أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلهام لطيفي - الفجوة بين المثقف والمجتمع،الأسباب والحلول - نظره من خلال المجتمع الأهوازی















المزيد.....


الفجوة بين المثقف والمجتمع،الأسباب والحلول - نظره من خلال المجتمع الأهوازی


إلهام لطيفي

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الظواهر الاجتماعية قد تتماشى عادة بصورة سريعة على الأصول المتعارف عليها إذا كانت الروابط والعلاقات الاجتماعية كذلك تسير سيراً صحيحاً . أما الفجوات التي تحدث بين مكونات المجتمع فتحدث عادة مع بداية الأزمات والمشكلات . وقد تسير المجتمعات وتتطور وتتحول من حال إلى حال عبر العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحدث المشكلات عادة بعد حدوث فجوة بين الأفراد ويختل بسبب ذلك الترابط الاجتماعي
وعلى هذا الأساس فأنواع العلاقات في المجتمع هي :
1- علاقات العامة وتمثل العلاقات بين الأفراد .
2- علاقة المثقفين مع بعضهم البعض .
3- علاقة المثقف مع العامة أي أفراد المجتمع .

إن ارتباط المثقف بالمجتمع هو العامل المهم للتغيير والتحول ومن حق أي فرد أن يتساءل عن العلاقة التبادلية بين المثقف والمجتمع ومن منهما يقود الآخر .
فبالطبع إن المثقف هو الذي يقود المجتمع والمثقف كي يكون مؤهلاً لقيادة مجتمعه لا بد من أن يكون خبيراً بخباياه , محيطاً بدقائقه وتكويناته ملماً بأحداثه وتحولاته , عارفاً بكل جوانب مجتمعه لينجح في متابعة قضاياه ويحركه نحو الاتجاه المناسب والموضوعي دون إرغام أحد على اتباع نهج أو أسلوب معين أو فرض آرائه بقوة القلم . فالمثقف الذي يحبس نفسه في عزلة بعيداً عن محيطه وعالمه سيرتب أموراً لا تساير الواقع وكأنما بذلك ينتقل إلى الفراغ وتفقد أفكاره قيمتها الإنسانية , فكم هو أناني ومتعالٍ ذلك المثقف الذي لا يسّخر قدراته خدمة لمجتمعه .
نعم المثقف أحد أركان أي مجتمع ولكن هل هذا المثقف له ارتباط بمن حوله من أفراد مجتمعه أم هو في عزلة عنهم..؟؟ هل يتأثر بهم وبأفكارهم...؟؟ وهل هم يتأثرون بأفكاره أم هنالك حجر عثرة تحول بينهما..؟!
نعم فالمثقف هو لسان حال المجتمع وهو الذي يصور هموم الناس ويفهم أسبابها أكثر من العامة ويتلهف إلى البحث في داخل المجتمع للتعرف أكثر ولكن حينما تحدث فجوات بين المثقفين والمجتمعات وضعف الارتباط بين المثقف والمجتمع , فما هي أسباب الفجوة بين المثقف والمجتمع ؟ وكيف نردم هذه الفجوة وما هي الحلول لها في المجتمع الأهوازي ؟

لاشك بأن هناك أسباباً عدة للفجوة بين المثقف والمجتمع وسنناقش بعضها بشكل عام كما هو متعارف عليه عالمياً كما سنناقش الأسباب التي تختص ببعض المجتمعات وسنحاول في هذا المقال عرض الحلول من خلال التركيز على المجتمع الأهوازي .
أهم الأسباب :
ضعف الدين ورفض التقاليد من قبل المثقفين :
قد أصبح الدين هو الحاكم الأول على أغلب المجتمعات وهو المرجعية الأصلية لاتخاذ القرار وخاصة في المجتمعات الإسلامية ومن جهة ثانية أصبح المثقفون يرفضون الدين في كثير من الأحيان وهنا تنفرط إحدى أهم الحلقات التي تربط ما بين المجتمع والمثقف كما أن التقاليد قد تكون من المقومات الثقافية للمجتمعات والشعوب فهي جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية لكن قد يظن كثير من المثقفين أن تطور المجتمعات لا يتم إلا من خلال رفض التقاليد . وبالطبع اني لا اقصدالتقاليد البائده و المنسوخة.

