أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي حسن الفواز - محمد حسنين هيكل// ملفات وفضائح واسرار















المزيد.....

محمد حسنين هيكل// ملفات وفضائح واسرار


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 15:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثيرون هم الذين يعرفون محمد حسنين هيكل، واقل منهم من يعرف ان هيكل كان اكثر من صحفي واقل من مسؤول سياسي، وهذه المنطقة المراوغة المباحة الصلاحيات، منحته قدرته في التلصص على كل الامكنة السياسية والعسكرية والثقافية وحتى الامنية، مهارته و(شطارته) اعطته فرصة استثنائية لتجاوز صلاحياته (الصفية)و(الاعلامية) كرئيس تحرير لجريدة الاهرام ليكون مسؤولا ولو بشكل خفي عن صياغة الكثير من المواقف والاجتهادات السياسية الداخلية والخارجية الخاصة بتوجهات العقل السياسي المصري في مرحلة الستينيات، وربما رسم بعض اسرار طريق الحرير لسياسة جمال عبد الناصر.
هذا الركام من الادوار، والتعدد في المسؤليات، والغموض في المرجعيات، جعلته فيما بعد وجها مثيرا، لكنه مقبول ومشروع، لانه العارف في الكثير من (ازمات وخفايا) الماضي السياسي والامني للدول والجماعات والافراد والمنظمات السرية التي اسهمت في تشويه الكثير من القوى الديمقراطية، وهو كذلك المهني في تلمّس انماط تشكلاتها والتعرّف على خفايا اشتغالاتها واسرارها وارتباطاتها المشبوهة بالدوائر المخابراتية وغيرها، تتهافت عليه وسائل الاعلام لاستكتابه او توظيفه كوجه تلفزيوني ذي مرجعيات ارشيفية وشاهد على عصر من السياسات المضطربة، ربما لانه المطلع بعمق على الكثير من شجونها وشؤونها، وربما لانه القريب من مطابخ الرؤساء وقادة الامن والسياسة والاقتصاد والعسكر، يتحدث بطريقة مثيرة ولبقة، يملك تحت يديه ارشيفا هائلا من المعلومات، قد يكون بعضها سريا جدا، وربما يكشف عن الكثير من اليوميات السرية للسياسة العربية والسياسين العرب او صناع المحن السياسية العرب بمعنى ادق..
الحالة العراقية واحدة من اسرار هيكل العميقة، واقصد هنا اسرار الحالة السياسية العراقية بدءا من اوائل الخمسينات والى عام2003 ، هو يعرف الكثير عن ملفات يومياتها واسرارها وعقدها وماهو مسكوت عنه، مثلما يعرف الكثير عن عن تفاصيلها ومؤمراتها وطبخاتها وتحالفاتها، وربما كانت له علاقة مع بعض رجالاتها وحتى مع بعض صنّاع عقدها الامنية ووسياساتها الداخلية والخارجية، تلك التي صنعت وجوه، وصنعت صفقات سياسية وانقلابية ومؤامرات من العيار الثقيل، ليس لانه كان قريبا جدا من الرئيس جمال عبد الناصر صاحب الحظوة القومية والشعبية في زمنه ومستشاره الاعلامي الخاص، والقريب من احلام القوميين العرب، بل لانه كان كان يملك حساسية الصحفي المتلصص بوعي ومهارة وحرفية والباحث عن كنوز الاسرار، والعارف ببواطن ما فعله البعض من السياسيين العرب والعراقيين بشكل خاص من مغامرات وصفقات وزيارات علنية ومستترة، وما تورطوا فيه بدءا من نكبة فلسطين مرورا بازمة العراق ذاته بعد 1958 ونشوء دولة الرعب عام 1963 تلك الدولة التي جاءت تحت ايقاع التوهمات القومية، والحديث الطويل عن خفايا استعراضيات(التوحد) العربي ورومانسياته في تصنيع الوحدة مع العراق وسوريا ومصر، فضلا عن حروب السودان واليمن وظفار وفلسطين وغيرها من تفاصيل(امنية مخابراتية عسكرية ايديولوجية طائفية) اكثر عمقا لكنها اقل حضورا، بل لان هيكل تصرف ازاء كل هذا بحيوية وحساسية محترفي الصحافة والسياسة البرغماتيين، واظنه في هذه الحسابات كان اكثر حرصا على زوايا وملفات الارشيف الذي يحفظه والابانة عن اسراره، رغم انه يحفظه على ظهر قلب، وربما يحتفظ بنسخة من كل وثيقه الى ارشيفه الشخصي.
