أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - نحو وطن ديمقراطي














المزيد.....

نحو وطن ديمقراطي


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 546 - 2003 / 7 / 28 - 03:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثلاث معوقات أساسية تقف أمام إنجاز برلمان حضاري كما يأمله أبناء المجتمع :

 

 

    العائق الأول : عدم إستقرار التجربة السياسية .. فمن المعلوم أن أي تجربة سياسية تحتاج إلى فترة من الإستقرار حتى تتحول إلى تقليد سياسي ثابت ينعكس على سلوك الناس وحياتهم اليومية . وهذا الثبات لم يتوفر للتجربة السياسية الكويتية ، بل ظل التعثر في التجربة هو السمة الأبرز ، الأمر الذي حرمها من النضج المنتظر ، وهكذا بدأت الديمقراطية كتجربة حقيقية ولكنها ظلت في طور التجربة ولم تنتقل إلى حالة الإستقرار ، وستظل كذلك طالما استمر الأداء السياسي ضعيفا ومرتبكا وهشا ولا يمكن أن تتحول إلى مرحلة الثبات ما لم تتوفر إرادة جدية لتحمل نتائج الديمقراطية مهما كانت قاسية على مصالح البعض ، إذ هي في المحصلة العامة ستفد بالخير على الجميع .

 

    لذلك فإن عدم إستقرار التجربة السياسية سيحرم الناس الحد الأدنى من الوعي بحقوقهم وبمدى ما يمتلكون من صلاحيات للمشاركة في صنع الواقع السياسي ، فثمة خوف دائم من التوغل في النقد خشية تجاوز الخطوط الحمراء التي ليس لها نص في الدستور لكنها تخضع لمزاجية سياسية .

 

    العائق الثاني : غياب الحركة الإصلاحية .. رغم مرور البلد بالعديد من الإخفاقات والإنسدادات السياسية ورغم مرورها بكارثة سياسية وأخرى ، إلا إنا لا نزال نقنع أنفسنا بأننا شعب ملائكي نرجسي ، وإنا نعيش في مدينة فاضلة ، نعد الناس بالأفضل وبمستقبل أكثر إشراقا ، ليصحون على واقع سيئ ومستقبل غامض ، وأعباء حياتية ضاغطة سحقت الطبقة الوسطى وأصحاب الدخول المحدودة وأشغلتهم في تأمين حياتهم وحياة أبناءهم حتى غُيبوا عن المشاركة في الحياة السياسية وقبلها عن الحياة المحترمة ، ورغم ذلك لم يبادر المعنيون حتى الآن إلى عقد مؤتمر وطني يعالج الإشكاليات السياسية في البلد ، نعم هناك صراخ بصوت عال تستخدمه بعض القوى والشخصيات خلال فترة محددة تحقيقا لأهداف ومصالح انتخابية ، وهناك أحاديث متفرقة في أماكن مغلقة ومحدودة ، في وقت تحتاج البلد فيه إلى مؤتمر وطني يتدارس هذه الإشكالات بعيدا عن التحزب وبعيدا عن الجدل الأيدلوجي وبعيدا عن التجاذبات المذهبية والطائفية .

 

    ننتظر مؤتمرا يخرج لنا بكفاءات ودماء جديدة تتعاطى السياسية بطريقة منتظمة ، وتتجاوز مرحلة الهواية وتحقيق المكاسب الضيقة ، ويعمل على إعادة تأهيل القوى السياسية لتتعاطى مع السياسة من منظور قيمي يعلي من شأن المصلحة العامة ، ويعلي من شأن البناء الداخلي ، ويجعل الجهد مبذولا في خلق بيئة سياسية تمنع نشوب صراعات على الأمور الشكلية والصغيرة والمسميات وتتوجه إلى الغايات الكبيرة والمستقبلية .

 

    العائق الثالث :  عزلة أهل الفكر .. الذين يتصدون للعمل السياسي في البلد هم ممن استغرقهم الجانب العملي ، والتنافس الحركي ، والدخول في صفقات وتحالفات وتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية أو قبلية أو طائفية ، وبغض النظر عن تقييمنا لهؤلاء ( فمنهم المحسن ومنهم المسيء )  فإن تطوير العمل السياسي في البلد ووضع أجنده وطنية يستلزم إنتاج مفاهيم سياسية جديدة وملائمة لزمن التطور ، وهي المهمة التي يقوم بها أهل الفكر والمهتمين بالشأن الثقافي ، والشأن الإجتماعي ، فهم من يمتلك القدرة على قراءة الساحة وإفرازاتها بطريقة صحيحة ، وهم الأقدر على تشريح الواقع السياسي والإجتماعي والمفاهيمي وبناء قواعد صلبة وخطاب ملائم للمرحلة .

 

    على أن ثمة ما يحول دون فاعلية هذه الفئة ، فمن جهة تشعر النخبة المثقفة بإنعزالها عن الجمهور ، فلا تزال أحد الحقائق الثابتة في مجتمعاتنا أن أهل الفكر ليس لهم مكان بيننا ، ولذلك إنزوى أغلبهم ليس فقط عن المشاركة العملية بل حتى عن المشاركة في الكتابة بالصحف اليومية أو ترشيد الحالة السياسية لقناعة تامة بأن القارئ يفضل الكتابة الساخرة ، والهامشية ولا يعتني بالهموم الحقيقية ، لا سيما تلك التي تتصل بنقد المجتمع ، والواقع القائم الذي يعنيهم .

 

    وبظني أن الكثير من الكفاءات وأصحاب الخبرة والرأي لن تعود فاعليتهم إلا عبر خلق مناخات سياسية واجتماعية ملائمة ، يشعرون من خلالها برغبة المجتمع في تطوير ذاته ، ورغبة القوى السياسية في النهوض بالمجتمع ، وعدم إستهدافهم أو دفعهم للميل إلى هذه الكفة أو تلك من القوى المتصارعة المعلومة في المجتمع .          إن الرغبة في إنجاز برلمان حضاري يواكب المرحلة لن يتم دون توفير وطن ديمقراطي يتيح لأبناءه تأسيس تجربتهم وفق ما يتمنونه جميعا ، وضمن مناخ عام يحث على البناء ويعتبره عملا وطنيا لا يقل أهمية ولا درجة عن مقاومة الاحتلال أو الاستشهاد في سبيل القضية ، والقضية في هذه المرحلة هي بناء الوطن وترشيد مساره .

 

*  كاتب كويتي

[email protected] 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - نحو وطن ديمقراطي