أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - العنف يبني مجده بالعنف.














المزيد.....

العنف يبني مجده بالعنف.


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 551 - 2003 / 8 / 2 - 02:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


ثلاث نظريات لمواجهة العنف الذي يغلف حاضر المسلمين ومستقبلهم القريب بالسواد والضبابية الشديدة، الأولى تعتمد «الضربة القاسية» والثانية تعتقد بـ «تبادل العنف» والثالثة تذهب إلى ضرورة تجفيف منابع التطرف.


النظرية الأولى: «الضربة القاضية» وهي سياسة الردع التي تمارسها الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب كما عملت في أفغانستان والعراق أخيرا، وتبدو هذه النظرية سيدة الاختيارات في مواجهة التطرف، ورغم أنها اختيار يوجع ويؤلم المنظمات الإرهابية إلا أنه لم يثبت فاعليته أو قدرته على استئصال الإرهاب من جذوره. ورغم أن النظامين الأفغاني والعراقي تم إسقاطهما بالضربة القاضية وبالصدمة والترويع، إلا أن العنف بصورة عامة لا يزال يحتفظ بحيويته ونشاطه، بل وربما يصح القول إنه يشهد رسوخا أكثر وتفننا في استحداث طرق التخريب والتدمير والمواجهة.


النظرية الثانية: «العنف المتبادل» وهي نظرية تعتمد مواجهة الجماعات العنيفة برد فعل عنيف مواز، ويظهر من التتبع السريع لنشوئها بأنها نظرية ولدت في أحشاء المخابرات العربية، واعتمدتها غالبية الأنظمة العربية والدول الإسلامية.


ويبدو لي أن نظرية العنف المتبادل ليست أسلوبا محبذا عند أجهزة المخابرات والبوليس السري العربي فقط، بل أيضا محبذة عند الجماعات المتشددة، التي تشعر بأنها تعيش مرحلة جهاد حقيقي وعملية « كر وفر» ومقاومة وصمود وتحد، كما أنها تتيح لقيادة هذه الجماعات فرصة توجيه خطاب تحريضي تعبوي جيد لأفرادها.


ومن ناحية أخرى يستمر أعضاء الجماعات المتطرفة أسارى للقيادة المتشددة رغما عنهم، إذ لن يكون بمقدور أي فرد التراجع عن موقفه المؤيد والمتضامن مع الجماعة، فهو من جهة يخضع للملاحقة من الجهات الأمنية، ومن جهة أخرى يشعر بأنه منبوذ من المجتمع، وهو الشعور الذي تستثمره قيادة الجماعة للحفاظ على وحدة صفوفها واستمرار أعضائها واستغلالهم في أحيان كثيرة.


ولو درسنا ظروف انعزال الكثير من جماعات العنف التي أضحت منبوذة من قبل مجتمعاتها وشعوبها، وتبنت الآراء الشاذة رغم ضررها وإساءتها للواقع الاجتماعي والثقافي، لوجدناها قد وقعت تحت تأثير ظروف شبيهة بظروف الجماعات المتشددة اليوم، ومن أبرزها شعور الأفراد بانغلاق خط العودة أمامهم، وضياع فرص إعادة التأهيل وفقدان القدرة على التعايش مع غيرهم.


أما النظرية الثالثة: «تجفيف منابع العنف» فتتم عن طريق إيجاد قنوات تنفس من خلالها التيارات المتشددة من غضبها، ومحاولة تفهم احتياجات ومطالب هذه الجماعات حتى تنعدم مبررات العنف، وتنغلق أسبابه، وأظنها النظرية الأنسب للحد من ظاهرة التطرف المتنامية.
على أن تفعيل هذه النظرية لا يقع على عاتق أجهزة الأمن والشرطة والقوات المسلحة والبوليس السري، بقدر ما تقع على عاتق المثقفين وأصحاب الرأي وعلماء الدين والوجهاء والجهات التربوية والتعليمية، وعلى الدولة أن تفتح كافة المنابر الإعلامية ليتمكن هؤلاء من إيصال رسالتهم الثقافية والتوجيهية لأكبر قدر ممكن من الجمهور.


هناك دور أكبر يقع على عاتق هذه القوى يتمثل في أهمية تشييد المجتمع المدني، وتقوية أركان المؤسسات الأهلية التي تتكفل بالحفاظ على تماسك المجتمع وتعيد له عافيته المنشودة.
فالمجتمع الحي هو وحده الكفيل بالقضاء على بؤر التوتر ومنابع التطرف، ومقاومة الأفكار السلبية والانعزالية التي تتضخم وتظهر بعد فترة زمنية على هيئة «جماعات عنف» و«فرق تكفير»، وتوفر قابلية واستعداداً لدى شريحة كبيرة من الشبيبة للموت فنفقدهم ويفقد المجتمع استقراره.

* كاتب كويتي

 

 



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟
- هل يحقق المجلس طموح العراقيين ؟
- نحو وطن ديمقراطي
- نحو برلمان حضاري
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد شهاب - العنف يبني مجده بالعنف.