التقدم الفكري السريع للمثقفين بسبب عصر الارتباط والإنترنت :
إن المثقفين الذي يتابعون الشبكة العالمية الإنترنت أصبحوا يغوصون في بحور المعلومات وهذا يؤدي بهم إلى التقدم الفكري السريع بينما عامة الناس لا تتابع الإنترنت وقد يكون تطورها الفكري بطيئاً وهذا عامل من عوامل الفجوة العلمية والفكرية بين الطرفين . فالنخبة المثقفه تصبح وتمسي علي الانترنت و تبني جميع علاقاتها من خلال الانترنت لذلک تدخل العالم المتسرع تطورا وتتعرف علي سبل التطور والفکري و الرقي لکن العامه هي مشغوله بحياتها اليوميه و کثيرا ما التقليديه فلا تکون لهم حاجة في الانترنت الا في الضرورة لذلک عدم التعرف علي زوايا جديده في الحياه تودي الي بطئ التطور الفکري.

حضور المثقفين في الجامعات :
إن الجامعات هي المكان الرئيس لحضور المثقفين وقد تكون الملجأ الأول والأخير للقاء المثقفين إذ يعتاد المثقفون اللقاءات وحضور نقاشات النخب والتي يتفقون معهما في الفكر وأسلوب الحوار وبسبب احتكاك المثقف مع المثقف أو النخبة يعتاد على أسلوب حوار راقٍ وهذا قد يجعل المثقف يبتعد عن العامة التي لا تعرف أسلوب الحوارات أو المعلومات مما يشكل فجوة ثقافية بين الطرفين .
ان النخبة المثقفه اعتادت الي الحضور في المختبرات و الاجتماعات العلميه ولا تهوي الحضور في المجتمعات الغير العلميه کما ان کثير من النخبة المثقفة يهاجرون من المدن الصغيرة الي المدن الکبيرة والخروج من المدن الصغيرة المدن الکبيرة يفتح امام المثقف زوايا جديده و حياة ترفيهية يطيب المعشر للمثقف فيها لم يستطيع المثقف ترکها و الرجوع الي مجتمعه.

تجميع المعارف في سبيل التقدم الفكري دون التفكير بتطبيق المعلومات على ساحة الواقع :
أصبح عصر التكنولوجيا والمعلومات يشجع المثقف على التقدم إلى الأمام فكل ما تقدم المثقف من حيث موقعه الفكري يجد نفسه متأخراً بالنسبة للعالم لذلك يصبح المثقف كنزاً للمعلومات دون أن يبحث عن مدى ملاءمتها أو استخدامها على ساحة الواقع في حلول المشكلات . والمثقف أكثر إنسان يعلم أن الثقافة ليست تراكماً معرفياً فحسب , بل هي مواقف حيّة وعمل دائم عليه ان يتحرك إليه في هيئة واعية للحق والرقي والإصلاح , لأنه لا يرضى بالجمود ولا يمكنه التعصب لفكرة أو مذهب أو نهج ما تعصباً يغذي الاضطهاد والكراهية في مجتمعه بل عليه أن يعرف بقيمة التسامح , وأن يكافح من أجل حياة أفضل للمجتمع كله بعد فهم علمي واقعي لمضمون الحياة وعوامل تطورها .

الدخول في الحياة الصناعية وتفكك العلاقات الاجتماعية :
إن مما يزيد الطين بلة هو الدخول إلى الحياة الصناعية وضعف العلاقات الاجتماعية . فكانت الحياة الاجتماعية في قديم الأيام قائمة على أقوى العلاقات الاجتماعية المفتوحة وكانت شتى الطبقات مترابطة ببعض فلم توجد إنترنت وسي تي لايت في قديم الأيام تشغل الناس في وقت الفراغ ولم تكن الطبقة المثقفة والنخب في الأسر كثيرة لكي يرتبطوا ببعض ويتركوا العامة .

