أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!














المزيد.....

يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 817 - 2004 / 4 / 27 - 10:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان في بغداد وحدها قرابة المائة وثلاثون ألفاً من اليهود العراقيون البابليون …!
عاشوا بيننا أو قلّ عشنا بينهم ( لأننا وفدنا على العراق بعد وفادتهم له بألف عام ) …!
عشنا بينهم بسلامٍ طوال القرون العديدة منذ الفتح الإسلامي وحتى عام النكبة ..!
يهودنا …يهود العراق …كانوا أهل الدار أو بعض أهل الدار ممن نعموا بالأمن والسلم في ظل الدولة الفارسية الزرادشتية المتسامحة دينيا والمتطورة حضارياً في ذلك الحين ، والتي كانت تحكم العراق كما غيره من أقاليم الشرق القديمة بعد أن قضت على إمبراطوريات العراقيين القدامى ( الكلدان والآشوريين ) …!
كانوا كما الصابئة والمسيحيين بمختلف كنائسهم وطوائفهم ، بعض من وجدنا حين عبرنا الصحراء بصدورٍ عاريةٍ ، لا نحمل إلا السيف وحبات التمر ، وحلمٌ ذو شقين :
الجنة أو الغنيمة ، وسقطت في اكفنا الغنيمة الدسمة ، سبايا فارس وكلدان وآشور وعرش كسرى وأرض السواد الغنية بغابات النخل والرز والقمح والسمك والمراعي الخصبة الممتدة على مرمى البصر …!
خدم الكلدان والصابئة واليهود دولة الإسلام نعم الخدمة ، ووجدوا من المسلمين الأوائل تسامحاً وفهماً واحتراما وحماية ، فما بارحو بلدهم وأملاكهم إلا حين أطل رأس الأفعى القومي الشوفيني في أوائل العقد الخامس من القرن الماضي …!
وبفضل غلاة الصهاينة المتعصبين ، وبفضل أمية الشارع العراقي وسطحية تفكير نخبته السياسية والثقافية وانسياقهم وراء الدعوات القومية الشوفينية التي جاءتنا مجدداً عبر الصحراء ، وليتها كانت صحراء النجف والسماوة ، تلك التي تمتد إلى مرقد العظيم محمد وبيت الرّب في الكعبة ، لا بل هي صحراء الرمادي وأطراف الموصل الممتدة إلى العمق الشوفيني في قاعدته المتقدمة سوريا ..!
وما اكتفى القوميون الفاشست بطرد اليهود ، بل قمعوا المسيحيين والشيعة والكرد والتركمان ، وأحتقروا الطوائف الأصغر وأذلّوها…!
ومع رسوخ حكمهم في العراق ، وخصوصاً في عهد المقبور صدام حسين ، أحالوا العراق كلّه إلى ضيعةٍ أو قن دجاجٍ يبيض ذهباً لشذاذ الآفاق من السماسرة والساقطين خلقياً من اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين والسودانيين واليمنيين …!
وكنّا نحن مشردو العراق بملايينا التي تجاوزت الثلاثة نعيش في الغربة على ما تقدمه لنا الكنائس والهيئات الإنسانية من خبزٍ ودواء …!
اليوم …وإذ يأتيك في الأخبار أن مجلس الحكم الموقر في العراق ، يتدارس مسألة إعادة الجنسية ليهود العراق ، أشعر والله بفخرٍ لا حدود له بشعبي ونخبته السياسية الرائعة من مختلف ألوانها واتجاهاتها …!
إنهم يؤكدون مجدداً لنا وللعالم إنه قد وعووا الدرس واستوعبوه وفهموا أن العراق لا يمكن له أن يستقيم ويعتدل ميزان العدل فيه إن لم يتصالح مع نفسه وبنيه وضحاياه من ملايين الكرد والمسيحيين واليهود والشيعة ، ممن أذاقتهم الفاشية القومية الطائفية البغيضة مرّ العيش في العقود الماضية …!
وبذات الحين الذي يتم فيه اجتثاث البعث الفاسد فكراً وأخلاقاً وسلوكاً ومؤسسات وشخوص ، فإنهم يقيمون دعائم الدولة الوطنية العراقية البديلة الحديثة ، التي تقوم على مبادئ المواطنة العراقية ، تماماً كما كانت طوال آلاف السنين قبل ظهور البعث وعفلق والناصريون وحلفائهم من الإسلاميون السلفيون …!
أهلنا وأحبتنا العراقيون من مختلف الطوائف والنحل ، ممن هجروا عبر العقود الماضية ، بل عبر القرن الماضي كله ، منذ قامت الدولة العراقية الحديثة على هامش ثورة شريف مكة …!
