أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي














المزيد.....

بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 21:20
المحور: الادب والفن
    



أنصب القدر الأكبر من قبل النقاد للتعريف بخورخي لويس بورخيس بما قدمهُ بمجالات النقدِ والقصةِ وما كتبه للمسرحِ وكذلك جهده المعروف في الترجمةِ من الإنكليزيةِ إلى الإسبانيةِ وكذلك تأملاته الفلسفيةِ الواسعةِ وقد ساعد هذا التجوال الموسع ماإمتلكهُ من معرفةٍ باللغةِ الإسبانيةِ والإنكليزيةِ وإجادتُه كذلك للغتين الفرنسيةِ والألمانية ولا غريب بأن يذاع صيته بعد تقاسمهِ جائزة فورمنتر مناصفة مع صموئيل بكيت ولا غرابةً بعد ذلك أن تترجم جل أعماله إلى اللغة الإنكليزية .إن بورخيس بما قدمهُ من أسئلةٍ وتنظيراتٍ في الحقل الفلسفي إنسحب على مفهومه للشعر بعد أن حصلت الإنعطافه ألحاسمه في حياتهِ جراء فقدانهِ لبصره وسبب ذلك فقدانه لقدرة التركيز فيما يكتبه من المقالات الطويلة الزاخرة بالحوادث وتفاصيل الحاجات غير المُعَرَفة لديه لذلك فإن أسئلتَهُ وتنظيرا ته كانت وعاءَهُ الشعري الذي خلط به هذه المفاهيم مع إنتاجهِ للغةِ الشعرية التي جسدت له عمقهُ الفلسفي الجمالي وضمن هذا المفهوم فإنهُ لا يرى أي حدودٍ فاصلةٍ بين المطالب الكونيةِ التي تلازم المبدع في مكوثهِ وحركتهِ وفي مسميات تلك الأشياء التي يرى لها في كل دورة شعريةٍ في مخيلته مسميات جديدة لإستخدام ماسماه بالرموز المشتركة والحاجة إلى الكلمات التي لاتنتهي ومن هنا لايرى ضرورة أن تسعى موحياته الشعرية إلى التذكر كي تعيد لشعريته خزينة الصامت فالشعر يجده تجليات تخلق نفسها في لحظة الزهو اللحظة المفترضة ألمتوقعه بعيداً عن الخلق الإجباري لشد الأحاسيس والروى كي يتحشد النص وبالتالي التعامل مع الأشياء الظاهراتية
فالشعر لدى بورخيس ليس مراوغة المجهول أومعاينة الحاضر وإنما معالجة الواقع عبر ماضية ورسم وقبول نتائجه وهي بالتأكيد تمرُ عبر شحنات الألم اللذيذ التي تجئ بها المفردة المناسبة غير الخاضعة لزمن محدد ومكان محدد دون القصد بإهمال هذين الغرضين إنه الشكل الأخر الشعري الذي إستخلصهُ بورخيس من فلسفتهِ :-

إذاً سأكونُ غداً الموت واللغز
أنا الذي أسيرُ مبتهجاً
لن يكون لي قبل ولا بعد مقيماً
أبدياً في مدار سحري ومنعزل
إنهُ شرط التزهد لا أظن إني
أهلٌ بالجحيم ولا موعود بالمجد
من يدري أي متاهةٍ تائهةٍ. أي حرقٍ
أعمى من البياض سيُدهشُ قدري
حين تُعلمني تجربةُ الموت الغريبةُ
عن نهايةِ المغامرة .


كان بورخيس وعلاوة على ماقرأهُ في شتى أنواع المعارف والاتجاهات الأدبية فقد قرأ في إسبانيا ( والت ويتمان ) ووجد بهِ ضالته الشعرية المفقودة وقد أعجب به أيما إعجاب وكان قبل ذلك هيا قاعدته الفكرية وهو في سن التاسعة عشر عاماً حين توقف وتقبل شوبنهاور ونيتشه والتعبيرية الألمانية ذلك التزاوج بين الشعر والفلسفة ضمنه الكتاب الشعري الذي أصدره بورخيس والمعنون ( القمر مواجهه ) وخلال منتصف الأربعينيات جمع بورخيس نتاجه الشعري في مجموعته( قصائد ) وقد ضمت أيضاً مجموعتة الشعرية الأولى حماس في بوينس أيرس . كان بورخيس وخلال مراحل حياته مساهما نشطا في العديد من الصحف الأدبية أومستشاراً أدبياً هنا أو هناك لكن الانعطافة الوظيفية في حياته قد حدثت حين طرد من عمله في مكتبة العاصمة الأرجنتينية على أثر موقفٍ سياسي وعينَ مفتشاً للدواجن والأرانب في سوق المدينة وليس من شك إن هناك مناوبة شعرية بين قبولهِ لحياتهِ الشخصية وبين اللارسم الذي يرسمه شعريا لجوهر الحياة وهو إدراك قمعي حاول أن يسلب من بورخس معتقداته حول موقف الأنا الغائبة والأنا الحاضرة وهو ميال شعرياً للنظر إلى مابعد البعد لكشف طاقاته الجمالية المخبوءة بين طيات فلسفته الضخمة والتي لم تفلح في صراع شاعريته فمجرد قراءةِ قصيدتهُ إلى الإبن يتكشف العمق الذي أشرنا إليه :-

