترحِّبُ بالسَّنةِ الجديدةْ.
الولدُ الصَّغيرُ
يفيضُ بالفرحِ
وأيضاً الفتاةُ
الحلوةُ النَّاعمةُ.
والدِّيكُ يصيحُ
وأنتَ مثلُهُ.
أصواتٌ مرحةٌ،
ضجيجُ أطفالٍ،
بمرحٍ.. بمرحٍ..
ترحِّبُ بالسَّنةِ الجديدةْ.
الحملُ الصَّغيرُ
"(هذا أنا)" يقولْ
"تعالَ والعقْ رقبتي البيضاءْ".
"(دعني أنتفُ صوفكَ النَّاعم)
(دعني أقبِّلُ وجهكَ الرَّقيق)
وبمرحٍ.. بمرحٍ..
نرحِّبُ بالعام ِ الجديدْ.
***

أنشودة المربِّية:
عندما أصواتُ الأطفالِ
تُسمَعُ فوق المرجِ
والضَّحِكُ يعلو عند التَّلِّ
يهجعُ قلبيَ في صدري
وتصيرُ الأشياءُ الأخرى هادئةً.
"إلى البيتِ عودوا يا أطفالي
فالشَّمسُ في غيابٍ،
وندى اللَّيلِ يستفيقْ.
هلموا.. هلموا.. ..
ودَعوا اللَّعِبْ.
بداري بعيداً
ننتظرُ الصَّباحَ
أن يطلَّ في السَّماءْ".
"لا.. لا.. دعينا نلعبْ
فالوقتُ لم يزل نهاراً.
وكيف لنا أن ننامَ
ما دامت العصافيرُ الصَّغيرةُ
تطيرُ في السَّماءِ
والتِّلالُ تعجُّ بالخرافْ".
"حسناً.. حسناً..
اذهبوا وتابعوا اللَّعبَ
إلى أن يذبلَ الضَّوءُ ويبتعدْ.
عند إذ عليكم أن تعودوا
إلى البيتِ والسَّرير".
وراحَ الصِّغارُ يتقافزونَ
يصرخونَ ويضحكون.
وراحت التِّلالُ
تردِّدُ صداهمْ.
***

سعادة الطِّفل:
"أنا لا اسمَ لي
لكنَّني ابنُ يومين"
"بماذا سأناديك؟"
"أنا سعيدٌ جدَّاً
والفرحُ اسمي.
ليتَ حلاوةَ الفرحِ
تغمرُكْ".
"فرحٌ جميلٌ!
فرحٌ جميلٌٌ
لكنَّك ابنُ يومين
وأسمِّيكَ الفرحَ الجميلَ.
فابتسمِ الآنَ
وأنا أغنِّي
والفرحُ الجميلٌ
يا ليتهُ يغمرُكْ.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول تاريخ رسمي MI5&MI6
- وزارة الثقافة العراقية تخصص رواتباً
- غدا غاندي‏
- وفاة William Safire
- لُعبة الهوى شآم
- خطف رقيق العراق
- صمت صخرة singu الجبل
- تقاليد رجولة زائفة
- علم الله أكبر على إفرست
- جُند CIA
- في ظلال الخسارة والخذلان
- رشدي العامل
- بوح تفاح الطائف
- المجلس الأعلى لمياه الرافدين
- المنطقة الخضراء
- ثورة سلمية
- أصل لامية العرب
- Syriana‏
- شاعر ٌ يعتاش بقصِّه ِ مات!
- رقص على كتفي الحرب والسلم


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - William Blake