بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 05:55
المحور:
الادب والفن
" خذوا الدنيا " نادى جوبيتر (زيوس) الناس من أعاليه ،
"خذوها، ينبغي أن تكون لكم !
أهديها لكم للتوارث ولتملُّـكٍ أبديٍّ-
ولكن قسِّموها بأخـوّة بينكم ."
وهنا أسرع كلُّ من لديه يدان لينال بغيته ،
أثار حماسَ الشابِّ والعجوز ؛
سيطر المزارعُ على فواكه الحقل ،
والشابُّ النبيلُ المَحـتِـدِ جاس خلال الغابة للصيد.
التاجر أخذ أكثر ما يمكن أنْ تحتوي مخازنُـه ،
وانتقـى رئيس الدير أجودَ النبيذ ،
و الملك وضع حواجـزَ على الجسور والطرقات
وقال : العُشْـرُ هو لي."
متأخراً جداً ، وبعد أن تم التقسيم ،
اقترب الشاعـر ، فقد جاء من مكانٍ جدِّ بعيد –
آخ! لا يُرى أيُّ شيء قطّ الآن ،
فكلّ شيء له مالك !
"وا ألمي ! أينبغي أنْ أكون وحدي منسيّاً
من كلِّ شيء ، أنا ، ابنَـكَ الأكثرَ إخلاصاً ؟
وأطلقَ النّواح مدوِّيـاً
ورمى بنفسه أمام عرش زيوس .
" عندما أطلتَ المكوثَ في أرض الأحلام ،"
أجاب الربُّ " إذاً لا تتخاصم معي .
أين كنت عندما قُسِّمت الدنيا ؟"
" كنتُ" قال الشاعر، بقربك."
" عيني كانت مُحدِّقة بمُحيّـاكَ ،
ونحو تناغـم ألحان سمـائكَ أرهفتُ سمعي ،
سامحِ الروح التي انتشتْ من ضيائكَ
فأضاعت الأرضـيّـةَ ."
" ما العمل ؟" قال زيوس ، " الدّنـيـا أُعطِـيَـت ،
الحصادُ ، الصَّيـدُ ، السّوق ليستْ ملكي بعد الآن ،
إذا أردت أن تعيشَ معي ، في سمائي -
أيّانَ تأتِ ، تكـنْ مفتـوحـةً لكَ ."
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