أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - دراسة نقدية















المزيد.....

دراسة نقدية


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 09:06
المحور: الادب والفن
    


ثقافة

صمت الغرانيق.. ما بين موتين



علوان السلمان

كاتب عراقي



القصة صوت الفرد المتعب كما يقول اوكوتور..كونها نتاج ابداعي فردي وعطاء حسي يختزل الاشياء ويصور صراعات الوجود ..والقاص يعقوب زامل الربيعي في مجموعته صمت الغرانيق الصادرة عن دار الشؤون الثقافية / 2008 والتي ضمت بين دفتيها اثنتي عشرة قصة جمعت ما بين الرومانسية كما في سيناريو الحلم والاشياء وتأويلات الظل ومائدة الحلموالفشل حين سقط ضاحكاوالواقعية كما في اسفنديار وصمت الغرانيق و الراتب وغاز .. غاز.. مع تميز التجربة بتوظيف وسائل خاصة واعتماداغلب اشكال التعبير التي تكفل للقاص صورة موضوعية في التجسيد والتأثير .. لذا فهي تستفيد من المفاهيم التي تدعو الى التحرر واعتماد المنطق الواعي وتلتمس الواقع في بناء فني والتعبير عن تناقضاته مع قدرة فائقة في توظيف الحلم والرمز واللغة الشاعرة والاشياء المحيطة بالانسان من اجل الكشف عن اسرار التناقض الكامن في الحياة الانسانية وتسجيل موقف منها بسيطرته على وسائله الفنية وادواته السردية ومن ثم الخروج عن القواعد المرسومة كي تجعل من تجربته عالما خاصا يتفرد به ويكشف عن خصوصية التعبير والسرد عنده .. فمدار قصصه ينحصر في الحلم والموت والحياة اذ شكلت فضاءها الذي اكتسب صورته من انتقالات المنولوج الى محاور الصراع الذات والذات الآخر والمرأة..

كيف سينجو ؟سيقتلونه..

تساءلت في فكرها وكانت السماء في الخارج تعاني من طلق شديد .. وقبلان يتناهى الى سمعها صوت الرعد تناهت متطاولة عيارات نارية نحو عتمة السماءص15فالتجربة السردية عند الربيعي لا تلجأ الى الواقع مباشرة بل تلجأ الى المنطق الداخلي الذي يدل عليه الواقع .. كون الانسان يعيش في تكوين اجتماعي متناقض في مظاهر وجوده ..

