أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق














المزيد.....

مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2730 - 2009 / 8 / 6 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو اردنا ان نعطي الموضوع حقه الكامل و نكون منصفين و محايدين في بيان الاراء و الاسباب و الدلائل واستنتاج و استدلال الخفايا و ما وراء الستار و ما يجري في الكواليس و التعرف على شيء ما من الاسرار و ما يحدث على الساحة العراقية من القتل و الارهاب و التشدد و العنف واطالة مدة عدم الاستقرار و الامان ، و اختلاف الاوضاع و الظروف و المنحنيات من فترة لاخرى، و ان تعرجنا على الجوانب المرتبطة بهذه القضية المصيرية الهامة من الناحية السياسية و الاقتصادية و النفسية و التارخية و الاجتماعية فقط ، لابد و من المفروض ان حللنا علميا ما نريد ان نعتمد و نفسر الحالة من الناحيتين اللتين لا تقل اهمية عن الاسباب المرتبطة بهما عن جوهر القضية بنفسها، و هما الظروف الذاتية و الاسباب و العوامل و الارضية الملائمة لها و الظروف الموضوعية كعامل و مسبب رئيسي و داعم لما هو عليه الوضع الذاتي من مقومات الحوادث التي تنتج من جراء تداخل الاسباب المتعددة داخليا كانت ام خارجيا و ينتج منه الرعب و الفزع و العنف و الشدة في التعامل مع الواقع.
فيما يخص الشعب العراقي و مواصفاته و تاريخه و تراكمات مراحله المتعاقبة من جميع النواحي ، يمكن ان نصفها بالارضية الخصبة الملائمة لذلك و بالاخص و هو في مثل هذا المستوى الثقافي الاجتماعي العام الذي يعيش فيه . حيث اتباع العنف و الشدة من البيت الى الشارع و الى المؤسسات المدنية و الذي يعتبر كعامل فعال و مساعد على تقبل اية فكرة دافعة وموجهة لهذه الطريق غير السوي في التربية و التعليم ، وما يتسم به الشعب من الاخلاقيات و نوعية التربية المتبنية في جميع المناطق و هي مستندة على الثواب و العقاب فقط ، اضافة الى بعض المفاهيم الاجتماعية العامة التي تشجع ذلك من قبيل الشجاعة و الرجولة و الشهامة و الشرف الرفيع و العظمة و الفخامة و النخوة و غيرها من الصفات الشرقية ، و جميعها معتمدة على القوة كمسند هام لتطبيقها عند الرجل المهيب ! . هذه من الناحية الاجتماعية و الصفات التي يتميز بها الشعب العراقي كاحد اسباب الظروف الذاتية ، اما الثقافة العامة المرتبطة بجميع فئات الشعب ليست باحسن من هذه، فهي لم تخرج من القوقع و الاطار الذي تحدده العوامل الاخرى من الاقتصادية الى الاجتماعية و السياسية و التقلبات الكثيرة التي حدثت في الوضع الاجتماعيو الثقافي العام عند تغيير الظروف السياسية . وكما استرسل الشعب طيل الحكومتا المتعاقبة و التي استلمت اكثريتها السلطة بالقوة و الدم و الانقلابات و استولت على زمام الامور و استمرت معتمدة و مستندة على الرعب و الخوف و الفزع بعيدا عن القناعة و الاسترضاء في تطبيق القوانين العامة. اضافة الى التعدد و الاختلافات في المعتقدات و المباديء و الافكارللناس بجميع مشاربهم ، و ما جرى للشعب العراقي خلال مراحله و تاريخه المديد . اي الوضع و الظروف الذاتية العام ليس بمهيئة و صالحة للعنف و الارهاب و قابلة للفوضى فقط و انما هي من العوامل الاكثر اهمية لانتشاره و اطالته بشكل عام .
اما الظروف الموضوعية التي اصبحت من الاسباب التي يمكن ان نعتبرها محاذية و مساوية ان لم تكن اكثر اهمية من الظروف الذاتية ، بل اقوى و دافع كبير له و خاصة في الحقبة الراهنة و ما شهدت المنطقة من التغييرات المختلفة بعد الحروب المتتالية و اطالتها و احداث التغيير في البنية العامة لشعوب المنطقة و في مقدمتهم الشعب العراقي بجميع فئاته المختلفة . و بما فيه من الاسباب العامة و ما يمكن ان نضمها للظروف الموضوعية الحقيقية هو التباين في الدخل العام لافراد المجتمع مع تاثيرات الصراع السياسي كعامل حاسم مع الاجراءات المخابراتية لبلدان المنطقة ، هذا جميعه ، يمكن استغلاله بالوسائل المتعددة للتوجه نحو العنف و التشدد و في مقدمتها الدين كوسيلة سهلة في تدبير ما يمكن ان تنفذ به الاهداف السياسية في سبيل ضمان المصالح العامة العليا للبلدان ذات الصلة .
بهذا يمكننا ان نؤكد بان المستوى الثقافي و الفكري العام في المنطقة و ما تتسم به العديد من مناطق العالم تدخل كاسباب مباشرة في استمداد العنف و تغذيته في العراق بشكل واسع و واضح ، مستغلين الفجوات العديدة في الكيان السياسي و الاجتماعي و المستجدات على الساحة من الجانب السلبي او الايجابي من خلال مرورهم من نافذة الديموقراطية النسبية الموجودة و هي بداية للتنقل نحو المرحلة الاخرى بعد ضمان الارضية المناسبة لتوفير الحرية النسبية الموجودة الان بعد جهد جهيد و بعد تجسيد نسبة معينة من الارضية المطلوبة لذلك ، و مما تحتاج الى سقي يومي و مستمر لاستدامتها .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
- تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
- اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
- هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
- الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
- المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
- المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم ...
- ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
- هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
- هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
- ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر


المزيد.....




- أصبحت متاجر الكتب تلجأ إلى تقديم الجعة والنبيذ للحفاظ على رو ...
- -زيارة أخوية-.. محمد بن زايد يستقبل أمير قطر وهذا ما بحثاه
- صاروخ حوثي يصيب مطار بن غوريون وشركات أوروبية تعلق رحلاتها إ ...
- رغم استئناف حركة الملاحة.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها إ ...
- رغم عدم تحقيق اللقب رسميا ـ بايرن يحتفل بلقب البوندسليغا
- بوتين: ليست هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية بأوكرانيا بعد ...
- سفير باكستان في موسكو: روسيا قادرة على المساعدة في تخفيف الت ...
- زيلينسكي يلوح بفرض عقوبات ضد دول تدعم روسيا
- رئيس وزراء فرنسا يحذر من مخاطر تتعلق بالدين العام
- مباحثات مصرية عراقية مكثفة قبل القمة العربية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق