أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد يونس خالد - إشكالية الهروب من الحرية في عراق مابعد فضيحة أبو غريب 2-2















المزيد.....

إشكالية الهروب من الحرية في عراق مابعد فضيحة أبو غريب 2-2


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عاش العراق مرحلة القلق والإضطراب في ظل الإحتلال ، وهذه حالة إعتيادية إذا أخذنا بنظر الإعتبار التغييرات الجوهرية التي حصلت في العراق في الأشهر الأخيرة . فقد سقط الصنم في ساحة الفردوس ، وسحب الرئيس كالفأرة من جحرها . وتم التصديق على قانون الحكم الإنتقالي العراقي من قبل مجلس الحكم عَبر التناقضات والتصريحات المتعددة من قبل أعضاءالمجلس انفسهم ، ومن قبل الجهات التي كانت خارجة عن السلطة المؤقتة . كما كان ذلك القانون خطوة إلى الأمام بالنسبة للعملية الديمقراطية رغم نواقصها ، فهو يضع حدا للحركات السياسية المتطرفة ، ويسحب البساط من تحت أقدام قوى الظلام والتخلف كالفكر البعثي والشوفينية القومية المتطرفة والطغيان الديني المذهبي . كما فتح الأبواب للقوميات الأخرى من كرد وتركمان وكلدو آشور ، إضافة إلى الطوائف الدينية كالأيزيدية والمندائية والمسيحية وغيرهم في أن يمارسوا كثير من حقوقهم المشـروعة في عراق ديمقراطي تعددي برلماني فدرالي . كل هذه التطورات السياسية والدستورية جديدة على الشعب العراقي ، وخاصة الأجيال الجديدة التي ترعرعت في ظل أجواء الخوف والقهر والإستبداد خلال ال 35 عاما الماضية من حكم الطاغية المنهار . وعليه فإن هذه العوامل الإيجابية ، إختلطت بعوامل أخرى سياسية وعسكرية ، داخلية وخارجية ، وظهور المقاومة والإرهاب والتدخلات السافرة من قبل بعض الدول ، والمواجهات العسكرية ، مما جعل من العراق سوقا للتجارب وتصفية الحسابات والثارات وما شابه .
النقطة المهمة الأخرى هي ظهور العامل الديني ، وخاصة الأخوة الشعية الذين كانوا محرومين من أبسط حقوقهم في ظل العهد البائد ، وكذلك دور الكرد في عملية البناء ، وإختيار القيادات الكردية خيار الأتحاد الإختياري مع الشعب العربي والأقليات في عراق ديمقراطي تعددي برلماني فدرالي . ولأول مرة شعر الشيعة والكرد بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى بعد أن كانت المواطنة حصرا بالبعثيين ومجموعة من القتلة والمجرمين الذين قادوا العراق إلى حروب طاحنة ، كان أبناء الشعب العراقي وقودها .
في ظل هذه المتغيرات السريعة ، وبفعل النزاعات والمواجهات العسكرية ، ظهرت مخاوف من قبل الأحزاب الأخرى بتهميش أدوارها . وظهرت أصوات تدعو إلى رفض الفدرالية للكرد لأنها تؤدي إلى تقسم العراق ، أو إلى عدم الإستقرار في المنطقة . وظهرت أصوات ترفض الأغلبية الشيعية والخوف من الإسلام بسبب تسييسه ، كما ظهرت ميليشيات عسكرية من العلمانيين البعثيين وميليشيات دينية تدعو إلى القتال ، وضرب كل مَن لا يقبل بالشريعة الإسلامية ، أو يدعو إلى العلمانيـة .