فكر باستسلام كامل .. مد ساقيه تحت المنضدة .. اتخذ هيئة من ينوي التفكير بشيء محدد ومستعجل .. وكان يبحث عن وسيلة للتماسك ازاء الافكار التي تجعله يتهاوى الى الداخل ويقرقر في الداخل ويرتعب في الداخل ويستصعب الامر من كل دواخله .. ص7 ـ ص8لقد تناولت المجموعة احاسيس كاتبها ومشاهداته فشكلت صراعا بين الذات وهي تمتلك جديتها وتنزف وعيها الذي هو شكل من اشكال النشاط الذهني .. اضافة الى الحوار باشكاله الخارجية والباطنية والذي هو شكل من اشكال النشاط الاجتماعي الكاشف عن الوعي المعرفي وادراك المحيط ..والذات الاخرى المتشكلة من رماد الوجود.. ثلاثون .. واحد وثلاثون ..اثنان وثلاثون..ثلاثة وثلاثون ..اربعة..كفى .. كفى ارجوك..قاطعه بحدة ..كان اشبه بالوثوب نحو مرتفع .. لكنه يتهاوى من الداخل بتأن .. كذئب جريح مطارد .. شعر بعنف النظرات العاتبة .. الهازئة.. التي توقضك من فوق امرأة لا يحق لك مطارحتها.. حاول ان ينفلت من الخناق ..ص5فالسرد يبدو كحدث والحوار كمشهد ووصف يتبع الاحداث والافعال مع انتقالات ما بين ضمير المتكلم العائد على الراوي الذي يعد ..ثلاثون ... وضمير الغائب قاطعه بحدة والتي ساهمت في اشاعة الحيوية ومن ثم تحديد مستويات السرد ومكوناته .. بلغة تعتمد البناء الجملي القصير .. المكثف المعاني مع جنوح الى مزج السرد بالحوار مما اضفى عليه نوعا من الفنية التي تكشف عن تنويع السرد مع حركة وليونة ودرامية تفصح عن اوضاع نفسية تكشف عن سيطرة تقنية الاسترجاع فلاش باك والتأمل الوجداني الذاتي لاوضاع الآخر الاجتماعية واضفاء المشهد المسرحي الدرامي.. لذا سيطر صوت الذات والوصف والتحليل والتداعي ..حتى ان السرد الاسترجاعي للزمن الماضي يندمج بالسرد الحاضر بصيغة ضمير المتكلم لتصبح المسافة بينهما ملغاة لصالح جمالية العمل ومن ثم التأثير في المتلقي.. فالسرد القصصي عند الربيعي يقوم على زمن خطي تعاقبي .. افقي باستخدام اللغة الواعية المتدفقة بوضوح معانيها وعمق دلالاتها .. والرؤية التأملية المتمنطقة في سردها حيث ترتبط نهاياتها بمنطقية السرد الذي يمنح المشهدية التي تبطيء من سرعتهوتفسح المجال للعواطف والانفعالات الوجدانية للكشف عن نفسها ومن ثم الكشف عن سريرة الشخصية القصصية وما يدور في دواخلها من خلال التأمل الفكري .. فشخصياته تتحرك في عمق وضعها الانساني المأزوم .. لذا فهي لا تتحرك في امكنة مفترضة .. مجردة .. بل هي تعيش سيرورتها وصيرورتها في امكنة محددة وبيئة لها دلالاتها ..لذا تظهر ثنائيات متناقضة تعبر عن نسق العلاقات الاجتماعية والوجود الاجتماعي والافكار..يومها كان الوقت مساء في غرفة التحقيق .. ومساء في كل الوطن .. ومساء في بلدان اخرى..الجو يومها كان حارا .. باردا ..معتدلا .. ممطرا .. صحوا ..وكان يشكو حزنا.. هدوءا .. ارباكا ..لايعلم لم كان ذلك اشبه بالصدمة .. ص14ففضاء المكان مغلق مرة غرفة .. قطار ..واخرى مفتوحاحديقة .. بستان.. او فضاء جغرافيا او اجتماعيا او نفسيا او فكريا ..وهذه الفضاءات تفعل فعلها في الشخصيات التي ما تفتأ تحلم بالتمرد والهروب الى اماكن اخرى تحصل فيها على حريتها التي هي وعي الضرورة..لقد استمدت قصص القاص اهميتها من منطقيتها الفنية كون القصة واقع فني مبتعد عن المباشرة والسردية التفصيلية التي تبعد المتلقي عن المشاركة في العمل والكشف عن اسراره لبعده عن اليومية والوقائعية ومن ثم منح القصة تقنية مشوقة مع قدرة نقدية للواقع .. كونها تتوجه اليه بعد استلهامه واحتوائه باعتباره وضعية اجتماعية ..لذا فالمكان والزمان والشخصية متلازم في الفعل وحدوثه.. كانت النافذة التي انحسرت ستارتها مكشوفة امام أي عابر في الطريق .. لم يكن راغبا ان يسدلها كما ينبغي.. ومع هذا لم اشعر بالضير عما كان يفعله معي وانا مفتوحة العينين .. صوت الاواني ورنين معادنها ما يزال مدويا اثناء ارتطامها ببعضها.. ص44 فالقاص يحاول التحدث مع الاشياء المحيطة والتي تبدو جامدة على المستوى الواقعي لكنها في السرد اخذت ابعادها ولعبت دورها المشارك الفاعل .. فالستارة الفاصل بين الفضاء والآخر فعلت فعلها بمساهمتها في عملية خلق الاتحاد بين العالمين الداخلي والخارجي من خلال انفراجها..لقد اعتمدت المجموعة السرد المكثف مع الاكتناز باللغة الموحية المتوغلة في داخل الحدود اللفظية او الرمزية لتخلق نبضا يقترب من نبض اللغة الشعرية بتجسيم الطبيعة وبث عناصر الحياة فيها بحيث تكون متضامنة مع الانسان بتحديدها المواقف من خلال بناء علاقاتها على نحو غير مألوف بكشفها عن دلالة الفعل..صوت الدرابك ما يزال يختلط بصوت الرعد المتفجر في السماء ينزلق من بين الشقوق الزجاجية المتكسرة في خطوط زئبقية .. اصوات تتخذ طريقها نحو حنجرته وصدره ورأسه .. ص21 وهذا ينبثق من الوعي الشعري بالحياة لينمو في وجدان القاص وذهنه .. ووعيه لان الرمزالمدلول الفني احتاجه السرد لتصعيد التكنيك فيه ..مع اعتماد الشخصية ذات الطبيعة الشائكة في عمقها النفسي ..المليئة بطموحات الذات الانسانية الحالمة التي نكتشفهامن خلال الحوار الداخلي التكنيك الفني الذي يعني حوار طرف واحد او حوار بين النفس وذاتها .. كما تقول الدكتورة سهير القلماوي ..والربيعي في قصصه يعمد الى ان يكون حواره الداخلي حوارا لنفسيات متعبة قلقة .. مع اعتماد عملية التوليف الفني في رسم بعض شخوصه لتشكيل جوانبها غير المنظورة كما في التوائم الاشباح .. اذ يلجأ القاص الى الاسطورة كونها اعلى مراحل الرمز ..اضافة الى امتلاكها طاقة مشعة لتفجير الواقع.. فالبطل في هذه القصة شخصيات تؤلف عالما يتمثل بالسياسة والحب والمغامرة.. القى نظره من جديد على الانسان الثور والذي كان مايزال يرسل شخيره انه متعب وقد اصابته رائحة النفط بالغثيان ..كانت حركتها عندما فعلت ذلك رشيقة .. غير متباطئة.. سريعة .. وكان وجهها عاطفيا مشرقا ص95 حتى ان هذه القصة تذكرنا برواية الانهارلعبدالرحمن مجيد الربيعي حيث توظيف ملحمة كلكامش في كل منهما .. اما نهايات قصصه فكان الموت ملازما لها بانواعه المادية الجسدية والمعنوية..لقد كان الربيعي في صمت الغرانيق مبدعا انجز قصصه واستوفى شروطها الفنية في لحظتها التاريخية وشرطها الاجتماعي ومبرر وجودها..




#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزرعة الأقفال
- قصة قصيرة الأشباح التوائم
- قصة - تأويلات الظل
- الغائب
- للفرصة وجه آخر
- بعيدا عن وعورة الحلول البائسة
- آفة الزمن الأغبر
- جودت التميمي .. شاعرا وانسانا
- وحدة المصفدين
- شهادة أخرى
- لكي لا نفاجىءبالموت أيضا
- قصة قصيرة
- بين نازك وأمي سراط لمواصلة الانسان
- الفوضى الخلاقة .. لماذا ؟
- خطوة في الفراغ الجميل
- خطوة في الفراغ الجميل
- خطوة في الفراغ الجميل
- لقاء مع الدكتور ميثم الجنابي
- لقاء مع المناضلة والكاتبة المعروفة سعاد خيري
- السلام العادل.. بين الأصالة والثورية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - دراسة نقدية