أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - بلا ... لقد فشلت الأغلبية الشيعية في أختبار التصدي لمهمة قيادة سفينة العراق















المزيد.....

بلا ... لقد فشلت الأغلبية الشيعية في أختبار التصدي لمهمة قيادة سفينة العراق


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقاله الجميل في الشرق الأوسط عدد الثلاثاء 25مايو 2004 ، يتحدث السيد غسان الإمام باقتضاب عن الفشل الشيعي وخيارات الإبراهيمي البديلة ، ولأهمية الموضوع فقد وددت الإضافة بإسهابٍ وعمقٍ أضنه أكبر ، تأسيساً على كوني من أهل الدار والأدرى بشعابها .
أولاً : لقد بدت الأغلبية الشيعية ومنذ الوهلة الأولى للتحرير وهي مضطربةٌ غاية الاضطراب ومترددةٌ كل التردد في إظهار موقفٍ ما من الحدث الجلل الذي هزّ العراق والعالم والذي كان يصب في مصلحتها ومصلحة كل المظلومين في هذا البلد البائس .
كان منتظرٌ منهم أن يستقبلوا الفاتحين بالزهور والزغاريد والرياحين ( كما فعل الأخوة الكرد ) وكما هو متوقعٌ ممن خسر في بحر ربع قرن من حكم صدام قرابة المليونين سواءٍ في الحروب الطائفية أو الإقليمية أو في السجون والمعتقلات وأحواض التيزاب ، أو... أن يقاوموهم كما فعل الأخوة أهل السنّة ( وهذا هو المتوقع منهم والمنسجم غاية الانسجام مع مبادئهم القومية والدينية ومع مصالحهم ومخاوفهم المستقبلية ) .
بل … وقف أخوتنا الشيعة متفرجين مترددين مما سهل اختراقهم من قبل من لم يكن متردداً أو جاهلاً لما يريد ، إيران الإسلامية عبر مقتدى الصدر أو بدونه ، الزرقاوي ومن ورائه القاعدة وأنصار الإسلام ومحيطٍ عربيٍ عريضٍ رافضٍ لأي أمل للشيعة بالقيادة أو المشاركة في القيادة ، ثم وأخيراً وليس آخراً صغار البعثيين من الشيعة ممن انضموا إلى مقتدى الصدر فشكلوا رأس وصدر وجناحي قيادته المهزوزة ، ثم لحقهم لاحقاً بعثيو الفلوجة وسلفيو الوسط الذين وجدوا الفرصة لاجتياح المدن الشيعية عبر جيش المهدي وزعيمه النبيه اللبيب مقتدى الصدر .
حصل كل هذا على قاعدة التردد والتلعثم والارتباك الذي ساد الأوساط الشيعية وزعاماتها التي لم تكن في غالبيتها عراقيةٍ لغةٍ وقوميةٍ وهوى ومصلحةْ .
فبين هذا الذي يريد أن يدفع تعويضاتٍ رهيبةٍ لإيران من خبز جياع العراق إلى ذاك الذي يتلقى الأوامر من أستاذه المقيم في إيران ( السيد الحائري ) وثالثٌ يتزعم مرجعية كل شيعة العراق وما هو بعراقيٌ على الإطلاق .
وتأسيساً على كل هذا ، آمن الأمريكان بأن تلك الطائفة … تلك الأغلبية العريضة المظلومة المترددة ، لا يمكن أن تؤتمن ، لأنها ببساطة :
1- لا تمتلك القيادات التاريخية القوية المؤثرة المتحضرة التي يمكن أن تساعد في تحقيق الأجندة الأمريكية في المنطقة عبر خلق نموذج عراقي مبهر ومشع يمكن أن يشرق على كامل المنطقة وبالتالي يسرّع عملية التغيير الذي ترومه أمريكا للشرق بأكمله .
2- لا تمتلك مشروعها الذاتي الحضاري الذي يمكن أن يغني المشروع الأمريكي وينسجم مع بقية الرؤى للأقليات العراقية الأخرى .