عدم وجود التشكلات الحزبية والاجتماعية لإيجاد الصلة بين المثقف والمجتمع :
التشكلات الحزبية والمجتمعات هي التي تكون حلقة وصل بين المثقف والمجتمع من خلال إقامة ندوات وإصدار بيانات لتحشيد الجماهير . إن التجمعات الحزبية والمجتمعات هي التي تفتح ساحة التعرف على الأفكار فيما بين الطريفين وعندما قصرت يد الهيئات الحزبية عن العمل ضاعت تلك الصلة المطلوبة بين المثقف والمجتمع .

عدم معرفة المجتمع وفهم لغته من قبل المثقفين :
إن المجتمع كالجسم لا يستطيع طبيب أن يعالج أمراضه إلا من خلال التعرف إليه ولن تُداوى مشاكل المجتمع إلا من خلال معرفة المجتمع التامة من قبل المثقف , فالمثقف لا يعرف المجتمع كثيراً لكي يداوي ما يعاني منه ومن هنا فلكي يكون المثقف مؤهلاً لقيادة مجتمعه فلا بد له من أن يكون يعلم عن ما يجري في مجتمعه و يدرس اسباب مشاکله و ازماته و يحلل الاحداث والتغييرات التي تحدث فيه متجذرا في عوامل تلک الاحداث وإحتواء الازمات بقوة القلم و الکتابة. فکما اشرنا مسبقا ان الانفتاح الکثير او تطور المثقف الفکري السريع جعلت المثقف ان يتعالي و يسمو عن الذي من هم حوله ويراالعامه في دنو منه. لذلک يوم عن يوم عن العامه و كونه مثقف يجتمع مع من هم مثله «على شاكلته» بمعنى آخر أنه يحبذ العزلة للمثقفين..

رغبة المثقف في الافکار العالمية :
طرح مفهوم العولمة في العالم وسيطرة مخالبه على الأفكار والكتابات جعلت كثيراً من المثقفين يفكرون بالمفاهيم العالمية التي قد تكون عامة ولا تختص بمجتمع واحد ولذا أصبح التفكير في الأمور الدولية والعالمية قد يُنسي المثقفين بالتفكير بالأمور الخاصة بمجتمعاتهم .

تأثير أقلام المثقفين بهوى السلطة أو المصالح :
وهذه هي الكارثة العظيمة التي ربما بعض المثقفين تفهم ما يعاني منه المجتمع لكن بسبب تأجير الأقلام فلا تنطق بالحقيقة مع اعتذاري لبعض المثقفين الملتزمين .

هجرة المثقفين والنخب إلى المهجر :
الضغوط و المشاكل المادية والسياسية قد تودي إلى الجلاء عن الوطن في كثير من الأحيان وهذا السبب ُيعد من أهم الأسباب الذي يؤدي إلى إيجاد فجوة بين المثقف والمجتمع بسبب انقطاع الصلة بينهما .

يأس المثقف وفقدان ثقة العامة بالمثقفين :
تقسو الظروف أحياناً مع الإنسان وتجعله في مأزق كبير أحياناً حيث تضيق عليه فلا يجد همة للعمل والنشاط الدؤوب وكثيراً ما يؤدي به ذلك إلى العزلة عن المجتمع وهنا عندما يبتعد المثقف عن العامة والمجتمع تفقد العامة ثقتها بقدرات المثقف وطاقاته وهذا قد يؤدي إلى ابتعاد المثقف عن المجتمع رغم أن المثقف يعد إنساناً قوياً ذا شهامة وجرأة لاحتواء الأزمات وخوضها .

استعرضنا فيما سبق أهم العوامل التي قد تحدث فجوة بين المثقف والمجتمع باختصار ولا شك في أن كل سبب من تلك الأسباب يحتاج إلى نقاش وبحث عن جذوره وإخراج دراسة مطولة عنه مما يضيق به هذا المقال المختصر ونتركه للباحثين في كل مجال كمدخل للبحث والدراسة ولنتناول الحلول في الحلقة القادمة.