جاء الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، ورفع لواء الوحدانية قبل أكثر من اربعة عشر قرنا . ونشر العدل والإحسان بين الناس . وحذى الخلفاء الراشدون حذوه من بعده . ولم يكن الإسلام متسيسا ، ولم يكن المجتمع الإسلامي إلا مجتمعا مدنيا . وجاء حسن البنا ، وأسس تنظيم الدعوة ، بأسم الإخوان المسلمين . ولم يكن في حينه تنظيما سياسيا . فمعروف قوله : " أعتقد أيها السادة ان الإسلام وهو دين الوحدة في كل شئ ، وهو دين سلامة الصدور ، ونقاء القلوب والإخاء الصحيح ، والتعاون الصادق بين بني الإنسان جميعا فضلا عن الأمة الواحدة والشعب الواحد لايقر نظام الحزبية ولا يرضاه ، ولا يوافق عليه . والقرآن الكريم يقول >. (أنظر رسالة الإمام الشهيد حسن البنا في مؤتمر طلبة الاخوان المسلمين في محرم 1358 هجرية) . ويقول رسول الله عليه السلام ، "ألا ادلكم على افضل من درجة الصلاة والصوم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال: إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" . وجاء سيد قطب فطور تلك الدعوة إلى سياسة ، وظهرت الأحزاب السياسية الدينية بالمفهوم الآيديولوجي السياسي المعاصر ، وأفتى بقتل الرئيس عبد الناصر . وجاء بن لادن ، فدعى إلى العنف ، واصبحت التنظيمات السياسية الإسلامية إلى إسلاموية ، وتطور بعضها إلى ميليشيات مسلحة . ورفعت رايات التكفير ضد كل مَن وقف ضدهم أو دعى إلى فصل السياسة عن الدين . وأصبح العنف وسيلة لتحقيق المكاسب ، مما أثر على الإسلام ، وجعله يخسر كثيرا من المكاسب التي حققها عبر تاريخه الطويل . واصبح العنف في منظور الغرب إرهابا ، وبدأت المواجهة .
المواجهة الخطيرة هي المواجهة الداخلية في العراق ، وهي وجود جبهتين داخليتين ، جبهة الديمقراطيين الداعين إلى الإعتراف بحقوق الإنسان والقوميات بغض النظر عن الدين والجنس والعرق واللون واللغة ، وجبهة الرافضين للديمقراطية بحجة أن الحرية تبيح المحرمات ، وأنها سلعة أميركية تضعف الإسلام ، ومَن اقتناها فقد كفر . من هذا المنطلق الجبهوي المتصارع ظهرت الخشية من الصدام الداخلي عند البعض ، خاصة أن البعض يريد ان يحتكر الحقيقة لأنه يستمد قوته من النصوص فقط ، حسب تفسير خاص يلائمه ، وما اكثر هذه التفسيرات التي تؤدي أحيانا إلى الصدام بين المتحزبين الإسلامويين أنفسهم حسب المصالح . فالحرية هنا أصبحت سلاحا لضرب الحرية في اجواء الديمقراطية العراقية .
أجواء الديمقراطية البعيدة عن التربية الديمقراطية قد تؤدي إلى سيطرة دكتاتور بالإنتخابات كما كان هتلر . والمعروف قوله ، بأنه لا يحتاج لإنقلاب عسكري ، لأنه سيصل إلى الحكم بالإنتخابات ليضرب الديمقراطية بسلاح الديمقراطية . ونجح في ذلك وقاد ألمانيا إلى الحرب العالمية الثانية في ظل حكم النازية . ونجح ايضا بجمع الفاشيين والنازيين حوله. وما يحدث في عراق اليوم ، من تجمع الإرهابيين الدوليين ، والتعاون مع الإرهابيين في الداخل ، إضافة إلى كثير من الابرياء المغررين بهم ، والذين لا يجهلون نوايا تجار الدين والسياسة ، جعل من العراق مرتأ خصبا للعنف والقتل في ظل حالة الفوضى والإحتلال . حيث يفقد العراقيون قوة القانون ، وهم لا يحملون حقيبة أمن بلادهم .
