أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام لطيفي - أنفلونزا التخلف والبنطال !














المزيد.....

أنفلونزا التخلف والبنطال !


إلهام لطيفي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


... وکأن العقلية العربية أصيبت بأنفلونزا أخطر بمرات من أنفلونزا الطيور والخنازيروهي أنفلونزا التخلف حيث اصبحت حساسة بالنسبه لأي وعي أو محاولة للتحول من قبل المرأة حيث لا تعين نفسها علي التخلص من افات الرکود الفکري و کادت تضيق الدائرة على المرأة في تصرفاتها بحجج غيرمبررة کضرورة حفظ الاناث من الافات الوافدة ...


الحکم بالجلدعلي السيدة الصحفية السودانية لبني احمد حسين احتجاجا بسبب ارتدائها بنطالا لم يکن الاول ولا الاخير من الاحکام الجائرة التي تصدربحق المرأة في العالم الثالث او بالأحري العالم العربي کما هوليس امرا غريبا علي المجتمعات المتخلفه منذ الزمن البعيد ؛ فهذه الاحکام المهينه لکرامة المرأة تارة تصدر علي البنطال في السودان وتارة تغلق النوادي الرياضيه في السعوديه وتتواصل ثانيه في اعطاءاختيار صوت المرأة الي زوجها في الکويت واخري تثير جدل النقاب في مصر داعيك عن جرائم الشرف الباقيه بقوتها حتي دفن المرأة وهي حية وحرقها وهي راقدة في النوم کما حدث اخيرا في الاهواز اما باقي الدول العربية فحدث ولا حرج .
وترى المجتمعات الشرقية في أي شکل من أشکال الحداثة بانها وافدة من الدول المتقدمة ولها تاثيرا سلبيا علي المرأة حيث کلما رکبت المرأة العربية عجلة التطور او أظهرت ملامح الحداثة وإن کانت في لباسها الشخصي أو أفاقها الفکرية فأثارت جدلا واسعا بين الاوساط العربية وکأن العقلية العربية أصيبت بأنفلونزا أخطر بمرات من أنفلونزا الطيور والخنازيروهي أنفلونزا التخلف حيث اصبحت حساسة بالنسبه لاي وعي أو محاولة للتحول من قبل المرأة اللتي لا تعين نفسها علي التخلص من افات الرکود الفکري و کادت تضيق الدائرة على المرأة في تصرفاتها بحجج غيرمبررة کضرورة حفظ الاناث من الافات الوافدة و يظهر ذلك عندما تواجه أي حرکة تحررية فکرية تخالف موازينها التقليدية وان کانت شخصية .
وتهمل هذه المجتمعات عقل المرأة ومستوى وعيها وتطوير أساليبها الفکريه المبدعة بالدراسة ووضعها المعيشي في البلدان الفقيرة وتعلق شماعة انهيارها الاخلاقي والفساد الاخلاقي علي بنطلون هذه المرأة ونقاب تلك ؛ کما لايتردد الاعلام العربي بوسائله المرئيه والغير مرئية في الانشغال بتلك الامور التافهة فيما ما يؤدي الي تشبث الاجيال في الأراء البالية دون أي تنقية عصرية للافکار التي ورثوها عن اباءهم اباءهم منذ مئات الاعوام.
فاذا أردنا ان نتمعن اکثر في الحقيقة نري بأن کلما يحصل من إصطدام فکري و نظري بين المرأة المتحررة والمجتمعات المتخلفة هو دليلا قاطعا علي الديناميکية الفکرية للمرأة ومحاولتها للوصول إلي ما وصلت اليه شقيقاتها في البلدان المتقدمة الاخري علي الاقل على مستوي الحرية الشخصية في اختيار اللباس ناهيك عن الحريات الاخرى,, وفي المقابل لانري حركة اصلاحية في مجتمعاتنا الذکورية تهتم بتنقية تقاليدنا القديمة من بعض التخلفات المحسوبة علي التقاليد و وضع استرايجية فعالة من اجل تحديث ثقافتنا وبنفس الوقت التمييز بين السئ الوافد و الايجابي الوافد ؛فعلي تلك المجتمعات التحلي بسعة الصدر من أجل الإعتراف بالتخلف في اکثر الاحيان و الاعتراف ايضا بالظواهر الايجابية في المجتمعات الحديثة من أجل دمجها بسلاسة وبشرط الا تخل بموازين ثقافتنا ؛ وللاسف الشديد لا نري أي حرکة فکرية ملموسة بل عجزفکري ملموس في المجتمعات الذکورية بأکملهامن نخب ومثقفين وأصحاب قرار عندما يتلقون الحداثة بکل تفاصيلها إن تجسدت في بنطال او کزمة أونقاب ،حيث يصبحون منفعلين تجاه ذلك ويعجزون عن دمجها وفهمها الصحيح في المسارالثقافي المألوف في المجتمع؛ ولذلک إن نرى مثلا ان تجاسرت إحدي أناثهم في قبول ذلک إرتبکوا وأثاروا جدلامحتدما وهم هاربين خائفين من کل حالة تتمرد على نواميس الاجتماعية التقليدية ؛ وتسير المجتمعات المختلفة علي هذا السير مأسورة بشکل المرأة وکلما يتعلق بظاهرها بدلا عنما تبدعه في فکر وطموح.
ويبقي الإبتزاز للمرأة والانتقاص من کرامتها الانسانية امرمستمر تعزف به المجتمعات الذکورية علي وتر نظرتها الدونية الي المرأة اللتي طالما[ المجتمعات الذكوريه] لا تقوي علي التخلص من طيات هذه الرسوب الفکري حتي تنفتح عيناها علي شمس الحرية والديموقراطية ولو في إعطاء الحق للمراة في اختيارما ترغب في ارتدائه ان کان نقابا او بنطال او.... ؛ إذن فمن الأجدر في أصحاب القرار ان تصرف طاقاتهم وتلفت انتباههم الى الفقر المدقع والأمية المتاکله اوالمشاکل الاجتماعية الاخري في اوساط شعوبها وتوظف إعلامها واقتصادها في مشاريع تخدم وضعها المعيشي وترفع من مستواها العلمي والثقافي بدلا من هذه الامور السخيفة ومن ثم تحکم بدورها بالجلد علي کل من ينشر فايروسات انفلونزا التخلف والرکود الفکري والانساني التي تلقي بالمجتمعات إلي حافة الهاوية.


أغسطس 2009



#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع المرأة الکويتية في خريف المرأة الخليجية
- الغفوة الثقافية في الأهواز، قيلولة أم رقاد؟
- أنين الأم و صيانة الفکرالبشري
- أنة الأه.....
- الکفاح الفکري بين المثقف والمجتمع؛ حلقة فارغة
- قلمي!
- إمرأة بلا حدود
- المراءة الاهوازية والتقاليد في قرن الحادی والعشرين
- المرأة الاهوازية والثورة الفکرية
- اللغة الرسمية؛ إتحاد أم إضطهاد ؟
- الفجوة بين المثقف والمجتمع،الأسباب والحلول - نظره من خلال ال ...
- دقيقة صمت وحداد علي تخلفنا الثقافي!
- من هو المثقف؟ إشكالية التثقيف بين النخب
- من هو المثقف؟...... إشكالية التثقيف بين النخب
- مابين تحريزالمرأة وإستعبادها


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام لطيفي - أنفلونزا التخلف والبنطال !