الـــــحـــــــــــــــــــــلــــــــــــــول :
من خلال البحث في أسباب الفجوة بين المثقف والمجتمع نستطيع أن نبحث عن الحلول لردم هذه الفجوة فنجد أن بعض الأسباب فرضت نفسها بقوه على المثقف وإلى حد ما لا يستطيع التغلب عليها بل في كثير من الأحيان تتغلب عليه وهناك أسباب نستطيع أن نتعاطف معه عليها ومنها :
كما أشرنا مسبقاً أن رفض الدين والتقاليد من قبل المثقفين من أهم أسباب الفجوة بين المثقف والمجتمع الأهوازي إذ لا يستطيع المجتمع أن يصغي لكلمة أحد يرفض مقدساته وكلنا نعلم أن التقالید و الدين ،المذهب مواضیع هامه ورئيسه بالنسبة للمجتمع الأهوازي فلا بد أن المثقف لكي يمرر هذه الفكرة ( رفض الدين والتقاليد ) فعلية أن لا يبرزها للمجتمع بصورة مباشرة بل بذكاء خاص وعقلياً لان عندما المثقف يرفض فکره انه يرفضها بعد تفکير و تحليل و اقناع منطقي لکن عندما يطرح رأيه عن الفکره المرفوضه من قبله لافراد المجتمع لا يستطيع ان يقنعهم عن ذلک مثلما اقنع نفسه لان المستوي الفکري بين هذا و هولاء قد يختلف کثيرا فلابد ان يبحث عن طرق ايجاد الصله وتبادل الافکار مع المجتمع دون ان يجرحه و يفضه عن نفسه وهذا هو هو الذي يسمي انجاز المثقف الواعي لکي يجعل ما حصل عليه فکريا في اطار فکري يعيها المجتمع دون اي احتکاک؛ مع انه فان کل انسان خلق حرا ان يختار سبيل حياته وان الدين شي شخصي بالنسبه للافراد وکل انسان یستطیع ان یحمل ای فکره دون ارغامها علی ای احد؛ فالمشکله هي ان الکثير من مثقفي الاهواز عندما بدأوا الحرکة الثقافية أفرطوا کثيرا في مساله رفض الدين والتقاليد تحت اطار ما يسمي بمکافحة القبلية وتلک المساله اصبحت مبدأ او شيمه او تمثال للمثقف الاهوازي - (بينما لابد ان يکون المبدأ الاول والرئيسي لکل مثقف هو التفکيرالمنطقي دون اي تطرف او تعصب سوائا کان عن التقاليد او الدين اوشي اخر وليس ان الانسان يقبل او يومن بشي دون التفکير لکی تتزلزل تلک فکره فی ادنی تغییر او الوضع علی طاوله النقاش؛ فهذا هو المبدأ ولیس ان ک تقبل الامر دون تفکیر)- ؛نعم فبعض المثقفين ظنوا بان رفض الدين والتقاليد هو من مقومات المثقف واولويات الحرکات الثقافيه دون ان ينظروا الي المجتمع الاهوازي التقليدي؛ فمن اولويات الحرکات الثقافيه هي ان ينظر المثقف الي البنية الثقافية التحتيه في المجتمع اولا ومن ثم يبحث عن طرق القاء افکاره دون ان ترفض من قبل المجتمع . فکم من تقاليدنا العربية الأهوازية جميلة ورائعه و وکم منها بائده ومنسوخه وعلي المثقف ان يحرص علي التقاليد الجميله التي ترثنا الصفاء والأخوة ويکافح التقاليد المنسوخة التي لم تودي بنا الا الي الخزي والعار ولاشک بان المجتمع الاهوازي لا يرغب بتلک التقاليد المنسوخة والمثقف هو الذي لا يخلط هذا الامرين ؛اذن فلا بد من بناء هذه النقطة المشتركة بين المثقف والمجتمع ولإيجاد تلك الحلقة الضائعة بين الطريفين.
ومن جهة ثانية لا شك بأن التقدم الفكري يُعتبر من مقومات المثقف والفرد الذي لا يتقدم فكرياً لن يطلق عليه لباس المثقف وإنما يكون مثقفا عندما يكون مستخدماً للتطور الفكري وتسخيره لخدمة مجتمعة ورقيه ولحل مشاكله فالمثقف الذي يتقدم فكرياً وبسرعة ويبعد أميالاً عن مجتمعه لن يستطيع أن يساهم في خدمة المجتمع فالأفضل أن يقف ويعالج ويغرس ما أثمره بفكره الآن لأنه كلما تقدم فكرياً دون أن ينجز فستفقد أفكاره قيمتها الإنسانية كما أن عصر المعلومات والإنترنت قد غمر العالم كله ولكن لم تاتِ الإنترنت لتسخر الإنسان ليلاً ونهاراً بل أنجزها الإنسان ليسخرها لحل المشكلات .
