أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف حافظ - واجعل نساءهم غنيمةً لنا















المزيد.....

واجعل نساءهم غنيمةً لنا


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 05:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تناول المرأة في الأدبيات والأحاديث الدينية لشيوخ التشدد، أصبحت "مغتربة" بشدة عن المجتمع المصري المعتدل في خطابه الديني منذ الأزل. فقد أصبح النظر إلى المرأة (أي مرأة، وليس فقط غير المُحجبة) بوصفها آداة وليس إنسانة، تحيا وتفكر وتُبدع وتُربي أجيال للمستقبل، بوصفها أُم في المقام الأول. فأغلب هؤلاء المُتشددين، ينظرون إلى المرأة، بوصفها "وعاء جنسي" أو بالأصح "مفرخة"، مُنجبة "للعزوة". كيفية التكوين الذهني لتلك المرأة، ليس بالمهم لديهم. المهم أن تكون "عابدة لله وحافظة لفروجها وفقط"، ولو كان هذا في الظاهر فقط (كم المحجبات، الذين يثرن الغرائز في الشارع المصري اليوم، أكثر بكثير من غيرهن. كما أن الخارجات من أبواب الكباريهات صباحاً من العاملات فيه، محجبات في أغلبهم!). أما عن العقل، فهذا أمر ثانوي، لا يهم بالنسبة لهؤلاء، لأنهم يرون أن المرأة لا تفكر بالسليقة. وبالطبع، سيأتي من يقول، أن كلامي هذا هُراء، وأنني أتكلم من وحي موقف ما من هؤلاء المتشددين. ولكني أملك الدليل، المُسجل بالصوت والصورة، بالإضافة إلى أدبيات، لا يُمكن بحال أو بآخر، إنكارها!

فمثلاً، يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني، واصفاً النساء بصفة عامة في حديثه عن سيدات "منتقبات" يقدمن برامج دينية في قنوات الفتاوي المنتشرة الآن: ".. وماذا عند هذه المرأة من العلم حتى تقدمه؟ العلمُ إنما هو للرجال.. العلم بتاع الرجالة بس! أي إمرأة .. مع إحترامي يعني، علشان مافيش واحدة تفكر إني أنا بفطس في الكل..أي إمرأة مهما صعدت، هي مقلدة وعامية.. مافيش إمرأة دارسة العلم على أصوله، تعرف تفرع صح وتعرف تستنبط صح وتعرف تخرج صح وتعرف الأحاديث صحيح ولا ضعيف!" وفي إطار حضه على النقاب، وإخفاء وجه المرأة، يقول شيخ "فضائي" آخر، محمد حسين يعقوب، ".. واللي بتمنع بنتها من النقاب علشان تتزوج .. عايزاها تتزوج مين؟ تتزوج واحد ما عندوش دين؟؟؟ النقاب عصمة.. مش حيخليها تمشي غلط! تقولي، لأ، ده بالعكس، بيتداروا في النقاب ويعملوا غلط! بلاش كذب وترويج إشاعات! المنتقبات فُضليات!" ولن أعترض على كلام السيد محمد حسين يعقوب، ولكن أسأل القارئ العزيز أن يطلع بنفسه على ما تقوم به بعض المنقبات (ولم يثبت أبداً أن النقاب فرض)، من موبقات نُشرت في صفحات الحوادث المختلفة في الصحف خلال السنوات الماضية ولتسألوا سائقي التاكسيات في مصر، حول بعض الفتيات المنقبات اللاتي يخلعن النقاب في السيارة الأجرة، ليتتبدل شكلهن، بعد تركهم المنطقة، محل سكنهن!!

وبينما نحن في القرن الحادي والعشرين، فان هناك شيوخاً يرون، أن الشرع لم يحدد سن زواج الأنثى. حيث أن منهم من لا يُمانع أن تتزوج الطفلة، بنت التسع سنون، لو أنها "صالحة للرجال". أي أن رأيها لا يهم. كما أن نضوج عقلها، ووفقاً لهذا الكلام، ليس بالأمر الأولي في مسألة زواجها. فقد قال أحد الشيوخ الأزهريين على قناة دريم، ما يلي: ".. في بنت عندها 15 سنة ومقرودة أد كدهوة (وأشار بيده مُدللاً على صغر حجمها) وما تنفعش لحاجة وما تعرفش حاجة! فيه واحدة عندها 10 سنين وتلاقيها بسم الله ما شاء الله أد الحيطة.. مثلاً! هيا العملية بتتوقف عليها .. الشرع لم يحدد سن .. تسع سنين وتتجوز .. أنا قلت إذا كانت تطيق الفحل!!"