3- القيادات الشيعية تفتقد الاستقلالية التامة عن الشقيق الإيراني الأكبر ، وبالتالي فأي قيادة شيعية ستكون ولا شك مخترقة إيرانياً ولا يمكن أن تكسب رضا بقية العراقيين وعرب المحيط العربي العريض .
ثانياً : لقد أبتلي أهلنا الشيعة ليس في العراق حسب ، بل في أغلب الدول العربية ( والمثال اللبناني صارخٌ ساطعْ ) ابتلوا بالوصاية الفارسية وبالذات في الربع قرن الأخير من حياة العراق والشرق عامة ، وكلنا يعلم التداخل المريع بين الدين والسياسة في المذهب الشيعي مضافاً إلى أن إيران كانت ولا زالت وستبقى ساعيةٍ للتسلل والاستيطان في أي بقعةٍ يتسنى لها وطأها في العالم العربي ، فكيف بإيران الآن وهي تملك أيديولوجيا سياسية- دينية ، ولديها عوامل نشر هذه الأيديولوجيا من مالٍ وسلاحٍ وقوة عسكرية ورجالٍ مدجنين دينياً بالكامل مضافاً إلى أنها الآن في مرحلةٍ جدّ خطرة والهجوم أبلغ وسائل الدفاع ، وبالتالي فإن اختراقا إيرانيا كبيراً مزدوجاً للعراق ، يمكن أن يحصل سواءٍ عبر الصدر ونصر الله أو عبر المعتدلون من زعماء الأحزاب الشيعية الأخرى .
لقد تعرض أخوتنا الشيعة في العراق ، ومنذ مجيء الثورة الإيرانية لبطشٍ عروبيٍ سنيٍ لا نظير له ، وقد تمخضت عنه مقابر جماعية لا يعد ولا يحصى ساكنوها ، ومع ذلك ما سمعنا لا من عراقيو العراق من الطوائف الأخرى ولا من عرب الجوار أو الأبعدون استنكاراً أو ندماً إلا الرفيق الخجلْ ….!
لنسأل أنفسنا …لماذا …؟
لأن التداخل السياسي بالديني وبشكل يقفز على الحدود الوطنية والقومية للعراق معززاً بوجود مرجعيات فارسية في قلب الأرض العراقية ولها الهيمنة والتأثير على الناس ، يرجح في نهاية المطاف تبعية الشيعة في العراق لإيران ( وبالذات إيران الإسلامية الحالية ) ولو أقسموا وأفرطوا في القسم بأنهم غير ذلك …!!
لا نشك في أن في هذا الكثير من الظلم لشيعة العراق ، ولكن لا ينبغي بذات الآن أن ننسى الحساسية التاريخية للعرب عامةٍ وعرب العراق ( السنّة منهم ) خاصة ، تجاه إيران من خلال التجارب الطويلة والمريرة مع هذا البلد ومع نظامه الإسلامي الطائفي .
لا أحد يجرؤ على إنكار هذا الانتماء الديني النبيل المتميز ، والذي هو في نهاية المطاف خصيصة ثقافيةٌ غنيةٌ يمكن أن تغني كامل النسيج العراقي ، مثلها مثل بقية الانتماءات والأنماط الثقافية لبقية الأعراق والأثنيات العراقية ( الصابئة ، المسيحيون ، السنّة ، الأيزديون ، اليهود …الخ ) ، وليس فينا من لا يحلم لهم كما لغيرهم بحريةٍ دينيةٍ وارفة الظلال مكفولةٌ بدستورٍ علمانيٍ ديموقراطيٍ ، لكن مسألة زعامة فارسية ولو مشخصةٌ بواحدٍ حسبْ تحج الناس لبابه وتزور محرابه أناء الليل وأطراف النهار ، يثير ولا شك حساسية وغيض الآخرين من سنة العراق وكرده وتركمانه وآشورييه ومن وراء كل هؤلاء عرب المحيط العريض الذي لا نستطيع إنكاره وجحوده والاستهانة به مهما كانت مواقفه منّا غيرُ عادلةْ .