کما ان حضور المثقفين والنخب في الجامعات والتي کثيرا ما تکون خارج من الاهواز قد تودي الي انفصال المثقفين والنخبه وعدم تواصلهم المتواتر مع افراد المجتمع اي العامه فلابد ان المثقفين والنخب ان يعودا الي بلدهم بعد التخرج لکي يحضروا مشاکل المجتمع ويبحثوا عن طرق الحل ؛ فالحضور في المختبرات والموتمرات قط لم ينفع المجتمع الاهوازي في حل مشاکله فعلي المثقفين والنخبه ان ان يحضروا المجتمع الاهوازي ويتواصلوا مع العامه لکي لا تضيع تلک الصله المباشره بينهم کما ان حضور المثقف في البلاد الاخري لا تخدم تلک البلد مئه بالمئه لان المثقف التي يحضر الجامعات في تلک بلاد لا يستطيع ات يغير في ثقافه تلک بلد بل هو الذي يندمج بتلک الثقافة ويصبح جزء من ثقافه تلک البلد التي يختلف کثيرا عن ثقافه بلد امه والتی کثیرا یودی الی الزواج فی تلک البلد وبناء حیات بعیدا عن بلد المثقف وهذا الامر لم يرث له الا الاشکاليه الفکريه والثقافيه ويعين الظروف ان تقضي علي فکر المثقف وفي هذا الحال يصبح المثقف سامعا ومطیعا وليس قائلا و ومغيرا اذن لابد من الرجوع الی بلد الام فی سبیل خدمه المجتمع الاهوازی.
ناقشنا في اسباب الفجوة بين المثقف احد الاسباب وهو رغبه المثقف الي التقدم املا ان نحصل الي حلول لهذا الامر ومن هنا نقول إن كل إنسان سواء كان مثقفاً أو غير مثقف يطمح إلى التقدم لكن مهمة المثقف قد تختلف تماماً عن غير المثقف إنه يتقدم لكي ينجز فلابد للمثقف الاهوازي أن يفكر بتطبيق المعلومات على ساحة الواقع واستخدامها لحل الأزمات والمشاكل التي تزيد يوما عن يوم في مجتمعنا من تخلف ثقافي الي.... فالمجتمع الاهوازي اليوم هو بامس الحاجة الي المثقف التي ينير له الطريق وان يکون متواجدا بين جناحيه وان يزيل عنه الشکوک والاوهام فالمثقف التي يحبذ الي العزله ويبحث عن التقدم الفکري فقط لا يحل اي مشکله من مشاکل المجتمع فإذا كان يريد التقدم دون عرض حلول لمشاكل المجتمع فليبق في تقدمه ولنسلب منه صفة المثقف .
قد تكون الحياة الصناعية في المجتمعات الصناعية وبما أن المجتمع الأهوازي قد يقع في ممر المجتمعات غير الصناعية التي تحولت إلى المجتمعات الصناعية قد لا يصدق هذا السبب كثيراً لحدوث فجوة بين المثقف والمجتمع الأهوازي .
عدم وجود التشكلات الحزبية هو ايضا احد اسباب التي ناقشناه في ما سبق إن هذا السبب من الأسباب لا يقتصر على المجتمع الأهوازي فقط فعندما افتقدنا التشكلات الحزبية والجمعيات الثقافية فهل يجب علينا أن نصمت وتأخذنا الظروف إلى حيث شاءت وبالطبع قد يكون الجواب لا .فصفة الإنسان الواعي والساعي هو أن يخترق الظلام دائماً ويبحث عن نوافذ النور والبحث عن حلول لذلك وهي حضور المثقف في المجالس الشعبية التي كثيراً ما تقام في مجتمعنا والحمد لله إن المجتمع الأهوازي لم يدخل في المجتمعات الصناعية وضعف الروابط الاجتماعية إلى حد ما لذلك نستطيع أن نستغل مجالس الفرح والعزاء لتوعية الناس واناره الطريق اليهم ؛ فبدلاً أن نلعن الظلام ونعطل العمل علينا أن نضيئ شمعة ونستمر بالعمل ولو بصورة ضعيفة ولو أنا ربما لا نحصل على شي بل الأفضل أن لا نفقد شيئاً على الأقل .

