أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ذاكرة لا تنسى وحق لايموت















المزيد.....

ذاكرة لا تنسى وحق لايموت


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النكبة الفلسطينية في ذكراها الحادية والستين، تبدو أكثر حضوراً وسطوعاً في حياة الفلسطينيين، وفي مفاصل السياسة الدولية، وهذه واحدة من ملامح العبقرية في القضية الفلسطينية التي كان أعداؤها، والمتآمرون ضدها، يراهنون على النسيان، وبعد واحد وستين سنة، وعلى امتداد واحد وستين سنة، يسقط هذا الرهان المضاد، رهان النسيان، وتتوهج ذاكرة النكبة الفلسطينية، والقضية الفلسطينية، والحق الفلسطيني، بالمزيد والمزيد من الحضور السياسي وفي ذاكرة الأجيال .

لماذا؟

هناك أسباب ووقائع كثيرة وراء انتصار ذاكرة النكبة الفلسطينية:
 هناك أولاً وقبل كل شيء ذاكرة الفلسطينيين الشفهية التي نقلوها من جيل إلى جيل، ومن شتات إلى شتات، حتى أصبحت وكأنها نوع من الجينات الوراثية.
فهؤلاء الفلسطينيون حين تواطأت ضدهم الحركة الصهيونية والأهداف الاستعمارية للدول الكبرى، وقدمتهم ضحايا للمنتصرين في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فوجدوا أنفسهم بلا وطن، وبلا كيان، مشتتين تتخاطفهم الأحداث الرهيبة، فهم لم يهربوا من الموت من أجل استمرار الحياة فقط، بل هم أخذوا معهم أشياء الذاكرة، وعناصر العدالة الكامنة في حقهم العادل، ومرارة التجربة، وحكاياتهم الحية عن وطن ذبح وهم فيه، واغتصب وهم يشاهدون اغتصابه، ويحاولون، ويستشهدون،لمنع ذلك ولكن بلا نصير، وهذه الذاكرة الشفهية التي حملوها معهم أصبحت فيما بعد هي الحقيقة الكبرى المقدسة عند أجيالهم، ذاكرة احتفظت بمفاتيح البيوت، وكواشين ملكية الأرض، وأطلقت اسم الوطن فلسطين بمدنه يافا وحيفا وبيسان ...الخ على أسماء أبنائهم الذين ولدوا في المنافي، وعائد وعايدة، ونضال وكفاح وعودة وصابر وصابرين، واحتفظوا بألوان التطريز على ثيابهم، وجعلوا من كوفيتهم رمزاً وطنيا، ومن الشهادة احتفالية تشارك فيها الأرض والسماء، وحولوا نسمات الهواء حين تهب على خيامهم في الصيف والشتاء حاملاً لرسائل الوجع، وحاملاً لإضاءات الأمل، هذه الذاكرة الشفهية صنعت جدراناً صلبا ضد النسيان ، وجعلت من فكرة الميلاد الفلسطيني الجديد فكرة تلقائية تعيد تشكيل نفسها بآلاف الأشكال، حتى أصبح من المستحيل على الفلسطيني أن ينسى انه فلسطيني.
وهناك الفعل الصهيوني الإسرائيلي العنيف، المبالغ في العدوان إلى حد الاستهتار بالإنسان واستفزاز الروح عند الإنسان الفلسطيني، هذا القتل الصهيوني الإسرائيلي ، استمر منذ أول مذبحة نفذتها عصابات الهاجاناة ، والأرجوان، وغيرها، حتى آخر حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وهذا القتل الصهيوني الإسرائيلي العنيف، المتناقض مع كل الشرائع، والقوانين والاتفاقات، والتفاهمات، أعطى للذاكرة الفلسطينية وعيا إضافياً، ومصداقية وصوابية عالية المستوى، فالحق الفلسطيني تؤكده هذه الأفعال الصهيونية الإسرائيلية الغير عادلة، والباطل والعدوان، والظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين تؤكده هذه الأفعال الصهيونية الإسرائيلية المستعمرة.

• وهناك الحقيقة التي لم يستطع احد طمسها وبدأت تتكشف شيئاً فشيئاً، سواء في كتب وثائقية عالية المستوى من شهود لا يمكن دحض شهادتهم، مثل الكتاب الأشهر Palestinian Catastrophe الذي يحتوي كله على وثائق إسرائيلية أو وثائق الأمم المتحدة التي اعتمد عليها Michas Palunbo ، أو حتى الوثائق التي كتب عنها المؤرخون الجدد في إسرائيل، وبعض الكتاب والمفكرين العالميين أمثال اليهودي الأمريكي ألفرد ليلنتال، والمفكر اليهودي الأمريكي الشهير نعوم شومسكي، والمفكر الفرنسي روجيه جار ودي، والمفكر المجري كوستلر، ومئات من المفكرين والكتاب والباحثين، الذين تابعوا فصول النكبة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وذهلوا وأذهلوا العالم بحجم الحقائق المذهلة التي كان مسكوتاً عنها، والتي أظهرت أن هناك دولاً وأحزاب وشخصيات ، جميعهم لعبوا أدوارا، وارتكبوا خطايا لا تغتفر، في صنع النكبة الفلسطينية، وأن هذا الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني يجب أن يتم تصحيحه إذا أراد العالم أن يحل الأمن والسلام بهذه المنطقة من العالم.

ما هي النكبة الفلسطينية؟
إنها ببساطة أبشع الأعمال الإنسانية القذرة الظالمة، حين قام المجتمع الدولي، ممثلاً بقواه الكبرى، في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، بالتكفير عن جرائم يقولون أنهم ارتكبوها ضد اليهود في أوروبا، أطلق عليها اسم الهولوكوست " المحرقة"، حين قتلوا منهم أعداداً كبرى، لأسباب عنصرية محضة، وبدلاً من أن تدفع تلك الدول الثمن، فإنها تواطأت وجعلت الشعب الفلسطيني الصغير المسالم هو الذي يدفع الثمن، بأن مكنت الحركة الصهيونية من أن تستولي بقوة السلاح على أرض الشعب الفلسطيني، وتطرده تحت تهديد الموت، في عشرات من المجازر المتلاحقة، وقد اتضح أن هذا التواطؤ الأوروبي والأمريكي بعد ذلك، لم يتم لأسباب استعمارية بعيدة المدى ما تزال مستمرة حتى اليوم، راح ضحيتها هذا الشعب الفلسطيني بدون أدنى ذنب ارتكبه.
وأن هؤلاء اليهود الصهاينة ارتكبوا ضد الفلسطينيين أضعاف ما اشتكوا منه على يد النازيين وغيرهم في أوروبا.
النكبة الفلسطينية معناها، أن العالم الذي قدم حلاً ليس عادلاً حين قسم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين لإقامة دولتين للشعبين، فإنه قدم كل ما يلزم لقيام دولة إسرائيل، ولم يقدم أي شيء لقيام دولة فلسطين، وأن القرار رقم 181 الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947، نفذ منه ما يخص قيام دولة يهودية، دولة إسرائيل، وظل الشعب الفلسطيني بلا دولة حتى هذه اللحظة.
والنكبة الفلسطينية تعني، أن قرابة المليون فلسطيني الذين تم طردهم تحت تهديد الموت والمجازر من مدنهم وقراهم وبيوتهم في فلسطين في العام 1948، تكاثروا وأصبحوا قرابة عشرة ملايين، وظلوا مشتتين في مخيمات بائسة، ومنافي قاسية، بل إن العدوان الإسرائيلي ظل يلاحقهم بالموت والدمار حتى في مخيماتهم ومنافيهم، لا لشيء سوى أنهم يطالبون بحقوقهم، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي لم تنفذ مثل القرار 194 الذي ينص صراحة على عودة اللاجئين الفلسطينيين على وطنهم والتعويض عما لحق بهم من خسائر، النكبة الفلسطينية تعني أن هذا العالم وقواه الرئيسية يواجهون الاختيار السياسي والأخلاقي الأقسى، هل يرفعون الظلم عن الفلسطينيين، هل يعيدون إليهم حقوقهم، هل هناك إمكانية لمصالحة تاريخية حقيقية؟
أم أن النكبة ستظل تكرر نفسها بدورات من العنف الذي يدفع ثمنها الجميع، وبكراهية تفجر الحروب والمجازر، لأن الظلم الفادح الذي تعرض له الفلسطينيون لا يمكن التستر عليه وإخفائه هكذا ببساطة أو بحلول سطحية.
النكبة الفلسطينية في ذكراها الحادية والستين هي نداء إلى الضمير الإنساني بأن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم، وأن تكون قادرة على الحياة، وأن الإسرائيليين حين يقعون في براثن إغراء القوة، إنما يحكمون على أنفسهم وعلى هذه المنطقة بمزيد من الويلات والحروب والخسائر.

في ذكرى النكبة، نقول أنه بدون حل عادل، فإن الذاكرة لا تنسى، والحق لا يموت.
وان ذاكرة الأجيال الفلسطينية ستحمل ميراث الذاكرة ،ولا ندري قد تستطيع أن تفعل
أكثر مما فعلته الأجيال السابقة .

رئيسة صالون القلم الفلسطيني



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولتين مفتاح السلم ام مفتاح الحرب؟
- حب على الطريقة الفلسطينية
- أقبل الليل
- وكالة الغوث وتعويضات أضرار الحرب على غزة
- لحظات للبكاء
- ريحانة
- سراب
- هجرة الشباب بحثا جماعياعن حياة،أم طردا من الحياة
- تمرد القلوب
- أغنيةٌ للحب
- الطبقة العاملة ميراث من الماضي أم حقية متجددة
- حياتنا الاكاديمية بين وفرة الكم وندرة النوع
- يوم الطقل الفلسطيني
- كل عام وأنت لي
- عرفات الحاضر في المؤتمرالسادس
- القمة ودور للأمة
- الطفل بين ردع العقوبة وبناء الشخصية
- المدرسه والبيت قطبي منظومة التربية
- أمي يا أحلى الأسماء وأجمل الينابيع
- العرب تراجع أم وفاق


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ذاكرة لا تنسى وحق لايموت