أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمه قاسم - هل انتهى زمن المعجزات ؟














المزيد.....

هل انتهى زمن المعجزات ؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 10:32
المحور: كتابات ساخرة
    


العلاقات الفلسطينية الداخلية تتدهور بشكل غير مسبوق، والقطيعة الفلسطينية الحاصلة اليوم بين حركتي فتح وحماس، وبين السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله والحكومة المقالة في غزة تتفوق حتى على الانقسام نفسه.

وهذه القطيعة بطبيعة الحال، لها تداعيات، وهذه التداعيات نراها جميعا، ونعرف مدى خطورتها، والمنحدر الذي تدفعنا إليه، ولكننا نقف حتى الآن عاجزين عن وقف التدهور، وهذه اللغة الأكثر خطورة، ذلك أن كل الأطراف في الدنيا مهما كان حجمها او تعدادها، يمكن أن تجد نفسها في مشكلة معقدة في لحظة ما، ولكن المحاولات تجري، والجهود تبذل، للوصول إلى حل، أما أن يسلم الجميع بالعجز، فهذا هو عنوان المرحلة الفلسطينية الحالية، العجز عن وقف التدهور، العجز عن إنهاء الانقسام، العجز عن تحقيق المصالحة، ولكن الأخطر هو العجز عن وقف عملية التدمير الذاتي القائمة الآن على قدم وساق، مثل ما يحدث هذه الأيام، حيث يتحول الفلسطينيون في الضفة والقطاع إلى رهائن بين يدي قرارات انفعالية، ضيقة الأفق وتدميرية في آن واحد.

كنا نراهن حتى اللحظة الأخيرة على نجاح الحوار الوطني، وإذا بالحوار يتوقف، ويتجمد، ولم يعد يؤمن به وبرعاته الأشقاء المصريون، ولم يعد يريده أطرافه وهم الفلسطينيون، وهكذا سقط الرهان، وسقط الحوار نفسه.

وكنا نراهن على إعادة الإعمار، وإيجاد الصيغة الملائمة لذلك، والقدرة على استقطاب المجتمع الدولي لكي يساعدنا على إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وقد تمخض الرهان عن لا شيء، لدرجة أن الفلسطينيين أنفسهم أصبحوا يائسين من إعادة الإعمار، وأصبحوا يتحدثون عن بيوت من طين، وعن استبدال الخبز بالكرامة، واستبدال البنية التحتية بشعارات الصمود والتحدي، وهكذا في متوالية من الفشل لا تتوقف أبداً.

وكان آخر الرهانات، أن تنجح الجهود الوطنية، والوساطات الخارجية في تمكين أعضاء فتح من أبناء قطاع غزة، من المشاركة في مؤتمرهم السادس في بيت لحم بعد ثلاثة أيام فقط، ولكن الصورة انقلبت، والتهديدات الملتهبة حلّت بدل أناشيد المحبة، وكل شيء انقلب إلى ضده، فالكل يركب رأسه، والكل العاجز عن الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي يرى نفسه في إيذاء الشقيق، وتعميق الجراح الوطنية، وبدلاً من الاعتراف بالخطأ وان ما حدث يؤدي الى الكارثة، يجري الان المزيد من التصعيد ورفع سقف شروط الحوارالتي تؤدي الى استحالة الحوار.

نحتاج إلى معجزة للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي،
ونحتاج إلى معجزة للإنقاذ من التجاذب الإقليمي،
ونحتاج إلى معجزة للخلاص من صراعنا الداخلي،
فهل المعجزة موجودة، أم انتهى زمن المعجزات؟
أين ذهبت العقول الحكيمة؟
أين ذهبت القلوب الكبيرة؟
أين ذهبت السواعد الشجاعة؟

العلاقات الفلسطينية الداخلية تتدهور بشكل غير مسبوق، إنها تشبه جسراً حديدياً تقطع وسقط في مياه النهر العميقة، وكل من على الجسر مهددون بالدمار.

والمعجزة أن نحاول، أن لا نيأس من المحاولة، وأن لا ننقلب على أنفسنا ونمزق بعضنا مثل قطيع الذئاب المجروحة التي تقتل بعضها بدل أن تقتل عدوها الذي أصابها بالجراح وعمل دائما على انهاء وجودها.

تعالوا نحاول،ونحن نخرج من مؤتمر فتح وتجربته التي نجحت، ، في الفصائل الصغير منها والكبير، وخارج الفصائل أيضاً، تعالوا نحاول في كل وقت وكل مكان، لا بد من المحاولة، ولا يأس مع المحاولة ولا يأس مع الحياة، ومادام الناس أحياء، ويثقون بأنفسهم، ولديهم مشروعهم الوطني، ولديهم قضيتهم العادلة، فإن زمن المعجزات لن ينتهي أبداً.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية
- إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية
- الفقر ودروبه الخطرة
- غزة الان تحت الضغط أو تحت الخطر من جديد
- بسرى البربري مشوار طويل وقدرة مذهلة
- ذاكرة لا تنسى وحق لايموت
- حل الدولتين مفتاح السلم ام مفتاح الحرب؟
- حب على الطريقة الفلسطينية
- أقبل الليل
- وكالة الغوث وتعويضات أضرار الحرب على غزة


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمه قاسم - هل انتهى زمن المعجزات ؟