فالخوف من سيطرة ميليشيات معينة دينية كانت أو علمانية تزايد بفعل الأعمال الإرهابية وبفعل المواجهات العسكرية مع قوات الإحتلال ، وبفعل إعتداءات قوات الإحتلال على المواطنين . عوامل كثيرة جمعت في جعبة العراقيين ، لتجعلهم يعيشون حالة القلق وفقدان الطمأنينة ، والبحث عن ملجأ للهروب من الحرية . فتصريحات بعض الشيوخ كمقتدى الصدر بجعل كردستان العراق بركة من الدماء إذا إنسحبت القوات الأمريكية ، وقوله بأن القيادات الكردستانية تكذب لأن آية الله السيستاني يرفض الفدرالية ، وقوله بأنه لايقبل بالفدرالية للكرد ويرفض قانون الحكم العراقي لأنه صدر في غفلة من الزمن في الظلام ، وأنه إذا لم تطبق القوانين التي تأتي بها المراجع الدينيـة فإنه سيقاوم . إنه يتحدث بلغة القوة والتهديد ليس ضد قوات الإحتلال فحسب بل ضد خيارات الشعب باسم الديمقراطية . في ظل هذه الأجواء تصبح ممارسة الحرية ممارسة محرمة وبذلك يتحول الشيخ إلى دكتاتور تحت العمامة ، ويتحول الإحتلال إلى كابوس لإغتصاب السجناء من النساء والرجال . فيهرب المواطن العراقي من هذه الحرية المصطنعة . وفي هذه الحالة يتساءل المرء الفرق بين الطاغية المخلوع صدام حسين الذي حجب الحرية عن الشعب العراقي ومارس القتل والإغتصاب والقهر ، وبين العمامة الدينية التي تهدد وتقتل كل مَن يعارضها وهي لا تملك السلطة ، فكيف يكون المصير حين تملك السلطة . والأسوأ من ذلك حين يتحول بعض قوات الإحتلال إلى مجموعة من الساديين لتعذيب السجناء العراقيين .
نعم يجب أخذ الإجراءات القانونية بحق المجرمين من السجناء ، ولكن طبقا للقانون ، وبعيدا عن إهدار كرامة الإنسان العراقي وإغتصاب عرضه وشرفه . في هذه الاجواء المأساوية يشعر المواطن العراقي منذ الآن بأنه يفتقد إلى الطمأنينة والأمان ، ويبحث عن وسيلة للهروب من الفردية والحرية الموعودة في ظل القوانين الديمقراطية جدا .
وأضيف إلى كل هذه الحالات من متغيرات إيجابية وسلبية في آن واحد ظاهرة أخلاقيات بعض أفراد قوات الإحتلال وفضيحة سجن أبو غريب . فقوات الإحتلال بدؤوا بتعذيب بعض السجناء العراقيين من رجال ونساء . وفرض عليهم التعري ، والتبول على رؤوسهم . وهنا كشفت نماذج الأخلاق الوضيعة عند بعض الشاذين من الجنود الأمريكيين . ولم يفهموا نفسيات العراقيين وعقائدهم الروحية وأخلاقياتهم الإجتماعية . ورغم أننا نقر بأن أولئك الشاذين من جنود الإحتلال لا يعكسوا حقيقة الديمقراطية ، وأن ما ظهر كان قد كشفه الإعلام الأمريكي نفسه ، ليعري جرائم العهد البائد الذي خلف وراءه سجن أبو غريب بكل سلبياته ، وليعروا الممارسات الحيوانية لأولئك الجنود الساديين الذي شوهوا المجتمع الأمريكي ، وليضعوا القيادة الامريكية أمام المساءلة.
فضيحة سجن أبو غريب جعلت العراقيين يصابون بهزة عنيفة ، وخلقت لديهم حالة اليأسوالخوف من الحرية . كما أصاب المجتمع الدولي بصدمة من تلك الممارسات الشاذة ، وجعلت المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين أما المساءلة الإنسانية ،كما جعلت الولايات المتحدة الأمريكية أمام إستنكار المجتمع الدولي .