الحديث عن الحالة العراقية بكل تاريخ عقدها واسرارها وضحاياه وحروبها وانقلاباتها يحتاج الى زمن طويل من الاضاءات والى غابة من الملفات التي يمكن ان تفرش امام الباحثين الكثير من التفاصيل، فضلا عن حاجتها الى موقف اخلاقي شجاع يتجاوز العقد والحساسيات ورعب العقل العربي، لفضح وكشف كل تاريخ تشكل محنة السياسة العراقية بكل ما احتفظت به من اسرار وطبخات وخيوط شائكة والتي كثيرا ما كانت تحاك في عواصم عربية. ولعل هيكل واحد من الذين يملكون امتيازات نبش هذه الارض العميقة والغامضة والكشف عن طبقاتها ووقائع ما تشكل فيها من ظواهر وتشكلات ومعطيات، خاصة وانه يملك الوثائق والمعلومات واسرار الزيارات والصفقات، وبالاتجاه الذي يبدو الان لازما وضروريان، خاصة بعد حدوث كارثة الاحتلال الاميركي الذي لم يحدث في فراغ، ولم يات من فراغ ايضا، وكذلك بعد انتهاء زمن المراكز السياسية العراقية العاتية والتي ارتبطت بازمات الخطاب العربي القومي والايديولوجي منذ عشرات السنوات، مقابل ولادة زمن اخر لانماط جديدة من الثقافات والعسكرة التي يعرف هيكل الكثير من اسرارها، تلك التي ارتبطت وترتبط بشراهة الارهاب الفقهوي واجتهاداته والارهاب السياسي والتي لم تكن غائبة عن ازمات صناعة السياسة العربية وخنادقها الخلفية، لان هذا الارهاب المعقد هو جزء من تراكم ظواهر اجتماعية وسياسية وثقافية وصراعات غير مشبعة بوعي واكتفاء قواها المهيجة والمنفعلة ونصف الثورية، انها جزء من عقد وازمات قديمة ارتبطت بالتحالفات والاصطفافات والصفقات المريبة الغائبة عن تكريس الاتجاهات النقدية، اقصد نقد السلطة، والاستبداد، والثورة الناقصة، والمركزيات التي صنعت جحافل من القوى المؤمنة بالقدر وولي الامر، وربما تعدى ارتباط بعضها بازمة يسمى بالثورات الوطنية الانقلابية ذات المزاج الرومانسي والمرجعيات الشعبية..
ان دخولنا عصر ما بعد(الدخول الامريكي) الذي ما كان ليحدث لولا تراكم الاحزان والجروح في الجسد العراقي، وحجم العطالة العربية التي مارست الفرجة طويلا، وتلذذت بصناعة البطولات المغشوشة، وتورطت بحروب ساذجة انتجت المزيد من الهزائم والخيبات والشتائم والعزلات والخراب البشري والتنموي والثقافي، وتركت الطغيان بكل الوانه وعقده وابطاله ينمو حدّ ابتلاعه الجيران والاصدقاء والمفاهيم والاحزاب والمجتمعات والهويات، فضلا عزوف(الاجندة العربية) ذاتها عن فتح الارشيف السياسي بكل اسراره لكي يعرف الناس من كان يصنع محنتهم وانكساراتهم، ومن كان يطبخ المؤامرات الدامية على حسابهم.