وقد أنزل القرآن أية في مسألة الزواج من ما "ملكت أيمانكم" من النساء المقصود بهن الرق. وقد عرضت قناة "إقرأ" الدينية، برنامج في هذا الشأن حيث جلست المذيعة بين عالمين من الأزهر الشريف، وسألتهم حول ما يُمكنها كمسلمة أن تقوله في مسألة تلك الآية، والردود كانت عجيبة حقاً، من عالمين أزهريين، المُفترض أننا نستقي منهم العلم. فلقد أخذ أحدهما يدافع عن القرآن وكأن السيدة تهاجم الكتاب الكريم، بينما كانت مجرد تسأل في برنامج مُذاع، حول كيفية تفسير ذلك، وقد إختفى الرق لدينا! ولما إستمر الرجل في تلاوة الآية (وأكرر: على قناة إقرأ الدينية!) دون رد، قالت المذيعة: "يعني باختصار ما عندكمش رد!" قال الرجل:"لأ.. عندنا دنيا! إزاي ما عندناش رد؟ إزاي؟" فقالت المذيعة مُكملة كلامها مستنكرة رده الغامض:"هو الدين بتاعنا كده .. واللي مش عاجبه يتفلق!! .. طيب إذا واحد من الشارع عادي بيسأل، ما نردش عليه؟ أنا عايزة أعرف.. أنا"، فرد الشيخ الآخر قائلاً، وكانت تناديه بأسم الشيخ جمال:"عايزة تعرفي أيه؟ ما بنقولك أهو.. القرآن موجود!!" فقالت المذيعة للشيخ جمال:"عايزة أقولك حاجة بصراحة.. أنا بمنتهى الصراحة، عايزة أقولك أن 90 % من أبناء المسلمين، وأنا منهم، ما نعرفش العلة فيما "ملكت أيمانكم"، .. ومش قادرين نهضمها بصراحة!" فرد عليها الشيخ جمال رد غريب للغاية: "مش ضروري تعرفي!" فقالت له:"يعني أيه مش ضروري؟ معقولة ده رد يا شيخ جمال؟ أسألك سؤال وتقولي مش ضروري تعرفي؟" فيقول الشيخ جمال: "آه طبعاً! على المسلمين كلهم! هو فيه حكيم في الدنيا يتبوأ أنه يحلل حكمة ربنا؟" فتقول المذيعة:"دي مش حكمة إلاهية، دي حرية بشرية" فيقول لها الشيخ:"كل واحد حر في نفسه!"

وهنا يظهر تماماً قصور الشيوخ في إفهام الناس دينهم، وهم من هم ويعملون في الأزهر، وليس في زاوية أو كُتاب. وقد "عُطلت" آيات عدة، في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده، لإنتفاء وجود ما نص عليه القرآن في وقتها، وكان في مقدورهم أن يقولوا، أنه طالما لا يوجد رق اليوم في بلادنا، فان تلك الآية كانت لهذا التوقيت أو أنها مُعطلة أو أن يبينوا ما أُغفل على الناس. ولكن الشيخ في النهاية قال، أن المسلمين كلهم، مش مهم يعرفوا! وهذا عجب العُجاب! فان كان ليس من الضروري، أن نعرف أمر ديننا في مسألة كتلك، ونمضي هكذا بدون فهم لما نفعل، فلما يحضنا الله على التعقل والتفكر في القرآن العظيم؟؟؟ إنها لإجابة غريبة، في أمر إستعصى على فهم 90 % من المسلمين كما تقول المذيعة حقاً!

وليس فقط هذا النص يستعصي على فهم المسلمين ولكن هناك أشياء كثيرة تستعصي على فهمهم فيما يتعلق بتناول العاملين في حقل الدين، فيما يتعلق بمسألة النساء، والتعاطي معها من قبل الإسلام. وليس السؤال كُفر، وإنما هو إستزادة في الفهم، حتى نفهم ديننا. وقد إستوقفني دُعاءً غريباً، يُقال على منابر المساجد، حيث يقول الشيخ يوم الجمعة، داعياً على اليهود والكفار، "اللهم شتت جمعهم ورمل نساءهم ويتم أولادهم وإجعل نساءهم غنيمة لنا". فبالنظر إلى هذا الدعاء، نجد تواكلاً على الله، لا مثيل له! فالله سيحارب لنا ويشتت شمل الأعداء، ويرمل النساء وييتم الأولاد وفي النهاية وبينما نجلس في بيوتنا أو ننام، سيكافئنا الله عز وجل، (لا أعرف على ماذا، طالما أن الله قام بكل شئ، بينما نحن خاملين)، بأن يعطينا نساءهم غنيمة لنا، وبالطبع، واضح جداً، الإيحاء الجنسي في هذا الدعاء، ودون لبس!