معرفه المجتمع وكيفية الدخول في آفاقه والسير في مجاريه للتأثير والتوعية المطلوبة ويقترب هذا العامل كثيراً مع السبب الآخر وهو ضرورة معرفة المجتمع الأهوازي وفهم لغته العامة من قبل المثقفين وأن معرفة المجتمع الأهوازي معرفة تامة قد تكون عاملاً رئيساً لاتخاذ استراتيجيات للتأثير والتغيير وفي النهاية تثقيف المجتمع , إن لغة العامة قد تختلف كثيراً عن لغة المثقفين والنخب کما اشرنا مسبقا فإذا أراد المثقف الاهوازي أن يؤثر على المجتمع الاهوازي فلا بد من فهم لغته والتقرب إلى واقعه الذي يعيش فيه والتعاطف الاکثر مع افراده فکم بحثنا عن المجتمع الاهوازي بصورةعلمية وآکادمية وکم حددنا المشاکل الرئيسيه فيه لکي نبحث عن حلول اليها؟
نعم اذ اردنا ان نبحث عن حلول عن مشاکل المجتمع الاهوازي فلابد ان ندرسه دراسه علميه وميدانيه لکي نخصص لمشاکله حلول عقليه.

أن العولمة كادت أن تطحن المجتمعات كطحن الرحى ولا يوجد أي نقاش أو حوار في هذا الكلام لرفضها أو تحديد كيفية التعامل معها لکن نستطيع ان نقول إنما قد طرحت مفاهيمها حالياً على المستوى الاقتصادي والسياسي وقليلاً ما على المستوى الثقافي والاجتماعي ويحق للمثقف أن يحبذ السير مع الأفكار العالمية والدولية لكن هل يصلح له أن يهمل المستوى الثقافي والاجتماعي بما له من صلة مباشرة مع المستوى الاقتصادي والسياسي؟ والجواب بالتکید ان یکون لا ولابد من الانتبته الی هذه النقطة الهامة .
أشرنا مسبقاً عن أحد الأسباب الذي يؤدي إلى وجود فجوة بين المثقف والمجتمع وهو هجرة المثقف إلى المهجر فلهذا السبب وجهان أحدهما إذا كانت الظروف تهدد حياة المثقف من حيث الظروف السياسية فليعمل المثقف حسب الأولويات فيبدأ بالأهم ثم الأهم وبالطبع حياة المثقف في المهجر قد تكون أفضل من مماته وإخفاقه في المجتمعات والوجه الثاني هو إذا لم يكن هناك تهديد لحياة المثقف مع بقائه في بطن المجتمع وهذا سيؤدي إلى لمعانه الأكثر بالطبع وبقائه في المهجر سيؤدي إلى الابتعاد أكثر عن المجتمع وتحوله إلى قوة تكتب وتشكو من خلال أخبار وتقارير تأتيه من داخل المجتمع و ولابد ان ان لا يکتفي المثقف بهذه الاخبار .