كلّهم …من آشوريون طردوا في العقد الثالث من القرن الماضي ، ومروراً باليهود الذين طردوا في أوائل العقد الخامس ، وصولاً إلى الشيعة والكرد الذين هجّروا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي …!
كلّهم وبلا استثناء ، لأن العراق بحاجةٌ لأبنائه لينتظم عقد الدولة العراقية الوطنية الاتحادية لا القومية ولا الطائفية …
وبالمناسبة فإني أستذكر هنا تلك العقود الأخيرة من حياة بلدي ، فأشعر بالأسى إذ أتذكر ما فعله الفلسطينيون في ذبح أهلي وأخوتي تحت راية المهزوم صدام حسين في انتفاضة آذار المجيدة عام 1991 …!
وهذا ما لم تفعله إسرائيل معنا ، وما فعله عراقيونا من اليهود والكرد والمسيحيون الذين هجّرهم وأغتصب أملاكهم صدام حسين …!
وأذكر ويذكر كل العراقيين ، ملايين المصريين والسودانيين والتونسيين الذين زاحمونا على الرغيف وقطرة الماء وجرعة الكهرباء الشحيحة ، وكانوا يخدمون صدام حسين بمنتهى الأمانة والإخلاص ، وكان لهم رأس الذبيحة وصدرها ، ولنا نحن العراقيين الفتات والموت في الجبهات بالجملة والمجان …!
لا ألومهم جميعاً ، هؤلاء الأخوة الأعداء …لا …. ولكنني ألوم تلك الحثالة الانتهازية الطائفية من أبناء بلدي التي سوغت لها نفسها بيع العراق للعرب أو لبعض العرب ، مخافة أن ينالوه أهله من غير المنضوين تحت لواء تلك الطائفة ، وتلك هي العنصرية بأجلى صورها …!
وهذا ما لا نريد له أن يتكرر …!
إن عودة العراقيون من الطوائف والنحل التي هجّرت قسراً وظلماً وعدواناً ، سيعيد التوازن المفقود في التركيبة الاجتماعية العراقية ، وبالتالي لن تجد هذه الفئة أو تلك أنها وحيدة في الساحة وأنها بلا رقيبٍ أو متابعٍ فتطغي وتتمرد وتتفرعن ..!
مضافاً إلى أن إيران وسوريا في هذه المرحلة هم ألد أعداء العراق شعباً وأرضاً وإنساناً … تلك حقيقة يعرفونها هم ونعرفها نحن …!
وعملية الوقوف بوجه هؤلاء الأعداء تتطلب منّا أن نسير قدما في خيارنا الوطني الليبرالي الحضاري الحالي وأن نعزز علاقاتنا مع الغرب وأن نمد الجسور مع يهودنا ومسيحيونا الذين هجّروا ، وأن نعتمد أصواتهم وخبراتهم وأموالهم في دعم قضيتنا في بلدان اللجوء التي يعيشون فيها الآن ، سواء كانت تلك دول الغرب أو إسرائيل ذاتها ، وكلنا يعرف أن الإيرانيون كما السوريون ، يخافون أمريكا وإسرائيل ويحسبون لهما ألف حساب ، ولكنهم لا يخجلون من الشقيق العراقي العربي والمسلم إذ يذبحوه من الوريد إلى الوريد …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتهاداتٌ في النظرْ إلى حفرةٍ ليست كبقية الحفرْ …!
- أمي التي ماتت من الفرح…! - قصة قصيرة
- آية الله منتظري … إنك والله لآية صدقٍ شجاعة…!
- رحل الرنتيسي فلمن تسلّم الراية يا فتى …!
- خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!
- هنيئاً لأم المآذن ثمن ما لعبة السحل والحرق التي أجترحها الغل ...
- معركة الإيرانيين الأخيرة في العراق…!
- تعقيب على نحيب ….!
- النحيب عند بقايا الكرسي المتحرك للحبيب …!!
- الحفريين
- مرحى للدبابات السورية التي هبت على عجلٍ لقمع الأكراد …!
- ويوشك العام الأول من التحرير أن يأفل…!
- وليلةٌ أخرى من ليالي الفأر في جحره - قصة قصيرة
- ولِم لا يكون الأشقاء في سوريا وإيران هم الفاعلون …!
- النصوص …. النصوص … حاضنة الإرهاب وراعيته …!
- الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي وا ...
- الإسلام …هذا الدينُ اللعنة ….!
- هذا الذي كان حبيس مستنقعه العفنْ …!!
- شاعرنا الكبير سعدي يوسف … ما الذي يريده بالضبط …؟؟
- هل أدلكم على حاكمٌ ….لا يظلم عنده أحد …!!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!