أي أن الفكرة هنا، في مجملها فكرة جنسية بها إنتقام وليس نشراً للدين كما كانت الحروب وقت الرسول صلى الله عليه وسلم. فليست الدعوة بالهداية مثلاً، كما كانت الدعوات قديماً، ولكن كل الدعوة شر! وحلم بنساء العدو! وهي دعوة واضح فيها النظر إلى المرأة كوعاء جنسي وليست كأم ولا أخت ولا زوجة صالحة! إنها تنظر إلى المرأة وفقاً لثقافة الإستمتاع فقط، وليس وفقاً لمعايير دينية ينص عليها القرآن! فهنا إختصار للدين كله في أمر مشين ونظرة للمرأة على أنها أداة تفريغ ليس إلا!

والغريب، ورغم أن النساء هن أكثر من باستطاعتهم تدبير شئون المنزل اليوم، نظراً لإنشغال الزوج في الحال الإقتصادية التي نحياها، أن هناك من لا يزال، ينظر إلى تفسير أبن كثير والطبري، في الآية، "ولا تؤتوا السفهاء اموالكم"، بأن النساء والأطفال هم المقصودون بالسفهاء - على أنه أمر صحيح! وأنا لا أقصد التعدي على أيٍ من العالمين، لأني ومن قرائتي لهما، أشهد بعلمهم، ليس فقط في تفسيريهما، ولكن في مجمل كتاباتهما. ولكن تفسير الآية اليوم بهذا المنطق لا يجوز، بل ولا يتماشى مع منطق سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانت السيدة خديجة بنت خويلد تاجرة ومن أغنى أغنياء قريش، وهي من إستأجرت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل السيدة خديجة الكثيرات من النساء، واليوم هناك سيدات ممكن يعملن مديرات لشركات وممن تبوأن أعمال أكبر بكثير، وبالتالي، لا يُمكن النظر إليهما هكذا!

إن الإستماع إلى شيوخ الفضائيات وشيوخ يُجيبون على الناس فيما يخص أسئلة بشأن دينهم، باجابات تتمثل في مقولة "مش ضروري تعرفي"، يسيئون للدين بشدة، أكثر بكثير مما يسيئ له أعداء المسلمين! لأن من يسمع هذا الكلام، وهو شاب يافع، قد يكون له نزعات غير سوية، لن يسمع بعد ذلك كلام أمه، لأنها إمرأة "بلا علم، لأن العلم للرجال"! بل إنه سيسفه النساء جميعاً، وينظر إلى أي رجل لا ينقب زوجته، على أنه فاسق! وسيزوج أبنته قبل أن تبلغ، لأنها "أد الحيطة"! كيف تستقيم الحياة ونحن نُحقر نصف المجتمع؟ كيف تستقيم الحياة والتي تشرف على تربية طفل، طفلة؟؟ كيف نقيم أمة مصرية قوية، ونحن نُقصي النساء من الحياة؟ أوقفوا هؤلاء الشيوخ، لأنهم يجلبون لنا سُخرية العالم من الدين، وليس منهم، لأن الناس تظُن، أن هذا هو الدين وليس هؤلاء! وقبل أن نهتم بمن ينتقدون ديننا، من خارجنا، علينا إعادة تفسير الخطاب الديني الخاص بالتعامل مع المرأة وتشريفها، بشكل يُعيد لنا هيبتنا!




#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الفل يا رقابة!
- القوة ليست قنبلة نووية
- أكره اللون
- تجاربنا تكون شخصياتنا
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية -3
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية (2)
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية
- إنها العنصرية وليس الدين!
- الاحتيال باسم الله
- إعادة تعريف الليبرالية
- أهل الذمة قبل أهل الملة
- أطالب بالعدل والحق فى قضية -القمنى-
- ألا يؤمنون بآية -إقرأ-؟
- صدام الصنم والإله
- عذراً مسلمى الصين!
- هل يريد الفلسطينيون دولة حقاً؟
- أمة ينقصها الإخلاص!
- مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة
- تجنيد الجهل في الإعتداء على النفوس
- أزمة المعارضة المصرية


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف حافظ - واجعل نساءهم غنيمةً لنا