هيكل الذي يستعرض ارشيفه الخاص في قناة الجزايرة مع تقديم قراءته(السسيوسياسية) التي يؤسسها طبعا على وعي ومعلومات ارشيفية، تنوش الحالة العراقية عن بعد. هو لايريد ان يحرق كل الاوراق، لان حرقها يعني حرق البعض ويعني فتح ملفات حمر، ولانه ايضا يعني خلط الاوراق على الكثير من الذين يتشدقون بدعم القوى المناهضة للحالة العراقية في هذا الاتجاه او ذاك.
هيكل كما قلنا يملك الكثير من المعلومات وبالوثائق، مطالب الان وسط هذه الحرائق بفتح هذه الملفات، والتي لاتعني الغاء حساباته مع الاخرين الذين يريدون من هيكل وجهه المعلوماتي الاعلامي، وليس وجهه الاخر(الحكوماتي) وصانع المواقف والقرارات العارف ببواطن الامور وخباياها، بقدر ما تعني(التعرّف) على مايمكن تسميته ب(النسق المقطوع)في سيرة الدولة العراقية، والاقتراب من اصل المشكلة واصل جذور ازمة وجها العربي ودور رجالات السياسة العرب في انتاجها، اولئك الذين يتفرج من بقى منهم حيا بعد حرق كل ملفاته على محنتنا العراقية، او ربما يسعى بنوع من التورية المجازية لوضع تاريخ هذه المحنة خارج التاريخ وخارج صراعات زماناته السياسية والثقافية التي احتشدت بها ملفات السرد السياسي والمخابراتي العربي، وكأن الماضي غير مسؤول وان ابناء هذا الزمن هم المسؤولون الوحيدون على محنة العراق.
في كتبه عن اسرار حرب 1967 كتب محمد حسنين هيكل عن تفاصيل اثارت الرعب لدى البعض، رغم ان اغلب من تحدث عنهم كانوا موتى، لكن هولاء الموتى لديهم احياء يتحركون بذات الخطاب، واظن ان هيكل يعرفهم جيدا ولديه كل الوثائق التي من شأنها ان تضعهم امام الضوء تماما، كما كتب عن اسرار حرب 1991والتي سميت بحرب الخليج الثانية، وكشف عبر العديد من الوثائق اسرار ومعلومات لم يطمئن لها كثيرون، لكنها ايضا تظل رغم كل فضائحها حاملة ل(شفرات)الكثير من الاسرار المفتوحة على المتاهة..
انها دعوة للاستاذ محمد حسنين هيكل لتبرئة ذمته من تاريخ يبدو رومانسيا لكنه في دام في اعماقه، ضحاياه كثر من اوطان وبشر وثقافات وقيم وجبهات وملفات تحتاج الى من يفتحها لتعرف الاجيال اللاحقة اسرار المحنة اولا، واسرار الدولة ثانيا، واسرار الملفات الانقلابية التي صنعت الموتى والاستبداد والطغيان..



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان غدا سيجيء حتما
- علي جعفر العلاق/ مراثي الانا/ مراثي الممالك الضائعة
- صديقي الابيض جداً ..
- من يكتب؟ من يقرأ؟
- حديث العلمانية..ازمة المواقع وازمة انتاج الخطاب
- دفاعا عن اسئلة ادونيس
- الكتابة التفاعلية بوصفها لوحة اعلانات
- محمود درويش/ شاعر بامتياز الرؤساء
- الوعي المزيف.. المكان المزيف
- بدري حسون فريد//ذاكرة الايام العصيبة
- العالم بخفة النكتة
- كاظم جهاد/الترجمة واكتشاف المجهول
- جائزة ادونيس
- عنف الثقافة/ عنف المتحف
- ثقافتنا العربية الخليجية اسئلة تشبه الهيجان
- ما قاله ابو داود للحرب القابلة
- ثورات وهمية
- السياسة العراقية/فوازير الغالب والمغلوب
- سيامند هادي/ محاولة في كتابة مدونة الوعي الشقي
- عتمة الوعي وخفة الخرافة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي حسن الفواز - محمد حسنين هيكل// ملفات وفضائح واسرار