أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - قصة قصيرة - المقابر














المزيد.....

قصة قصيرة - المقابر


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


المقابر

قصة قصيرة
كامل السعدون

مقابرٌ ومقابرُ عديدة … قيض لأهلها أن يخرجوا بعد غيابٍ طويلٍ ليعانقوا الأحبة ، أيدي الأحبة ، إذ لم يبق من الجثث إلا فتاتٌ متماسك قسراً بانتظار تلك اللحظة ، ليتفتت وجداً بأيدي الأحبة …!
مقابرٌ …. مقابرٌ كثار …!
إحداها …. مهجورةٌ …منسيةٌ … قصيةٌ في طرف الصحراء أقصى الغرب ، لم يغيض لها أن تكتشف ، حتى بعد مرور زمنٍ طويل …!
ساكنوها … المئات من الصبية والأطفال والرضّع والنساء …المئات من البقايا التي تراوغ دود الأرض لتبقي على بعض بقاياها حتى الرسو الآمن في يد الحبيب أو الحبيبة ، كي تذوي …!
ساكنوها …. وإذ أوشك أن يفتت عزيمتهم الانتظار لهذا الوجه الحي النبيل الذي سيبلغ عن وجودهم أو يكتشفه صدفة ، تدارسوا الأمر بينهم ، فقرّ قرارهم على أن يبعثوا في هدأة الليل أو في الهزيع الأخير منه ، مندوباً عنهم …!
تردد جلّهم …!
- لا … من أدرانا ما إذا كان قاتلنا قد عاد إلى قصره ، فقد فعلوها مرّات ومرّات …( قالت جمجمة شيخ جليلٍ وهي تتنهد )
- أو ربما صادفنا بعض أنصاره المنتشرون في الجحور ، فيعيدوا قتلنا …( قالت جمجمة امرأة شابة ، وهي ترتجف إذ تستذكر هذا الذي فعلوه فيها قبل أن يقتلوها …! )
- هه … وماذا تبقى منّا ليقتلوه ( قهقه صبيٌ لم يتعد الخامسة عشرة … ثم أضاف بجرأةٍ حسده عليها أقرانه من الفتية وأثارت إعجاب جماجم الفتيات الأوانس )
- أنا أذهب … وليكن ما يكون …!
- لا ماما … إلا أنت … لا تذهب وتتركني وحدي ( هتفت جمجمة الأم وهي تود لو إنها امتلكت ذراعين لتعلقت به ومنعته )…
ولم يطاوعها الرأس المشجوج من منتصفه بضربة فأس … خرج زاحفاً يجر بقايا عظام الساقين والحوض …
وإذ خرجت الجثة الجريئة أسقط في يد الأم والخالة ، فما كان منهما إلا أن تودعانه بالدعوات والنصائح :
- ماما …. أتعرفهم … أولئك الذين أزالوا الغمة عن أباك وعمك وبقايا أهلك …
- بلا يا أمي أعرفهم …
- عليك بهم ولا تسلم نفسك لغيرهم ، فمن أدرانا من يكونون …!
- حسنا يا أمي …
- وحذار … حذار أن تخطيء الدرب فتولي وجهك شطر الغرب …( أضافت الخالة وهي تنتفض إشفاقاً على الفتى ) …فهؤلاء سيعذبونك يا ولدي ثم يبيعون جسدك لأنصار قاتلنا في الداخل …حذار …!
- أمرك خالتي ….!
قال الفتى وخرج زاحفا تبحث عيناه عن أول جنديٍ من الذين حرروا سكان ما فوق الأرض وما تحتها من الأموات….
…. الأحياء المنتظرون بيأس ليد الحبيب أو الحبيبة ، ليتفتتوا فيها وجداً وصبابة …!!



أوسلو في عام التحرير المبارك 2003



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي ... السيستاني ... وما بينهما ...!!
- المرجعية الشيعية في العراق وخطوطها الحمراء التي اخترقت
- قبسٌ من الرّب ... أطفاه السياسي ... محمد ...!!
- خرافات بيت النبوة وصبيانها المشعوذين …!!
- جنة الأيديولوجيا …. وجحيمها…!
- بنات الفلّوجة الشقراوات
- بذاءات جريدة الوفد المصرية بحق العراق والعراقيات…!
- وزنك ذهب …!عن ذهب الإمارات وصدام و…بن لادن …!
- المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية
- أنا أحلم … شيوخنا وروحانيو الآخرون …!
- خيارات صدام التي لما تزل نافذةْ..! أما البعث أو الإسلام أو … ...
- فزّاعة خظرة ْ- بزيٍ زيتونيْ….!
- كبعيرنا العربي نحن إذ نجترّ الفاسد الرطب من العشب الثقافي …!
- تلاميذ حوزة فارس يعلنون الإضراب … ويغلقوا الكرّاس والكتاب …!
- يقول الأحبة أما تخاف…!
- الإصلاح المستبعد… إلا… بمعولٍ أمريكي …!
- يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!
- اجتهاداتٌ في النظرْ إلى حفرةٍ ليست كبقية الحفرْ …!
- أمي التي ماتت من الفرح…! - قصة قصيرة
- آية الله منتظري … إنك والله لآية صدقٍ شجاعة…!


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - قصة قصيرة - المقابر