أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - الفتنة الصحفية.. الكبري!















المزيد.....

الفتنة الصحفية.. الكبري!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 13:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


وقعت الفتنة بين الصحفيين فجأة ودون مقدمات وبلا ضرورة، في وقت كنا نحاول فيه إيقاف «الحرب الأهلية» الصحفية الدائرة بين «أفراد» هنا وهناك.. فإذا بها تتحول إلي حرب بين «مؤسسات»!
والسبب؟!
السبب هو قرار دمج بعض مؤسسات من «الجنوب» في مؤسسات «الشمال».
والقرار في حد ذاته ربما يكون صحيحا، أو علي الأقل يمكن أن يكون به قدر من المنطقية من وجهة نظر من اتخذوه.
لكن الطريقة التي تم اتخاذه بها هي المسئولة عن هذه النزاعات والصراعات التي ازدادت حدتها يوما بعد آخر، وتضخمت مثل كرة الجليد التي تكبر كلما تدحرجت.
فرأينا زملاءنا في مؤسسات «الشمال» يقومون بالتظاهر احتجاجا علي قرار الدمج، انطلاقا من أسباب متنوعة:
فهناك من رأوا في ذلك اقتئاتا علي «حقوقهم» المكتسبة، لأن القرار يعني تحميل مؤسساتهم بـ«عمالة زائدة» تشاركهم في كعكة لم يتعبوا في صناعتها.
وهناك من رأوا أن القرار بمثابة مكافأة لإدارات فاشلة أخفقت في النهوض بمؤسساتها وعقابا لادارات ناجحة جعلت مؤسساتها تربح وتزدهر.. وبدلا من معاقبة الفاشل ومكافأة الناجح تم خلط الحابل بالنابل دون بحث لجذور الخسارة هنا وأسباب المكسب هناك.
وهناك أقلية نظرت إلي الزملاء القادمين من مؤسسات الجنوب نظرة متعالية ومتغطرسة تستنكف مساواتهم بهم رأسا برأس، ليس من الناحية «الطبقية» فقط، وإنما من الناحية «المهنية» أيضا.
وفي مقابل احتجاجات المنتسبين إلي المؤسسات الصحفية الكبري التي يطلق عليها اسم مؤسسات الشمال، كان طبيعيا أن تندلع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية للمنتسبين إلي مؤسسات الجنوب دفاعا عن كرامتهم المهنية والشخصية، مؤكدين علي حقيقة أنهم لم يكونوا هم الذين طلبوا الدمج، كما انهم لم يكونوا هم المسئولين عن السياسات الإدارية الفاشلة التي ألحقت الخسائر المستمرة بصحفهم.
وبين الجانبين... وقفت نقابة الصحفيين في موقف تحسد عليه، حيث صدر هذا القرار من وراء ظهرها، ودون استشارتها فيه، أو أخذ رأيها رغم أن الموضوع يخصها قبل أي جهة أخري باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لجموع الصحفيين!!
وعندما طالبت بالرجوع إليها والتريث من أجل إعطائها الفرصة لدراسة الوضع والتدخل من أجل حل يكفل الخروج من هذا المأزق، كان السيف قد سبق العزل، ولم يستمع أحد إلي طلب مجلس نقابة الصحفيين، وهذا أمر خطير في حد ذاته، لتستمر الأزمة وتتفاقم أكثر وأكثر.
ولأن الأمور خرجت من يد النقابة، أو بمعني أصح وأدق لأن النقابة قد تم شل يدها عن التدخل في الأمر، فإن الكرة أصبحت في ملعب البيروقراطية هنا وهناك .
وما أدراك ما البيروقراطية في مصر!!
فهي في كل بلاد العالم «خادم».. لكنها في بلدنا «سيد».. بل هي «سيد مفتري».
فضلا عن قدرتها الجهنمية في الالتفاف حول أي قرار وتفريغه من مضمونه إذا لم يكن علي هواها، وعجزت عن إجهاضه من البداية، فهي إذا لم تستطع المواجهة والرفض الصريح فإنها تملك أن تراوغ وتلف وتدور حتي تتمكن من «تطويع»، القرار الذي جاء علي غير هواها وتحويله لصالحها إن لم تجعل وجوده كعدمه.
وفي حالتنا تفتق ذهن البيروقراطية في المؤسسات الصحفية القومية، وبالذات مؤسسات الشمال، عن حيلة مبتكرة.
فهي لم ترفض قرار مجلس الشوري النائب عن المالك.
لكن لان القرار ليس علي هواها بالكامل فإنها تحايلت عليه بطريقتها.
وجراب الحاوي البيروقراطي فيه ما فيه!!
ومن بين ما فيه قبول الزملاء القادمين ـ علي غير إرادتهم ـ من مؤسسات الجنوب، لكن مع إبعادهم إلي «المنفي»!!
ويمكن أن يكون هذا «المنفي» في قليوب مثلا، أو في أي مكان آخر.
المهم ألا يسمح لهم بالدخول من «بوابة القصر»، ويكفيهم استعمال «سلم الخدم»، وتناول طعام السادة في «المطبخ»!
