أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - حياتنا بحاجة إلى تغيير














المزيد.....

حياتنا بحاجة إلى تغيير


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 17:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كنت قد أشرت في مقالة سابقة حول ضرورة التجديد إلى الأشياء التي يجب أن تتغير في حياتنا ، وأتذكر أنني قلت حينها أن حياتنا كلها يجب أن تتجدد ، وتجديد الحياة لا يعني تغيير القشور التي تغلف حياتنا اليومية ، تغيير اللباس أو المأكل أو المسكن ، كما لا تعني تغيير طرق القراءة أو تحسين أساليب الكتابة ولا يعني التجديد تجديد محل الصلاة أو تغيير طريقة الوضوء ، والإنشغال في تغيير عقائد الناس أو تتبع زلاتهم الفكرية ، بل تعني تغيير أوصاف الحياة التي نعيشها كليا ، وصناعة حياة جديدة ومختلفة ومباينة عن الحياة السابقة تماما .
لفترة طويلة من الزمن خدعنا أنفسنا بشعارات التجديد الفارغة ، عشنا الحالة التقليدية المسترسلة في قتل الذات تحت لافتة تجديد عقائد الناس وتغييرها ، وساهمنا دون علم بتضعيف قواعدنا الأساسية لصالح جهات ربما تكون معروفة لدينا جميعا بإسم هداية الآخر إلى الحق ، وأثرنا الكثير من الأزمات القاتلة بحجة نشر الحداثة والتنوير ، وإتسمت نظرتنا إلى أنفسنا بنرجسية مفرطة إلى الذات شكلت حاجز حقيقي وجدار عازل منعنا عن ركوب موجة التطوير بثبات وتواضع للحق ، ولا يكاد يختلف في هذا إسلامي عن ليبرالي أو متشدد عن معتدل في الوقت الراهن .
الكل يحتاج إلى وقفة مع الذات وإدخال تغيير عميق في حياته ، يعيد من خلالها تركيب تصوره ونمط علاقاته مع نفسه ومع الآخر ، ويساهم في تشكيل نمط حياته التي يعتقد أنها تليق به كإنسان وبكرامته ، وتنسجم في ذات الوقت مع معطيات الراهن . ولا يكون هذا دون أن نتصارح بأن مسارنا الفكري وسلوكنا العملي يتناقض مع الحالة البنائية للمجتمعات المتقدمة ، وينتهي إلى تفكيك كل عناصر القوة ويشغلنا في متاهات الضرب العشوائي للذات .
تيار العُنف يحاول أن ينزع الشرعية من التيارات الدينية الوسطية ، ويبدد طاقته في توليد الصراعات الداخلية وتفجير السِّلم الإجتماعي ، والتيارات الدينية تنشغل بصراع بائس ضد كل من يختلف معها في الرأي ، وزعاماتها تنتقل في صراعها من توجيه الأتباع إلى الإنشغال ضد الآخر المنافس في الساحة ، إلى الصراع مع الأفراد في حال إختلف أحدهم مع رأي زعيم الجماعة ، والتيار الليبرالي متورط في صراع ضد قيم المجتمع وثقافته ، وبدل أن يقدم برامجه في تنمية الإجتماع القائم ، جعل ضرب مقدسات الناس الدينية في سُلم اولوياته وضيع الطريق .
ويأتي هذا الإنشغال والتشاغل في ظل أزمة كبيرة تمر بها مجتمعاتنا الراهنة من غير إستثناء ، دون أن تشعر أي من الجهات بأنها مسؤولة عن تغيير هذا الواقع أو المساهمة في إصلاحه ، وسنصحوا على واقع مرير بمجرد تصفحنا لتقارير المنظمات الدولية بشأن معدلات التنمية في بلادنا ، وأظن أن ( جماعاتنا ) لو إنشغلت بدراسة هذه التقارير لإكتفت عن ضرب أخوتها في الدين والإنسانية .
يشير التقرير الانمائي للامم المتحدة للعام 2002 الى ان مجموع سكان 22 دولة عربية يبلغ 280 مليون نسمة ، وسوف يتجاوز عددهم خلال 20 عاماً 410 و 495 مليونا ً. ويبلغ مجموع الدخل المحلي لهذه البلدان مجتمعة (531 مليار دولار) وهو يقل عن دخل دولة اوروبية واحدة مثل اسبانيا (595 مليار دولار) .
هذا العدد ( 280 ) مليون نسمة يتخلله الآتي : عدد الأميين بين السكان البالغين 65 مليوناً ثلثهم من النساء ، حجم البطالة في الدول العربية لا يقل عن 12مليون عاطل عن العمل في عام 1995 ، ويتوقع التقرير أن يصل عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 25 مليوناً بحلول عام 2010 ، و أكثر من 10 ملايين طفل لم يحصلوا على أدنى درجات التعليم ، و6 في الالف فقط من المجموع العام يستفيدون من خدمات الانترنت .
وتشير تقارير التنمية الانسانية الاخيرة ان عربيا من بين كل خمسة يعيش بأقل من دولارين يوميا ً، و أن 15 من اصل 22 دولة عربية تعيش دون خط الفقر في الحصول على مياه الشرب اي اقل من ألف متر مكعب سنويا لكل مواطن . وان مساحات الارض المزروعة انخفض نصيب الفرد منها من 0.4 هكتار عام 1970 الى 0.24 هكتار عام 98. هذا وسوف يضاعف العرب معدل دخلهم العام ضمن ارقام اليوم ومعطياته بعد 100 عام ، فيما ستضاعف الدول في مناطق اخرى هذا الرقم خلال عشرة اعوام فقط .
تؤكد هذه الأرقام على أهمية الإستعجال في تغيير حياتنا بصورة دؤوبة ، وإلى أهمية إعادة قراءة الموروث الثقافي وتنقيته من موارد الضعف التي بانت عليه ، وفي هذا السياق ينبغي الاعتراف بأن قوى التقليد لا تزال أقوى في مجتمعاتنا من قوى التجديد ، وهي تقليدية ليس بسبب الدين بل بسبب طبيعة الحياة في هذه المجتمعات .
أما الدين فنحن حملناه أخطاء حياتنا وعاداتنا الإجتماعية ، ولهذا السبب لا زلنا منقادين إلى مقولات نفضتها العقول المستقيمة كونها وليدة صراعات كانت الجهات الحاكمة هي أكثر المستفيدين منها ، رغم أن الدين يتفق مع الفطرة السليمة في رفضها ، لكننا لا نزال نراها جزء من معالم حياتنا التي يجب أن لا تتغير .



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي
- بعض القذى في عين المثقفيين
- دولة مشروعها الاستبداد
- الدولة لا تحترم القانون
- ميثاق سياسي
- الإبداع .. تعيش إنت !!
- العراق وبناء الدولة الحديثة
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب
- العنف يبني مجده بالعنف.
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - حياتنا بحاجة إلى تغيير