فضيحة تعذيب السجناء العراقيين نفسيا وجسديا وبكل سادية من قبل بعض جنود الإحتلال في سجن أبو غريب جعل العراقيين يذهلون ويصيبون بالدهشة . وجعلهم يتساءلون هل أن المسؤولين عن تلك الجرائم هم عصابة من الشاذين أو أن الممارسة هي ضمن خطة إستراتيجية لإذلال العراقيين وإهانتهم في الصميم ؟ ماهو الفرق بين هذه الممارسات التي تمارسها قوات الإحتلال وبين الممارسات السادية التي تمارسها بعض القتلة من الذين يتمثلون بجثث الثتلى من المدنيين الأمريكيين في الفلوجة , وقطع رقاب الأميركي Nick Berg وبين تصريحات بعض رجال الدين بخطف النساء الاجنبيات من قوات الإحتلال وإتخاذهن جواري حسان ، والفتوى بطلاق زوجات أعضاء مجلس الحكم العراقي لأن أزواجهن يتعاونون مع الأمريكان ؟ في أي عرف ديني يستطيع شخص أن يُطَلق زوجة شخص أخر ؟ كل هذه الممارسات مجتمعة من جميع الأوجه جعلت من العراق مركزا للثارات والحقد والكراهية ، فكيف تعيش الحرية في هذه الأجواء ؟
التساؤل هو ما عرضه بعض الكتاب وأشباه الكتاب من أن الرئيس الأمريكي بوش ومعه وزير دفاعه رامسفيلد ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير إعتذروا من الشعب العراقي ، وانهم سيدفعون التعويضات للمتضررين . ولكن السؤال هو فيما إذا إستطاعت أموال العالم كله أن تمحو آثار الجرح النفسي لتلك النساء وأولئك الرجال الذين تعرضوا للإغتصاب ؟ وهل أن الكرامة العراقية للبيع والشراء ؟ لِم ناضلنا ضد الجلاد العراقي صدام حسين ؟ لأنه كان ساديا أليس كذلك ؟ ذهب ولن يرجع ولكن جاء بعض الشاذين من الأجانب مكانه . صحيح أن هؤلاء الشاذين لا يمثلون المجتمع الأمريكي ككل ، ولكنهم يمثلون الخطأ في القيادة الأمريكية ، والخطأ في الإستراتيجية . وصحيح أيضا أن ما حدث هو من بقايا النظام الصدامي البعثي المنهار ، وأن ما حدث في سجن أبو غريب يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الزنزانات العربية والمسلمة . لكن ما هكذا نحكم على الأحداث ؟ فالأنظمة العربية بصورة عامة هي انظمة شمولية ، ولهذا فإننا نرفضها ، لكن قوات الإحتلال جاءت وهي تحمل الحرية للعراقيين . هكذا يقولون ، فكيف هي صورة هذه الحرية ؟ هذه هي الصدمة الكبيرة والهزة العنيفة التي تجعلان العراقي يهرب من الحرية المجردة من الطمأنينة كما قال Erich Fromm في كتابه " الهروب من الحرية " .
طالب مجلس الحكم العراقي بإجراء التحقيق , وبدأت التحقيقات وأحالت المذنبين إلى القضاء العسكري . لكن الإشكالية هي أن هذه العمليات الإجرامية اعادت إلى ذاكرة العراقيين أساليب النظام البعثي السابق بتعذيب المعارضين للنظام . وهنا تكمن العقدة التي يصعب للعراقي أن يفتحها . لذلك يمكن القول بصريح العبارة بأن قوات الحلفاء نجحوا في تحرير العراق من براثن النظام البعثي الصدامي السابق ، لكنهم فشلوا لحد الأن من تحرير العراق من الإرهاب . والأهم من ذلك أن قوات التحرير تحولت إلى قوات الإحتلال ، وفشلوا كليا ، وهذا هو بيت القصيد ، من تحرير الشعب العراقي من عقدها النفسية في ممارسة العنف ، كما فشلت القيادتين الاميركية والبريطانية في تربية جنودهم في فهم الأخلاقيات الإجتماعية للشعب العراقي . فالجنود الأميركيون لم يجلبوا معهم الحضارة كما حملها قوات نابليون بونابرت إلى مصر . وقد وصف ذلك المؤرخ المصري بالشكل التالي: " هبت مصر من سباتها العميق فزعة مزعورة حين دوت في آفاقها مدافع نابليون سنة 1798" و قال : بأن حملة نابليون أيقظت مصر من سباتها الطويل العميق