أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة














المزيد.....

كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 19:21
المحور: الادب والفن
    




ينحو بودلير في واحة من النصوص التي أسماها (كآبة ) والتي إحتوتها مجموعته الشعرية (أزهار الشر ) إلى الذاتية الروحانية عبر اشتراك حركاته التي ينقلها إلى جسد النص وقد أراد التعبير عن موضوعاته النفسية وفق ماأستقرت عليه مخيلته التي وجدت بأفعال الحيوانات المتشابهة القريب القابل لنقل مالدية من تلك الإحساسات، فالتذمر هو حالة منطقية تعبر عن عدم التوافق مابين عالمين عالماً يراه الشاعر لايصلح لأي شئ لكنه مؤثر بقوة وجوده وما يتركه من أثار تدميرية إزاء إضطرار قبوله والإجبار على التعايش معه ،
والعالم الأخر عالم الروح القلقة التي تخلق سعادتها دون مؤثر خارجي إلا الحاجة للانفعال العميق بمصاحبة الرؤيا السوداوية المتناسقة التي تعبر توالداتها عن الحيز المشرق الذي يتم البناء من خلاله وعليه للظفر باحتقان النفس في المساحات الغير معلومة تحت تكثيف ثقل الكلمة المستخدمة لإجادة وصف الفعل الكوني وهي حالة قد صورها الخيال واستقرت في المخيلة وتم إنتاجها مجددا تحت تأثير الظرف الآني المحتفى به لتدلل غزيرة بودلير الإنتاجية على القدرة من مغادرة الالتقاط الآني للمشهد وإهمال فخامته المزيفة التي لاتدوم طويلا ولا تعطي مايتلاءم مع الذاتية الروحانية المتنقلة عبر المسالك الحيوية للتأثير غير المباشر فيما يصنع المعنى من متقاربات أو متضادات خارج إطار التنسيق المألوف للمعاني الشائعة في اللغة الملازمة لصورها المتشابهة ،تلك هي محاولة بودلير في غرضه شحن النفس بكآبته الانفعالية كي تسود وحدة الانسجام بين المناخ اللاواحد والذي يبدو للقارئ أحيانا بأنه وحدة عضوية مترابطة كون ذلك الإنشاد يحفل بمفردات القلق والسأم وما يصاحب ذلك من مخرجات تتصف بصفات عالم بودلير الكئيب :

حين تنبح السماء الواطئة الثقيلة
فوق روح موجوعة ، فريسة القلق الطويل
وينهمر الأفق علينا
نهاراً أشد سواداً
فالأرض زنزانة رطبة
والأمل وطواط
يصدم الجدران بجناحه الجافل
ضاربا رأسه بالسقوف المهترئة

إن اختفاء البعد الميكانيكي في النص وكذلك التقنية المصحوبة بالمخاطر جعلت النص جعلت النص تتحدث فيه الأفكار والأصوات ترسم المشاهد والتحسس الموسيقي ينم عن اقتدار سليم في تنظيم القفزات داخل المشاهد
وهي تولد إمكانية لتفهم الفعل المأساوي شعريا بحيث يكون الإيحاء لاشآن له بمحددات ذلك الفعل سوى استلهام المتغير وغير المقبول منه على أساس لايصح التأمل إلا بعد فصل أي مزاوجة تتم على أساس رغبة اللغة المتداولة التي تخفي أحيانا بعض الرمزية بين طياتها لكنها رمزية غير منتجة بما يراد أبعد من وظيفتها وبذلك يكون ذلك العناء مصدرا للتفكيك ثم الإلغاء ثم الخلق المنفصل عن مجمل العوامل المؤثرة التي تحول دون الوصول إلى ضخامة المعنى
إن بودلير في (كآبة ) يمنح الكلي كليته عبر لحظة غير محددة وقد تكون في البدء غير متوافقة مع ما يريد وخلاصته أن لديه أبعاد قادرة على جمع مايريد وقادرة مناطقه الإيوائية على تغذية تلك الحاجات التي تتناسل من مخيلات الشقاء والتعاسة والبؤس وإدراك النهايات المفجعة :


عربات الموتى الطويلة
بلا طبول
أو موسيقى
تسير ببطء داخل روحي
والأمل مقهور . يبكي
والقلق الوحشي الظالم
يزرع رايته السوداء
فوق جمجمتي المطأطأة


إن الاشتراك والتقارب يولد الانسجام ، والانسجام يعطي الفرصة للانجذاب
والانجذاب يمنح الصورة الشعرية قدرا أكبر من التكيف مع قريناتها من الصور المنتشرة في مساحة المخيلة الأمر الذي يؤدي الى الوصول الى أكثر من خيار لاستخدام المناسب والمرضي ضمن الحزين والمؤلم المتدفق من إحساس الروح وقبول غموضها ورائحة عطرها الحزين ،



[email protected]
شاعر عراقي – مقيم في قطر



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي
- سان جون بيرس .. من نصف لغة واضحة إلى نصف لغة غير واضحة
- ورثة النعيم ...
- موجز للفردوس
- هسون تسو ...الكونفشيوسي الذي على درجة ما من الترندنتالية
- مالارمية : المخيلة التي تقدم معان لاتُفهم
- المهم في ذلك
- من على المنبر
- أين إتجاهي الذي سأسلكه
- الأفكار الفلسفية ..أم طبيعة ما يتوارثها الإنسان
- جبرا إبراهيم جبرا ... السنوات لي ماكانت لغيري(2 )
- جبرا إبراهيم جبرا ...السنوات لي ماكانت لغيري
- أليوت في رباعياته الأربع .. التدقيق في الزمن يعني عدم الإكتر ...
- اللحظة الخالده التي تصاحب قفزات المنتج
- من غيبوبة لأخرى
- الديانات القديمة .. مايحقق للإنسان الخلود وما يلقي به للجحيم
- هل تريدها بلا باخوس
- نريده ذكرا
- رينيه ماريا ريلكه .كل الذين يبحثون عنك يغرونك
- ياروح وراءك لاتلتفتي ... بقي الوطن خلفك كيلومترات .. كيلومتر ...


المزيد.....




- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة