أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غزة-ستان: بين حصار وحجاب














المزيد.....

غزة-ستان: بين حصار وحجاب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين وليّ الحجاج، أحد أكبر رموز الاستبداد في التاريخ العربي المجيد وأحد سيافي العروبة المشهورين الكبار، على "ولاية" العراق، أيام الانتشار المبارك للغزو البدوي باتجاه حضارات الجوار العظيمة، قام وخطب بالناس، متباهياً، بالقول: أيها الناس إنه من إحدى فضائلي عليكم، أنه قد ذهب عنكم الطاعون مذ وليتكم....إلخ، فما كان من إعرابي، من "إياهم"، إلا أن قام وقال له، إن الله أكرم، وألطفةمن أي يجمعك والطاعون علينا في ذات الوقت. كم تذكرت هذه "السالفة" من أيام السلف الصالح، وأنا أرى اليوم ممارسات طالبان العرب من "الإخوان" ضد شعب غزة الفقير المنهك، عبر تلك الفرمانات الطالبانية المضحكة التي بات الناس من خلالها يترحمون على أيام الاحتلال. لتظهر في ذات الآن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه تلك الجماعات الظلامية السلفية في تصوراتها ورؤاها لحكم الشعوب والتجبر والانفلات اللامحدود، وأن لا حدود البتة ولا قيود أمامها في إطلاق العنان لدولة الاستبداد الديني المطلق الذي يعتبر الاحتلال، ومن وجهة نظر واقعية، أكثر حداثوية وانفتاحاً مجتمعياً ، ورحمة مما تدعيه هذه الجماعات الخارجة من كهوف الزمان.

فما الذي فعله أهل غزة، بدينهم ودنياهم، حتى يجمع الله، سبحانه وتعالى، عليهم الاحتلال وحماس والحجاب والحصار وتواطؤ العرب الأشقاء وطاعون السلفية الإخوانية في وقت واحد؟
وإذا كان الاحتلال الغاشم والأنظمة العربية المتواطئة تمارس دور التحجيب والحصار المادي المطلق ضد الشعب الفلسطيني البطل المحاصر، فإن حماس، بدورها، ومن جهتها، تمارس اليوم، بكل أمانة، الحصار والتحجيب المعنوي والفكري الذي يعتبر ظهيراً ونصيراً للاحتلال، من جهة أخرى، واحتلالاً من نوع آخر، وما عجز عنه الاحتلال في ترويض وقهر إرادة وحرية الناس تمكمله حماس بيسر وهدوء أمان. إنه احتلال العقول والقلوب، وسلب راحة وأمان واطمئنان الناس والتدخل في شؤون حياتهم وصغائرها بشكل فجوغير مقبول على الإطلاق. فالاحتلال ليس عسكرياً وحسب، وإنما هو أيضاً احتلال معنوي وفكري قاتل، وتسلط على حرية الشعب الفلسطيني الشخصية، وهذا ما تفعله حماس بالضبط،، احتلال ولكن بوجه آخر؟ والغزو الفكري والثقافي وغسل الأدمغة وترويض النفوس والممارسات الفظة أقوى وأشد من الغزو العسكري. فهل هناك من أي فرق بين الاحتلالين طالما أن الاثنين يمارسان القمع والحصار ومصادرة الحريات، وكل على طريقته الخاصة، لكن النتيجة واحدة شعب مسلوب الإرادة وحرية الحياة والتفكير والسلوك والاعتقاد. ما الفرق بين حماس وإسرائيل في هذه الحال؟ وهل يمكن التمييز بين شيوخ السلفية الإخوانية وبين جنرالات وجنود الاحتلال من حيث النتيجة، وقبل أن تأخذنا العاطفة وحمى العروبة، وأخوة الدين، وإلى آخر هذه المصفوفة البلاغية التي تشوش وتضلل أكثر مما تخدم أية قضية؟ وهل نحن، وبكل تواضعنا الفقهي، في موقع أن نذكر شيوخ حماس بكل تلك البلاغة القرآنية الفذة، "في أحد وجوهها"، لأنه حمال أوجه، والتي تحض على التسامح، وعدم الإكراه في الدين، وحول مشيئة الله التي لا ترد لو أراد تطبيقها، وإلى ما هنالك من بلاغة يبدو أن الجميع ينساها حين تسمح له الظروف بإخراج المارد الطالباني من جوفه؟