يجب أن يعي أخوتنا الشيعة أن العراق ليس السويد أو الدانمارك أو أمريكا أو إنجلترا ليجيز وجود لوبي فارسي في هرم السلطة أو على مقربةٍ منها .
والعراق أيها الأحبة ليس حاضرة الفاتيكان ليجاز فيها لغير العراقي أن يحكم ويتدخل في أخص خصائص الهم السياسي العراقي ، وإلا لجاز لأخوتنا السنة أن يلجئوا للسيد العلامة القرضاوي أو السيد الزنداني ليفتي في شؤونهم وهموهم السياسية …!
نحن أيها الأحبة بلدٌ جريحٌ مفككٌ لا يملك إرثاً ديموقراطياً أو دستورياً ، وليس لدينا مقومات الوحدة الوطنية وليس لدينا جيشٌ وطنيٌ وشرطةٌ قويةْ وتتجاذبنا ( وستظل تتجاذبنا إلى ما شاء الله ) عواملٌ إقليمية ودوليةٌ عديدةٌ مهمةْ ، وبالتالي فإن تداخل الفارسي بالعراقي وأصطراع مصالح الإيرانيين على أرض العراق قاتلةٌ ولا شك لكل العراق ومحطمةٌ ولا شك لحلم الانسجام والوحدة الوطنية وبناء الدولة الديموقراطية الفيدرالية ، وإنه لمنفرٌ بالتالي لأخوتنا العرب شعوباً قبل الحكومات ، وسيضل هؤلاء قبل أنظمتهم يكيدون لنا ويضمروا العداوة والبغضاء .
البديل العراقي الذي توافقنا مع الأمريكان عليه ومن أجله جاءوا لتحريرنا ، هو البديل الليبرالي العلماني الديموقراطي العادل الذي لا تظلم فيه أقليةٌ ولو صغيرةٌ كأخوتنا الأيزديين أو الصابئة ولا تطغي فيه أغلبيةٌ يتسيد عليها غلاتها الذين لا يستطيعون الفرز بين عمامة عليٍ القرشي العربي الهاشمي وعمامة علي الخامنائي التي لا يمكن إلا أن تكون فارسيةٍ وإن كانت سوداء كتلك التي ارتداها الجليل الهاشمي …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - المقابر
- الزرقاوي ... السيستاني ... وما بينهما ...!!
- المرجعية الشيعية في العراق وخطوطها الحمراء التي اخترقت
- قبسٌ من الرّب ... أطفاه السياسي ... محمد ...!!
- خرافات بيت النبوة وصبيانها المشعوذين …!!
- جنة الأيديولوجيا …. وجحيمها…!
- بنات الفلّوجة الشقراوات
- بذاءات جريدة الوفد المصرية بحق العراق والعراقيات…!
- وزنك ذهب …!عن ذهب الإمارات وصدام و…بن لادن …!
- المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية
- أنا أحلم … شيوخنا وروحانيو الآخرون …!
- خيارات صدام التي لما تزل نافذةْ..! أما البعث أو الإسلام أو … ...
- فزّاعة خظرة ْ- بزيٍ زيتونيْ….!
- كبعيرنا العربي نحن إذ نجترّ الفاسد الرطب من العشب الثقافي …!
- تلاميذ حوزة فارس يعلنون الإضراب … ويغلقوا الكرّاس والكتاب …!
- يقول الأحبة أما تخاف…!
- الإصلاح المستبعد… إلا… بمعولٍ أمريكي …!
- يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!
- اجتهاداتٌ في النظرْ إلى حفرةٍ ليست كبقية الحفرْ …!
- أمي التي ماتت من الفرح…! - قصة قصيرة


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - بلا ... لقد فشلت الأغلبية الشيعية في أختبار التصدي لمهمة قيادة سفينة العراق