يأس المثقف وعدم ثقة المجتمع فيه : يقول المثل القديم« لولا الأمل خاب العمل» وكم تمتلئ أمثالنا بالحكم الصائبة أما الحياة فمملوءة بالمصائب والنكبات والمثقف هو الذي لا يأس ولا منه القلم يبس أي يجف فالمثقف يختلف تماماُ عن العامة إنه يستوعب الأزمات ويعرف أسبابها لذلك يستطيع أن يبحث عن حلولها أو على الأقل يمارس الاستراتيجيات واحدة تلو الأخرى لحلها فهو ما دام يستخدم فكره لحل الأمور فلن يدخل اليأس إلى قلبه .
أما الشق الثاني لهذا العامل فهو قله ثقة المجتمع بالمثقفين فالعامة لا تعرف عن أسباب الأزمات والمشاكل شيئاً وتتأمل حل المشاكل والأزمات بسرعة فهي لا تعرف أن المسائل الاجتماعية لا تتغير بسرعة فالمثقف هو الذي يعرف مصائب المجتمع ويقترح لها حلولاً وعندما لا ترى العامة والمجتمع حلولاً سريعة أو تغييراً للأوضاع نحو الأفضل فإنها ستفقد ثقتها بالمثقفين ولهذا فقد ييأس المثقف من العمل ويبتعد عن المجتمع فلا تجد العامة حلاً سريعاً لمشاكلها وعدم التغيير بالأوضاع يفقد الثقة بالمثقف وهذان الأمران قد يؤديان إلى الفجوة . إذا فعندما يكون المثقف لديه أمل بتغيير الأوضاع ومؤمنا بدوره التوعوي فلا يترك المجتمع أبداً و العامة عندما تجد المثقفين متواجدين بينهم ويشعرون أنهم يتفهمون ظروفهم لا يفقدون الثقة بهم وعلى الأقل يساندونهم .

استعرضنا في ما سبق ثمه حلول لعده اسباب تودي الي الفجوه بين المثقف والمجتمع من خلال المجتمع الاهوازي وبالطبع ان هذه الحلول لم تکن هي الاولي والاخيره وکل مثقف يستطيع ان يقترح حلول الي ردم هذه الفجوه التي کادت تکبر يوما عن يوم فیا حبذا ان ینهض مثقفی الاهواز الی البحث عن هذه الفجوه واقتراح الحلول لها قبل ان نتضرر منها اکثر من هذا .

وأخيراً وليس اخرا فالمثقف إذا أراد أن لا يبتعد عن المجتمع ويسهم في البحث عن حلول مشاكله فلا بد له من أن يقترب ويعايش ويكافح مهما قست عليه الظروف ويلح علي ممارسة دوره الناقد بصوره متواصله ويحاول ان يکون مع المجتمع و أن يقنع المجتمع بآرائه وأفكاره. وهذه هي النقطة الجوهرية والتي لابد للمثقف أن يتبناها ليبذر بذوره في الأرض القابلة لآلية هذا النوع من البذور لتنمو وتعلو أشجاراً يانعة.. حسب کلام احد الباحثين الکرام. وهذا ما نلح إليه حيث أن المثقف والمجتمع لابد أن يكونان يداً واحدة لتنهض بالمجتمع إلى الرقي والتطور وعدم الانزلاق في متاهات .فبناء الثقافة داخل أي مجتمع يتطلب وجود مقومات لها ومن أبرز تلك المقومات تلاحم الصفوف وترابط البناء وتأقلم وانسجام الآراء بعيداً عن مصادرتها أياً كانت ومهما كانت، بين المثقفين وكافة أفراد المجتمع.



#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقيقة صمت وحداد علي تخلفنا الثقافي!
- من هو المثقف؟ إشكالية التثقيف بين النخب
- من هو المثقف؟...... إشكالية التثقيف بين النخب
- مابين تحريزالمرأة وإستعبادها


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلهام لطيفي - الفجوة بين المثقف والمجتمع،الأسباب والحلول - نظره من خلال المجتمع الأهوازی