أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟














المزيد.....

لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 550 - 2003 / 8 / 1 - 05:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يعتقد عدد غير قليل ممن ينتمون إلى الإسلام بأن دينهم لا يشجع على العنف، وأنه دين السلام في عنوانه وفي مجموعة الأنظمة والتعاليم التي يتلقاها الفرد المؤمن منذ لحظات حياته الأولى.

ويركز علماء الإسلام في مخطوطاتهم عادة على نظافة الحروب الإسلامية وعدم استهدافها للمرأة أو الطفل أو الشيخ الطاعن في السن، بل وتنهى نصوص معتمدة عن النبي عليه السلام في الشأن الحربي عن قطع شجرة أو قتل حيوان أو المثلة بعدو.


من جهة أخرى يشعر المسلمون في قرارة أنفسهم بأن الولايات المتحدة تستحق بعض العنف الذي يمارس ضدها وذلك ضمن حسبة المعاملة بالمثل، فالولايات المتحدة كانت وما تزال تقتل الشعوب بهدف تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية بعيدة المدى، ومن حق المسلمين أن يردّوا القتل بالقتل، والعنف بعنف مضاد، دفاعا عن النفس والكرامة وليس أكثر.


وبظني أن اغلب المسلمين يعانون من دوار كبير في تحديد الموقف القاطع مما حدث ويحدث في المنطقة، إذ استطاعت القوى الإسلامية المتشددة أن تنفس عن غضب جمهور عريض من المسلمين بطريقة أو أخرى، وبالرغم من اختلافي مع منهج العنف الإسلامي ومع تأسيساته الفكرية التي يقوم عليها، إلا أنني أعده صنيعة الواقع السياسي العالمي القائم على فرض القوة وهتك سيادة الدول، والمتمترس خلف قانون دولي يحمي أطماع الكبار الذين يمتلكون وحدهم حق العيش بحرية وأمن وكرامة.


من المؤكد أن الأسوياء لن يقبلوا الإرهاب وقتل الأبرياء وسيلة ضغط سياسية، ولكن أي عاقل أيضا لن يقبل أن يعالج إرهاب الأفراد والجماعات المغمورة بإرهاب الدول، ومما يثير الاستغراب أننا لازلنا نعتقد وببساطة، أن لحظة القضاء على العنف هي لحظة القضاء على مجموعة أشخاص ينتمون لتيار الإسلام المتشدد، أو بضع منظمات سياسية معارضة، وما يجب أن نقرأه بعقول مفتوحة أن هؤلاء عبروا عن غضب الشارع الإسلامي من السياسات الأمريكية التي تحظى إسرائيل في ظلها بدعم سياسي وعسكري واقتصادي ليس له نظير.


بل وأعتقد أن الكثيرين هنا لا يجدون فرقا في الطبيعة، بل في الدّرجة فقط، بين عمليات التفخيخ وبين توفير غطاء سياسي وقانوني دولي للمذابح التي ترتكبها القوات الإسرائيلية يوميا في الأراضي المحتلة.


لا يكفي اليوم أن نقول اننا ضد العنف، أو أن نلاحق نتائج العنف ونعتقل أنصاره، فهذه ليست بطولة، وإنما البطولة تكمن في القدرة على البحث جيدا في الأسباب التي دفعت هؤلاء لامتشاق السلاح والتضحية بالمال والنفس والوطن دون شعور بالذنب أو إحساس بالألم.


ولو تمعنا في أسباب العنف لفوجئنا بأن أرضية خلق " القنابل البشرية المفخخة" قوية في مجتمعاتنا، ليس لأن الإسلام عنيف، بل لأن الواقع السياسي العالمي يدفع في اتجاه التصادم بين المنظومات المختلفة.


بالطبع ليس المقصود تبرير العنف الذي تمارسه قوى إسلامية متشددة ضد الآخرين، إذ تبدو المشكلة في جوهرها أكثر عمقا، فهذه القوى تمتلك كل المبررات الشرعية لتجاوز اجتهادات علماء الأمة وحكمائها، الأمر الذي يغنيهم عن الالتفات إلى آرائنا مهما وجدناها نحن شرعية وجديرة، فلديهم كل ما يدعم رأيهم من كتاب مخطوط أو كُرّاس سري، أو شيخ قصير النظر.


وإنما الأجدر بالذين يرهبون أعمال العنف ويخشون أن تأكلهم نارها، ويبتغون بسط السلم الاجتماعي، المبادرة لعقد المصالحات الوطنية عبر فتح منابر التعبير عن الرأي والاستماع لكل أبناء المجتمع دون تصنيف أو تضييق، فلا أكاد أجد فرقا بين المجتمعات المستقرة والمجتمعات المتوترة سوى كون الأولى تمتلك القدرة على تلمس عثراتها وتصحيح مساراتها قبل انقضاء الفرصة، فيما تتستر الثانية على أخطائها وأزماتها الذاتية حتى تتضخم وتنفجر وينفجر معها المجتمع على شكل حروب وصدامات وأعمال عنف يومية.

* كاتب كويتي
[email protected]

 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