أنا لستُ من ينجبك , إنهم الموتى
إنهُ أبي وأبوه سلسلةٌ طويلةٌ من الآباء
تنطلقُ من أدمَ من الندم الأخوي
من الصباحات الأولى التي سيخضع لها الإنسان
هذا الحشد الذي أنجبك يابُني
أشعرُ بهِ بقربي
إنه نحنُ جميعاً, إنهُ أسلافي وأنتَ وأطفالكَ وأطفال أدم الأحمر
إنها إرادة الطقس الأبوي, الأبديةُ هي لأشياء الزمن الذي
يسرعُ ويعبر ويتحرك

تجاوزَ بورخيس مفهومهَ بأن الشاعرَ يكتبُ مايستطيعه لكنه كتبَ مالايستطيعهُ فقد الَم بوظيفة اللغة الشعرية ومداخلها السرية وفتح أبواباً منها على رؤيته التي كونتها دراساته المعمقة بدءاً من الفلسفة إلى تاريخ السلالات ورغم إنفصاله شعريا عنهما لكن صبغة السوداوية والألم التي تركتها قراءتهُ بقيت تؤشر وحشته الشعريةِ في العديد من قصائده وكأن بورخيس يريد من ذلك عكس نجاحاته إلى هزيمةٍ روحيةً من خلالها يجد المتعةَ التي طالما تحدثَ عنها في العديد من لقاءاتهِ الأدبيه ولا ضير في أن يحيل منجزه الشعري إلى دهليزه المحكم الإغلاق كي يتسنى له وببصيرةٍ نفذت الاعماق ذلك اللغز المحير لأسئلةٍ يرد عيها بأجوبةٍ استفهامية ليحدث التبادل الكيفي وغير المنظم ضمن طاقية الإخفاء الزمكانية ليشاء له مد يدية وتعميق جراحه على أوسعِ مايشاء :


الدرب القديم أصبح محظوراً
الباب. الرقم. الجرس
ماذا تبقى في نفسي المهزومة
طعم فردوس مفقود
الايام الغامضة والذاكرة الملونة
وذلك اللغز قبل الموت ز الموت
لا أريد سواة.
أريدهُ كاملا
مطلقا
على قطعة الرخام


الإكتشاف هنا في شعر بورخيس بأنهُ بنى حدثاً ضَمنَ فيهِ التكثيف إزاء المرويات ألمحدده بإعادة تشتيت فواصلها الزمنية بالإطباق على نكهة جمال الجملة الشعرية بعد الإخفاء القصدي لعملية التحقق من المقبول من غير المقبول

[email protected]




#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سان جون بيرس .. من نصف لغة واضحة إلى نصف لغة غير واضحة
- ورثة النعيم ...
- موجز للفردوس
- هسون تسو ...الكونفشيوسي الذي على درجة ما من الترندنتالية
- مالارمية : المخيلة التي تقدم معان لاتُفهم
- المهم في ذلك
- من على المنبر
- أين إتجاهي الذي سأسلكه
- الأفكار الفلسفية ..أم طبيعة ما يتوارثها الإنسان
- جبرا إبراهيم جبرا ... السنوات لي ماكانت لغيري(2 )
- جبرا إبراهيم جبرا ...السنوات لي ماكانت لغيري
- أليوت في رباعياته الأربع .. التدقيق في الزمن يعني عدم الإكتر ...
- اللحظة الخالده التي تصاحب قفزات المنتج
- من غيبوبة لأخرى
- الديانات القديمة .. مايحقق للإنسان الخلود وما يلقي به للجحيم
- هل تريدها بلا باخوس
- نريده ذكرا
- رينيه ماريا ريلكه .كل الذين يبحثون عنك يغرونك
- ياروح وراءك لاتلتفتي ... بقي الوطن خلفك كيلومترات .. كيلومتر ...
- سعدي يوسف ..( من يعرف الوردة) إستجابة للحاجات العميقة


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي