أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي محيي الدين - شتان بين الذئب والحمل الوديع














المزيد.....

شتان بين الذئب والحمل الوديع


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 00:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


من خلوته في ألمانيا يطلع علينا بين حين وحين البروف عدنان الظاهر في تجليات عن المتنبي يطوف عوالمه ويستجلي غوامضة، يستنطقه عن أزقة الكوفة وعادات شعب بوان،يسأله عن الحمى التي تزوره ،وكافور ووعوده،والحمداني وبروده وابن خالويه ومحبرته،وابي فراس وغيرته،يستنطقه كيف يكون مقتل المرء بين فكيه وحقيقة الليل والبيداء ،ثم يطوف عوالم عشتار ،وحمورابي ليبحث في مسلته عن قانون لمحاربة الفساد،ليسيح في أزقة الحلة يبحث في أسواقها ودرابينها عن حلاقيها وحماليها ومواكبها ومكتباتها في رحلة تراثية غطت مشاهداته لعدة عقود،يستذكر أيام النضال الأسطوري لبناء الوطن الحر والشعب السعيد فلا يجد السعادة في وطن تناهشته الذئاب وتعفرت أرضه بدماء أبنائه الذين تناهبتهم أسنة الأجانب والأغراب،ليعود في أويقات يستذكر هذا يعاتب ذاك يناجي أحبته ولداته وأترابه أيام الفتوة والشباب،لينثر هنا وهناك باقات الورد بين كورنيش الحلة الذي تحول الى أكشاك لبيع السكراب بعد أن كان ملتقى العشاق وأصحاب الفن الرفيع ليطوف العوالم باحثا منقبا متسائلا يبحث في الزوايا ليجد عبق التاريخ،فيفاجئه الحاضر بما يحمل في طياته من أوهام وأضغاث،ويخلط بين الماضي والحاضر ليمزج منهما بدايات مستقبل ليس الى تحقيقه من سبيل.ويسترسل في تأملاته ليطوف بين إخوان الصفا وخلان ألوفا فيجد فيما يجد ذئبا ليس كالذئاب وأن كان أسمر عسال له صولاته وجولاته ،انه ذئب بشري تعشم فيه أهله جسارة الذئاب فأسموه ذيابا وكنوه بابي خميّس،،يمتلك من الذئاب صولتها ومن الإنسانية مروءتها،تراه آنا مكشرا عن أنيابه يتلمظ لالتهام هذا أو ذاك يذود عن وطنه دون خوف أو وجل،يلقم هذا حجرا وذاك حذاء ،ليحيلهم الى مسخ مشوه بما يبتكر من صور لمسوخ قيض لها أن تعيش بين البشر،يمسك بصنارته ليصطاد حيتان الأرض التي أوغلت بفسادها وأضرت ما حولها ليحيلها الى حطام،وما أكثر الحطام المترامي من ضرباته الموجعة التي لا تعرف الهوادة واللين ،وأنا يرسل أنغامه الشجية في حداء عز نضيره يناجي أطلال الوطن ،ويغني أحلام الناس ،يناغي أطياف دجله وأحلام الفرات،يمخر في عبابها يلتقط دررها باحثا عن الحقيقة بين هدير أمواجها الصاخبة،ليزرع في ربوع وطنه أزاهير يملأ أريجها من لم يصبه الزكام و تهاجمه أنفلونزا الخنازير،ينشد ويغني ويستلهم من أجواء عبقر بكائيات هازئة بالمستحيل،يرسم لوحات زاخرة بالمروءة والمحبة والسلام،فيعجب الظاهر الطاهر كيف لهذا الذئب اللاهي بين كؤوس المحبة وأباريق السلام كيف له أن يتأسى بالقول الخالد إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب فيتحول الى ذئب أمعط يفري البطون ويبكي العيون.
أنه الذئب الشامي وأكرم به من ذئب له من صفات الإنسان أجملها وأحسنها ولكن لن يكون في يوم ما ذئبا بشريا يأكل أبناء جلدته كما هو عليه ذئابنا المستكلبة هذه الأيام ،نعم سيبقى ذئبا ولكنه في داخله حمامة سلام ،ذئب لمن اعتدى وحمامة لمن اهتدى .
فإلى الذئب الشامي ذياب مهدي آل غلام والإنسان الإنسان أبا قرطبة محبتي وتقديري واحترامي فقد أشركاني بينهما وما أنا إلا قطرة في بحر معارفهما وما يكتنزان من صفات ليس لي إليها سبيل،لكما محبتي وإكباري وعسى أن يجمع العش الوطني هذه الطيور المحلقة في المنافي تبحث عن وطن حر وشعب سعيد.
يمسافر بديرة غرب وأهنانه أسمع صيحته
من صيحتك عشتار نسنسه غضبها وشالته
حتى حمورابي طفح بيه الغضب والغيظ فطر جبدته
شاله عزم ثوار طك طوك المذله بركبته
طال الوكت واحنه ننادي يا صبح
طال الوكت واحنه نحشم بالجرح
طال الوكت واحنه نحارب من جذب خوف الشماته نحارب بخنجر كبح
تاليه لنك طولعت بيرغ يرفرف عالسلف
تاليه بيدك كحلت عين الذي بسمك هتف
والناصريه غنتك
والحلة شالت رايتك
والقاسم الماغمضتله عيون ينطر جيتك
غنه بفرح بيه الشبيبه الحبتك
يا طير غني للصبح
وانشر على روس الفلح
راياتك وضمد الجرح
لو من دمانه على الثرى يجري بحب
أسمك وشم بكلوبنه خطه الدهر



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يستحقه الصحفيون أكثر من هذا
- عبد الله محمد الشلال-أبو مثنى-..وداعا
- من وراء قتل كامل شياع
- الكهرباء الإيمانية والكهرباء الإلحادية
- محو الأمية
- وزارة التربية ومعالجة الفساد
- بداية موفقة للشيوعيين العراقيين
- محطات الحلوائي
- حايط نصيص
- الفنان عزيز علي بين الواقع ورؤية الشرقية
- شكرا لحميد الشاكر
- آلاف السيطرات ...وتعبر المفخخات
- أشباح الدعم الخارجي
- بين الواقع والخيال
- حول عودة المفصولين السياسيين
- من قلة التننات
- هكذا هم الشيوعيون
- علي الشبيبي شاعرا ومناضلا وانسانا/1
- شهدائنا في الجنة وقتلاكم في النار
- القوى الديمقراطية ومهامها في المرحلة المقبلة


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد علي محيي الدين - شتان بين الذئب والحمل الوديع