لتندلع بذلك جولة أخري من الحرب الأهلية بين «المؤسسات»، الصحفية القومية، في وقت تحتاج فيه الجماعة الصحفية، والجماعة الوطنية عموما، إلي التماسك والبحث عن «مشتركات»، أو «قواسم مشتركة»، لمواجهة التحديات العديدة والمتنوعة والتي هي أكثر من الهم علي القلب، والتي تهدد الجميع دون تفرقة بين شمال وجنوب.
وقد كنا في غني عن الدخول في هذه الدوامة من الحروب الصحفية الضارة وغير الضرورية، إذا كان قد تم إشراك نقابة الصحفيين في عملية صنع القرار من البداية، وإذا كان قد تم اشراك مجالس الإدارات والجمعيات العمومية وغيرها من الهياكل القيادية واعطائها الفرصة لممارسة صلاحياتها المقررة نظريا.
وقد أثبتت التجربة أن هناك مبادرات طيبة يمكن القيام بها غير الفرمانات البيروقراطية، منها علي سبيل المثال مبادرة الزميل الأستاذ حسن الرشيدي رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعاون ورئيس تحرير جريدة المسائية عندما قام بتحرك غير مسبوق وغير تقليدي وشكل لجنة من صحفيين من خارج مؤسسته لتقييم المستوي المهني للزملاء المتدربين والمنتظرين للتعيين بـ«المسائية»، قبل الدمج. وكان لي شرف المشاركة في أعمال هذه اللجنة.
وبالطبع فإنه كرئيس لمجلس الإدارة يملك حق الاستغناء عمن يشاء من هؤلاء الزملاء المتدربين، لكنه ضرب مثلا جيدا باعتماد معايير مهنية تكون هي الفيصل في ظل شفافية كاملة. وهذا من شأنه منع احتقان كان ممكنا أن يحدث إذا ما كان هناك اصرار علي التعامل البيروقراطي علي الوضع.
ولو أن قرار الدمج الذي تسبب في هذه المشاكل الحالية قد سبقه تشاور وحوار ديموقراطي بين الأطراف المعنية لما حدث ما حدث.
والمسألة الثانية ـ غير أسلوب اتخاذ القرار ـ مسألة موضوعية نرجو أن يلتفت لها من يتصدون لهذا الملف المعقد والذي لن يكون ممكنا حل معضلاته بمجرد قرارات إدارية.
هذه المسألة الموضوعية هي أن المؤسسات الصحفية القومية قد ظهرت في سياق سياسي واقتصادي واجتماعي معين. هذا السياق قد تغير بصورة جذرية. وعلي سبيل المثال فإن هذه المؤسسات الصحفية القومية كانت ثمرة سياسة التأميم وسياسة الحزب الواحد، اللتان لم يصبح لهما وجود علي الاطلاق. أي أن المؤسسات الصحفية القومية قد انتفي سبب وجودها فضلا عن انها لم تعد الوحيدة في الساحة مثلما كان الحال في ستينيات القرن الماضي، بل أصبحت هناك إلي جانبها صحافة حزبية وصحافة خاصة وصحافة الكترونية وصحافة تليفزيونية.. أي دنيا غير الدنيا. وهذا يعني أنه أصبحت هناك حاجة موضوعية لإعادة النظر بصورة جذرية في ميراث ماض ولي والارجح أنه لن يعود.
وعلي الجماعة الصحفية أن تكون مدركة لهذا السياق الموضوعي وأن تبحث عن إعادة هيكلة بنيوية وتشريعية لبلاط صاحبة الجلالة، بما يصون المهنة، ويعزز حريتها، ويطور أداءها، ويعيد عرشها المفقود، ويحافظ علي كرامة أبنائها، بدلا من الانزلاق إلي حرب أهلية صحفية «شخصانية» أو «مؤسساتية».




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية 2-2
- مبادرة -القلعة-.. هل من مزيد؟!
- في عام 2002 دق »تقرير التنمية الإنسانية العربية« نواقيس الخط ...
- أسماء .. الفلسطينية!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية
- قراءة سريعة في تقرير مهم (3 3)
- وهم حوار الحضارات
- سيد القمني.. وجائزته الملغومة
- قراءة سريعة في تقرير مهم (2):
- وصمة عار وشعاع أمل:لبنى .. السودانية
- قراءة سريعة في تقرير محترم (1)التقرير السنوي السادس للتنافسي ...
- ما رأى بشير عقيل؟!حسنة وأنا سيدك!
- مروه.... -النوبية-
- أيها المصريون: اعقلوا قليلا!
- جنيه 2005 العجيب
- وصف مصر بالمعلومات
- دماء على أرض مصر
- مفارقات القبض علي عبدالمنعم أبو الفتوح!
- بعد رواج مزايدات المتاجرة بدماء مروة الشربيني متي نعلن الحرب ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - الفتنة الصحفية.. الكبري!