الفضيلة الكبرى اليوم في غزة، ليست في تطبيق الشريعة، ولا فرض الحجاب، ولكن الحكمة في إخراج الشعب المسكين الصابر من تحت حراب الحصار الإسرائيلي والعربي الجائر والظالم، وإطعام الجياع، وإيواء اليتامي، وتعليم الفقراء، وتطبيب المرضى، والنهوض الاجتماعي والاقتصادي في عموم القطاع، وهي أهم بكثير من تلك الشكلانيات الدينية التي لم تقدم ولن تؤخر، ولا تنم عن أية رؤية وفعل حضاري يمكن البناء أو التعويل عليه. والفرصة اليوم متاحة بشكل كبير أمام شيوخ حماس لإعطاء وجه حضاري ومشرق عن التسامح والتعايش في القطاع الذي يعاني من أكثر من احتلال.

نعتقد أن في ظل الظروف القاهرة، الظالمة والجائرة التي يمر بها قطاع، من حصار واحتلال عسكري ويؤازره حصار عربي وإسلامي ملتزم ومثير للإعجاب، أنه يكفيهم هذه الظروف، وليس من المعقول الإثقال على سكان غزة، بممارسات قمعية واستبدادية وقهرية، لا تختلف كثيراً عن ممارسات الاحتلال، ألا وهي فرض الحجاب والجلباب، وتجيير الفكر والسلوك في نفس الاتجاه.

ألا من "إعرابي" غزاوي يخاطب اليوم جهراً شيوخ حماس بما خاطب به نفس ذاك الإعرابي البدوي، شيخ الاستبداد العربي مولانا وخليفة الله، الحجاج بن يوسف الثقي، أكرم اله مثواه، على ذاك الإرث العظيم الذي أورثنا إياه، ليقول لهم كفانا الله شر الاحتلال والحصار، ولندع جانباً، اليوم، شر الحجاب، رأفة بسكان غزة المساكين الذين قد لا تحملوا الحصار والاحتلال، وفوقهم الحجاب، في ذات اللحظة وذات الآن؟

وكل حصار وأنتم بحجاب أيها الأحباب






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة البحبوحات النفطية
- لا لولاية السفيه
- لماذا يطالبون بتحرير فلسطين؟
- سوريا والجيران: أما آن الأوان؟
- ألغت عرسها لأن خطيبها نجم أفلام إباحية
- اغتصاب جماعي ضد نساء دارفور
- الشاي الأبيض للقضاء على البدانة
- امرأة بريطانية على ذمة خمسة رجال في وقت واحد!!!
- إحذروا الكولا!!!
- أسيرة الجنس: الموديل الفاتنة تفر من قصر زوجها الأمير؟
- ما رغريت تاتشر بعد ثلاثين عاماً
- المثلية الجنسية في السعودية
- فضائح ُآل سعود: هل تجلد الأميرة السعودية الزانية؟
- تصحيح التفكير في عقل السوربوني الكبير2
- ابن كاسترو ضحية لعاشقة وهمية على النت
- تصحيح التفكير في عقل السوربوني الكبير (1)
- مروة الشربيني: قصة اغتيال حجاب
- الأزمة المالية العالمية: محرقة البليونيرات
- فضيحة العمدة المثلي الذي فر مع صديقه تهز تكساس
- مشيخات العبيد: كنتُ عبداً في الخليج الفارسي


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غزة-ستان: بين حصار وحجاب