وقد نظم نابليون شؤون مصر الداخلية تنظيما حسنا ونشر المدنية وبعث العلوم والمعارف بمصر . (عمر الدسوقي ، في الأدب الحديث ، ج1 ، ط 8 ، ص 21 -23 ) . أما بعض الجنود الأمريكيين فقد حملوا معهم شذوذهم ومشاكلهم الأجتماعية ، وهي لا تعكس طبعا التقدم التكنيكي والصناعي والإجتماعي في اميركا . لكن فشلت أمريكا في كسب ود السيكولوجية الإجتماعية للعراقيين ، ووقعت في مأزق ، وخاصة بعد كشف فضيحة ابو غريب ، وبذلك أصبحت المواجهة اليوم بين الأخلاقيات المتضاربة والمتناقضة . ومن هنا أصبحت الشكوك تتحول إلى نوع من اليقين ، كما قال أبو عثمان الجاحظ ، بأن الشك مقياس اليقين ، بضرورة الهروب من الحرية . فالإشكالية هي أن كثير من الناس لا يفهمون الحرية في حقيقتها ، ويعتقدون بأن ممارسات بعض الجنود الأميركيين هي الحرية بذاتها . لكن الحقيقة هي خلاف ذلك ، فلا يمكن إعتبار ممارسات بعض المرضى والساديين نماذج جيدة للحرية ، إنما هي نماذج سيئة للفردية الغير سوية في إساءة ممارسة الحرية . فالحرية هي أن يقول الإنسان أو لا يقول ، وأن يفعل الإنسان أو لا يفعل ما يريد على أن لا يعتدي على الأخرين سيكولوجيا ونفسيا . فإذا ظهر الإعتداء في الممارسة خرج الأإنسان من حدود الحرية إلى الظلم والإعتداء . والمجرمون موجودون في كل المجتمعات بغض النظر عن الدين والجنس والعرق واللون . لكن الإشكالية بالنسبة للعراقي هو معاناته عبر سنين الظلم الذي عاناه خلال تاريخ العراق الحديث ، والصراع بين الاخلاقيات العراقية والأمريكية . وهنا يعيش العراقي في حالة صراع بين المتناقضات في ظل العوامل السياسية والإجتماعية والإرهاب في عراق اليوم . فيبحث عن الطمأنينة والأمان ، وقد إنطبعت في ذاكرته بأن قوات الإحتلال تأخذ معها الحرية للعراقيين ، فيفهم الحرية بالصورة المشوهة التي يراها اليوم ، فبدأ يفكر بالهروب منها . إنها مشكلة الوعي بالتاريخ ، وهي أيضا مشكلة تحديد المصطلح ، ومشكلة الهوية . لقد فُقدت أمريكا هيبتها في العراق والعالم ، وفقد العراقيون والعرب هويتهم لأنهم يرفضون التصالح مع انفسهم ومع التراث ، ويرفضون إصلاح الذات وترتيب البيت الداخلي .
• باحث وكاتب صحفي مستقل
[email protected]



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الهروب من الحرية في عراق ما بعد التحرير 1-2
- مقدمة كتابات في القضية الكردية والفدرالية لزهير كاظم عبود
- فلسطين وكردستان والعراق صراع من أجل السلطان 2/2
- فلسطين وكردستان والعراق صراع من أجل السلطان 1/2
- الحجر يصنع السلام
- محطات في ذاكرة الإنسان
- تحرير العراق بين الإحتلال والسيادة
- الكرد وقانون إدارة الدولة العراقية بين النظرية والتطبيق نظرة ...
- تركيا الكمالية العلمانوية وإشكالية هويتها الثقافية 2-2
- تركيا الكمالية العلمانوية وإشكالية هويتها الثقافية 1-2
- لجان الإستفتاء تنظم مَظاهرات من أجل إستقلال جنوب كردستان
- أفكار في مواجهة الرصاص - الكرد يطالبون بتشكيل دولة كردية في ...
- قراءة جديدة للقضية الكردية في مواجهة الإرهاب
- رسائل تعزية
- زواج الأضداد
- ماذا تعلم الكرد من التاريخ؟ لا حل للقضية الكردية في العراق ب ...
- العراق وأزمة العقل العربي 2/2 - صدام حسين في الأسر وأكذوبة أ ...
- العراق وأزمة العقل العربي 1/2
- قريتي
- إشكالية تسييس الإسلام وعلمنة المجتمع


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد يونس خالد - إشكالية الهروب من الحرية في عراق مابعد فضيحة أبو غريب 2-2