أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - ميثاق سياسي














المزيد.....

ميثاق سياسي


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 03:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


   

نبَّهت عريضة رفعتها مجموعة ليبرالية إلى رئيس مجلس الوزراء إلى ضرورة إنهاء سياسة الانحياز الحكومي الكامل لتيار التخلف ( التيار الإسلامي ) ، واستنهض كاتب وطني السلطة يطالبها بضرورة تحجيم التيار الديني الذي تغلغل في كل أجهزة الدولة ، فيما بادرت مجموعة إسلامية لتحذير السلطة من دعم مساعي ليبرالية لإقرار حقوق المرأة السياسية في الكويت ، وتوسل فريق آخر بالدولة لمصادرة الكتب المخالفة وتقييد العمل الثقافي في البلد .

 

    وقبل فترة ليست طويلة دعت منظمات وجهات ليبرالية في دول خليجية وعربية حكوماتها ، للوقوف أمام عمل " اللجان الخيرية " وضرورة تضييق الخناق على الأنشطة الدينية بإعتبارها سبب " الظاهرة الطالبانية " ، بينما توسل المحافظون في إيران بالسلطة لإغلاق الصحف الإصلاحية أو تقييدها بدعوى أنها سبب " ظاهرة التغريب " التي تفشت في العواصم الإسلامية .

 

    وفي مصر لازالت المعارك مشتعلة بين الأطراف المختلفة ، على تضييق أو توسعة مساحة الحريات العامة ، على السماح أو مصادرة الكتب الثقافية والدينية ، على تقييد أو تأييد التعليم الديني ، ويتوسل كل تيار من التيارات بالسلطة لضرب أو تحجيم التيار المخالف .

 

    وتعتقد كل الأطراف أنها محقة في موقفها ، فطالما الخصم كان " إسلاميا متخلفا " من وجهة نظر ليبرالية ، أو " ليبراليا رجعيا " من وجهة نظر إسلامية ، فإن الوسائل المستخدمة لإلغائه هي مشروعة سلفا ، ولا غبار عليها ، وعليه فلا يوجد ما يمنع من التوسل بالسلطة أو غيرها  لتحقيق الهدف المنشود .

 

    على أن لجوء تيار ما للدولة لإلغاء تيار آخر لا يمكن أن يكون عملا مشروعا في الميزان السياسي ، إذ هو في أبسط الظروف يوفر مبررا كافيا لتعسف الدولة في إستخدام القانون وتقييد الحريات ، وإلغاء أي طرف من الأطراف بمباركة الجهات الأخرى ، وإن تدخلت الدولة اليوم لتحجيم نفوذ التيار الإسلامي بمباركة ليبرالية ، فان الدور القادم سيشهد تحجيم للتيار الليبرالي بمباركة إسلامية .   

 

    سيهلل الإسلاميون فرحا لتدخل الدولة في منع روايات وكتب محسوبة على التيار الليبرالي ، وسيشجعون الدولة والوزير المختص على جرأته في منع الفساد الفكري والثقافي ، لكنهم سيفاجئون في الأيام التالية بان الدولة وربما ذات الوزير تدخل لمنع كتبهم ، أو منع ندواتهم الدينية و الدعوية ، فمبرر التدخل في الحياة الثقافية أصبح في يد السلطة وليس في يد المجتمع .

 

    والأصل أن يقف الجميع ضد تدخل الدولة في الأنشطة الإجتماعية والثقافية والأهلية السياسية ، ويتوافق الجميع على ( ميثاق سياسي ) لحل النزاعات بعيدا عن سلطة الدولة وليس عبرها ، فالدولة بطبيعتها ميالة للتدخل في كل شؤون الحياة اليومية للمواطن ، وما يمنعها هو رغبة وموقف القوى السياسية وعملها لتقليل مساحة تدخل الدولة في شؤون المجتمع ، وإلا فهي تمتلك كل الوسائل والأدوات اللازمة للتدخل ، بل وكل الأدوات اللازمة لمعاقبة أي طرف أو تحجيم دوره .

 

    إن الخروج من هذه المعضلة لن يتم دون تقليل فرص تدخل الحكومة في تحجيم دور القوى السياسية والأنشطة الإجتماعية والثقافية ، والعمل من اجل الخروج بمزيد من القوة السياسية لصالح المجتمع ، وإعادة السلطة لحجمها الطبيعي ، فالدولة لها مجالها الذي تتحرك فيه والذي يجب أن لا يصل إلى مكتسبات الناس وحقوقهم الأصيلة ، وعلى القوى السياسية أن تخرج بموقف موحد ضد أي محاولة لتدخل الدولة بما يؤدي الآن بالبعض وبالجميع في المستقبل إلى تقييد حرياتهم ، وافتقاد استقلاليتهم المطلوبة .

 

* كاتب كويتي



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع .. تعيش إنت !!
- العراق وبناء الدولة الحديثة
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب
- العنف يبني مجده بالعنف.
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - ميثاق سياسي