أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - ان غدا سيجيء حتما














المزيد.....

ان غدا سيجيء حتما


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


غدا سيجىء حتما

الى/ كامل شياع


في الطريق
كان الغرباء يرشون العابرين بالامنيات
ويستدرجون اسماءهم الى غرف فارغة
او مراث مغشوشة..
تأكلهم الاسئلة والاكاذيب، غير انهم لايبرحون الطريق
الاّ الى طرق مسكونة بالوساوس
والسكاكين التي تشيّع الحالمين..
ما يستوقفنا في الطريق،
اننا نشمّ رائحة الغرباء،
نستاف ما علق من غبار حقائهم، وقمصان اخطائهم.
الطريق/أقصد طريق الغرباء
لايؤدي الى ضفة ثاوية او رصيف مقابل،
لايفتح ممالكه على النهر.
هو الجلجلة المذبحة، هو البكاء المخضّب بالادعية،
هو الاشارة الى ان البيوت عاطلة في البهجة
وطاعنة في الترقب.
الفتى الطيب والعاقل حدّ الهوس
يملك الطرق كلها،
له حريرها وامنياتها وبلاطاتها،
ومواعيها الآزفة..
كان يمكنه ان يتذكر،
يعرف الغرباء، سحناتهم،
فأي الخطى بعثروها امامك؟ واي المرايا تشظت
لتترك وجهك في الظل؟
كنا نتركك دائما على موعد مؤجل، وكلام مؤجل،
وتفاصيل لها طعم الحكايات، وطعم المنافي الشقية،
وطرق لاتتسع للمراثي..
فهل أدرك الغرباء ان الطريق اليك خطأ ميت،
وان الرصاص لايهدهد سماءك الخفيضة؟
وهل ادرك العابرون بانك خارج اللعبة تماما،
وان حصتك الاصدقاء الطيبون،
ودكاكنين الكتب وباعة الحزن الوطني؟
عند اول الوحشة، كانت الطرق تؤجل عابريها،
توهمهم بالفراغ،
ياكامل شياع
الطرق لم تعد سالكة اليك،
صرت وحدك تبعثر اصابعك، قميصك على شهوات عالقة.
كل ما كنت ترممه، اباريقك المهشمة، اغاني الفقراء
جدراية فائق حسن،
صار طرقا للمآتم،
للبلاد التي كنت تحلم،
البلاد التي تجاذبك اسماءها القديمة،
اذ اخذوا نصفها للحروب، ونصفها للاكاذيب..
فما عاد فينا سوى ان نجفف احلامنا، ونكدس ما تبقى من عذوبتنا،
ربما ستجىء القيامة على عجل، وتنأ ى البلاد عن الجلجلة!!
عندئذ....ستأخذ اقلامك المدرسية، ترسم طرقا دون قرابين
دون حروب مؤجرة،
دون روائح للغرباء..
ياكامل شياع..
نعرف ان غدا سيجيء، وان نوافذه ستكشف عن اوهامها،
ونعرف ان الحروب ستقفل دكاكينها،
ونعرف ان المحاربين سينامون على قلق.
محاربو الطرق يشبهون المهرجين كثيرا، يطلقون المزامير والاقنعة على العابرين..
نعرف ان الخسارات تكرر نفسها واسماءها،
لكنك ستضحك طويلا على المزامير والاقنعة،
لانك تعرف خبيئتها،
تعرف اصحاب خزائنها، كتّاب عرائضها، مروجو فقهها..
فماذا ستقول اذا؟ واي الطريق ستسلك غير محمد القاسم؟
وأي الغرباء ستستاف غبارهم على حذر، لتذهب بجلدك الرطب الى حرب مؤجلة،
الى خزائن قد لا تمسسها، لكنها بالجوار دائما كاقفاصنا وجلودنا اليابسة؟
ياكامل شياع..
حين هوت شمسك القريبة،
خرجت الاضرحة الى الشارع العام،،
مجنون هذا الشارع الذي يشبه المقبرة!!
تبكي لعبة فردوسه المفقود، وتئن بموتاه العاطلين عن الاحتجاج،
الشارع يبكي غياب قيلولته.
اقنعته تضجر من وجوهها العالقة.
اصابعه لاتمسك الاّ الهواء الشاغر!!
لذا كنت تحلم بافراط قبل موتك،
ان تتسع الشوارع لعابرين اخر، لافخاخ لديهم ولافؤوس
ولا مناجم ضائعة..
يا كامل شياع..
محلول بياضك على الرصيف، مثلما هو على الاسرّة،
ينسل منك صوتك الاخير، رطبا، نحيلا، لايشكو أحدا، ولايؤجل موعدا..
كتابك الذي كنت تقرأ، أحسبه صار عصفورا ممسوسا برؤياك،
ياكامل شياع،
لا شيء سوى الصدى، الخسارة، الجسد المتروك ببياضه،
الاحلام، الكتاب الاخير،
مايحدث الان، اننا نستعيدك
بلادا تضج بالعابرين والاحلام واخر الغرباء..



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي جعفر العلاق/ مراثي الانا/ مراثي الممالك الضائعة
- صديقي الابيض جداً ..
- من يكتب؟ من يقرأ؟
- حديث العلمانية..ازمة المواقع وازمة انتاج الخطاب
- دفاعا عن اسئلة ادونيس
- الكتابة التفاعلية بوصفها لوحة اعلانات
- محمود درويش/ شاعر بامتياز الرؤساء
- الوعي المزيف.. المكان المزيف
- بدري حسون فريد//ذاكرة الايام العصيبة
- العالم بخفة النكتة
- كاظم جهاد/الترجمة واكتشاف المجهول
- جائزة ادونيس
- عنف الثقافة/ عنف المتحف
- ثقافتنا العربية الخليجية اسئلة تشبه الهيجان
- ما قاله ابو داود للحرب القابلة
- ثورات وهمية
- السياسة العراقية/فوازير الغالب والمغلوب
- سيامند هادي/ محاولة في كتابة مدونة الوعي الشقي
- عتمة الوعي وخفة الخرافة
- صناعة العين الباصرة


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - ان غدا سيجيء حتما